الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اعتقال مدرس إسرائيلى بسبب تبريره لهجوم «حماس» بعد انتهاء أسطورة الجيش الذى لا يقهر سقوط أكذوبة الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط!

إسرائيل التى تدعى أنها الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط تعتقل مدرس تاريخ ومدنيات يعمل فى مدرسة فى مدينة «بيتح تيكفا» بوسط البلاد، لقيامه بتبرير عمليات الاغتصاب والهجمات الأخرى التى نفذتها حركة حماس فى 7 أكتوبر. وزعم المشتبه به فى مجموعة لتبادل الرسائل مع مدرسين آخرين فى أعقاب اندلاع الحرب فى تعليق على ما يبدو على روايات تفيد بأن مسلحى حماس اغتصبوا النساء خلال هجومهم الدامى فى جنوب إسرائيل: «ألم يغتصب جنود إسرائيليون فلسطينيات؟ هم يفعلون ذلك منذ عام 1948 وهذا لا يدخل فى الكتب المدرسية».



 

 وكتب فى مناسبة منفصلة: يسمح لشعب محتل أن يفعل أى شىء مطلوب حتى ينجح نضاله، مبررا كما يبدو هجمات حماس التى قتل مسلحوها حوالى 1200 شخص واختطفوا 244 آخرين على الأقل إلى غزة وفقا لما نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل. 

وبعد تقديم شكوى، قررت بلدية بيتح تيكفا ووزارة التربية والتعليم إقالة المدرس من وظيفته؛ ومثل المشتبه به أمام المحكمة، حيث قرر القضاة تمديد اعتقاله بينما تواصل الشرطة تحقيقاتها؛ ووفقا لوسائل إعلام عبرية؛ فإن للمشتبه به تاريخًا فى التعبير عن دعمه للإرهاب والإساءة لقوات الأمن وحتى قيامه بالإشادة بمنفذ هجوم. وبسبب منشور كتبه مدرس يشتبه فى دعمه للإرهاب وفقا لتايمز أوف إسرائيل وتبريره لطوفان الأقصى التى ارتكبتها حماس فى 7 أكتوبر: «ألم يغتصب جنود إسرائيليون فلسطينيات؟ إنهم يفعلون ذلك منذ عام 1948، وهذا لا يدخل فى الكتب التعليمية». وقبل ذلك كتب فى العام الماضى واصفا شابا قام بتنفيذ هجوم دهس بأنه ليس إرهابيا، كما قام بنشر منشورات على الإنترنت تشجع الهجمات ضد الجنود وأفراد الشرطة الإسرائيلية. ووصف المشتبه به طيارى سلاح الجو الإسرائيلى بأنهم قتلة أطفال وشجع طلاب المدارس الثانوية على رفض الخدمة العسكرية.

وكتب عن الطيارين إنهم يعرفون تمام المعرفة ما ستكون عليه النتائج، ومع ذلك يختارون الانصياع للأوامر. وتقول الشرطة إنها تنتهج سياسة عدم التسامح مطلقا تجاه التحريض على العنف ودعم الإرهاب مع احتدام الحرب ضد حماس؛ وأنه تم تقديم 48 لائحة اتهام ضد المشتبه به بالتحريض على العنف والإرهاب منذ بداية الحرب. ووفقا لبيان الشرطة، فإن السلطات حققت فى 381 منشورا، وفتحت قضايا فى 173 منها بسبب شبهات بالتحريض ودعم الإرهاب. فى وقت سابق من الشهر الحالى، كشف وزير الداخلية النقاب عن اقتراح من شأنه السماح لإسرائيل بتجريد الأفراد من الجنسية إذا أعربوا عن تضامنهم مع منظمات إرهابية أو حرضوا على الإرهاب خلال أوقات الحرب. وجاء مشروع القانون وسط الغضب الذى أثارته منشورات للممثلة العربية البارزة ميساء عبدالهادى التى تم تقديم لائحة اتهام ضدها بتهمة دعم حماس من خلال التعبير عن سعادتها بالمذبحة التى ارتكبتها الحركة عبر وسائل التواصل الاجتماعى.

والمشتبه به الذى كان يُدرس فى مدرسة فى بيتح تيكفا والذى تم إيقاف عمله بعد الحادث، كتب لمجموعة من المعلمين أن الشعب المحتل مسموح له أن يفعل كل ما هو ضرورى للنجاح فى نضاله؛ وتم اعتقال المدرس الذى يعيش فى القدس، والذى قام بتدريس التاريخ والمواطنة فى مدرسة فى بيتح تيكفا، للاشتباه فى دعمه للإرهاب وحماس خلال فترة الحرب وفقا للديموقراطية الإسرائيلية. وتم تقديمه إلى المحكمة وتم تمديد حبسه 4 أيام. وبحسب الشبهة، من بين أمور أخرى، نشر المشتبه به اتهامات ضد جنود جيش الدفاع الإسرائيلى بالاغتصاب المستمر فى مجموعة من المعلمين؛ والغريب أن كل المواقع الإسرائيلية نشرت صورة المدرس ولم تنشر اسمه؛ عدا موقعا واحدا هو تايمز أوف إسرائيل فقد نشر صورته وأخفى وجهه واسمه؛ وهو ما يعد قمة الديموقراطية فى إسرائيل. 

وأضافت الشرطة: «للأسف، قام عدد من المغردين على مواقع التواصل الاجتماعى بتبرير تصرفات المشتبه به ومنشوراته، وتشويه الواقع بالنسبة لظروف وأسباب اعتقاله. ونحن نأخذ هذه القضية على محمل الجد، والتى فيها مدرس تاريخ ومربى أطفال فى إحدى المدارس فى إسرائيل يشوه التاريخ، ويصف طيارى جيش الدفاع الإسرائيلى بالقتلة، ويبرر أعمال العدو ويساعده فى زمن الحرب، من بين أمور أخرى، من خلال افتراءات وفقا لديموقراطية إسرائيل تشمل اتهام جنود جيش الدفاع الإسرائيلى بالاغتصاب. ومن خلال المنشورات التى تضفى الشرعية على الإرهابيين وتدعمهم وأسوأ أعمال الإرهاب».

ويقول موقع إسرائيل هيوم؛ إن اتهامات المدرس الخطيرة والكاذبة لتبرير أعمال الاغتصاب الصادمة التى قام بها إرهابيو حماس فى 7 أكتوبر ولإضفاء الشرعية عليها، وهو أمر ربما لم يفكر فيه حتى إرهابيو حماس، وكل ذلك أمام الأساتذة المصدومين بالإضافة إلى ذلك، فقد نشر أيضا تصريحات ضد دولة إسرائيل، التى تساعد الإرهاب وتعطيها الشرعية لارتكاب الفظائع، حيث كتب: يجوز لشعب محتل أن يفعل كل ما هو ضرورى للنجاح فى نضاله.

ومنذ عدة أشهر، برر تصرفات الإرهابى ونفى الإرهاب عندما نشر على الإنترنت: لقد دهس ستة أشخاص، لكنه ليس إرهابيا. بالإضافة إلى ذلك، وبحسب الشبهة، كان ينشر كلمات تشجيعية ويقف إلى جانب مثيرى الشغب العنيفين ضد رجال الشرطة والجنود، ويرثى الإرهابيين ويصف موتهم بالبراءة. كما تم اتهام المعلم بالتعبير عن مشاعر معادية للجيش الإسرائيلى فى الماضى ومحاولة تشجيع طلاب المدارس الثانوية على رفض الخدمة فيه. ويأتى اعتقاله بعد أن التزمت الشرطة الإسرائيلية بسياسة عدم التسامح مطلقا تجاه ما سمته «التحريض على العنف والإرهاب» منذ أن شنت إسرائيل عملياتها على قطاع غزة.

وعلى جانب آخر؛ يتعرض عرب إسرائيل لحملات اعتقالات وطرد من الدراسة والعمل وللملاحقات بسبب منشورات تضامن مع غزة؛ ففى خضم الحرب المتواصلة بين حركة حماس وإسرائيل طُرد عدد من عرب إسرائيل والفلسطينيين فى القدس الشرقية المحتلة من العمل أو الجامعة أو سجنوا بسبب منشورات وتضامنت مواقع التواصل الاجتماعى مع قطاع غزة، وفق شهادات وبيانات للشرطة الإسرائيلية. وكتبت صحيفة هآرتس أن حالة الطوارئ المفروضة حاليا فى إسرائيل تشكل أرضا خصبة لانتهاكات الحقوق الفردية، وفى المقام الأول حرية التعبير، خاصة بعد طرد المدرس من العمل أو الدراسة وملاحقات واعتقالات، هذا ما تعرض له عدد من عرب إسرائيل والفلسطينيون فى القدس الشرقية المحتلة للطرد من العمل بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعى تتضامن مع قطاع غزة؛ وذكرت المحامية عبير بكر، موكلة الفنانة دلال أبو آمنة التى اعتقلت أيامًا لفترة قصيرة فى مدينة الناصرة أنها كانت توجهت إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى بعد أن تلقت مئات رسائل التهديد بالقتل باللغتين الإنجليزية والعبرية لها ولعائلتها، فتم التحفظ عليها لأنها نشرت تعليقا على فيس بوك. وأضافت: وضعوا الكلبشات الحديد فى يديها وقدميها وتعاملوا معها بإهانات وإذلال. يريدون أن يخيفوا الناس ويلقنوهم درسا عبر دلال، متابعة: لقد كتبت فقط جملة واحدة ونشرت دلال أبو آمنة على صفحتها منشورا باللون الأسود جاء فيه «لا غالب إلا الله». وقالت الشرطة الإسرائيلية فى بيان إنها أوقفت أبو آمنة بشبهة نشر منشور تحريضى وبشبهة سلوك قد ينتهك السلم العام. 

وبالإضافة إلى كونها مغنية، دلال أبو آمنة طبيبة وباحثة فى علم الأعصاب فى مدينة حيفا ولديها مليون متابع على إنستجرام وقضت محكمة الصلح فى مدينة الناصرة بإطلاق سراحها من السجن وفرضت عليها الإقامة الجبرية فى بيت والدتها بمدينة الناصرة ودفع كفالة مالية بقيمة 2500 شيكل أى نحو 625 دولارا، وعدم كتابة أى مدونة تتعلق بالحرب والظروف الراهنة لمدة 45 يوما. ويوميا، تنشر الشرطة بيانات عن اعتقال أشخاص كتبوا أو وضعوا إشارات إعجاب لايك على محتوى أو صورة تعتبر تحريضية. وبين هؤلاء من تداول بأشرطة ڤيديو لإسرائيليين قتلوا خلال هجوم حركة حماس فى السابع من أكتوبر على إسرائيل، وفقا للشرطة. وقتل فى إسرائيل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا على أيدى حماس فى اليوم الأول من هجومها غير المسبوق وفقا لمسئولين إسرائيليين ديموقراطيين مثل بلدهم وحكومتها.