السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الأمم المتحدة ومنظماتها.. 78 عامًا من الازدواجية  وحقوق الشعب الفلسطينى أكبر شاهد

الأمم المتحدة ومنظماتها.. 78 عامًا من الازدواجية وحقوق الشعب الفلسطينى أكبر شاهد

من المؤسف أن تأتى ذكرى مرور 78 عامًا على تأسيس الأمم المتحدة فى ظل هذا الظرف القاسى وتصفية أرواح بريئة لا ذنب لها.. إلا المطالبة بأرض وطنها والحق فى العيش والحرية ومعاملة حسنة من المحتل الذى يحاول طمس تاريخها.. وستبقى فلسطين عربية والقدس عاصمتها.



78 عامًا على تأسيس الأمم المتحدة فى 24 أكتوبر 1945 و50 دولة اجتمعت من أجل وضع ميثاق للسلم والأمن الدوليين على سبيل اتخاذ التدابير لمنع الأخطار التى تهدد السلام.. أى سلام وأى أمن وشعب يباد ويقتل كل لحظة أمام أعين الجميع.. 78 عامًا مرت ولم تقم الأمم المتحدة أو منظماتها بأى شىء من الذى قام من أجله بإنشائها المنتصرون فى الحرب العالمية الثانية ممن لهم حق الفيتو.. أى قرار وأى حق أمام أرواح تقتل ودماء تروى غزة بالكامل، ليس فقط الأمم المتحدة، بل ابنها البكرى مجلس الأمن الذى تم إنشاؤه أيضًا لدعم وحل المشاكل والتدخل فى النزاعات لحفظ الأمن والسلم.. ماذا يحدث لهذا العالم؟

الأمم المتحدة التى تكلف العالم سنويًا ما يزيد على 3 مليارات دولار ويعمل بها 37,000 موظف أليس بكم رجل رشيد لديه القدرة أن يوقف هذه الدماء، والحقيقة التى يجب أن نعلمها هى ألا نطلب النصرة من المتغطرسين الهمجيين الذين عندما يتعرضون لأزمة تافهة تتعلق بحقوق شواذ أو حقوق الحيوان تصدر البيانات وتهدد الدول الضعيفة.. إنما أطفال ونساء تقتل ولا أحد يهتم ما هذا الظلم وهذه الغطرسة وهذه الهمجية أأنتم أهل حضارة وديمقراطية بالله عليكم حدثونا عن الديمقراطية عندكم والحرية لنتعلمها، ماذا يحدث فى هذا العالم العجيب مجازر ليل نهار وقتلى وجرحى أمام الجميع ومجلس الأمن يصر على إدانة حماس وعشرات الآلاف يصابون وأكثر من 6000 شهيد؛ لكن المهم هى إدانة حماس وتدمير أكثر من 2 مليون فلسطينى، ليس جديدًا هكذا مجلس الأمن منذ بدايته ماذا فعل مجلس الأمن وماذا فعلت الأمم المتحدة على مدار ثلاثة أسابيع والعالم يشاهد عملية قتل وإبادة جماعية ولا أحد يتحرك، من المؤسف أن فلسطين الضعيفة وضعت ثقتها فى مجلس الأمن دون جدوى وما يحدث فى فلسطين هى جرائم حرب وجرائم إبادة كاملة ويقتلون فى كل مكان مع مخالفة لاتفاقية جنيف 1949.. وإسرائيل دولة محتلة وعليها الحفاظ على أرواح المحتلين، لكنها تقتلهم أمام العالم والعالم يصفق لإسرائيل ويطالب بالمزيد، وتأتى حاملة الطائرات الأمريكية لتشرف على قتل الفلسطينيين.

الهمجات الإسرائيلية دمرت أكثر من 20,000 مبنى سكنى و90 ألف وحدة سكنية وأكثر من 65 مقرًا إعلاميًا وأكثر من 60 مسجدًا و165 منشأة صناعية وعددا من الكنائس، ماذا يحدث وإلى متى سيظل العالم الغربى الأمريكى صامتًا أمام هذه الهمجية والغطرسة.. يبدو أن كل المؤسسات الدولية التى ولدت من رحم الأمم المتحدة هى لحقوق الأقوياء فقط.. كل توابع الأمم منظمة العدل الدولية وكالة الطاقة الدولية هى لصالح الأقوياء وتحمى حقوقهم مصلحتهم.. وعلى العالم العربى والعالم الثالث والدول الضعيفة أن تعرف أن ميثاق الأمم المتحدة لصالح الكبار فقط لدرجة أن جوتيريش منذ أسبوعين فشل فى إدخال علبة دواء لأطفال فلسطين أو علبة لبن، وهو أعلى منصب أممى، وأندهش من وجود شاحنات ودعم طعام ودواء.. إنه عالم همجى عالم لا يعرف الديمقراطية وهو ما صدم جوتيريش خاصة أنه مر بتجربة سابقة كمفوض للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وهو ما يجعل التجديد لأنطونيو جوتيريش على المحك، ويبدو أنه سوف يلحق بسلفه الدكتور بطرس غالى صاحب الموقف الشجاع عندما أدان بكل قوة الهجمات الهمجية الإسرائيلية لمذبحة قانا 1996 ولم يتم التجديد له.

بالفعل نحن نعيش فى زمن الازدواجية والهمجية وموت الضمير العربى والكلمة التى أصبحت مثل الطلقة لابد لها من أوامر لكى تطلق.. العالم الظالم يدين ما يحدث فى أوكرانيا ولا يهتم بما يحدث فى فلسطين على مدى ثلاثة أسابيع من جرائم حرب وإبادة وعنصرية ولم يتحرك أحد.

وجود إسرائيل فى قلب العالم العربى لشطره إلى نصفين وسرطان هدفه القضاء على الأمة.. 75 عامًا والقضية الفلسطينية تحاول البحث عن حلولها تحاول البحث عن مجرد العيش فى سلام من خلال الدولتين ولم يهتم أى مسئول دولى أو حتى الأمم المتحدة أو ابنها البكرى مجلس الأمن أو حتى باقى منظمات الهيئات الدولية، وإنما عندما قامت الحرب على أوكرانيا خلال أسبوع، بل ساعات قامت كل من تريد قيامته أمريكا وغيرها لتدين الحرب وتفرض العقوبات من هنا وهناك على روسيا ما فشل فيه العالم العربى خلال 75 عامًا أن يجعل مسئولاً أمميًا يتدخل لنصرة القضية الفلسطينية لم يحدث وخلال سبعة أيام قامت الدنيا وتحدت روسيا ووضعت عليها كل القيود والعقوبات.

إن فلسطين وأهلها وشهداءها شاهدون على الظلم والبطش والازدواجية التى تعمل بها المنظمات الدولية وأخيرًا نقول أغلقوها وأريحونا من أوهام الديمقراطية والحرية التى «صدعتونا» بالحديث عنها وستبقى فلسطين عربية.