
زينب حمدي
الفهامة .. تسقط ورقة التوت عن حكام أوروبا وأمريكا
كشفت عملية طوفان الأقصى التى قامت بها حماس والمقاومة الفلسطينية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر الحالى ضعف الجيش الإسرائيلى وأكذوبة الجيش الذى لا يُقهر، وحركت أيضًا ورقة التوت عن حُكّام أوروبا وأمريكا، وأظهرت للعالم الوجه الحقيقى القبيح والعدوانى والعنصرى، وسقطت معها شعاراتهم عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وقيم العدل والمساواة التى صدعوا رؤوسنا بها أمام شعوبهم لأول مرة وفضحت أكاذيبهم وإعلامهم المضلل والكاذب من قتل الفلسطينيين للأطفال والنساء وخرجت لأول مرة شعوبهم ضدهم تضامنًا مع الفلسطينيين فى مظاهرات رافضة دعمهم الأعمى للكيان والاحتلال المغتصب الذى يقوم بالفعل بقتل الأطفال والرضع والنساء والمدنيين العزل وقتل وإبادة أصحاب الأرض ورفضهم أيضًا للمجازر التى يقوم بها الكيان المحتل ضد الفلسطينيين فى غزة.
وتضامنًا مع القضية الفلسطينية وحقهم فى الدفاع عن أرضهم وحقهم فى أن يعيشوا حياة كريمة وإن لم يكن نتيجة لعملية طوفان الأقصى سوى هذه النتيجة التى أسفرت عنها عملية طوفان الأقصى وهى إحياء القضية الفلسطينية وتغيير الرأى العام لدى شعوب العالم وتعرية أكاذيب المحتل الإسرائيلى وحكام أوروبا وأمريكا وتأييد حق الفلسطينيين فى الدفاع عن أنفسهم وأرضهم فهو بحق انتصار لم يكن يحلم به العرب ويجب أن يبنوا عليه، فالأجواء فى العالم مهيأة الآن لمطالب الدول العربية بحل الدولتين وأن يكون للفلسطينيين دولة مستقلة ذات سيادة.
حماس قامت بعملية ردًا على الممارسات الوحشية واللا إنسانية من قتل واعتقال وهدم للمنازل فى الضفة الغربية وقتل الأطفال بدم بارد، والممارسات الوحشية ضد المجاهدات الفلسطينيات فى السجون وفرض حصار لمدة 17 سنة على قطاع غزة وتجويعه.. والاعتداء على المقدسات وتدنيس المسجد الأقصى بإقامة الحفلات الماجنة والرقص واحتساء الخمر فى باحته ومنع المصلين من الصلاة فيه، وضربها الحائط بكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية والدستورية والقانون لسنوات طويلة دون أن يرف للعالم رمش أو يحرك ساكنًا بل يدعمون الاحتلال فى الأعمال العدوانية ضد الفلسطينيين.
من هو الإرهابى صاحب الأرض الذى يدافع عن أرضه وعرضه، أم المغتصب للأرض الذى يقوم بقتل أصحاب الأرض وتهجيرهم والاستيطان بالقوة وتهجير أصحابها بل والقيام بإبادتهم وتقوم أمريكا وأوروبا بمساعدتهم على قتل الفلسطينيين وقتل الأطفال والرضع والنساء والمدنيين العزل ضدهم بالأموال والمعدات والأسلحة.. من يقتل الفلسطينيين والأطفال والرضع؟ أوروبا وأمريكا وليس المحتل الإسرائيلى وحده.
وارجعوا لكتب التاريخ، فالمسلمون عندما كانوا يفتحون دولة لم يقلعوا شجرة ولم يحرقوا صومعة أو أرضًا ولم يهدموا بيتًا ولم يقتلوا طفلًا أو امرأة أو شيخًا أو رجلًا أعزل حتى الجندى الأعزل لا يتم قتله وكانوا يعاملون الأسرى معاملة إنسانية لم يعذبوهم ولم يذبحوهم.. من أجل هذا رفضت الشعوب الأوروبية فى ذلك الوقت الانضمام لجيوش الأمراء لمحاربة الدولة العثمانية بعد أن زاقوا حلاوة الحرية وتمتعوا بحقوقهم الإنسانية وبالعدل والمساواة التى كانت هى تعاليم الإسلام وكان المسلمون يطبقونها فى كل الدول التى قاموا بفتحها. الإسلام باقٍ وفلسطين أرض عربية وغزة باقية والاحتلال إلى زوال.