السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. أمريكا..  شعب فى مواجهة حكومة

عكس الاتجاه.. أمريكا.. شعب فى مواجهة حكومة

لم تحسب أمريكا حساب شعبها الذى شبّ عن الطوق وخلع البامبرز دون علمها فلم تكن قد فَطَمَته بعد؛ فكلما كانت تخرج فى نزاهتها الدموية لتغزو بهوليوودها كائنات الفضاء أو لتقتل بأسلحتها الحقيقية شعوبًا هنا وهناك، تحتل وتقتل وتسرق ثرواتهم، كانت قبل ذلك تضع الببرونة فى فم شعبها البالغ، وحتى تضمن أنه سيذهب إلى سابع نومة ويأكل أرزا مع الملائكة تترك له على الشاشة مشاهد من توم وجيرى وكوكو وملكة الثلج وما تيسر من الغياب.



لم تصدق أجهزة مخابراتها العتيقة ولا رئيسها العجوز «بايدن» بعد 7 أكتوبر أن البلد (طلع لها شعب تانى جديد) شعب ينتفض ويتظاهر ويخرج بالملايين يحتل بيتها الأبيض وتمثال حريتها ويغضب ويرفض إبادتها -أمريكا هى الفاعل الحقيقى وإسرائيل دوبلير- لغزة، حتى اليهود قد خلعوا رداء الصهيونية وارتدوا وشاح الإنسانية وهتفوا من أجل إيقاف الدم العربى المستباح فى فلسطين.

الجميع كانت تقديراته خاطئة تجاه نسبة عظمى من شعب الولايات الشمالية الأمريكية، ربما كان الشعب نفسه لا يدرك أن العفاريت تقبع فى قماقمه، ولم يسأل أحدنا نفسه سؤالًا بديهيًا: كيف حال وواقع شعب خرج منه مارك زوكربيرج وبافيل دوروف وإيفان شبيجل وريد هوفمان وجاك دورسى أن يحبو فى الغياب؟ الحقيقة هى أن هذا الشعب تجاوز رواده فى الميديا وصنع لنفسه إعلامًا موازيًا، والغريب أنه لم يصنع ذلك فى السر، بل إن قنواته الخاصة كانت فى العلن وعلى عينك يا مخابرات ويا إدارات أمريكية ملأت بطونها بالبطيخ الصيفى وراقبت شعوب الخارج وتركت طفلها لمربيته الفيتنامية والصينية والروسية والكوبية والعربية، نعم، كان الشعب الذى ظنناه غافلًا يتابع المجازر الأمريكية من فيتنام مرورًا بالعراق وباكستان وليبيا وانتهاء بغزة فلسطين.

يعلم الشعب الأمريكى علم اليقين أن أطفال ونساء وشيوخ غزة فى المستشفيات وفى البيوت - مرضى ولاجئين - يُقتَلون بسلاح أمريكى وبعقل وبخطط أمريكية وبجنود إسرئيليين.. يعلم الشعب الأمريكى أنها ليست حربا كما تقول الكتب العسكرية، لكن العدو الإسرائيلى يحارب مستشفيات ومجمعات سكنية، وأن جنوده يُقتلون ويؤسَرون وأن معداته تُحرَق وتُعطب! سبحان الله.

فماذا تعنى الآن للعالم وللإدارة الأمريكية صحوة الشعب الأمريكى ورفضه وتظاهره ضد سياسات مؤسساته وحكومتيه ديمقراطية وجمهورية، حيث لا فرق فى الإجرام؟ بمعنى هل تستطيع المظاهرات التى تخرج يوميا فى مجمل الولايات وتنشط فى العاصمة واشنطن منذ اجتياح الصهاينة لغزة أن توقف إبادة الفلسطينيين؟ هل تستطيع المظاهرات التى تخرج يوميا بملايين الأمريكان من كل الجنسيات والديانات والمقامات أن تفرض إرادتها على إدارتها، إدارتها التى تفرض إرادتها على خلق الله؟ هل يستطيعون إيقاف العدوان والإبادة الجماعية؟ هل تعمل الإدارة الأمريكية حسابًا لشعبها؟ 

ربما كان للخبر المفاجئ وغير المتوقع فى محتواه وفيمن صرح به وفى تداوله يوم الأحد الماضى إجابةً - غير كاملة- لبعض هذه الأسئلة، فثمة أخبار على هذا النحو الغرائبى سترى وتملأ الشاشات الرسمية؛ فأن تصرح الشرطة الإسرائيلية عبر صحيفة هاآرتس المعارضة بأن طائرة حربية إسرائيلية هى من قصفت مئات اليهود المحتفلين فى يوم 7 أكتوبر قرب (ريعيم) بغلاف غزة وليست حماس؟

وسيبك من السؤال الوجوبى الأوحد للرد على هذا الخبر: هل أبدتم شعبًا من أجل تقييم خاطئ؟ أيُ جنون هذا؟ لكن أسئلة أخرى لا بد وأن تُطرح، مثل (هو الخبر ده بجد فعلا أم كذبة؟) للخروج من الوحل الذى غاصوا فيه بإرادتهم.. مثل هذا الخبر الذى حتما سيوقف العدوان هل هو إنقاذ لوجه أمريكا الأسود أم لوجه إسرائيل الأسود منه؟

هل هى هزيمة إسرائيل الواضحة فى غزة هى من أملت على العبقرى مؤلف الخبر أن يسربه أم أنها صحوة وانتفاضة شعوب العالم؟!

وحتى لو افترضنا أن الخبر كان حقيقيًا وأن النيران الصديقة والطيران الإسرائيلى قصف بالخطأ مواطنين إسرائيليين فالنتيجة واحدة وكل الطرق ستؤدى إلى وقف إطلاق النار وهزيمة نتنياهو وبايدن.