الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يُحاصَرون ويُطلب منهم التزام الصمت العائدون من غزة «قنبلة موقوتة» فى وجه حكومة نتنياهو

تدخل جيش الاحتلال وانتشر بالشوارع بعد أن رفع بعض أهالى الأسرى الإسرائيليين المُفرج عنهم من قبل حماس أعلام فلسطين فى الشوارع وقدموا الشكر بطريقتهم للمقاومة على حسن معاملة الأسرى، حيث قام الجيش بإزالتها، لذلك لم يكن غريبًا أن تتحفظ إسرائيل على مواطنيها المفرج عنهم وتحتجزهم فى مستشفيات وتخضعهم لأسئلة واستجوابات فى الوقت الذى تم فيه استقبال الفلسطينيين المحررين وسط الشوارع والميادين بالزغاريد وإشارات النصر وصيحات الترحيب.



فى سياق متصل، أصدرت وزارة الرفاه والضمان الاجتماعى للاحتلال الإسرائيلى، تعليمات لجيش الدفاع، ونُصح الجيش بتعيين جندى واحد لمرافقة كل طفل أو أسرة، وفى حال إذا طرح الأطفال «الذين لا يرافقهم أحد الوالدين أو كليهما» أسئلة مثل، «أين أمى؟» أو «أين أبى؟»، لا ينبغى للجنود الإجابة عن هذه الأسئلة، حتى لو كانوا يعرفون الإجابات، وذلك وفقًا لتعليمات وزارة الرفاه.

كذلك منع جيش الاحتلال وسائل الإعلام من الوصول إلى الرهائن وعائلاتهم، ولكن يُمكن للعائلات اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن المقابلات فى وقت لاحق.

 فرض الحظر

وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلى فرض الحظر على الأسيرات المفرج عنهن من قطاع غزة، وسط مخاوف حكومية فى تل أبيب من التصريحات التى أدلى بها مقربون حول المعاملة الحسنة التى تلقاها الأسرى من كتائب عز الدين القسام.

وقد كشف أقارب الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم لوسائل إعلام عبرية، بعد عودتهم إلى تل أبيب، عن المعاملة التى تلقوها من قبل حماس، حيث قالوا إنهم عوملوا بشكل إنسانى من قبل المقاومة الفلسطينية على عكس ما كانت تروج له دعاية الاحتلال.

والشهر الماضى، أثارت تصريحات الأسيرة الإسرائيلية السابقة لدى حماس، يوخياد ليفشيتس، جدلًا واسعًا فى تل أبيب بعد أن أكدت السيدة التى أطلقت سراحها المقاومة الإسلامية تلقيها معاملة إنسانية من قبل حماس. 

أثارت تلك التصريحات حفيظة القيادة السياسية والعسكرية فى إسرائيل، ودفعت إسرائيل لعزل مدير المشفى الذى ظهرت فيه ليفشيتس حينها عن وظيفته، وفرضت عليه العقوبات، بسبب سماحه لها الحديث لوسائل الإعلام. 

ورغم الحظر الحكومى الحالى على الأسيرات التى شملتهن صفقة تبادل الأسرى مع حماس الأخيرة، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، وبالتحديد موقع «واللا» عن أقرباء الأسيرات بأنهن لم يتلقين أى معاملة سيئة من قبل كتائب القسام، طوال فترة احتجازهن داخل غزة، حتى إنهن لم «يعيشن لحظات الرعب التى تخيلنها خلال فترة احتجازهن». 

 ردود فعل

تلك التسريبات من الأسيرات أثارت حفيظة حكومة نتنياهو مجددًا، والتى تفرض رقابة كبيرة على وسائل الإعلام منذ بداية العدوان على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، حيث لا تستطيع وسائل الإعلام التعامل بشكل كبير مع الأخبار الواردة من غزة، إلا تلك الواردة من المؤسستين السياسية والعسكرية فى تل أبيب. 

كل تلك الإجراءات التى قامت بها حكومة نتنياهو، تعكس خشية إسرائيل من ردود فعل داخلية على كل ما جرى خلال الفترة الماضية، لا سيما مع تزايد الضغط على القيادتين السياسية والعسكرية فى إسرائيل، وخاصة من ذوى الأسرى الذين لم تشملهم الصفقة الحالية فى تبادل الأسرى، حيث من المتوقع أن يصعد هؤلاء من احتجاجاتهم ضد نتنياهو. 

وذكرت صحيفة «تلغراف» البريطانية إنّ الأسرى الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم حركة حماس من قطاع غزة كان معظمهم يتمتعون بصحة جيدة.

وقال مستشفى «شنايدر» للأطفال، -حيث تم نقل أربع نساء وأربعة أطفال إليه بعد إطلاق سراحهم، بحسب الصحيفة- إن الأطباء أجروا فحصًا أوليًا «وقالوا إنهم جميعًا فى حالة بدنية جيدة».

 رسائل حب

وقد كتبت إحدى الأسيرات الإسرائيليات التى كانت لدى «كتائب القسام» رسالة وداع إلى عناصر المقاومة الذين رافقوها طوال فترة الاحتجاز، وأعربت فيها عن شكرها لهم وأثنت فيها على حسن معاملتهم.

وقالت السيدة فى الرسالة: «إلى الجنرالات الذين رافقوننى فى الأسابيع الأخيرة، يبدو أننا سنفترق غدًا، لكننى أشكركم من أعماق قلبى على إنسانيتكم غير الطبيعية التى أظهرتموها تجاه ابنتى إيمليا، كنتم لها مثل الأبوين دعوتموها لغرفتكم فى كل فرصة أرادتها، هى تعترف بالشعور بأنكم كلكم أصدقاؤها ولستم مجرد أصدقاء، وإنما أحباب حقيقيون جيدون، شكرًا شكرًا شكرًا على الساعات الكثيرة التى كنتم فيها كالمربية».

وأضافت السيدة فى رسالتها: «شكرًا لكونكم صبورين تجاهها وغمرتموها بالحلويات والفواكه وكل شىء موجود حتى لو لم يكن متاحًا. الأولاد لا يجب أن يكونوا فى الأسر، لكن بفضلكم وبفضل أناس آخرين طيبين عرفناهم فى الطريق، ابنتى اعتبرت نفسها ملكة فى غزة، وبشكل عام تعترف بالشعور بأنها مركز العالم».

وتابعت: «لم نقابل شخصًا فى طريقنا الطويل من العناصر وحتى القيادات إلا وتصرف تجاهها برفق وحنان وحب، أنا للأبد سأكون أسيرة شكر، لأنها لم تخرج من هنا بصدمة نفسية للأبد، سأذكر لكم تصرفكم الطيب الذى مُنح هنا بالرغم من الوضع الصعب الذى كنتم تتعاملون معه بأنفسكم والخسائر الصعبة التى أصابتكم هنا فى غزة».

واختتمت قائلة: «ليت لهذا العالم أن يقدّر لنا أن نكون أصدقاء طيبين حقًا، أتمنى لكم جميعًا الصحة والعافية، الصحة والحب لكم ولأبناء عائلاتكم.. شكرًا كثيرًا. دنيال وإميليا».

وتدعى السيدة التى كانت بين الأسرى الذين أُفرج عنهم ضمن صفقة تبادل كجزء من الهدنة المؤقتة فى قطاع غزة دانييل ألونى وتبلغ من العمر 44 عامًا، وقد جرى أسرها يوم 7 أكتوبر، أثناء عملية «طوفان الأقصى».

واهتمت وسائل إعلام غربية بالحالة الصحية للرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم وقالت إن معظم الأسرى المفرج عنهم يتمتعون بحالة بدنية جيدة، وقادرون على المشى والتحدث بشكل طبيعى.