الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دول ترفع شعار «الأمن القومى أولاً» «منــع النــزوح» و«إغلاق الحدود» حلال على أوروبا.. حرام على الشرق الأوسط!

فى ظل أزمة المهاجرين واللاجئين فى أوروبا ووصول مئات آلاف اللاجئين إلى الأراضى الأوروبية يزداد الضغط على الدول التى يعتبر اقتصادها ضعيفا، خصوصا الدول فى البلقان واليونان التى تعانى من أزمة اقتصادية خانقة، والتى باتت تشعر بالخطر على اقتصادها مع إغلاق الاقتصادات الكبرى فى أوروبا وبينها ألمانيا والدول الإسكندنافية حدودها بوجه اللاجئين واستقبالها لاجئين بأعداد محدودة فقط.



ارتفعت أعداد المهاجرين الواصلين إلى الحدود الفنلندية خلال هذا الشهر، رغم محاولات السلطات الفنلندية غلق كل المعابر الحدودية المشتركة على امتداد 1340 كيلومترًا مع روسيا فى الآونة الأخيرة، إلا أن طريق الهجرة هذا ذاع صيته بين مختلف الجنسيات.

وانتشرت فيديوهات تؤكد أن الأوضاع على الحدود صعبة، وأن تكدس المهاجرين صار كبيرا، وأن انخفاض درجات الحرارة يجعل الرحلات خطيرة والوضع مأساويًا. وفى وقت سابق من أكتوبر، دق حرس حدود فنلندا ناقوس الخطر بشأن حدوث تغيير فى سياسة روسيا، بعدما بدأت الأخيرة تسمح لمهاجرين لا يحملون الوثائق المناسبة بعبور الحدود.

وقال رئيس الوزراء بيتيرى أوربو «هذا عمل منهجى ومنظم من السلطات الروسية»، معتبرا «استغلال الهجرة» بأنه محاولة «للتأثير على الوضع الداخلى وأمن الحدود فى فنلندا والاتحاد الأوروبى»، كما أعلنت فنلندا أنه سيتم إغلاق المعابر الحدودية اعتبارًا من الجمعة وستظل مغلقة حتى 23 ديسمبر.

قبل هذه الأخبار وبعدها، ظل أمل مهاجرين من مختلف الدول التى تشهد أزمات وحروبًا كبيرة فى العبور والحصول على حق اللجوء قبل إغلاق المعابر وحتى بعدها، بما أن هناك أملا فى إعادة فتحها خلال رأس السنة، حسب ما ينشرونه على وسائل التواصل الاجتماعى.

هذا الأمل يظهر جليا فى التجمعات الافتراضية للراغبين فى الهجرة، حيث أنشأت مجموعات على موقع فيسبوك مثلاً، يتواصل فيها العشرات من الأشخاص من مختلف الجنسيات، من بينهم سوريون وعراقيون يعيشون فى مختلف الدول مثل سوريا والعراق وتركيا والإمارات، يسألون عن طرق تحصيل تأشيرات لدخول فنلندا أو كيفية العبور من روسيا نحوها.

 احتياطات النرويج

أعلن رئيس الوزراء النرويجى يوناس غار ستوريه أن النرويج قد تغلق الحدود مع روسيا «فى حال لزم الأمر»، وأضاف أن النرويج تتابع باهتمام تطورات الأوضاع على حدود روسيا مع فنلندا وإستونيا.

وأعلنت حرس الحدود الإستونية أن العاصمة تالين قد تغلق مؤقتا معابرها الحدودية مع روسيا، بسبب تدفق المهاجرين من دول ثالثة.

وقالت الإدارة فى بيان: «إذا اضطرت إستونيا إلى إغلاق معابرها الحدودية مؤقتا بسبب ضغط الهجرة، فلن يكون بالإمكان الدخول إلى إستونيا عبر المعبر الحدودى فى نارفا».

واتهمت فنلندا وإستونيا روسيا بخلق أزمة مهاجرين على حدودهما، من خلال تنظيم تدفقهم على المعابر الحدودية.

ورفضت موسكو الاتهامات الموجهة إليها، وقدمت الخارجية الروسية احتجاجا لفنلندا بسبب إجراءاتها، مشيرة إلى أنها «تنتهك حقوق المواطنين الروس والفنلنديين».

 فشل إنسانى

وقد أعربت منظمة العفو الدولية عن أسفها لفشل ممثلى الاتحاد الأوروبى فى الاستجابة للأزمة معتبرة أنه يتعين إعادة النظر بشكل كامل فى التعامل مع اللجوء فى الاتحاد الأوروبى، وليس إقامة حواجز جديدة أو الدخول فى خصومات حول الحصص.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن هناك الكثير من الأشخاص يهنئون أنفسهم ويقولون إن الاتفاق نجح وتوقف الناس عن القدوم. لكن الأمر أكبر من ذلك. وأضافت «أدى هذا لتراجع حدة المشكلة لكنها لم تحل بعد».

وفيما يتعلق بإجراءات إغلاق الحدود قالت إن الإغلاق المفاجئ للحدود وتحركات بعض الدول بشكل فردى أمر غير إنسانى تجاه الكثير من الأشخاص المهددين.

 وأدى إغلاق الحدود فى أنحاء البلقان واتفاق مثير للجدل بين تركيا والاتحاد الأوروبى إلى خفض كبير للأعداد القادمة إلى أوروبا هذا العام بعد أن قطع مليون شخص هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

 إغلاقات متكررة

وفى وقت سابق، وصلت أولى مجموعات المهاجرين إلى كرواتيا، فى طريق جديد للوصول إلى دول شمال الاتحاد الأوروبى بعد يوم من إغلاق المجر لحدودها مع صربيا.

وسافر المهاجرون بالحافلة من جنوب صربيا، وأمضى المئات ليلتهم فى العراء. وأمل الكثيرون منهم فى الوصول إلى ألمانيا، ومع ذلك قالت كرواتيا إنها «لن تسمح للناس بالمرور عبر حدودها بهذه السهولة».

وتسببت الإجراءات الحدودية، والخلافات حول تحديد حصص كل دولة من اللاجئين، فى انقسامات عديدة فى أوروبا بشأن الأزمة.

واضطر المئات من المهاجرين العالقين إلى البقاء خارج الحدود طوال الليل، ومكثوا فى خيام بالتناوب قرب الحدود بين صربيا والمجر. وجمع بعضهم الحطب لإشعال النار من أجل التدفئة.

وأعلنت المجر حالة الطوارئ، وأرسلت المئات من أفراد الجيش والشرطة لفرض قوانين جديدة من شأنها تجريم تعدى منطقة سور الأسلاك الشائكة على الحدود.

وأغلقت الشرطة معبرا للسكك الحديدية قرب مدينة روزسكى، كان عشرات الآلاف من المهاجرين قد استخدموه للدخول إلى منطقة الحدود الأوروبية.

وأدت هذه الإجراءات إلى وقف تدفق اللاجئين، وانضمت النمسا إلى قائمة الدول التى فرضت قيودا أشد على حدودها مع المجر، لكنها قد تمتد إلى مناطق أخرى.

لكن النمسا أصرت على أن من يطبق عليهم قانونها بمنع النزوح سيرجعون إلى المجر.وقالت الشرطة النمساوية إن اثنين من محطات القطار الرئيسية فى فيينا امتلأتا باللاجئين، وإنها قد تضطر لغلق محطة سالزبورغ الرئيسية.

وقال مدير الأمن العام فى النمسا إنه من المتوقع «حال تطبيق المجر لإجراءاتها بحزم، سنتعامل مع طريق جديد كبديل».

وتواجه دول الاتحاد الأوروبى تدفقًا كبيرًا للاجئين، فر أغلبهم من الصراعات والفقر فى دول من بينها سوريا، حيث تستعر الحرب الأهلية منذ عام 2011.

وأعلنت وكالة الحدود فى الاتحاد الأوروبى أن أكثر من 3 ملايين مهاجر قد وصلوا إلى حدود الاتحاد الأوروبى. 

وبين السجال الدائر بين موسكو وهلسنكى يرى محللون وخبراء سياسيون وعسكريون، أن الخطوات التى تتخذها فنلندا تنتهج سياسة «التسليح» للحلف الأطلسى، والتى تشمل دولاً أعضاء داخل «الناتو» تشترك فى الحدود مع روسيا، مثل إستونيا، والنرويج، وبولندا، وغيرها.

وفى بداية الحرب السورية، شددت الأجهزة الأمنية الأردنية على عملية دخول اللاجئين السوريين، وتحديدا العسكريين المنشقين عن قوات النظام السورى فى وقت ترفض فيه أجهزة الأمن السورية على حدود «نصيب» السماح لمن تتراوح أعمارهم ما بين 18 و42 عاماً بالمغادرة بداع أنهم مطلوبون للخدمة العسكرية.

وأعرب مسئولون عن القلق من محاولات سوريا لملاحقة ناشطين سوريين إلى الأراضى الأردنية، فى ظل عدم توفر قاعدة بيانات عن جميع اللاجئين المقيمين فى الأردن، كما أن جميع السوريين الذين يدخلون الأردن يخضعون لتحقيق أمنى وأحيانا يتم إعادة بعضهم إلى بلادهم. بالإضافة إلى ذلك، عززت فرنسا حدودها لمنع تدفق اللاجئين من إيطاليا حيث يريد لاجئون العبور من إيطاليا إلى فرنسا، لكن فرنسا تحمى حدوداً لها من اللاجئين بشدة وكأنها حدود خارجية للاتحاد الأوروبى.

وألقت المفوضية الأوروبية بثقلها خلف قرار فرنسا إغلاق حدودها مؤقتا أمام القطارات القادمة من ايطاليا حاملة مهاجرين أفارقة وقالت أن هذا الإجراء لا ينتهك قواعد الاتحاد الأوروبى.

وفى إشارة إلى تعمق الخلاف فى الاتحاد الأوروبى بشأن التعامل مع أزمة اللاجئين فى شمال افريقيا اتهمت ايطاليا باريس بمخالفة قانون الاتحاد الأوروبى بشأن حرية انتقال الاشخاص عندما أغلقت الحدود عند منطقة فينتيميليا- مينتون. 