الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الكنائس المصرية تحتفل بليلة الميلاد المجيد.. الرئيس يستكمل طريق دولة المواطنة

تحتفل الكنائس المصرية بعيد الميلاد المجيد فى وسط أجواء احتفالية



 شملت الدولة المصرية كلها.

فمع بداية العام الجديد تزينت الشوارع المصرية بألوان الكريسماس المميزة فتألقت الشوارع بالأخضر والأحمر والذهبى، كما تزينت الميادين بأشجار الكريسماس وبابا نويل والنجوم الذهبية.

 

استكمالا لطريق المواطنة ومفهوم الجمهورية الجديدة الذى أرساه الرئيس عبدالفتاح السيسى ووضع أساسه بداية من عام 2015 من المقرر أن يزور الرئيس مساء اليوم المصريين فى كاتدرائية الميلاد بالعاصمة الإدارية الجديدة ليقدم التهنئة من هناك لجموع الشعب بمناسبة العام الجديد وكذلك ليهنئ البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وأقباط مصر بعيد الميلاد المجيد.

لقد أصبح اسم كاتدرائية «الميلاد» هو عنوان وإشارة «ميلاد» مفهوم جديد للمواطنين الحقيقية التى يرسخها الرئيس فى أذهان الشعب كله فمن هناك ترسل مصر رسائل قوية للعالم كله بأن الأوضاع والأحوال تسير فى طريق مختلف نحو مستقبل أفضل ومتساو للجميع.

لقد أصبح عيد الميلاد المجيد أيقونة ورمزا لتأسيس وترسيخ مبدأ المواطنة الحقة والذى وضع أساسه الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية والذى يحرص دائما على زيارة الأقباط قبل بدء صلوات قداس العيد ليقدم لهم التهنئة معلنا ترسيخ مبادئ الجمهورية الجديدة القائمة على المعايشة الحقيقية، وهو الأمر الذى يترك أثرا طيبا فى نفوس الأقباط بشكل خاص.

ويعد عيد الميلاد ثانى أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة المجيد، ويُمثل تذكار ميلاد المسيح وذلك بدءًا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر فى التقويمين الغريغورى واليوليانى غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التى تتبع التقويم اليوليانى عشية 6 يناير ونهار 7 يناير.

 ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد المسيح فإن آباء الكنيسة قد حددوا ومنذ مجمع نيقية عام 325 الموعد بهذا التاريخ.

ويتوافق مع عيد الميلاد احتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة عند أغلبية المسيحيين واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة عيد الميلاد وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وانشاد الترانيم الميلاديَّة وتناول عشاء الميلاد. ولدى هذه العادات الاحتفالية المرتبطة بعيد الميلاد فى العديد من البلدان أصول من العصور ما قبل المسيحية وأصول علمانية بالإضافة للأصول المرتبطة بالمسيحية وتحتفل أعداد كبيرة من غير المسيحيين ثقافيًا بالعيد أيضًا.

فى المسيحية المبكرة لم يتم الاحتفال بعيد الميلاد، لاحقًا ومع بدء ترتيب السنة الطقسيّة اقترحت تواريخ متعددة للاحتفال بالعيد قبل أن يتم الركون إلى تاريخ 25 ديسمبر بعد نقاشات مستفيضة حول التاريخ الأنسب للاحتفال.

غير أن بعض الكنائس كالكنيسة الأرمنيّة كانت ومن قبل التحديد فى 25 ديسمبر قد جمعت الميلاد مع الغطاس فى عيد واحد، ما دفع إلى إقامتها الميلاد مع الغطاس فى 6 يناير لاحقًا، ومع إصلاح التقويم اليوليانى ونشوء التقويم الغريغورى المتبع فى أغلب دول العالم اليوم، نشأ فرق فى التوقيت بين 25 ديسمبر اليوليانى الشرقى و25 ديسمبر الغريغورى الغربى، ولكون الفرق يتزايد بمرور القرون، فالفرق حاليًا ثلاثة عشر يومًا وغدت الكنائس التى تتبع التقويم اليوليانى الشرقى تقيم العيد فى 7 أو 8 يناير فى حين تقيمه الكنائس التى جمعته مع عيد الغطاس على التقويم الشرقى فى 19 يناير رغم قلّة عددها وأبرزها بطريركية الأرمن الأرثوذكس فى القدس، فى حين أن بطريركية كيلكيا اعتمدت التقويم الغربى وباتت تقيم عيد الميلاد مع عيد الغطاس فى 6 يناير، المألوف.

وعادة يعد اللونين الأخضر والأحمر هما اللونان التقليديان للإشارة إلى عيد الميلاد، تطعم أيضًا بشيء من اللونين الذهبى أو الفضى يرمز اللون الأخضر «للحياة الأبدية» خصوصًا مع استخدامه للأشجار دائمة الخضرة التى لا تفقد أوراقها، فى حين يرمز الأحمر ليسوع نفسه

تاريخ نشوء زينة الميلاد طويل للغاية ويرجع للقرن الخامس عشر، حيث انتشرت وفى لندن تحديدًا، عادة تزيين المنازل والكنائس بمختلف وسائل الزينة، تشمل زينة الميلاد شجرة العيد وهى رمز لقدوم المسيح إلى الأرض من ناحية، وهو حسب التقليد يجب أن تكون من نوع شجرة اللبلاب بحيث ترمز ثمارها الحمراء إلى دم يسوع وإبرها إلى تاج الشوك الذى ارتداه خلال محاكمته وصلبه وفق العهد الجديد.

يلحق بالشجرة عادة، مغارة الميلاد، وهى أقدم من الشجرة تاريخيًا، إذ كان تصوير مشاهد ولادة يسوع منتشرًا فى روما خلال القرن العاشر، وكان القديس فرنسيس الأسيزى قد قام عام 1223 بتشييد مغارة حيّة، أى وضع رجلًا وامرأة لتمثيل مريم ويوسف وطفلًا لتمثيل يسوع مع بقرة وحمار.

وانتشرت بعد مغارة القديس فرنسيس هذا التقليد فى أوروبا ومنه إلى مختلف أنحاء العالم، وهى تمثل حدث الميلاد.

إلى جانب الشجرة والمغارة، فإنّ الأجراس والسلاسل الذهبية والكرات الحمراء وندف الثلج وأكاليل أغصان دائمة الخضرة، والشموع اللولبية والملائكة وحلوى القصب والجوارب الحمراء، والنجوم - رمزًا لنجم بيت لحم - تعتبر داخلة فى إطار زينة الميلاد التقليدية.

ذلك يشمل أيضًا وجوه لبابا نويل وغزلانه، حيث درجت التقاليد الشعبية على اعتباره قادمًا على متن عربة يجرها الغزلان؛ أما الأكاليل الأغصان دائمة الخضرة فتوضع عادة على أبواب المنازل أو النوافذ لإظهار أن المسيحيين يؤمنون بأن يسوع هو نور العالم.

ويعد عشاء الميلاد الذى يتم فى ليلة العيد أو مأدبة الغداء يومه، جزءًا مهمًا من الاحتفال بالعيد. لا يوجد طبق موحد يقدّم لمناسبة العيد فى مختلف أنحاء العالم، بل الأطباق تختلف من بلد إلى بلد باختلاف الثقافات. فى صقلية، الوجبة الخاصة بعيد الميلاد مؤلفة من تقديم 12 نوعًا من الأسماك، وفى بريطانيا والدول التى تأثرت بتقاليدها تضمّ مائدة عيد الميلاد الدجاج المحشى والإوز إلى جانب اللحوم والمرق والخضروات وعصير التفاح فى بعض الأحيان، هناك أيضًا بعض الحلويات الخاصة مثل «حلوى عيد الميلاد» تنتشر فى تلك المناطق.

فى بولندا وأجزاء أخرى من أوروبا الشرقية وإسكندنافيا، فإن الأسماك غالبًا ما تكون هى الوجبة الرئيسية فى العشاء التقليدى، ولكن حديثًا أخذ لحم الخراف والعجول يحلّ إلى جانب الأسماك.

أما فى ألمانيا وفرنسا والنمسا عادة ما يشمل عشاء الميلاد التقليدى لحم الأوز والخنزير والدجاج المحشى. إلى جانب مشروبات كحولية خاصة كالنبيذ الأحمر والليكور، والشوكولا، المنتشر فى فرنسا وبعض الدول الأخرى حيث يشتهر قالب حلوى من الشوكولا يسمى جذع الميلاد.

وفى بلاد الشام خاصة سوريا ولبنان وفلسطين تشمل مأدبة عيد الميلاد على الكبة وورق دوالى والدجاج المحشى فضلًا عن المقبلات أبرزها التبولة والفتوش وبابا غنوج وغيرها من المقبلات التى تشتهر بها تلك البلاد.

وهكذا يظل عيد الميلاد أيقونة يجتمع حولها العالم كله ويحرص مسيحيو العالم على استقبال طفل المذود بأشهى وأفضل ما يتميزون ويشتهرون به.