الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى اليوم العالمى للطفولة.. أطفال فلسطين أبطال الصمود

فى الوقت الذى يحتفى العالم فى العشرين من شهر نوفمبر من كل عام باليوم العالمى للطفل؛ تبرز صورة أطفال فلسطين كأبطال للصمود فى وجه العدوان الصهيونى فى غزة، فمنذ عدوان جيش الاحتلال على غزة، فى السابع من أكتوبر الماضى، برزت صور ومقاطع فيديو لأطفال فلسطينيين ضربت أروع الأمثلة فى الشجاعة والصمود، كان من أبرزها فيديو لطفلين شقيقين من قطاع غزة، عقب تعرضهما للقصف.



 

حيث يبدو المشهد فى أحد المستشفيات ويظهر فى الفيديو طفل يُلقن شقيقه الأصغر الشهادة عقب سقوطه نتيجة المجزرة التى ارتكبتها قوات الاحتلال فى مستشفى المعمدانى فى غزة، وأسفرت عن مئات الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء فى مَشاهد مأساوية تتنافى مع كل معانى الإنسانية، استباحها العدو الغاشم.

المشهد الذى أبكى كل مَن شاهده يظهر فيه الطفل جالسًا بالقرب من أخيه الغارق فى دمائه، يطلب منه بكل براءة أن ينطق الشهادة ويرددها وراءه: «قول أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.. قول» والآخر يلفظ أنفاسه الأخيرة مستجيبًا بصعوبة لطلب أخيه.

كما برز عبر مواقع التواصل الاجتماعى  فيديو لأحد أطفال غزة فى نوبة وبكاء وانهيار بجانب جثمان والده الذى أودى به الاحتلال الصهيونى ولم يتبق منه سوى ساعة يده، وبمجرد انتشار مقطع الفيديو تعاطف معه ملايين المتابعين.

من جانبها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) : إن مئات الأطفال «قُتلوا وأُصيبوا» فى غزة والرقم يتزايد، وقال المتحدث باسم اليونيسف، چيمس إلدير «يجب أن يتوقف قتل الأطفال»، فالصور والقصص واضحة: أطفال مع حروق مروعة، جروح جسدية، وأطراف مفقودة. والمستشفيات غُمرت تمامًا لعلاجهم».

وضم إلدير صوته إلى دعوات المجتمع الدولى قائلاً: «يجب إعادة لم شمل الأطفال الإسرائيليين المحتجزين كرهائن فى غزة بأمان وعلى الفور مع عائلاتهم وأحبائهم».

وأضاف قائلاً: «الوضع الإنسانى وصل إلى أدنى مستوياته، ومع ذلك كل التقارير تشير إلى المزيد من الهجمات. التعاطف والقانون الدولى يجب أن يسود».

فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أن أكثر من 5 آلاف طفل، من بينهم ما يزيد على 3 آلاف طالب، استشهدوا منذ بدء العدوان الصهيونى على قطاع غزة، فى السابع من أكتوبر الماضى، وذلك فى حصيلة غير نهائية.

وقالت الوزارة فى بيان لها أذاعته الوكالة الفلسطينية، بمناسبة اليوم العالمى للطفل، إن مَشاهد اغتيال الأطفال وطلبة المدارس فى قطاع غزة تجاوزت كل الأعراف والمواثيق، إذ تكشف هذه المَشاهد المروعة، التى تتناقلها وسائل الإعلام عن عقلية الاحتلال واستهدافه المتواصل للتعليم فى كل محافظات فلسطين.. لافتة إلى أن محافظات الضفة الغربية والقدس هى الأخرى تشهد عمليات اغتيال بدم بارد واقتحامات للمدارس وعرقلة وصول الطلبة والطواقم التربوية.

ودعت الوزارة، دول العالم ومؤسّساته إلى حماية حق أطفال فلسطين وطلبة المدارس فى الحياة وفى التعليم والوقوف فى وجه الاحتلال والممارسات القمعية لجيشه ومستعمريه عبر مسلسل استهداف متواصل للأطفال.. مؤكدة الحق الطبيعى لأطفال فلسطين فى الحياة الكريمة والتعليم الآمن والمستقر.

وطالبت كل المنظمات والمؤسّسات المدافعة عن الطفولة والحق فى التعليم، بتحمل مسئولياتها فى سياق اختصاصها ولجم الانتهاكات المتصاعدة ووقف الجرائم التى يقترفها الاحتلال بحق الأطفال والطلبة والطواقم التربوية فى المناطق كافة والتدخل العاجل والفورى لوقف هذا العدوان.

فى سياق متصل؛ ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» فى تقرير لها، إن الجولات المتكررة من العمليات العسكرية التى تتم فى غزة خلفت أكثر من 816 طفلًا تحت سن 18 عامًا فى قطاع غزة، فى حاجة إلى دعم نفسى؛ حيث عاش هؤلاء الأطفال تحت قصف متواصل، ونزح الكثير منهم إلى الملاجئ التابعة لوكالة الأونروا بعد فرارهم من منازلهم دون الحصول على الغذاء أو المياه النظيفة.

وقدّرت منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من 120 ألف شخص يعانون من أمراض نفسية جراء الحرب الأخيرة وحدها. وقالت مجلة فوربس الأمريكية، إن الأطفال يتحملون وطأة ما يحدث فى غزة.. مضيفة إن «الضرر النفسى المتمثل فى الخوف المستمر على حياتهم، ورؤية للدمار الكارثى لمنازلهم وممتلكاتهم، والتشريد المؤقت أو حتى الدائم، والمعاناة من انعدام الأمن الغذائى؛ لها عواقب طويلة الأجل».

ضحايا الأيديولوچية الصهيونية 

من جانبه؛ قال الأزهر عبر تقرير أصدره مرصد الأزهر بمناسبة اليوم العالمى للطفل، أنه فى يوم شُرع لحماية الطفل عالميًّا والحفاظ على رفاهيته، يقبع 2000 طفل فلسطينى تحت أنقاض المنازل المدمرة بقاذفات الاحتلال المحرمة دوليًّا، هذا بخلاف 5000 طفل دفعوا حياتهم ثمنًا للأيديولوچية الصهـيونية الفاسدة التى تستخدم الأطفال قربانًا لمصالحها الاستعمارية فى أرض فلسطين التاريخية..

واوضح أنه إذا كان وقف إطلاق النار مرهون بموافقة الجانب الصهيونى وفق أچندته العسكرية الدموية فى غزة؛ فإن الحديث عن حقوق الإنسان وفى مقدمتها حماية حياة الطفل يتوجب التوقف عنها نهائيًّا فى ظل ازدواجية المعايير الدولية التى تنظر إلى الطفل الفلسطينى كإنسان من الدرجة الثانية لا يتساوى مع أقرانه فى الغرب.

وأكد الأزهر أن الصور المتداولة لا تظهر حجم الوضع الكارثى لأطفال غـزة فلا نتحمل كأفراد عاملين فى المضمار الإعلامى والبحثى مشاركة ما نراه من أشلاء وجثث مشوهة الملامح لا يمكن حتى حملها بفعل القاذفات الفسفورية وغيرها من أسلحة محرمة وفق القانون الدولى والتى تصدر إلى هذا الكيان على مرأى ومسمع المنظمات المعنية دون تحرك جاد منذ عشرات السنوات لوضع حد لهذا.

فيما قدَّم فضيلة الأستاذ الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، أحرَّ التعازى والمواساة إلى عائلات الأطفال الفلسطينيين الشهداء الذين فقدوا حياتهم بشكل مأساوى نتيجة للعنف غير المبرر والقتل الهمجى الجبان الذى لا يمتُّ للإنسانية بِصلة؛ وذلك بمناسبة اليوم العالمى للطفل.

وأكَّد مفتى الجمهورية، أنَّ هذه الأفعال البشعة تشكِّل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وتفتقد إلى أدنى معايير الأخلاق والإنسانية.

وقال المفتى: إنه بمناسبة هذا اليوم المهم، الذى يكرِّس للطفل حقوقه، أننا نعلن عن حزننا وغضبنا الشديدين إزاء الأفعال الهمجية التى يقوم بها الاحتلال الصهيونى الإرهابى تجاه أطفال غزة، والتى أسفرت عن فقدان أرواح الأطفال الأبرياء التى تجاوزت أكثر من 5500 طفل شهيد، وأكثر من 2000 طفل مصاب ومفقود تحت الأنقاض.

وأكَّد المفتى أن هذا اليوم يضع المسئولية الكبرى على عاتق الأمم المتحدة وجميع المؤسّسات الدولية والعالم أجمع، بالتحرك الفورى والعمل الجاد، واتخاذ الإجراءات اللازمة والقرارات الفعالة للتصدى لمثل هذه الأعمال الوحشية الإرهابية، والالتزام بحماية أطفال غزة وحفظ حقوقهم المنتهكة والمبادة من قِبل الاحتلال الإرهابى الغاشم، والذى يجب أن يحاسب عن هذه الأعمال الوحشية الهمجية كمجرمى حرب، وعلى المجازر التى بدأت منذ عام 1948 إلى يومنا هذا، وعلى خرقه الصارخ للقوانين والأعراف الدولية والإنسانية والأخلاقية.

ووجَّه مفتى الجمهورية التحية إلى الطفل الفلسطينى صاحب الأرض، البطل، المناضل، القوى الذى لا يزال يمثِّل الأمل المشرق فى ظل الظروف الصعبة المؤلمة، والذى عرفه العالم أجمع، كرمز للصمود والشجاعة، والقوة والإرادة وحب الوطن والتضحية من أجله.

جدير بالذكر؛ أن اليوم العالمى للطفل يحتفل به العالم كل عام فى 20 نوفمبر. هذا اليوم هو فرصة للتأكيد على حقوق الأطفال والعمل على تحسين ظروف حياتهم. تم اعتماد يوم 20 نوفمبر يومًا عالميًّا للطفل فى عام 1954، وهو يوم يخصَّص للتذكير باتفاقية حقوق الطفل التى تم اعتمادها فى عام 1989.