الثلاثاء 3 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رحل عام سقوط الأقنعة وأرواح أطفال غزة ستظل تطارد أمريكا والغرب

رحل عام سقوط الأقنعة وأرواح أطفال غزة ستظل تطارد أمريكا والغرب

سيظل عام 2023 هو أسوأ عام فى تاريخ البشرية فى القرن الواحد والعشرين، لأن العالم أجمع ظل يشاهد بأم عينيه أكبر مجزرة فى التاريخ وهى إبادة الشعب الفلسطينى فى غزة واستشهاد أكثر من 20000 أغلبهم من الأطفال والنساء وإصابة أكثر من 45 ألفًا حتى اليوم الثمانين من العدوان دون أن يفعل العالم أى شىء، وكأنه أصيب بفقد البصر والبصيرة، أى حضارة وأى مدنية أو تمدن أو حقوق إنسان أو حيوان أو حتى شواذ يتحدث عنها العالم النورانى المتحضر بقيادة أمريكا، وبعد سقوط الأقنعة وأوراق التوت لن ننخدع بأفعالكم وآرائكم التى تقدمونها لنا كدول للعالم الثالث أو العالم النامى كما تحبون أن تطلقوا علينا بدعوى المدنية أو التحضر، لأنكم لم تتحملوا المسئولية أمام بحور الدم التى جرت وروت الأرض لتلد أطفالاً جددًا وستظل الشعوب الحرة تكشف همجية العالم المتحضر المتخاذل بصمته الغبى أمام هؤلاء القتلى والجرحى الذين سوف تطاردهم أرواحهم فى كل مكان وزمان يجب أن يخجل الجميع، ويتذكر أننا ظللنا طيلة هذه المدة ونحن نشاهد القتلى والجرحى ولن ينسى الجميع أن أمريكا والغرب وقفوا خلف إسرائيل فى استمرار حرب الإبادة وكما قلنا من قبل، إن الغرب مدعى المدنية والتحضر والمساواة والحقوق هم أصحاب المجازر التاريخية على مر العصور منذ الحرب العالمية الأولى ثم الثانية وقبلها إبادة الهنود الحمر وبعدها قتل الملايين فى فيتنام وقتل أكثر من مليون شهيد فى الجزائر على يد الفرنسيين وقتل مليون عراقى بدعوى البحث عن أسلحة الدمار الشامل وغيرها من عشرات المجازر التى قادها العالم الذى يدعى التحضر وفى كل مرة يثبت العالم المتحضر أنه أكثر تحضرًا فى دعم المجازر والإبادة وحتى رئيس أكبر دولة فى العالم يعلن بنفسه بأن إسرائيل لو لم تكن موجودة لأوجدناها فى الشرق الأوسط، لأن ما تفعله إسرائيل هو على هوى العالم الغربى الديمقراطى.



فى حصاد العام الأسود 2023 على العرب بشكل عام وفلسطين بشكل خاص وعلى الشعوب الحرة التى خرجت ضد حكّامها لتعلن الحسرة والندم على آلة القتل البربرية ودعم العالم الغربى للمجازر والصمت العربى الحزين، نسأل العالم المتحضر: هل الديمقراطية التى تروجون لها هذه الأيام هى إبادة الشعوب المدافعة عن أوطانهم وتهجير جرحاهم والمستضعفين منهم إلى دول أخرى بكل جرأة وهمجية وبربرية؟ هل هذه هى عمليات دعم التحرر ودعم الديمقراطية الجديدة التى يتبناها الغرب المتحضر والحركة الصهيونية البربرية؟ إنه حصاد عام الكابوس ونسأل الغرب المتحضر: كيف ستحتفل بقدوم هذا العام ولمن تدق الأجراس وأى سعادة ينتظرها العالم الديمقراطى فى العام الجديد؟ إن أرواح أطفال ونساء غزة سوف تطاردكم فى منامكم وتلطخ أيامكم القادمة، أيها العالم الحر ماذا تقول لأطفالكم عن إبادة أطفال غزه التى شاهدها الجميع؟!.. حقًا إنه العام الأسود فى التاريخ الإنسانى الحديث، عام سقوط الأقنعة وآخر أوراق التوت عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الوهمى وجميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وخاصة منظمة الصحة العالمية وكل ما يمت للأمم المتحدة بصفة، هذا العالم الذى صمت على كل هذه الجرائم تدمير وضرب 17 مستشفى بقطاع غزة من أصل 27 مستشفى بالطيران والقنابل التى تزن 2000 رطل وغالبية الضحايا الذين سقطوا من المدنيين فى القرن الحادى والعشرين، فإسرائيل أطلقت 29 ألف ذخيرة جوية غير موجهة وباستخدام الذكاء الاصطناعى فى قتل الأبرياء، وهو أقوى من تحالف القضاء على داعش الذى صنعها الغرب لتدمير العالم العربى، أى عالم هذا وأى منظمات دولية هذه التى تصم آذانها عن كل ما يحدث، إن الجميع سقطوا.. الأمم المتحدة والدول الكبرى والمدعية للديمقراطية والمنظمات التابعة للأمم المتحدة الجميع سقطوا بلا استثناء الذين يدعمون المجزرة بدم بارد لأنهم يعلمون كيف تدار المجازر وكيف تنصب المشانق وكيف يخرجون منها دون عقاب وهو ما تفعله إسرائيل البلطجى المدلل لأمريكا وعصابة الغرب وشركائهم الذين نشروا جيوشهم لتصفية حركة حماس والفصائل الفلسطينية التى هبت للدفاع عن وطنهم بعد نجاح حماس فى عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى وسوف يظل أكتوبر هو كابوس إسرائيل مدى الحياة، جيلاً خلف جيل وعلى المطبعين أن يراجعوا مواقفهم أمام طاعون الجيش الصهيونى الذى سيصيب الجميع بعد رؤيتكم ما حدث فى غزة وأنهم عرفوا وأدركوا همجية ووحشية الجيش الإسرائيلى عليهم أن يراجعوا أمورهم فى التطبيع، لأن الأحداث القادمة أسوأ على المنطقة، وسوف تُخرج أرض فلسطين الطيبة أطفالاً من جوفها ومن أغصان الزيتون خلفًا لأرواح من اغتالتهم العمليات البربرية للدفاع عن وطنهم وسيظلون مرابطين من أجل تحرير الأقصى رغم كل التخلى والخذلان الذى عانته فلسطين ولأنه حصاد أسود عام على الإنسانية كنا نتمنى أن نكتب عن أمنيات العام الجديد والحب وعشق النساء والرومانسية والأبراج والأرزاق، ولكننا عشنا أسود عام فى التاريخ، ماذا نقول لمن يلتحفون بالسماء ويفترشون أرض المطر والطين وأناس تستعد لاحتفالات رأس السنة، وصلاة الكنائس الصامتة على الأرواح صلاة الحزن على الوطن. أى عالم أنت يا من تدعون التحضر وتحتفلون بأعياد الميلاد، اشربوا دم أطفال غزة وارقصوا على صوت دموع الأمهات على فراق أحبابهن لعلكم تعودون لرشدكم وتتوقف المجزرة وستبقى فلسطين عربية.