السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفهامة .. وبشر الصابرين

الفهامة .. وبشر الصابرين

من أكبر الدروس المستفادة من طوفان الأقصى، أن قدم الشعب الفلسطينى المثل للعالم فى الصبر فى حرب مع عدو غاشم لا إنسانى متوحش لم يرحم حتى النساء والأطفال.



الصبر أكبر درجات الإيمان والجهاد مع النفس، فهو يتطلب ليس الإيمان بالله وقدره، بل هو أصعب درجات الثبات فى الإيمان خاصة الصبر على فقد الشخص لفلذة كبده ولده وطفله.

لقد ضرب الشعب الفلسطينى والأم الفلسطينية البطولة والصمود والثبات فى الصبر على ما ألم بهم من أهوال فى حربهم مع الكيان الإسرائيلى، أهوال لا يتحملها بشر فى صبر ليس له مثيل حتى إن كثيرا من شعوب العالم بدأوا يتساءلون عن هذا الدين الذى يجعل هؤلاء بهذا الصبر والإيمان والثبات، وكيف يجعل الأم الفلسطينية تحضن أبناءها وأطفالها الذين لقوا حتفهم تحت قذائف الكيان المحتل الوحشية دون أن تذرف دمعة واحدة، وكيف تحملت فقد أطفالها الذين ماتوا تحت الأنقاض دون أن تنهار للحظة واحدة، بل تحسبهم عند الله ولا يغلون عليه، وثبات الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم ومنازلهم وبيوتهم، وهو ما لم يستطع أقوى الرجال تحمله، ومن أقسى الصور التى هزت العالم صورة الطفل 7 سنوات وهو يلقن أخاه 6 سنوات الشهادة وهو يصارع الموت.

السر الذى لا يعرفه العالم هو إيمانهم كبارًا وأطفالًا بقضيتهم وأرضهم وحقهم فى الدفاع عن أرضهم وتحريرها والتى تهون فيها النفس والدماء.

ومع ذلك لم يهتز ضمير العالم الذى يجب أن يخجل من نفسه وهو يشاهد ما يقوم به الكيان المحتل والذى وصلت به الخسة والجبن لمنع الطعام والشراب والكهرباء والماء والدواء والعلاج حتى عن الأطفال الخدج ويقوم بهدم المنازل والمستشفيات والجرحى والمرضى.مات ضمير العالم دون أن يحرك ساكنًا ولا يزال يتفرج، بل يجب أن نخجل من أنفسنا أيضًا، ففى الوقت الذى يعانى فيه إخوتنا الفلسطينيون فى غزة من قتل ودمار وتجويع ورغم ذلك نجدهم صابرين ليضربوا لنا المثل فى الصبر والثبات والإيمان.. نشتكى من ارتفاع الأسعار واختفاء سلعة قد تكون غير أساسية.

وقد شعرت بالخجل منهم وأنا التى كنت لا أنام الليل عندما يجرح إصبع ابنى أو يصاب بنزلة برد أو يقع وهو صغير على الأرض، وكنت أتألم عندما يطلب سلعة معينة ولا أستطيع شراءها.

ووجدت أن السر فى صبرهم هذا كلمة واحدة وهى الوطن والأرض وهو درس يجب أن يتعلمه كل إنسان أمام أى مشكلة، فليس أغلى من النفس والولد سوى الوطن الذى يجب أن نتمسك به ونحميه ونصبر على ما ألمّ بنا من مشاكل اقتصادية أو نوائب.

أخيرًا.. انزل، شارك فى الانتخابات من أجل الوطن فليس أغلى على النفس من الوطن الذى طالبنا الله بالحفاظ عليه والدفاع عنه ضد أى عدو وما أكثر الأعداء الذين يحيطون بمصر!

الفهم طريق الحرية.>