محمد الجزار
100 يوم من الحرب البربرية والشرق الأوسط على حافة بركان غزة
قرابة المائة يوم، وما زالت حرب إبادة غزة مستمرة أمام أعين الضمير العالمى وأمام الصمت الجبان من الجميع وأكثر من 23 ألف شهيد و60 ألف مصاب، كلهم سقطوا أمام أعين أكثر من 8 مليارات إنسان لا علاقة لهم بما يحدث لبشر مثلهم يقتلون وتتم إبادتهم، وأرواحهم سوف تصعد إلى السماء لتشكو الجميع لرب السماء والأرض وسط صور حزينة ومؤلمة وغير بشرية لعدو همجى ومتغطرس وعصابة دعم دولية بقيادة أمريكا وأتباعها من الغرب، وبمرور أيام القتل أثبت الجميع أن الحق أصبح ضلالا وأن العدل انتهى والظلم ساد والصهيونية والهمجية هى صاحبة القرار والإبادة مستمرة وسط الصمت من الجميع، وأسرار عظمى تكشف كل ساعة منها مطالب بعض أبناء الدم والدين من إسرائيل بإبادة أهل غزة!
وأسرار أخرى سوف تأتى من جزر بعيدة ومظاهرات أحرار شعوب العالم فى كل مكان لكن دون جدوى، وحرب غير متكافئة بأحدث الأسلحة واستخدام الذكاء الاصطناعى فى إبادة أطفال ونساء وشيوخ عزل لا يملكون أى شىء يقفون ويتساقطون على أرض محروقة، وحياة أصبحت مستحيلة والمنظمات الدولية والأممية ومجلس الأمن الجميع انتقل إلى الرفيق الأعلى ومنظمات حقوق الحيوان والإنسان أصابها الشلل والعمى وزيارات رجال أمريكا الأشاوس لاستمرار الدعم الأمريكى والغربى لا لحل القضية بل لدعم إسرائيل وفتح مخازن الأسلحة الحديثة والممنوعة دوليا على مصراعيه، لتفعل إسرائيل ما تشاء قنابل عنقودية وأخرى انتقامية حارقة كل شيء أمام إسرائيل متاح بتصريحات وموافقات ومباركات للأسف عربية وأمريكية وغربية. أربع جولات قام بها كبار رجال أمريكا الأشاوس وبعدها فجأة يطالب وزير خارجية أمريكا بعدم إيذاء المواطنين والحفاظ على البنية التحتية لغزة.. أين حمرة الخجل؟!
أى مواطنين تطالب بالحفاظ عليهم وعدم إيذائهم بعد استشهاد أكثر من 23 ألف شهيد و60.000 مصاب أى بنية تحتية يتحدث عنها هذا الأشوس الأمريكى بعد تدمير غالبية غزة ومساوتها بالأرض وانتهاء أحياء ومدن كاملة، ومن تخدعون هل هناك أحد ما زال يسمع هذا الهراء وهذه المواربة وهذه المسكنات، لقد أفاق الجميع وفهموا تفاصيل اللعبة والفخاخ التى صنعت للشرق الأوسط، وما تم تخطيطه داخل أمريكا لتفتيت وتقسيم الشرق الأوسط. مائة يوم والعالم صامت، بل مات، والكوارث والمجازر والإبادة مستمرة والوزير الإنسان الخلوق يطالب بعدم إيذاء المواطنين الفلسطينيين، هل تعلم معالى الوزير رقيق المشاعر أن طفلكم المدلل إسرائيل قتل 8 آلاف طفل خلال الـ100 يوم؟ هل تعلم سيادة الوزير أن هناك أكثر من 165 طفلا معتقلا فى السجون الإسرائيلية يتم التحقيق معهم يوميا وهم مقيدو الأيادى ومعصومو العيون وأن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال جعلت العام الماضى هو أسوأ عام بحق أطفال العالم.
وبين حين وآخر تظهر بعض الأصوات التى تدغدغ المشاعر وتخدع العرب البسطاء الضعفاء بأن الموقف الأمريكى والغربى اختلف تجاه إسرائيل، لكن كلها خداع استراتيجى من أجل استمرار القضاء على فلسطين، مع استمرار مجرم الحرب السفاح نتنياهو فى الإصرار على إبادة غزة وعدم وقف إطلاق النار من أجل القضاء على حماس، إنهم حقا عصابة تدمر كل شيء ومثل ما فعلوا مع الصحفية شيرين أبو عاقلة وقتلها بدم بارد ولم يحاسب أحد ولن يحاسب أحد لأن قواعد اللعبة كلها أصبحت معروفة، يفعلون مع باقى الصحفيين الذين تحولت كلماتهم إلى طلقات رصاص تفضح جرائم إسرائيل ومن أكثر الصور المؤلمة قصة صمود الصحفى وائل الدحدوح أمام أكبر ظلم يتعرض له إنسان فى التاريخ لدرجة أنهم أطلقوا عليه أبو الشهداء، فماذا يحدث لهذا البطل الذى تتوالى عليه الكوارث ويظل صامدا كالأسد فى مواجهة الكلاب والخونة يقف شامخا من أجل الوطن فقد رحلت زوجته وسقطت دموعه لكنه لم يستسلم وأكمل المسيرة فى ساحة الصمود من أجل الوطن ثم ماتت صغيرته ووضعها أمام أعين العالم بيده داخل كفنها وكتب اسمها بدماء الوطن، وكان يستمد العون والبشارة من الله وأكمل طريقه من أجل أن يؤدى دوره ومن أجل أن يشفع فيه الشهداء زوجته وابنته ولم يتحمل قلبه وأحزانه الصدمة الكبرى برحيل ابنه الأكبر حمزة، والعالم والمنظمات كل ما فعله هو إدانة ما يحدث للصحفيين من استهداف لهم ولأسرهم تجاوز العدد 100 صحفى وإعلامى، لدرجة أن الفلسطينيين أصبحوا لا يجدون أماكن لدفن شهدائهم أو حتى جرحاهم الذين يموتون لعدم القدرة على علاجهم، 100 يوم على إبادة غزة وأخيرا موافقة على دخول لجنة أممية لتوصيل المساعدات لغزة، سيظل الأحرار فى العالم يفكرون طويلا فيما حدث خلال 100 يوم من الظلم والعدوان والهمجية والعنصرية ضد أطفال ونساء عزل فى غزة ورفض وقف إطلاق النار، ورغم كل شىء ستظل فلسطين عربية.