الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المديرة الفنية للمهرجان تتحدث عن الدورة السادسة: ماريان خورى: الجونة السينمائى لم يفقد بريقه

يمكن أن نطلق على المنتجة «ماريان خورى» لقب سيدة المهام الصعبة، فدائمًا ما تحركها روح التحدى والمغامرة، وفى الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائى، والتى تولت فيها «ماريان» منصبها كمديرة فنية لمهرجان الجونة لأول مرة، استطاعت بخبرتها الواسعة أن تساهم فى خروج تلك الدورة الاستثنائية إلى النور بفكر جديد ومختلف.



تناسب هذا الفكر مع التغيير الذى أراد صناع المهرجان تحقيقه بعد غياب الدورة العام الماضى، ويتناسب أيضًا مع الظرف الاستثنائى الدقيق الذى تشهده المنطقة من أحداث سياسية مؤسفة، حيث العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة، والذى كاد أن يتسبب فى إلغاء الدورة بعد عدة تأجيلات، تلك الأحداث التى ألقت بظلالها على الدورة بعد عودتها، وفى حوارنا معها سألناها عن التحديات التى واجهتها، وعن التغيرات التى طرأت على المهرجان، وعن خطتها فى الأعوام القادمة، وإلى نص الحوار..

توليت مسئوليتك كمدير فنى للمهرجان بعد خمس دورات ناجحة، مما شكل تحديًا كبيرًا بالنسبة لك منذ البداية، ما الذى دفعك لقبول هذه المسئولية، وما الفكر المختلف الذى حاولت تطبيقه فى هذه الدورة؟

- قمت بالانضمام إلى فريق مهرجان الجونة فى شهر يونيو الماضى، وبطبعى أعشق التحدى، وكلما زادت المغامرة، زادت رغبتى فى تحقيق النجاح، وكانت رغبة القائمين على المهرجان هى تسليط الضوء على الأفلام، وإضافة برامج لها علاقة بصناعة السينما، وهو ما توافق مع رؤيتى، فبالنسبة لى مهرجان يعنى صناعة أفلام، وتمكين شباب، وتعليمهم، وهو ما أقوم به منذ سنوات طويلة.

 لكن ألا يزعجك ما تردد بأن المهرجان فقد بريقه هذا العام؟

- أولًا المهرجان لم يفقد بريقه، ثانيًا للأحداث السياسية المؤسفة التى نعيشها دور كبير فى خروج هذه الدورة بشكل استثنائى، وثالثًا وهو الأهم، كان مقصودًا أن يتم تغيير وجهة المهرجان، وألا يكون التركيز على هذا البريق، من «ريد كاربت» وخلافه، فالتوازن مطلوب وهو ما أعتقد نجحنا فى تحقيقه.

 على ذكر الأحداث السياسية المؤسفة، والعدوان الغاشم على غزة، والذى تسبب فى تأجيل المهرجان، ومن ثم تغيير برنامجه، ما ردود الفعل من قبل صناع السينما الفلسطينيين خاصة أن هناك العديد من المهرجانات العربية التى أقيمت الفترة الماضية ولم تول لهذا الأمر ما يستحق من اهتمام؟

- برنامج الأفلام لم يتغير، لكن أضيف إليه برنامج (نافذة على فلسطين) ليصبح إجمالى الأفلام المعروضة فى هذه الدورة 90 فيلمًا بدل 80، والحقيقة أن فريق العمل كان ضد الإلغاء، وكان لديه إصرار منذ اليوم الأول للحرب على خروج هذه الدورة إلى النور، وبالتالى استكملنا عملنا، على أمل أن نجد الموعد الأنسب قبل نهاية 2023، حتى قررنا خروجها بدون مظاهر احتفالية، كنوع من أنواع المقاومة بالفن، وهو ما كان له رد فعل إيجابى جدًا لدى صناع السينما الفلسطينيين، وقد حضر منهم هذه الدورة «المخرج رشيد مشهراوى، والمخرجة نجوى النجار، والمخرجة مى المصرى، والمخرجة فرح نابلسى» وغيرهم، وجميعهم أثنوا على الشكل الذى خرجت به الدورة، وعلى البرنامج الذى تم إضافته تضامنًا مع القضية.

 لكن ما سبب غياب النجوم عن هذه الدورة؟

- مبدئيًا كل صناع الأفلام المشاركة تواجدوا فى المهرجان، أما النجوم الآخرون، فبالطبع تغيير موعد المهرجان وارتباطهم بأعمال أخرى تسبب فى اعتذار عدد كبير منهم.

 

 وضعت لمساتك من خلال العديد من المبادرات المتعلقة بصناعة السينما.. حدثينا عنها، وعن سوق الجونة والتى تعد أول سوق يتم تدشينها فى المهرجانات المصرية؟ 

- بالفعل، فبخلاف الورش، والمحاضرات، والحلقات النقاشية التى قدمها المهرجان، استحدثت هذا العام (مبادرة الجونة السينمائية للشباب) وهى تهدف إلى تمكين الجيل القادم من صانعى الأفلام فى مصر، حيث دعا المهرجان طلاب السينما والمواهب الناشئة لحضوره، وحضر عدد كبير من مناطق مختلفة مثل (دمياط، وأسوان، وملاوي) وهذا هو البرنامج الأهم بالنسبة لى، فأنا لدى قناعة أن تعليم السينما لابد أن يبدأ منذ الصغر، وهو ما دفعنى أيضًا لعمل برنامج بعنوان (التعليم والسينما) وهناك 3 مدارس اشتركت فى هذا البرنامج، وفى رأيى أن هذه المبادرات هى الطريقة المثلى حتى يكبر المهرجان فى الاتجاه الصحيح، ويصبح لديه سينمائيون منتمون له.

أما بالنسبة لسوق الجونة، فقد دشنا هذا العام سوقًا مصغرة، لتصبح منصة لعرض المشاريع والخدمات المتعلقة بالسينما، وسعدت جدًا بوجود منتجين، وموزعين، وصناع شباب يتجولون فى السوق، ويتبادلون الخبرات.

هناك تحدّ يواجه المهرجان تحدثت عنه من قبل، وهو استحواذ مهرجان البحر الأحمر على غالبية الأفلام لعرضها لأول مرة، كيف عمل مهرجان الجونة على تخطى هذه العقبة، ولا سيما مع تقارب المواعيد بين المهرجانين؟

- لا شك أن هناك منافسة كبيرة، لكنها فى النهاية منافسة مشروعة، وفى رأيى أن الحل يكمن فى بدء العمل مبكرًا جدًا، بحضور مهرجانات عالمية، ومعرفة خطط الموزعين، وعقد الاتفاقات السريعة، بالإضافة إلى التركيز بالنسبة لعقود المشاركة فى المنصات التى تقوم بتطوير الأفلام ما بعد الإنتاج، حتى لا يشترط فى هذه العقود أن يعرض الفيلم فى مهرجان معين.

 ما أحلامك للدورة السابعة من مهرجان الجونة؟

- لقد وضعت العديد من البذور فى هذه الدورة من خلال المبادرات المختلفة التى قمت بتدشينها، وأتمنى أن تؤتى هذه البذور ثمارها فى الدورات القادمة.