الخواجة كوهين ينعى نجله ويصلح ساعات: فضيحة فى الإعلام الإسرائيلى الخوف والتوتر يساعدان فى إنقاص الوزن
مرڤت الحطيم
فى أربعينيات القرن الماضى كان لدينا نكتة مصرية منتشرة عن الخواجة كوهين اليهودى الذى توفى نجله فنشر نعيًا بإحدى الصحف قال فيه: «الخواجة كوهين ينعى ابنه ويصلح ساعات»، وبنفس المنطق نشر كل من موقع واللا الإسرائيلى باللغة العبرية وموقع صحيفة چيروزاليم بوست باللغة الإنجليزية تقريرًا صحفيًا مثيرًا للجدل كتبه الدكتور راز الفادى، وغير واضح من خلال الصحيفة هل هو طبيب تخسيس وسمنة أم طبيب نفسى ولكن من الواضح أنه غير ممارس للمهنة، حيث قال إن الخوف والقلق والتوتر تساعد فى إنقاص الوزن أثناء متابعة قتل الأطفال الفلسطينيين.
ويقول ذلك كما لو كان يتابع حمل امرأة أو يشاهد فيلم رعب، ولكن على ما يبدو أنه يحاول أن يخفف عن الإسرائيليين الذين لم يذوقوا طعم النوم وعلى ما يبدو والطعام منذ 7 أكتوبر الماضى،
وطرح راز حلولاً للسمنة التى يمكن أن يسببها التوتر بشكل عام، حيث تساءل التقرير: هل الضغط والتوتر هما اللذان يسببان زيادة الوزن؟ حيث شرح التقرير أنه ليس بالضرورة يتسبب فى زيادة الوزن كما هو متعارف عليه، بل فى بعض الأحيان يمكن أن يسبب التوتر وفقدان الشهية وتخطى وجبات الطعام! فمن غير الواضح إذا كان هذا الطبيب قد تعلم الطب البشرى أم الطب البيطرى، لأن جميع الأبحاث العالمية تؤكد دائمًا أن يحاول الإنسان الابتعاد عن التوتر والقلق بقدر المستطاع لأن الإنسان فى دقيقة واحدة من القلق يفقد مالا يقل عن 5 آلاف خلية من جسمه، ولكن على ما يبدو أن الإسرائيليين أصبحوا يعانون من حالات نفسية مختلفة وحاول هذا الطبيب أن يخفف عنهم وطأة مايعانونه فى طوفان الأقصى وخاصة بعد أن ظهرت تقارير سابقة تؤكد أن الشباب الإسرائيلى يعانى من حالات نفسية مختلفة والكثيرون منهم يفكرون فى الهجرة للخارج، كما أضاف التقرير أنه يمكن التعبير عن الحاجة إلى تخفيف التوتر من خلال النشاط الرياضى الذى يساعد فى حرق السعرات الحرارية وفى عملية فقدان الوزن ومن الممكن أن يؤدى التوتر والقلق إلى ترك وجبة رغمًا عنك.
ويفصح التقرير ولأول مرة بوجود حالة من الرعب والخوف والتوتر تسود المجتمع الإسرائيلى بالكامل الذى تمارس قواته هجمات وحشية ضد المدنيين العزل فى غزة، ويحاول إظهار فوائد التوتر على المجتمع الإسرائيلى بسبب الحرب والرفض الدولى لما تفعله إسرائيل. ويعترف التقرير فى بدايته بوجود أزمة حقيقية فى المجتمع الإسرائيلى فى إسرائيل لأنها تمر بواحدة من أصعب الفترات فى تاريخها. فى العديد من المنازل، يعمل التليفزيون لساعات طويلة، ويخشى ملايين المواطنين من تهديد الصواريخ والقذائف كما يشعر عشرات الآلاف بالقلق على عائلاتهم وأقاربهم الذين تم تجنيدهم للدفاع عن إسرائيل على الجبهة والتعامل مع الحرب والعواقب تزعج الكثيرين منهم.
وبدلاً من توجيه اللوم إلى الحكومة الإسرائيلية التى تسببت فى حالة الرعب فى المجتمع الإسرائيلى نتيجة سياستها العنصرية ضد الشعب الفلسطينى يحاول التقرير توجيه المواطنين الإسرائيليين إلى فوائد التوتر والخوف عن طريق تقليل نسبة السمنة، وهو ما يرصد حالة التخبط الكبير الذى يسود المجتمع الإسرائيلى نتيجة صدمة طوفان الأقصى والذى تسبب للمرة الأولى فى دخول عناصر من المقاومة الفلسطينية إلى العمق الإسرائيلى وتجاوز الجدار العازل وتسبب فى مقتل وأسر المئات من الجنود الإسرائيليين والمدنيين.
وحاول التقرير تقليل الشغف الإسرائيلى بمتابعة الأخبار على القنوات الإخبارية العالمية لما يحدث فى إسرائيل وقطاع غزة ويحاول غض النظر عن أزمة الأسرى الإسرائيليين فى قطاع غزة بالادعاء بأن بعض الدراسات دون توضيح مصدرها ترى أن: التوتر والقلق يمكن أن يسببا زيادة الوزن، والنظر لساعات طويلة أمام الشاشة، وقلة النشاط البدنى والأكل العاطفى الذى يعطى مشاعر الراحة فى الطعام، قد يجعل من الصعب الحفاظ على نظام غذائى صحى ونتيجة لذلك يتم اكتساب كيلوجرامات زائدة وغير ضرورية، بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة النوم الناتجة عن التوتر والقلق التى تميزت بها الفترة الماضية هى عامل فى حد ذاته يسبب السمنة، ومع قلة النوم تقل عدد السعرات الحرارية التى تحرق أثناء الاستيقاظ.
ويشرح التقرير فوائد عدم اليقين حول استمرار القتال الدائر وتوقيته ووقوع حوادث أمنية بالقرب من الحدود، بأن التوتر من الممكن أن يفقد الشهية، إذ أن الحرب يجب أن تكون فرصة حقيقية يجب اغتنامها للقضاء على زيادة الوزن، كما لو كانت الحرب هى جولة رالى للدراجات وليس بها ما يموت من كلا الطرفين ولكن إخفاء إسرائيل لعدد قتلاها الحقيقى هو الذى جعل كاتب هذا التقرير يحاول إلهاء الشعب الإسرائيلى بأى كلام سواء صدق أو كذب فى محاولة منه لسحب انتباههم عن قتلاهم وأسراهم. إن التقرير التافه الذى نشره موقع واللا وموقع صحيفة چيروزاليم بوست يحمل رسالة صريحة إلى الشعب الإسرائيلى مضمونها: استفد من فرصة قتل الأطفال الفلسطينيين، وقصف المستشفيات، واستفد من فرصة أن فلذات أكباد الشعب الإسرائيلى معرضون للقتل فى اجتياحهم البرى لغزة، وتجاهل الأسرى الإسرائيليين الذين لدى المقاومة الفلسطينية ومصيرهم، واستفد من كل ذلك بالعمل على تقليل وزنك بشكل صحى.
والمثير للاهتمام هو أن صحيفة جيروزاليم بوست سارعت برفع التقرير من موقعها باللغة الإنجليزية بينما استمر موقع واللاه فى عرضه باللغة العبرية، إن الآلة الإعلامية الإسرائيلية لطالما نجحت فى تعبئة الرأى العام الداخلى حتى وإن كانت الذريعة عكس المنطق أملًا فى الحفاظ على الدعم الشعبى وفى حالة هذا التقرير يعمل الإعلام الإسرائيلى على تسطيح حالة الخوف والهلع الذى أصاب جموع الشعب الإسرائيلى ليتقبل ويعتقد أن هناك فوائد من القلق والخوف والحرب ألا وهى فقدان الوزن.
وأعطى التقرير أربعة أسباب تجعل هذه الفترة التى تمر بها إسرائيل فرصة حقيقية لمعالجة مشكلة السمنة والحفاظ على الصحة. اذ أشار التقرير إلى أن واقع التوتر والقلق مثل الذى تواجهه إسرائيل خلال هذه الفترة قد تجعلهم يولون اهتمامًا أقل بالطعام، مما قد يؤدى حتى إلى فقدان الوزن غير المقصود. ويشير التقرير إلى تقدير الباحثين وغالباً هؤلاء الباحثون مثلهم مثل كاتب التقرير قد تخرجوا من كليات الطب البيطرى بأن حوالى 40 % من الأشخاص يستجيبون للتوتر بتناول كميات أقل من الطعام.
التوتر يمكن أن يفسد الشهية
من المسلم به أن التوتر الذى يستمر لفترة طويلة من الزمن قد يحفز هرمونات الشهية التى تجعلنا نشعر بالجوع مثل هذه المواقف قد تؤدى إلى استهلاك كميات كبيرة من الطعام أثناء الوجبات أو الوجبات الخفيفة دون استراحة بينهما، وكما لو كان هذا الطبيب ينصح الشعب الإسرائيلى بتوفير الطعام للأيام القادمة والاكتفاء بوجبة واحدة حاليًا حتى تتضح ملامح المشهد ومتى من الممكن أن تنتهى الحرب وفى نفس الوقت سحب انتباه الشعب الإسرائيلى بعيدًا عن مطلبهم الرئيسى وهو رحيل نتنياهو من الحكومة وخاصة بعد أن طالبوه مرارًا بأن يوقف الحرب ليستطيع أن يرجع لهم أولادهم الأسرى.
الإجهاد يمكن أن يساعد فى عملية التمثيل الغذائى
هناك العديد من الدراسات التى وجدت أن الهرمونات العديدة التى يفرزها الجسم تحت الضغط يمكن أن تؤثر على عملية التمثيل الغذائى على سبيل المثال يمكن للهرمون المطلق للكورتيكوتروبين (CRH) أن يقلل الشهية ويؤدى إلى إطلاق الكاتيكولامينات وهى مركبات عضوية تحفز الجسم على تحطيم الأنسجة الدهنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الهرمونات مثل «الكورتيزول» التى يتم إطلاقها أثناء التوتر والضغط تتصل بمخازن الطاقة فى الجسم، بما فى ذلك الأماكن التى يتراكم فيها الجلوكوز والبروتين والدهون تؤدى هذه العملية إلى حرق السعرات الحرارية وزيادة التمثيل الغذائى ( الإصابة بالإسهال ). ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الكورتيزول يقوم بتكسير العضلات من أجل توليد الطاقة لذا فمن الممكن أن يؤدى حرق السعرات الحرارية فى النهاية إلى انخفاض كتلة العضلات وليس انخفاض نسبة الدهون.
التوتر يؤثر على هضم الطعام
ويضيف العبقرى الدكتور راز فى تقريره أنه عندما نشعر بالتوتر يقوم الجسم بقمع الجهاز الهضمى وأساس هذا المبدأ الفسيولوچى الموجود منذ فجر التاريخ هو السماح للإنسان المعرض للخطر بأن ينجح فى القتال أو الفرار دون أن يزعجه الجوع. فى أوقات التوتر والقلق يتم تحويل الدم والأكسچين إلى أماكن أخرى فى الجسم بدلًا من الجهاز الهضمى ونتيجة لذلك، يتم هضم الطعام بشكل أبطأ من المعتاد ومفهوم كلامه هذا أنه قد يؤدى إلى حالة من الإمساك وهو ما ينسف نظريته فى النقطة الثانية بزيادة التمثيل الغذائى أى حالة من الإسهال والتى تتضح هنا فى رقم 3 أن السبب فيها ليس الطعام ولكنها الحرب والتى جعلت الطبيب نفسه متوترًا وغير مرتب فى أفكاره هو نفسه أثناء كتابة هذا التقرير، ويستكمل أنه بالإضافة إلى ذلك، ينتج الجسم كمية أقل من الإفرازات التى تساعده على هضم الطعام. وفى هذه الحالات قد لا نمتص جميع العناصر الغذائية التى يحتاجها الجسم بشكل كامل. فى الواقع، نتيجة للتوتر والقلق، يمكن أن تتطور اضطرابات المعدة مثل آلام البطن والتشنجات والغثيان والإسهال والتورم والارتجاع وما شابه وفى مثل هذه الحالات يجعلنا الواقع نتجنب أو نقلل من الأكل وحتى نفقد الوزن.
التوتر قد يدفعنا إلى الخروج لممارسة الرياضة
أما النقطة الرابعة فهو ينصح بممارسة الرياضة مما يساعد على النشاط البدنى بداية من التمارين الرياضية إلى اليوجا لخفض مستويات التوتر، وفى كثير من الأحيان تكون أفضل طريقة لتجنب الأكل العاطفى وهو الطعام المحبب لكل شخص الناجم عن التوتر هى ممارسة رياضة المشى أو رفع الأثقال.
وينهى الدكتور راز أو كوهين نعى نجله وأنه يصلح ساعات بماذا يجب أن يفعل الإسرائيليون فقال لا تتفاءلوا حيث فى الأيام الأخيرة تشير التقديرات إلى أن الحرب قد تستمر لعدة أيام، ولكن ذلك من غير المتوقع أن تنتهى هذه المرة بالسرعة التى انتهت بها جولات القتال السابقة، وفى الواقع فإن إسرائيل تنتقل إلى حالة من روتين الطوارئ وهى فترة يتعين علينا فيها التحرك بسرعة بين الأنشطة اليومية العادية بقدر الإمكان إلى حالة الطوارئ.







