الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مصر تفرض إرادتها رغمًا عن الجميع: المساعدات الإنسانية مقابل خروج الأجانب من غزة

بعد عشرين يومًا تقريبًا من الإصرار المصرى على قرار فتح مَعبر رفح من أجل دخول المساعدات وفى الوقت نفسه خروج العالقين الذين يحملون جنسيات أخرى؛ نجحت مصر وفرضت إرادتها بالفعل وتم وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة والسكان استقبال مجموعتين من الأشقاء الفلسطينيين المصابين فى أحداث غزة، وذلك من خلال مَعبر رفح المصرى.. وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، أنه تم توقيع الكشف الطبى على كل الحالات وتشخيصهم تشخيصًا دقيقًا وتحويل 16 مصابًا منهم للمستشفيات المجهزة بشمال سيناء، منها مستشفى العريش العام ومستشفى بئر العبد؛ وجارٍ تحويل باقى الحالات إلى المستشفيات، وجميع الحالات مستقرة وتتلقى رعاية طبية فائقة من الطواقم الطبية المتواجدة بالمَعبر أو داخل المستشفيات.. كما قام أطباء الحَجْر الصحى بمَعبر رفح بتوقيع الكشف الطبى على رعايا الدول الأجنبية، منهم الكثير من الأطفال تم تطعيمهم بلقاحات شلل الأطفال والحصبة والالتهاب السحائى.. جاء ذلك فى ضوء تنفيذ تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتقديم كافة أوجُه الدعم الصحى للأشقاء فى قطاع غزة.



 وأكد «عبدالغفار»، استمرار العمل المكثف من قِبَل الطواقم الطبية بوزارة الصحة بالتنسيق مع كافة الجهات المَعنية لاستقبال المصابين وتقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة لهم.. مشيرًا لمتابعة وزير الصحة والسكان المستمرة لمستجدات الموقف أولاً بأول من خلال غرفة إدارة الأزمة بالوزارة.. ويأتى ذلك فى إطار تنفيذ الخطة المُعدة للتعامُل مع تداعيات الأحداث فى قطاع غزة، والتى تتضمن جاهزية مستشفيات الإحالة وتوافر الطواقم الطبية المدربة بالإضافة لاستدامة توافر الأدوية للعلاج وأكياس الدم.

وفى الوقت نفسه؛ خرج عشرات الأجانب والفلسطينيين من حاملى الجنسيات الأجنبية من قطاع غزة إلى مصر مع فتح مَعبر رفح أمام الأشخاص لأول مرّة منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة، بينما دخلت سيارات إسعاف مصرية إلى الجانب الفلسطينى من مَعبر رفح لنقل عدد من مصابى القصف الإسرائيلى لتلقى العلاج فى مستشفيات مصرية، بينما أقيم مستشفى ميدانى لعلاج المصابين الفلسطينيين بمدينة الشيخ زويد فى شمال سيناء. كما أعلنت وزارة الصحة المصرية تخصيص 40 سيارة إسعاف للاصطفاف داخل مَعبر رفح ؛ ووجّه وزير الصحة المصرى خالد عبدالغفار برفع الطاقة الاستيعابية لمستشفيات فى الإسماعيلية لاستقبال المصابين والمرضى بما يضمن توزيعهم على المستشفيات بشكل رشيد لضمان تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة لهم على أكمل وجه. 

وعلى جانب آخر؛ فإن الجدول الزمنى لفترة بقاء مَعبر رفح مفتوحًا لم يتحدد بَعد وليس مرتبطا بأمور أخرى قيد التفاوض مثل المحتجزين لدى حماس أو فترات توقف مؤقتة لتخفيف الأزمة الإنسانية فى القطاع الذى يعانى نقصًا فى الأغذية والمياه والوقود والأدوية. وقال مصدر أمنى مصرى إنه سيسمح لحاملى الجنسيات الأجنبية بمغادرة قطاع غزة.. مشيرًا إلى مرور نحو 520 أجنبيًا من غزة إلى مصر، وتم ذلك على مرحلتين أو يومين وفقًا للقرار المصرى. وأصبح مَعبر رفح الذى تديره مصر النقطة الرئيسية لتوصيل المساعدات إلى قطاع غزة منذ أن فرضت إسرائيل حصارًا كاملاً فى 7 أكتوبر الماضى، كما جهزت مصر مستشفى ميدانيًا بالقرب من المَعبر فى منطقة الشيخ زويد لتقديم الخدمات الطبية للمصابين فى الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.. وذكر المسئول الطبى بإقامة أول مستشفى ميدانى على مساحة 1300 متر مربع لاستقبال الجرحى الفلسطينيين فور وصولهم إلى مصر بمدينة الشيخ زويد على بُعد 15 كيلومترًا من رفح.

وفى بيان لها؛ رحّبت منظمة الصحة العالمية بعمليات الإجلاء للجرحى من قطاع غزة، لكنها شددت على أن الآلاف من المدنيين المصابين والأشخاص الذين يعانون أمراضًا مزمنة بحاجة إلى العلاج فورًا.. وقامت سيارات إسعاف بإخراج جرحى فلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر.. وأضافت إن القصف الإسرائيلى المكثف على غزة أوقع منذ 7 أكتوبر الماضى حتى الآن 8850 قتيلاً وفق ما أعلنت وزارة الصحة فى القطاع من بينهم 3648 طفلاً و5202 امرأة، بينما ارتفع عدد الجرحى إلى نحو 25000 مصاب.

ورحّب الفرع الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط فى بيانه بقبول المصابين والمرضى من قطاع غزة لتلقى العلاج. وذكرت مصادر فلسطينية على الأرض أنها تتوقع نقل نحو مائة مريض وفقًا للمنظمة؛ فإن مستشفى العريش الذى يقع فى أقرب مدينة رئيسية إلى الحدود مستشفى الإحالة الأول الرئيسى وتوجد فيه مرافق إنعاش ورعاية مركزة كاملة التجهيز ومجموعة من الفرق الجراحية لعلاج الإصابات الشديدة بما فى ذلك الرضوض والكسور والحروق الكبيرة. وأكدت المنظمة وجود ترتيبات للإحالة إلى مستشفيات مصرية أخرى. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية؛ فإنه داخل قطاع غزة لا يزال آلاف آخرون بحاجة إلى الحصول على الخدمات الصحية العاجلة والأساسية فى ظل نقص الأدوية والإمدادات الصحية والمساعدات الأخرى مثل الوقود والمياه والغذاء.

وأشارت المنظمة إلى وجود أكثر من ألف مريض بحاجة إلى غسيل الكلى للبقاء على قيد الحياة وأكثر من ألفى مريض يتعالجون من السرطان و45 ألف شخص مرضَى بأمراض القلب والأوعية الدموية وأكثر من 60 ألف مريض بالسكرى. وقبل السابع من أكتوبر؛ كان نحو 100 مريض يوميًا بحاجة إلى الخروج من القطاع للحصول على خدمات صحية متخصّصة بسبب نقص الخدمات الصحية المتخصصة..

ودعت المنظمة أيضًا إلى التعجيل بوصول المساعدات الإنسانية داخل القطاع بما فى ذلك الوقود والمياه والغذاء والإمدادات الطبية وإلى توافر إمكانية إحالة المرضى إلى خدمات الرعاية الصحية خارج غزة. ودعت أيضًا إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لمنع المزيد من الخسائر والمعاناة. 

وكانت شبكة CNN الأمريكية قالت إن المواطنين الأمريكيين لن يكونوا من بين الدفعة الأولى من الأجانب الذين غادروا قطاع غزة من مَعبر رفح بعد فتحه جزئيًا لمرور الأجانب؛ وذلك بسبب مَطالب لحركة حماس رفضتها مصر، منها خروج بعض أعضائها للعلاج. وقال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إن هناك نحو 400 مواطن أمريكى وأفراد أسرهم أى نحو ألف شخص عالقون فى غزة ويريدون الخروج ؛ ولكنه لم يتطرّق إلى إمكانية خروجهم من مطار تل أبيب مباشرة . فى الوقت نفسه؛ نفت مصادر مصرية مسئولة ما نشرته وسائل إعلام فلسطينية حول استشهاد مصابين فلسطينيين داخل سيارات إسعاف أثناء تواجدها بمَعبر رفح. وقالت المصادر وفقًا لما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية» إن الأكاذيب التى تروجها وسائل إعلام تابعة لإحدى الفصائل الفلسطينية حول استشهاد جرحى فلسطينيين داخل سيارات إسعاف عند مَعبر رفح غير صحيحة. وذكرت الشبكة الأمريكية أن الإجراءات اللوچستية المحيطة بالإفراج عن الأجانب والتى تجرى الآن معقدة للغاية ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى إصرار السلطات المصرية على فحص كل شخص بدقة قبل السماح له بالعبور إلى بلده.

أمّا بريطانيا من ناحيتها فقالت إن مغادرة مواطنيها من قطاع غزة المحاصَر ستتم على الأرجح على مراحل خلال الأيام القليلة المقبلة. وذكرت وزارة الخارجية البريطانية فى منشور على منصة إكس: ما علمناه أن مَعبر رفح سيفتح لفترات محدودة ومراقبة للسماح لمجموعات بعينها من المواطنين الأجانب والمصابين بجروح خطيرة. وأضافت: لذلك من المرجح مغادرة بريطانيين من غزة على مراحل خلال الأيام القليلة المقبلة؛ بينما قال وزير الخارجية البريطانى چيمس كليڤرلى فى منشور على موقع إكس: إن الفِرَق البريطانية تستعد لمساعدة المواطنين البريطانيين بمجرد أن يتمكنوا من المغادرة.. منوهًا بأنه من الضرورى أن تتمكن المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة من دخول غزة فى أقرب وقت ممكن. أمّا باقى الأجانب العالقين فى مَعبر رفح من ناحية غزة فمن غير المعلوم إذا كانت سفاراتهم جميعًا تعلم بعددهم أمْ لا؛ خصوصًا مع قطع وسائل الإتصالات.. وقد عبّرت بعضٌ من الدول عن سعيها لإخراج رعاياها من غزة، ومن هذه الدول إندونيسيا التى قالت وزيرة خارجيتها ريتنو مارسودى إن بلادها بدأت فى محاولات لإجلاء مواطنيها من قطاع غزة وبعضهم ربما يخرجون اليوم. وأضافت فى مؤتمر صحفى إن نقل الإندونيسيين خارج قطاع غزة لا يمكن أن يتم على الفور ويجب أن يكون تدريجيًا.. مشيرة إلى أن السلامة هى الأولوية. أمّا موقع صوت أمريكا VOA فقد نشر تقريرًا بعنوان «عمليات المغادرة من غزة بدأت مع فتح مَعبر رفح الحدودى للمرّة الأولى منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس».. وتطرقت فيه إلى الحالة المأساوية التى يعيشها سكان غزة فى ظل ظروف قاسية من نقص الطعام والشراب والعلاج والمأوى والمجازر؛ وبخاصة جباليا، وانقطاع كل وسائل الاتصالات مما كان سببًا فى عزلة نحو 2.3 مليون شخص وانقطاعهم عن العالم.. كما تطرقت إلى تأكيد متحدث باسم الجيش الإسرائيلى لشبكة CNN تأكيده قائلاً: إن قائدًا كبيرًا جدًا فى حماس كان فى المنطقة.. وحدّد بيان للجيش الإسرائيلى فى وقت لاحق أن الرجل يدعى إبراهيم بيارى، وقال إنه زعيم الهجوم الإرهابى القاتل الذى نفذه نشطاء حماس فى 7 أكتوبر فى جنوب إسرائيل..  وهذا يُعتبر اعترافًا ثابتًا وواضحًا بقيام إسرائيل بمجزرة حرب فى جباليا والتى كانت موطنًا لعائلات اللاجئين من الحروب التى يعود تاريخها إلى عام 1948. وقال بيان صادر عن حماس إنه لم يكن هناك أى قادة فى المعسكر، وقدر عدد الضحايا بنحو 400 قتيل وجريح غير الذين لا يزالون تحت الأنقاض. وذكرت وكالة فرانس برس أن حماس تزعم أن سبع رهائن من بينهم ثلاث يحملون جوازات سفر أجنبية كانوا من بين القتلى فى الغارة الجوية.