الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حقك.. اللقاء الأول للرئيس المنتخب مع منافسيه ديمقراطيـة الجمهورية الجديدة

حقك.. اللقاء الأول للرئيس المنتخب مع منافسيه ديمقراطيـة الجمهورية الجديدة

كانت الانتخابات الرئاسية فرصة جيدة لاختبار التجربة الديمقراطية الجديدة فى مصر بداية من نسب المشاركة المرتفعة والتنافسية بين المرشحين وحياد وسائل الإعلام واحترافية الهيئة الوطنية للانتخابات فى إدارة المشهد الانتخابى والانفتاح على المتابعة المحلية والدولية، وهو ما ساعد فى تهيئة مناخ النزاهة المطلوب لإدارة عملية انتخابية ديمقراطية ناجحة.



 

رسمت الجمهورية الجديدة شكل تجربتها الديمقراطية فى الانتخابات الأخيرة وهى العملية المبنية على التنافس على مقعد رئيس الجمهورية بين أحزاب لديها تواجد فى الشارع السياسى وتمثل الطيف السياسى المصرى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأن تسود أجواء المعركة الاحترام المتبادل بين المرشحين، وكان النقد للسياسات وليس للأشخاص، وهى عملية مهمة من أجل تعميق التجربة وتعكس الجدية المطلوبة فى أداء المرشحين.

ثم كان المشهد العبقرى الذى ميز التجربة المصرية عن غيرها وهو إعلان المرشحين قبول النتيجة وتهنئة المرشح الفائز، ثم اللقاء بين الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى ومنافسيه، حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى، وفريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، وعبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، وذلك بحضور المستشار محمود فوزى رئيس الحملة الانتخابية للرئيس.

وأن يكون ذلك هو اللقاء الأول له عقب إعلان فوزه رسميًا، وهو مشهد له دلالاته الإيجابية على جدية المشهد وتوفر الإرادة لإنجاح التجربة.

ما دار فى اللقاء كان مشجعًا بحسب ما جاء فى بيان المتحدث باسم الرئاسة حيث رحّب بهم الرئيس وعبر عن تقديره لأدائهم السياسى خلال العملية الانتخابية، على النحو الذى يثرى التعددية والتنوع فى المشهد السياسى والديمقراطى المصرى، مؤكدًا أن النجاح الحقيقى لمصر كلها تمثل فى مستويات المشاركة العالية وغير المسبوقة من المواطنين فى الانتخابات، بما عكس وعى الشعب المصرى العظيم بمسئوليته الوطنية.

فيما حرص المرشحون الرئاسيون على توجيه التهنئة للرئيس، مشيدين بنجاح العملية الانتخابية وبالإقبال الهائل من المواطنين على المشاركة فى الانتخابات بما يتفق والمصلحة الوطنية العليا، ومعربين عن خالص تمنياتهم للرئيس بالتوفيق والسداد لما يحقق مصالح الوطن، التى تعد الهدف الأسمى لجميع الأطياف السياسية الوطنية، خاصة فى هذا التوقيت الدقيق الذى تمر فيه المنطقة بتحديات جسيمة.

وقد استمع الرئيس المنتخب لرؤى رؤساء الأحزاب حول كيفية تعزيز جهود التنمية الوطنية خلال المرحلة المقبلة، مؤكدين استمرارهم فى العمل بما يخدم مصلحة مصر والمواطنين، وهو ما ثمنه الرئيس، مؤكدًا أن الحوار بين مختلف الأطياف السياسية فى المجتمع يعد مكونًا جوهريًا لتطور المجتمع، وسمة أساسية للجمهورية الجديدة.

ذلك المشهد الديمقراطى الحضارى والإنسانى بين الرئيس ومنافسيه هو عنوان التجربة الديمقراطية المصرية فى الجمهورية الجديدة، وتنطلق من عمل الجميع لتحقيق مصلحة مصر بدون التفكير فى انحيازات أيديولوجية ضيقة خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها مصر والمنطقة، كما تعكس حسًا وطنيًا لدى رؤساء الأحزاب بالتحديات الصعبة التى تواجهها الدولة المصرية.

اللقاء يحمل عددًا من الرسائل المهمة الأخرى من بينها استمرار حالة الزخم السياسى المبنية على الحوار الوطنى والتى صاحبت العملية الانتخابية، وأن الحوار بين القوى السياسية مستمر برعاية الرئيس شخصيًا. 

إننا أمام مشهد سياسى جديد يضم مرشحى الرئاسة السابقين لعملية صنع القرار وأنهم أصبحوا جزءًا من المشهد السياسى وهو مكسب كبير لهذه الأحزاب، فضلًا عن ارتفاع أسهمهم السياسية وهو نجاح يحسب لقيادات تلك الأحزاب.

كما أن نسبة المشاركة غير المسبوقة وبلغت 66.8% تؤكد أننا أمام تفاعل كبير مع الحياة السياسية، بالإضافة إلى المشاركة الواسعة من الشباب أو جيل 30 يونيو تؤكدان أن الاستحقاقات الانتخابية القادمة ستكون على قدر كبير من التنافسية وتحتاج إلى عمل دائم على الأرض.

وربما يجب التوقف أمام تصريح كوفى كونكام، رئيس ائتلاف «نزاهة» لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية، حول نزاهة واحترافية المشهد الانتخابى وأنها جاءت معبرة عن إرادة المصريين وهو ما يعنى أن العمل السياسى لن يعترف سوى بالعمل على الأرض وبين الناس وأن الحسم مرتبط بمدى شعور الناس بجدية المرشحين وربما ذلك كان أهم درس فى انتخابات الرئاسة 2024.

واتفق تقرير مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان مع تقرير «نزاهة» فى أن الانتخابات قد عبرت عن إرادة الناخبين. وكان التقرير قد قدم رصدًا مهمًا للمناخ السياسى الذى عقدت فيه الانتخابات، حيث أشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أطلق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وأطلق حوارًا سياسيًا حول أولويات العمل الوطنى لتمثل خطوة جديدة تضاف إلى مجموعة من الخطوات المهمة فى إطار بناء نموذج مصرى فى الانفتاح والإصلاح السياسى.

وربما من المهم مقارنة الانتخابات المصرية بمثيلاتها فى المنطقة حتى يمكن تمييز تفرد التجربة المصرية الجديدة، وأن مصر تشهد مسارًا ديمقراطيًا حقيقيًا مبنيًا على إرادة المصريين الحقيقية، وأن الإدراك والوعى بالتحديات والمخاطر هى من تحرك تصويت المصريين لاختيار مصلحة دولتهم والمحافظة على بقائها واكتسابها القوة المطلوبة لمواجهة ما يشهده محيطها الإقليمى من أزمات تتطلب من صانع السياسات المصرى جهدًا كبيرًا من أجل حماية مصر من آثارها الجانبية الضارة وهو ما نجح فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال سنوات حكمه السابقة وصنعت حالة الثقة فى سياسته وكانت نتيجتها ذلك التصويت غير المسبوق وحصوله على نسبة تفوق الـ89 %.

بلا شك فإن مصر مقبلة على خريطة سياسية جديدة مبنية على نتائج الانتخابات الأخيرة، فنحن أمام انفتاح من جانب مؤسسات الدولة على أحزاب أكدت تواجدها وحصلت على أصوات مقدرة مثل أحزاب الشعب الجمهورى والمصرى الديمقراطى الاجتماعى ثم حزب الوفد العريق، وكلهم أجمعوا على مشاركتهم فى الانتخابات الرئاسية القادمة.