الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«المذبحة الثانية» فى مخيم للاجئين.. 1000 شهيد وجريح ومفقود فى مجزرتى جباليا شمال غزة

أعلنت الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الشهداء فى غزة منذ بدء الحرب إلى أكثر من 9061، بينهم 3760 طفلاً، و2326 سيدة، والمصابين إلى 32000، متهمة الاحتلال الإسرائيلى بارتكاب مَجزرة تلو أخرى ويركز على المناطق المأهولة بالسكان.. وذلك حتى كتابة هذا التقرير.



وأعلنت الوزارة تسجيل 1000 شهيد وجريح ومفقود فى مجزرتى جباليا، التى ارتكبهما جيش الاحتلال الإسرائيلى، فيما أعربت فرنسا عن قلقها العميق إزاء الخسائر الفادحة التى تكبّدها المدنيون الفلسطينيون نتيجة للقصف الإسرائيلى الذى استهدف مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين فى قطاع غزة.

 

وأشار المتحدث باسم الصحة الفلسطينية فى غزة، إلى أن الاحتلال ارتكب 15 مَجزرة فى 24 ساعة راح ضحيتها 256 شهيدًا.. مُحذرًا من كارثة صحية وشيكة نتيجة توقف مولد الكهرباء بالمستشفى الإندونيسى.

وناشد متحدث الصحة الفلسطينية كل الأطراف توفير ممر آمن لتدفق المساعدات الطبية إلى غزة بشكل عاجل.. محذرًا من كارثة صحية وشيكة نتيجة قرب توقف مولد مستشفى الشفاء عن العمل.

إلى ذلك، كشف مكتب الإعلام الحكومى فى غزة، عن عدد المستشفيات التى خرجت عن الخدمة بسبب العدوان الإسرائيلى، وهى: المستشفى التركى، مستشفى بيت حانون، مستشفى الوفاء، مستشفى الخدمة العامة، مستشفى أصدقاء المريض، مستشفى الكرامة، مستشفى حيفا، المستشفى الدولى للعيون، مستشفى مسلم التخصصى، مستشفى الدرة، مستشفى حمد، مستشفى دار السلام، مستشفى اليمن السعيد، مستشفى سان چون، مستشفى الحياة، مستشفى يافا، بالإضافة لـ 32 مركزًا صحيًا من أصل 52 مركز رعاية أولية.

 مَجزرة ثانية

وشهد مخيم جباليا شمال قطاع غزة مَجزرة بشرية ثانية؛ حيث استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلى المخيم بقصف مكثف، مما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 1000 شخص.. استمرت عمليات القصف لمدة يومين، مما أثار غضبًا واستنكارًا عالميًا.

وفى ظل المخاوف من اشتعال المنطقة، زار وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إسرائيل فى إطار جولة إقليمية جديدة، فيما دعت تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر دولى كبير فى أسرع وقت ممكن؛ بهدف تجنب توسع الحرب.

وقد وصفت هذه الحادثة بأنها مَجزرة بشرية وليست حربًا عادلة؛ حيث تعرّض المدنيون الأبرياء للخطر والقتل بلا رحمة.

وحاول الجيش الإسرائيلى تبرير هذه الهجمات بادعاء أن حماس تستخدم المبانى المدنية والمناطق المأهولة لبناء بنية تحتية وتعريض المدنيين للخطر. ومع ذلك، يعتبر الكثيرون هذا السبب غير مقبول لارتكاب مثل هذه الجرائم الجماعية ضد المدنيين العُزّل.

وفى بيان صادر عن الجيش الإسرائيلى، زعم أنه استند إلى معلومات استخباراتية دقيقة قبل توجيه الضربة الجوية إلى مركز قيادة وتحكم لحماس فى جباليا.

وأكد أن قواته قضت على إرهابيين تابعين لحماس فى هذه الضربة. وفى محاولة للتبرير؛ دعا الجيش الإسرائيلى سكان غزة فى المنطقة المستهدفة للإخلاء.. مؤكدًا أنه يسعى لتقليل الأضرار التى تلحق بالمدنيين.

ومع ذلك؛ فإن هذه الدعوة للإخلاء لا تعفى جيش الاحتلال الإسرائيلى من مسئوليته عن هذه الهجمات العنيفة على المدنيين ومنازلهم.. وتعتبر الهجمات المستمرة والمتكررة على السكان المدنيين فى غزة انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون الدولى.

تنديدًا بتلك الجرائم البشعة؛ أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن استنكارها، ودعت إلى وقف العنف الفورى وحماية المدنيين فى غزة.. وتتطلب الظروف الحالية تدخلاً عاجلاً وحازمًا من المجتمع الدولى لوقف هذه المجازر وتحقيق العدالة لضحاياها.

وانتشرت مقاطع الفيديو التى وثقت هذه المَجزرة، وتم تداول مقطع فيديو لرجل يصرخ باكيًا لرؤيته لجثث أولاده الثلاثة تحت الأنقاض، ويحملهم بيديه، وقال الدفاع المدنى فى غزة الذى تديره حماس إن العديد من الأشخاص قُتلوا فى الهجوم وما زالت هناك «أعداد كبيرة» تحت الأنقاض فيما وصفه بـ«المذبحة الثانية» فى مخيم اللاجئين.

 قطاع الصحة

رصدت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية تهاوى قطاع الصحة فى قطاع غزة المُحاصَر من قِبَل إسرائيل حتى إن العديد من أطباء القطاع أجروا فى الأيام الأخيرة جراحات دون مخدر؛ نظرًا لنقص الإمدادات الطبية الأساسية والوقود.

وسلطت الصحيفة الضوء على معاناة أطباء مستشفى «ناصر» فى خان يونس بجنوب غزة، وأكدت أن مستشفى ناصر الذى يضم 350 سريرًا ليس استثناءً.. فبَعد ثلاثة أسابيع من القصف الإسرائيلى العنيف، أصبحت الخدمات الطبية فى غزة على حافة الهاوية، لكنّ الموظفين المنهكين يبذلون قصارَى جهدهم بالموارد المتضائلة بسرعة.

وتناولت الصحيفة قصة علاج عمر أحمد، 25 عامًا، والذى أصيب فى غارة إسرائيلية، وذكرت أن قصته تعكس ما يحدث داخل نظام طبى أوشك على الانهيار.. ففى خلال الأيام الخمسة التى قضاها فى المستشفى، لم تمر لحظة واحدة دون ألم، كما تم تنظيف حروقه دون مخدر، وتُرك ليتعافى باستخدام مسكنات الألم «التى ليست قوية بما فيه الكفاية».

والغرفة المكتظة التى يتقاسمها «أحمد» مع خمسة آخرين من ضحايا الحروق الخطيرة تعانى من انقطاع التيار الكهربائى لفترات طويلة من اليوم، ومن دون تبريد، جعلته الحرارة يتعرق، مما أدى إلى التهاب جروحه، على حد قوله.. وقال «أحمد»، الذى كُسرت ساقه فى انفجار أثناء محاولته الفرار من شمال غزة، فى تصريح خاص للصحيفة: «يطلب المستشفى من الناس المغادرة عندما يتم شفاؤهم بنسبة 60 أو 70 بالمائة.. لا أعرف ماذا سأفعل إذا اضطررت للخروج!!».

وقطعت إسرائيل التيار الكهربائى عن غزة، كما أن الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية فى مستشفى ناصر منخفض، ناهيك عن أن الإمدادات الطبية على وشك النفاد.. وكثير من الأحيان يتم إجراء الجراحة دون تخدير روتينى، ووفقًا للأطباء؛ فإن الأولوية لديهم هى الاحتفاظ بالمخزونات احتياطيًا للحالات الصعبة، بحسب الصحيفة.

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية- فى بيان- أن فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء الخسائر الفادحة التى لحقت بالسكان المدنيين نتيجة للقصف الإسرائيلى الذى استهدف مخيم جباليا، معربة عن تعاطفها وتضامنها مع الضحايا الفلسطينيين.

وأكدت الخارجية أن حماية السكان المدنيين هى التزام بموجب القانون الدولى وملزم للجميع، وتجدد الخارجية دعوتها إلى هدنة إنسانية عاجلة حتى يمكن إيصال المساعدات إلى مَن يحتاج إليها على نحو آمن ومستدام وكافٍ.