الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دورة استثنائية على مدار 72 ساعة منتدى شباب العالم حائط صد مصرى ضد تهجير الفلسطينيين

على مدار ثلاثة أيام، شهدت مدينة شرم الشيخ دورة استثنائية عاجلة لمنتدى شباب العالم، على وقع التطورات الأخيرة فى فلسطين المحتلة.



ويأتى عقد المنتدى فى إطار استدعاء مصر لجميع أرصدتها الإقليمية والدولية لصالح القضية الفلسطينية فى مرحلة من أخطر مراحل قضية العرب المركزية.

ولكن لماذا منتدى شباب العالم فى هذا التوقيت؟ بدأ الغرب فى مخططات استهداف الشباب حول العالم فى الستينيات، ووضع مخططات للاستيلاء على وعى الشباب وصناعة الثورات الملونة استغلالًا لطاقة الشباب ورغبتهم فى التغيير، وعلى ضوء هذا الاهتمام من شبكات المصالح التى تدير الغرب وحكوماته، بدأت تظهر برامج التبادل الشبابى والاهتمام بالشباب وتسفيرهم إلى الخارج فى مؤتمرات دولية وشعبية وأدبية وفنية من أجل هندسة وعى الشباب لصالح خطاب المؤامرة.

ولم يكن شباب الشرق الأوسط هم المستهدفون بهذا النمط من الغزو الفكرى والثقافى فحسب؛ ولكن شباب الاتحاد السوفيتى ويوغوسلافيا وحتى شباب الصين كانوا المستهدفين الأوائل  فى ظل الحرب الباردة بين الكتلة الشرقية والغربية وقتذاك، كما كان على رأس المستهدفين أيضًا الأنظمة الوطنية والتيارات القومية فى أوروبا وعلى رأسهما فرنسا وألمانيا.

وتطور الأمر إلى أن أصبحت الحركات الشبابية السياسية هى رأس حربة المشروع الغربى لصناعة الثورات الملونة فى أوروبا الشرقية والجمهوريات السوفيتية السابقة وثورات تفكيك يوغوسلافيا، وتحولت فكرة «تمكين الشباب» الى بيزنس وتجارة عالمية تقودها شبكات غربية تستخدم هؤلاء الشباب فى تفكيك الدول المستهدفة.

ومع نجاح الموجة الثانية من تلك اللعبة فى صربيا وجورجيا وأوكرانيا وقيرقيزستان أوائل القرن الحادى والعشرين، قررت وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الداخلية البريطانية تأسيس تحالف الشباب The Alliance for Youth Movements AYM ثم تحولت لاحقًا إلى منظمة موفمنتس Movements.org عام 2008 فى نيويورك.

منظمة موفمنتس تضم جميع الحركات السياسية الشبابية على مستوى العالم، بالإضافة إلى طابور يقدر بالملايين من النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعى بشكل مستقل، ولا يتوقف الأمر عند العالم العربى فحسب، بل يمتد الى كوبا وفنزويلا وإيران بل وحتى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

شبكات المصالح اختارت الملياردير جورج سوروس باعتباره ضابط الاتصال بين شبكات المصالح وبين منظمة موفمنتس والكثير من المنظمات الشبيهة، حتى أن بعض المراقبين وصفوا الثورات الملونة فى عصر جورج بوش الابن ثم الربيع العربى فى عصر باراك حسين أوباما باعتبارها ثورات جورج سوروس.

ولم تكن المشكلة فى أن هذه الشبكات دربت ولقنت الشباب على استراتيچية الفوضى الخلاقة، ولكن فى أنها صنعت أجيالًا من الشخصيات العامة والمؤثرين الذين يرددون رأى العدو وخطاب المؤامرة ضد الدول المستهدفة وعلى رأسها مصر، شخصيات مصرية وعربية ومسلمة وأجنبية، صنعت ظاهرة «النشطاء» التى انفجرت فى وجه مصر والشرق الأوسط عام 2011.

غابت الدولة الوطنية المصرية عن تلك المواجهة منذ الستينيات حتى عام 2016، حينما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى إطلاق المؤتمر القومى للشباب، ثم بدأت سلسلة المؤتمرات الوطنية للشباب وعلى إثرها انبثق منتدى شباب العالم.

يهدف منتدى شباب العالم إلى تشكيل ظهير شبابى دولى للقضايا المصرية، للرؤية المصرية والقراءة المصرية، شخصيات عامة ومؤثرة ومؤثرون ونشطاء، مصر لا تجند الشباب ولا تصنع بهم ثورات ملونة فى أوطانهم كما يفعل العدو، ولكن مصر تستضيف الشخصيات العامة والمؤثرة ذات الحضور المهم فى المحافل الإقليمية والوطنية والشبابية وتشرح لهم الحقائق على أرض الواقع، حقائق التجربة المصرية وحقائق القضايا المصرية والإقليمية.

ونجحت مصر فى دورات منتدى شباب العالم فى تغيير رؤية مئات الشخصيات الشبابية العامة والمؤثرة حول العالم حول عشرات القضايا المصرية، مثل حقيقة ما جرى فى مصر ما بين عامى 2011 و2013 وثورة 30 يونيو 2013 المصرية، ماذا جرى فى سوريا والعراق وليبيا وكيف صعدت داعش على أنقاض الدولة الوطنية فى الشرق الأوسط؟ الحرب المصرية على الإرهاب ونجاح مصر فى التخلص من الإرهاب، ثورة البناء والتشييد والتشغيل والتطوير التى بدأت فى مصر بالتوازى مع الحرب على الإرهاب، فرص الاستثمار الأجنبى والمناخ المصرى المجتمعى الآمن للسياحة.

ولم تكن فلسطين غائبة عن جميع الدورات السابقة، وفى نوفمبر 2023 أتى الدور لتصبح فلسطين هى القضية الوحيدة لدورة استثنائية لمنتدى شباب العالم، استدعت مصر خلالها ظهيرها الشبابى الدولي، وتم عقد ورشة مكثفة تتضمن جميع حقائق القضية الفلسطينية مع التركيز على مؤامرة التهجير والتوطين والوطن البديل إضافة الى الجرائم الإسرائيلية الأخيرة، وذلك لإعداد مئات الشخصيات العامة والمؤثرة أثناء الاجتماعات التى سوف يشاركون فيها فى الأيام المقبلة؛ كل فى بلده وإقليمه ومجتمعه.

منذ عقد المؤتمر القومى للشباب عام 2016، ثم انطلاق قطار المؤتمر الوطنى للشباب عام 2017 ومنتدى شباب العالم فى العام نفسه، وملتقى الشباب العربى الإفريقى فى أسوان، وتأسيس أكاديمية الشباب للتدريب والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، اختفت ظاهرة النشطاء المعادين للوطن، واختفت ظاهرة سفر الشباب المصرى الى مؤتمرات مشبوهة للخارج، واختفت ظاهرة تأسيس حركات شبابية مشبوهة على أيد القادمين من الخارج، بل إن منظمة موفمنتس قد خبأ بريقها وأصبحت جميع المنتجات الشبابية التى صنعتها حول العالم هى أوراق محروقة.

ردت مصر اللعبة وبنفس الطريقة، وأسقطت لعبة تجنيد شباب العالم، وذلك دون أن تمارس التجنيد المضاد أو تنزلق للأساليب المنحطة التى قام بها الغرب، ولكن بما يليق بالموروث الحضارى المصري، منتدى راق يضم ورش عمل واجتماعات وجلسات نقاشية، لا أحد مجبرًا على أى شيء مقابل الحضور، ولا أحد مجبرًا على أى رأى أو فكر مقابل أنه حضر، ولكن الفكر بالفكر والحوار بالحوار ولكل الحضور مطلق الحرية فى الاقتناع من عدمه أو تبنى ما اقتنعوا به فى المنتدى ليصبح خطابهم الرسمى فى عشرات المؤتمرات الدولية التى يحضرونها على مدار العام.

ولهذا السبب قررت الأمم المتحدة اعتماد منتدى شباب العالم فى مصر باعتباره منصة حوارية عالمية للشباب حول العالم.

هكذا قامت مصر فى 72 ساعة باستدعاء رصيدها فى أوساط الشخصيات العامة والمؤثرين الشباب حول العالم، من أجل صناعة حائط صد أمام مؤامرة التهجير، وإطلاق سفراء شباب للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية إنسانية فى المقام الأول ليست بحاجة إلى أن تكون مصريًا وفلسطينيًا أو عربيًا أو مسلمًا حتى تدافع عنها