السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أهالى سيناء.. تاريخ طويل من البطولات والتضحيات لحماية بوابة مصر الشرقية

سجلهم حافل بالبطولات الأسطورية.. يتوارثون الشجاعة جيلا بعد جيل.. إنهم حراس بوابة مصر الشرقية كتفا إلى كتف مع قواتنا المسلحة ورجال حفظ الأمن.. إنهم أهل سيناء.. أسود فى المعارك.. أنيابهم حادة ضد من تسول له نفسه المساس بالوطن.. خاصة أن قدرهم أن يعيشوا على أرض الفيروز.. تلك البقعة الغالية التى قدرها أن تكون مطمعًا أو مفتاح كل من يريد النيل من مصر وشعبها.. بطولات أهل سيناء ضاربة فى جذور التاريخ وصفحاتهم المشرفة فى النضال لا يكفيها موسوعات.. ولكن وجب علينا هنا أن نرصد بعضها ليعلم الجميع حجم تضحياتهم واعتزازهم بالانتماء إلى نسيج الشعب المصرى.



البطل حسن خلف

فمن بعض النماذج المشرفة ممن بذلوا الجهد والعرق لتحرير أرض سيناء الغالية من يد العدو الصهيونى، وهم من أبناء أرض الفيروز وهم أكثر الناس خبرة بطرقها وخبايا صحرائها، ومنهم البطل «حسن خلف» من منطقة الجورة فى الجنوب من الشيخ زويد، وكان حسن وقتها (عقب احتلال إسرائيل لسيناء) لا يزال طالبا بالصف الثانى الثانوى عندما احتلت القوات الإسرائيلية سيناء، وقد شهدت منطقة الجورة والشيخ زويد ورفح مجازر حقيقية على يد القوات الإسرائيلية المحتلة التى كانت تقتل كل من يقابلها من المصريين فى سيناء سواء من الجنود أو المدنيين رجالا ونساء.

وشاهد حسن كل ذلك أمام عينيه، وأرسله والده إلى بورسعيد عبر الملاحات خوفا عليه ولكن بعد أن وصل حسن إلى البر الغربى التحق بأفراد منظمة سيناء العربية التى شكلتها المخابرات الحربية وبعد تدريبه ذهب فى أول مهمة فى سيناء خلف الخطوط لتصوير المواقع الإسرائيلية شمال سيناء فى مناطق رمانة وبئر العبد والعريش.

ونجح حسن وتوالت العمليات الناجحة التى قام بها وأهم عملياته هو ضرب قيادة القوات الإسرائيلية فى العريش التى تضم عناصر المخابرات ومبيتًا لطيارى الهليكوبتر وكان مقرها مبنى محافظة سيناء القديمة بالعريش.

البطل عودة صباح الويمى

هناك أيضا عودة صباح الويمى من أفراد قبيلة الترابين.. وهو الذى أبلغ المخابرات الحربية عام 1972 أن القوات الإسرائيلية فى سيناء تقوم بالتدريب على عبور مانع مائى عند منطقة سد الروافع بوسط سيناء وأنه شاهد معدات عبور، وكان هذا الخبر من الأخبار المهمة جدا والغريبة، فكيف تقوم إسرائيل بالتدريب على مانع مائى فى هذا الوقت الذى تقوم فيه قواتنا أيضا بالتدريب على عبور قناة السويس.

وقد أرسل عودة صباح بعض الصور الفوتوغرافية إلى المخابرات الحربية المصرية التى التقطها لمعدات العبور الإسرائيلية، وفى أكتوبر عام 1973 وبعد عبور قواتنا المسلحة قناة السويس وقبل حدوث ثغرة الدفرسوار، أبلغ عودة المخابرات الحربية أن معدات العبور السابق الإشارة إليها تخرج من المخازن وتتجه نحو قناة السويس وكان ذلك أول بلاغ صحيح عن احتمال عبور العدو لقناة السويس فى الدفرسوار.

موسى رويشد (مهندس الألغام)

موسى رويشد (مهندس الألغام)..هو شاب من أبناء سيناء المجاهدين تخصص فى زرع الألغام فى طريق مدرعات وعربات القوات الإسرائيلية فى سيناء ونفذ عدة عمليات ناجحة بعد وضع الألغام فى أماكن مختلفة وإخفائها بطريقة فنية رائعة يصعب على القوات الإسرائيلية اكتشافها، لذلك سمى المجاهد موسى رويشد بمهندس الألغام وذاع صيته فى سيناء وبدأت المخابرات العسكرية الإسرائيلية فى البحث عنه فى كل مكان دون جدوى.

سمحان موسى مطير

أما الشيخ سمحان موسى مطير فيعد من أهم مشايخ جنوب سيناء وأكثرهم تقديرا واحتراما بين الأهالى فهو ابن قاضيهم الشرعى السابق ورجل الدين، وأكثرهم خبرة ودراية بسيناء وجبالها ووديانها وأكثر المشايخ تعاونا مع الحكومة المصرية.

كان الشيخ سمحان موجودا فى سيناء عند اجتيازها بواسطة القوات الإسرائلية وبدأ مباشرة فى تقديم المساعدات لأفراد القوات المسلحة المنسحبين من سيناء وتسكين الشاردين منهم، ثم تمكن من العبور إلى البر الغربى حتى وصل إلى سفاجا على متن سفينة صغيرة وقدم نفسه إلى المخابرات الحربية المصرية وبدأ يتعاون معها فى إرسال رسائل إلى قبائل الجنوب عبر إذاعة صوت العرب لحثهم على الصمود والنصر.

الشيخ متعب هجرس

الشيخ متعب هجرس شيخ قبيلة البياضين.. أول شيخ ينضم لمنظمة سيناء العربية وأول من فتح بيته لاستقبال الآلاف من الجنود المصريين المنسحبين من سيناء عام 1967، وأول من أوصلهم بنفسه ورجاله إلى البر الغربى، وتم القبض عليه هو ومجموعة من رجاله بواسطة القوات الإسرائيلية عام 1968، ووضع بالسجون الإسرائيلية، وهو كذلك أول شهيد يتم دفنه فى سيناء بعد عودة جزء منها عام 1977.

الشيخ عيد أبو جرير

أما الشيخ عيد أبوجرير، فكان له دور بارز فى مقاومة الاحتلال الإسرائيلى إذ أمر مريديه وأتباعه بجمع الأسلحة التى تركها الجيش المصرى بعد الانسحاب فى يونيو 1967 وأخفاها فى أماكن سرية، ثم أعادها إلى القوات المصرية بعد الانسحاب، ورشح بعض الشباب السيناوى لتدريبهم على أعمال المخابرات وتحققت على أيديهم نجاحات كبيرة فى مهام صعبة كلفوا بها داخل إسرائيل.

ويعتبر المجاهد السيناوى شلاش خالد العرابى من أنشط مندوبى المخابرات الحربية وأبرز رجال منظمة سيناء العربية الذى دوخ المخابرات الإسرائيلية بكل أجهزتها وأفقدها توازنها فى أواخر الستينيات.. لذلك سمى بهدهد بئر العبد ورصد جهاز الأمن الإسرائيلى آلاف الدولارات مكافأة لمن يرشد عنه أو يساعد فى القبض عليه حيا أو ميتا.

البطل شلاش خالد العرابى

شلاش خالد العرابى.. وهو المجاهد الذى نشرت قصته فى كتاب المخابرات السرية العربية للكاتب الإسرائيلى ياكوف كاروز، وهو الفدائى الذى قال عنه المدعى العام العسكرى الإسرائيلى عوزى زاك، إنه وشبكته من أخطر شبكات الجاسوسية التى كشفت عنها إسرائيل حتى الآن وذلك أثناء محاكمته أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية والتى حكمت عليه فى التهم الأربعة التى وجهت إليه بالسجن لمدة 39 عاما، وقد قبضت عليه المخابرات الإسرائيلية فى آخر عملية قام بها شلاش خلف خطوط العدو فى ديسمبر عام 1968 بعد مقاومة عنيفة منه وتبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابته فى الفك وقد عذبوه بقسوة وهو جريح فلم يزده ذلك إلا حماسا وقوة.

المجاهد عودة موسى مطير

أما المجاهد عودة موسى مطير.. فنجح فى زرع ألغام بمنطقة جبل تنكة وأبوزنيمة وكان معه من أبناء سيناء المجاهدين من قبيلة الصوالحة بجنوب سيناء، وقبض عليه لأول مرة عام 1968 وتم التحقيق معه فى سجن صرفند ثم نقل إلى سجن الرملة بتهمة التعامل مع المخابرات المصرية بعد انفجار الألغام ولكن دون محاكمة إذ لم يثبت عليه شىء وأفرج عنه بعد عدة أشهر، وقبض عليه مرة أخرى عام 1972 مع زميلين له هما سليمان سليم وجديع عيد وتم التحقيق معهم بتهمة إيواء بعض الجنود المصريين، وقد أفرج عن سليمان وعودة ولم يفرج عن جديع وبعد الإفراج عنه شرد فى الجبال إلى أن تمكن من الحضور إلى وادى النيل عام 74 واستقبله وزير الدفاع وتم منحه نوط الامتياز من الدرجة الأولى.

المناضل «موسى أبورويشد»، وهو بطل سيناوى فقد بصره إثر انفجار لغم فى جسده كان يعده لتفجير محطة وقود اسرائيلية وسط مدينة العريش، يقول أنه لم يخطُ خطوة فى عمليات نفذها إلا ابتغاء وجه الله ومن أجل الوطن وزوال المحتل.

وسرد «أبورويشد» أن بدايته كانت مع أسرته، عندما استضاف والده الجنود على خلفية حرب يونيو 1967، قائلًا إن الوطنية جرعة حصلوا عليها مبكرًا ونمت واستمرت، وكان لوالدته دور فى مساعدته وإعداده لتنفيذ عمليات بجهود فردية بحتة، من خلال قيامها بجمع ألغام ونقلها وتجهيزها له، ونفذ هو عددًا من العمليات كان بينها تفجير أتوبيس إسرائيلى على مشارف شرق العريش، وتفجير مخزن أسلحة فى وسط سيناء.

وتسلل لمقر تدريب فى إحدى الجامعات فى اسرائيل بعد إن استغل مهنته كسائق فى معرفة المكان ثم العودة ودخول الموقع مرتديًا بدلة ضابط طيار إسرائيلى والحصول على وثيقة مهمة وتسليمها لمن تولوا مهمة تأمين وصولها للجانب المصرى

وقال أبورويشد، إنه فقد صديقًا له وهو «سلام عرادة» وهما يجهزان لتفجير محطة وقود فى العريش، عندما أطلق برج مراقبة النار عليهما، وانفجر بهما اللغم واستشهد صديقة ونقل هو للسجون يعانى حروقًا فى كل جسده، ودخل مرحلة تعذيب شديدة للاعتراف، استخدم العدو الإسرائيلى معه خلالها وسائل ضغط بينها إحضار والدته لمكان اعتقاله وهى التى كانت تظنه استشهد وعندما رأته قالت «راح العود اللحم يجود شد حيلك»، وبحسب قوله أنه انتقل لمرحلة تعذيب بسكب الماء الساخن عليه ليشاء الله أن تكون سببًا فى تطهير جراحه، ثم أودع السجون فى إسرائيل حتى جاء قرار الإفراج عنه ضمن آخرين بعد زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس.

قائد القوات البحرية

وهناك «البطل الفريق بحرى فؤاد ذكري» هو أحد أبناء مدينة العريش، وقائد القوات البحرية فى حرب أكتوبر عام 1973، هو من القلائل الذين أشادت بهم الكليات العسكرية فى العالم، كان وراء أكبر عمليتين بحريتين، ربما فى تاريخ مصر الحربى كله، أولاهما إغراق المدمرة إيلات، وإغلاق مضيق باب المندب.

«اللواء لبيب شراب».. مدير المخابرات الحربية الأسبق، من أبناء محافظة شمال سيناء فى مدينة العريش، شغل منصب مدير المخابرات الحربية فى عهد السادات، كما قاد عمليات الاستطلاع خلف خطوط العدو، وقت حرب الاستنزاف، التى كانت تحول دون اختراق العدو لصفوف الجيش المصرى، كما كان يشرف على رصد تحركات العدو بعمق 100 إلى 150 كيلومترًا خلف خطوطه.

سيدات سيناء

أما السيدة «فرحانة» السيدة السيناوية التى لقبت بشيخة المجاهدين فى سيناء، لدورها ضد إسرائيل خلال فترة ما بعد نكسة 1967 واحتلال سيناء وحتى تحريرها، وكانت فرحانة من قبيلة الرياشات، ولها 4 أبناء، تعيش فى الشيخ زويد بشمال سيناء. 

ولكن بعد أن انتقلت للقاهرة بسبب احتلال سيناء من جيش الاحتلال قررت الانتقام من العدو، لتنضم إلى منظمة سيناء العربية التى أنشأتها الحكومة المصرية وقامت بتدريبها العسكرى، فكانت تستغل عملها فى تجارة القماش وانتقالاتها من وإلى قلب سيناء فى زرع القنابل وتفجيرها ونقل الرسائل من وإلى رجال المقاومة.

وكانت «فرحانة» تنقل الرسائل والأوامر من قيادات الأمن فى القاهرة إلى الضباط وقيادات سيناء، ونقل معلومات حول العدو الإسرائيلى فى ذلك الوقت، ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التى كان يقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلى من تفتيش فإن هذا لم يجعلها تتراجع عن هذا الدور العظيم، والمشاركة فى نصر أكتوبر، وتعد هى من أشهر المجاهدات فى سيناء.

كما أنه لم يعرف أحد من أهل المجاهدة «فرحانة» حقيقة ما كانت تقوم به من جهاد ضد الاحتلال الإسرائيلى، حيث صرح نجلها «شوقى سلامة»، فى حوار صحفى عام 2011، قائلًا «كنا لا نعرف عنها شيئًا، فكنا نسكن فى إمبابة بجوار بعض أفراد أسرتنا ويقومون برعايتنا ونحن صغار، ويتناوبون على إعداد الطعام لنا ظنًا منهم أن أمى تتاجر فى القماش فى سيناء، لكى تلبى احتياجاتنا بعد أن انفصلت عن والدى وأصبحت هى المسؤولة عنا، ولم نعلم بما كانت تقوم به أمى من عمليات فدائية».

كما تعتبر السيدة «فهيمة» أبرز السيدات السيناويات، وكانت أول امرأة، ترصد المواقع الإسرائيلية على الضفة الغربية وخط «بارليف»، ومعرفة نوع السلاح وعدد القوات.

ذكرى مؤتمر الحسنة

وقبل أيام قليلة وتحديدا يوم 31 أكتوبر كانت الذكرى الـ 55 لمؤتمر الصمود والتحدى بمدينة الحسنة بوسط سيناء الذى أفشل خلاله مشايخ بدو سيناء محاولة اسرائيل تدويل سيناء وأعلنوا أن أرضهم مصرية ورئيسهم جمال عبدالناصر.

 نظمت المؤتمر السلطات الإسرائيلية فى مدينة الحسنة بوسط سيناء بحضور وسائل الإعلام العالمية يوم 31 أكتوبر من عام 1968، قال الشيخ عبدالله جهامة، رئيس جمعية مجاهدى سيناء، إنه أعدت إسرائيل لمؤتمر عام يقام فى منطقة الحسنة بوسط سيناء يحضره مشايخ وعواقل سيناء، تحت رعاية قادة إسرائيل للتأكيد على عزل سيناء وإعلان ذلك على لسان مشايخ وعواقل سيناء، كانت القيادة المصرية برجالها ومؤسساتها المعنية تتابع الموقف ومن خلال رجالها الشجعان على الأرض من أهل سيناء الشرفاء، تم رصد المخطط وتدبير إحباطه.

 وأضاف إن مشايخ سيناء وقفوا ضد المؤتمر وإقامته وفكرته، ولكن الصفعة كان يجب أن تكون قوية ومؤثرة، وبالتالى أعلنوا موافقتهم ومشاركتهم فيه، وهو ما أسعد القيادة الإسرائيلية فى ذاك الوقت، وأعدت لهذا اليوم الأسطورى فى انتظار أن يقول رموز سيناء كلمتهم الفاصلة ويكون مطلبهم على لسانهم الذى يروق لها.

 وأشار إلى أن مشايخ سيناء قالوا كلمتهم وكانت واضحة: «سيناء أرض مصرية وستبقى مصرية ولا نرضى بديلا عن مصر، وما أنتم إلا احتلال.. ونرفض التدويل، وأن أمر سيناء فى يد مصر.. سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبرا واحدًا يمكننا التفريط فيه.. ومن يريد الحديث عن سيناء يتكلم مع زعيم مصر جمال عبدالناصر».

 تشير وقائع المؤتمر المعلن عنها، أنه حضر للمشاركة فيه ممثلون من مشايخ من كافة قبائل سيناء، وكان إجماعهم مبكرا على إفشاله بتخطيط وتجهيز من القيادة المصرية التى كانت تتابع الموقف، وفى الوقت الذى كان قادة إسرائيل ينتظرون نجاح المؤتمر بأن يعلن مشايخ سيناء أمام العالم تدويل سيناء، كانت المفاجأة عندما بدأت فعاليات المؤتمر الذى تحدث فيه اليهود عما قدموه للأهل فى سيناء وعن طموحهم وآمالهم بالنسبة لهم وعندما طلبوا الكلمة من شيوخ سيناء وقع الاختيار الذى كان متفقًا عليه مسبقًا على الشيخ سالم الهرش الذى خدعهم فى بداية كلمته، قائلًا «أنتم تريدون سيناء دولية» ثم فاجأ الجميع بقوله « أؤكد لكم أن سيناء مصرية وستظل بنت مصرية %100 ولا يملك الحديث فيها إلا السيد الزعيم جمال عبدالناصر «، وفشلت المحاولة التى أدارها شيوخ سيناء مجتمعين بتخطيط وتنظيم مسبق من الإدارة المصرية.

 وفى تأكيد له على الواقعة سبق أن أعلن الشيخ على الهرش، حفيد الشيخ سالم الهرش، إنه عقب المؤتمر نفى الشيخ إلى الأردن، وبعد مرور سنوات عاد مرة أخرى ليلتقى الزعيم جمال عبدالناصر الذى قدم له مجموعة من الهدايا عبارة عن «طبنجة وعباءة وسيارة جيب» ولكن الشيخ سالم تبرع بكل شيء للقوات المسلحة عدا العباءة التى اعتبرها رمزا وتذكارا من «ناصر»وعاد الشيخ سالم الهرش لسيناء بعد انتصار أكتوبر عام 1973 م وتوفى فى عام 2001 م.

الحرب على الإرهاب

وعندما خاضت الدولة المصرية حربها الشرسة ضد الإرهاب فى سيناء خلال السنوات الماضية، لم يتردد أبناء سيناء فى تقديم كافة سبل الدعم والمساندة، فيقول إبراهيم العرجانى رئيس اتحاد قبائل سيناء، إن اتحاد القبائل يتكون من عدة قبائل بالاتفاق مع الدولة لمحاربة الفكر التكفيرى ومساعدة الدولة فى محاصرة التكفيريين.

وترأس الاتحاد الشيخ إبراهيم العرجانى، ابن قبيلة الترابين إحدى أكبر قبائل سيناء، حيث نظم العرجانى شباب القبائل إلى مجموعتين، الأولى مهمتها جمع المعلومات عن العناصر الإرهابية، والثانية تطوعت لمشاركة القوات المسلحة فى حملاتها العسكرية على بؤر الإرهابيين.

وبمشاركة القوات المسلحة طارد شباب القبائل الإرهابيين فى كل مكان وأذاقوهم الويل، وأعلن العرجانى أن رجال القبائل سيكونون عونًا وسندًا للجيش فى كل وقت وأى مكان، وشدد العرجانى وشباب الاتحاد على أن سيناء بالنسبة لهم دين ووطن ودم لن تسقطها الأقنعة والبنادق المأجورة، حتى نجح شباب اتحاد القبائل بقيادة العرجانى فى مطارة الإرهابيين وكشف جحورهم.

بعد تأسيس الاتحاد انتهت عمليات اغتيال أبناء القبائل المساندين للدولة من قبل الإرهابيين، قلب العرجانى السحر على الساحر وسقط الإرهابيون فى قبضة الدولة وجرى تقديمهم لمحاكمات عادلة.

ولم تكن المعركة ضد الإرهابيين سهلة، ولم تكن عمليات مطاردتهم فى الصحراء نزهة، قدم الاتحاد فى الحرب على الإرهاب كوكبة من الشهداء من أجل أن يعيش كل مصرى فى أمان، ومثلما ساندوا الدولة فى مكافحة الإرهاب وعاونوها فى مواجهة التهريب والتسلل عبر الأنفاق والحدود، ليظل دور اتحاد قبائل سيناء مكملا لجهود الدولة فى مواجهة التحديات الأمنية.