السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حقك.. مصر تناضل من أجل إدخال المساعدات والتفاوض من أجل الهدنة.. فلماذا الهجوم؟ إخوان الخراب يتاجرون بالمأساة الفلسطينية

حقك.. مصر تناضل من أجل إدخال المساعدات والتفاوض من أجل الهدنة.. فلماذا الهجوم؟ إخوان الخراب يتاجرون بالمأساة الفلسطينية

فى المآسى الكبرى لا يوجد ما هو أحقر من المتاجرة والمزايدة على مواقف الداعمين، لكن التصرفات الحقيرة ليست بعيدة عن تنظيم الخراب العربى أو مقاولى هدد الدول، تنظيم الإخوان الإرهابى، السبب المباشر فى ضعف الموقف العربى بقيادتهم لتنظيمات العنف والإرهاب والقتل وكانت تلك التصرفات السبب المباشر فى ضياع الحق العربى والإصرار الغربى على دعم إسرائيل فى مأساة غزة.



 

الحريق الحاصل فى المنطقة سببه المباشر هو التطرف، تطرف إسرائيلى وتطرف إخوانى، ومن الخطأ أن نربط ميعاد الحرب داخل إسرائيل بحادث 7 أكتوبر الماضى، لكن الميعاد الحقيقى هو يوم تولى الحكومة المتطرفة فى تل أبيب برئاسة رئيس الوزراء المنتهى الصلاحية بنيامين نتنياهو، لقد تجاوزت تلك الحكومة كل الخطوط الحمراء داخل الأراضى المحتلة وقررت قتل وإبادة الشعب الفلسطينى فى الضفة وغزة وكان تطرفها هو الدافع المغذى للتطرف على الجانب الآخر من أجل إشعال المنطقة وتحويلها إلى بحر من الدماء والفوضى.

فشل الجدار العازل وطائرات إف 35 فى حماية إسرائيل كما فشلت أنفاق حماس وصواريخها فى حماية شعبها الأعزل من القصف الوحشى، رغم أنها تعلم جيدا أن الرد الإسرائيلى سيكون عنيفا وقاتلا على واقعة 7 أكتوبر.. لكنه التفكير الإرهابى الذى لا يفكر فى حياة البشر بل هو على استعداد تام على حرق الأرض بما عليها من أجل تحقيق أهدافه، تنظيم بلا قلب ولا يعرف الإنسانية.

لا يفكر المتطرفون فى المدنيين الأبرياء، ولا مانع لديهم من تقديمهم وقودا لحرب بلا هدف، لا توقفهم الدماء البريئة ولا القلوب المنكسرة، التطرف لن يجلب سوى التطرف فى المستقبل والخطر قائم عقب توقف محطة العنف الحالية.

الأخطر هو تصدير الفوضى لإقليم هش بالأساس، دمرت الحرب ما تبقى من اقتصاده، الاستثمارات تهرب من مناطق الاشتباكات المسلحة وهى فاتورة أخرى تدفعها مصر بلا ذنب بعد فاتورة حرب أوكرانيا وجائحة كورونا.

أثمن ما يملكه الإنسان فى الشرق الأوسط البائس هو الأمن والاستقرار والقدرة على البدء من جديد، أما الفوضى فهى قرار بالانتحار الجماعى.

وسط فوضى التطرف العنيف تقف مصر لتقاتل فى ساحة إدخال المساعدات ومساعدة الإنسان فى القطاع والضغط على كل الأطراف من أجل تقديم ما يلزم لسكان القطاع المحاصرين عبر معبر رفح الذى قصفته إسرائيل أكثر من مرة من الجانب الفلسطينى بهدف تعطيل الشاحنات القادمة من مصر.

ومصر هى صاحبة نصيب الأسد فى توفير المساعدات للقطاع وقد تخطت ٪80 تقريبا من إجمالى المساعدات المقدمة من دول العالم ولا أعلم كيف يجرؤ أحد على اتهام مصر بعد كل ذلك بأنها تحاصر القطاع، لكن ذلك الكلام السفيه ليس غريبا على الإخوان.

أى متابع منصف سيجد أن مصر هى الدولة المساندة بصلابة لسكان القطاع، بل وتتسابق المؤسسات والشركات المصرية فى تجهيز قوافل المساعدات وآخرها قافلة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وضمت 6 شاحنات محملة بـ150 طن مواد غذائية ومياه لدعم الأشقاء الفلسطينيين، فى ظل الاحتياج الملح للمياه والمواد الغذائية بقطاع غزة.

بالإضافة إلى أطنان المساعدات التى قدمتها مؤسسة حياة كريمة والتحالف الوطنى للعمل الأهلى ووصلت إلى داخل القطاع وهى تحمل معها أسباب حياة الإنسان الغذاء والمياه والدواء وغيرها من احتياجاتهم الأساسية.

كما استقبلت مصر المصابين والمرضى فى مستشفياتها وقدمت سبل الرعاية الطبية اللازمة لهم ونجحت عبر التفاوض الناجح مع كل الأطراف فى إخراج الأطفال من مرضى السرطان من أجل تقديم الجرعات اللازمة لهم.

لم يتوقف الدعم المصرى عند ذلك الحد بل وتحركت منظمات حقوق الإنسان المصرية من أجل تذكير الأمم المتحدة بالمأساة وشارك أعضاء الوفد الحقوقى المصرى بقيادة مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان خلال مشاركتهم فى اجتماعات لجنة مناهضة التعذيب وضروب المعاملة القاسية فى وقفة احتجاجية أمام مقر المفوضية السامية لحقوق الإنسان بمدينة جنيف السويسرية للاعتراض على جرائم الحرب الإسرائيلية والمطالبة بمحاكمة مجرمى الحرب الإسرائيليين ورفض سياسية ازدواجية المعايير الغربية فى التعامل مع القضية الفلسطينية. 

بينما تعمل الدبلوماسية الرئاسية المصرية بكثافة على فرض هدنة إنسانية من أجل وقف القصف الوحشى وإنقاذ أهالى القطاع وهى أهم مساعدة يمكن تقديمها للأشقاء فى غزة بعد أكثر من شهر ونصف من القصف المتواصل والتجاهل الدولى للمأساة الفلسطينية.

المزايدة على الموقف المصرى ليست جديدة ودائما ما تأتى من التنظيم الإخوانى الإرهابى، الذى يتجاهل إعلامه أن أحد قيادات الإخوان من عرب 48 كان شريكاً فى الحكومة الإسرائيلية السابقة، وأن نتنياهو كان أكبر داعم لحماس من اجل فرض سيطرتها على القطاع، بل واعترف أنه استخدم حماس لإضعاف حركة فتح وقتل مفاوضات السلام وحل الدولتين ثم تصفية القضية الفلسطينية بتهجير سكان القطاع إلى سيناء وسكان الضفة إلى الأردن.

وكانت إسرائيل داعمة لوصول المتطرفين إلى الحكم فى الدول العربية، وداعمة للفوضى وعدم الاستقرار وكانت أكبر مستفيد من تدمير الجيوش العربية فى مواجهات من إرهابيين مدعومين من الإخوان وحلفائهم.

الإخوان هم الكنز الاستراتيجى الحقيقى لإسرائيل، فهم السبب المباشر فى إضعاف الدول العربية الكبرى والقضاء على قوتها العسكرية، كما أن أبواق الجماعة وأذرعها الإعلامية تثير التوتر فى المجتمعات وتدفع بالشكوك والشائعات ضد الحكومات العربية وتوفر على إسرائيل وأجهزتها الأمنية الجهد والمال، انظر إلى حال سوريا وليبيا والسودان هل يمكن أن تتخذ الدول العربية موقفا موحدا فى المواجهة وهى تعانى داخليا من صراعات قاسية على الحكم.

تلك هى الحقيقة التى تدركها مصر جيدا، بل إنها أكثر الأطراف تضررا اقتصاديا من ما يشهده القطاع وهى معاناه تضاف لمعاناة أخرى سببها التضخم العالمى ومع ذلك تقف بصلابة من أجل تقديم المساعدة المطلوبة للإنسان الفلسطينى دون التفات للنقد أو المزايدات وتلك هى شيم الكبار الشرفاء فى زمن عز فيه الشرف.