الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مصير منطقة الشرق الأوسط على المحك إدانة أممية وفشل مجلس الأمن الدولى

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن مصير منطقة الشرق الأوسط بأكملها أصبح على المحك.



وأعلن جوتيريش أنه يشعر بالفزع إزاء مقتل مئات المدنيين الفلسطينيين فى غارة على مستشفى بغزة، قائلًا: «أدين الحادث بشدة وقلبى مع عائلات الضحايا فى غزة، ولا بُد أن تتمتع المستشفيات فى غزة والعاملون الطبيون بالحماية بموجب القانون الإنسانى الدولي».

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أيضًا إلى «وقف إطلاق نار إنسانى فوري» فى الحرب الدائرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة.

وأضاف جوتيريش إن هجمات الفصائل الفلسطينية فى 7 أكتوبر لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعى للأشخاص.

وناشد جوتيريش الفصائل الفلسطينية إطلاق سراح الرهائن دون شرط مطالبًا سلطة الاحتلال بالسماح بالوصول الفورى للمساعدات الإنسانية لغزة، قائلًا: «أدعو إلى وقف إطلاق نار إنسانى فوري.. لتخفيف المعاناة الإنسانية الرهيبة التى نشهدها».

>الاتحاد الأوروبى: يجب تقديم المسئولين عن الهجوم على المستشفى بغزة للعدالة فيما قال مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، إن «الهجوم على مستشفى المعمدانى بغزة جريمة مروعة».

وكتب فى تدوينة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، مساء الثلاثاء الماضى: «إن الأخبار الواردة من المستشفى الأهلى المعمدانى فى غزة، تضيف الرعب إلى المأساة التى تتوالى أمام أعيننا منذ أيام».

وأضاف: «مرة أخرى يدفع المدنيون الأبرياء الثمن الباهظ، ويجب تحديد المسئولين عن هذه الجريمة بشكل واضح ومحاسبة مرتكبيها».

وكان مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل قد أكد فى وقت سابق أن الاتحاد الأوروبى لا يمكنه قبول قيام إسرائيل بوقف إمدادات المياه لسكان غزة، وهو ما ينتهك بوضوح القانون الدوليى.

كما قال أمام البرلمان الأوروبى فى ستراسبورج إن تعليق إمدادات المياه إلى مجتمع تحت الحصار يتعارض مع القانون الدولي، ولا يمكننا قبول ذلك.

وأضاف: إن هذا هو موقف الاتحاد الأوروبى عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا حين حاصرت القوات الروسية البلدات وقطعت المياه، وينبغى أن يكون هو نفسه عندما يتعلق الأمر بغزة.

قوات الاحتلال الإسرائيلى تعارض القانون الدولى

ولفت إلى أن حرمان مجتمع بشرى تحت الحصار من إمدادات المياه الأساسية يتعارض مع القانون الدولى - فى أوكرانيا وفى غزة، وهذا منصوص عليه بوضوح، وإذا لم نتمكن من قول ذلك، فإننا نفتقر فى كلا المكانين إلى السلطة الأخلاقية اللازمة لإسماع صوتنا.

وأكد بوريل أن المساعدات الإنسانية يجب أن تصل إلى جميع مناطق غزة دون عوائق، وأن المعاناة الإنسانية لا يجب أن تكون ورقة مساومة فى غزة.

وتابع: «يجب أن تتمكن الأمم المتحدة من توفير الإمدادات الأساسية وخاصة المياه إلى جميع المناطق».

وتؤكد معظم الدول الأوروبية أنه يتعين على إسرائيل الالتزام بالقانون الإنسانى الدولى الذى يحظر العقاب الجماعى للسكان واستهداف المدنيين والأعمال غير المتناسبة.

فيما صرحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بأن معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة لم يعد لديهم مياه، وإن بعضهم اضطر للشرب من مصادر ملوثة.

جهود الدولة المصرية لحل الأزمة 

يذكر أن سامح شكرى وزير الخارجية المصرى استقبل مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ الأربعاء الماضي، لبحث سبل التعامل والتخفيف من الأوضاع الإنسانية المتردية فى قطاع غزة فى إطار جهود الدولة المصرية لحل الأزمة وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات للفلسطينيين فى غزة.

وذكر المتحدث الرسمى باسم الخارجية المصرية، أن الوزير شكرى والمسئول الأممى ناقشا الجهود المبذولة للتخفيف من وطأة الأوضاع الإنسانية المتردية فى قطاع غزة، حيث أكد الوزير شكرى  ضرورة إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع فى أقرب وقت، مشددًا على أن توفير المواد الإغاثية ضرورة لا غنى عنها فى ظل الأوضاع المؤسفة الراهنة، وأن مصر تواصل جهودها وتنسق مع الأطراف المانحة والمنظمات والوكالات الإغاثية الأممية، كى يكون الجميع على أهبة الاستعداد وأن تكون هناك خطة تحرك جاهزة للبدء فى إنفاذ المساعدات إلى القطاع فور إزالة الجانب الإسرائيلى العوائق أمام عمل المعبر. 

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، إن الوزير سامح شكرى حرص على الاستماع لتقييم المسئول الأممى عن الأوضاع الإنسانية فى غزة، وتداعيات انقطاع الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه ونقص حاد فى المعدات الطبية على تلاشى الحد الأدنى من الظروف المعيشية لأهالى القطاع، حيث استعرض وكيل الأمين العام مجمل المعوقات القائمة وتصوره لسبل التعامل معها. 

ومن جانبه، أعرب المسئول الأممى عن تقديره للتعاون القائم مع مصر للتعامل مع الوضع الإنسانى فى غزة، وتطلعه لاستمرار التنسيق الثنائى والعمل على حشد الجهود الدولية حتى يتم إنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالى قطاع غزة، والذى بات يمثل ضرورة لا غنى عنها لأهالى القطاع. 

هذا، واتفق الوزير مع المسئول الأممى على مواصلة التشاور على مدار الأيام المقبلة لتقديم جميع أوجه الدعم الإنسانى المُمكِن لقطاع غزة.

فشل مجلس الأمن الدولي

بعد أيام من تقديم روسيا مشروع قرار لوقف العلميات العسكرية والحرب على غزة، رفض مجلس الأمن الدولى مشروع قرار قدمته البعثة الروسية الدائمة، ويدعو إلى وقف فورى وإنسانى لإطلاق النار فى قطاع غزة.

ولم يحصل القرار على الأصوات التسعة المطلوبة، إذ صوتت 5 دول لصالح القرار، وعارضته 4 فيما امتنعت 6 عن التصويت، وكان القرار الروسى ينص على أن «مجلس الأمن الدولى يدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية ومستدام ويحظى بالاحترام الكامل».

وصوتت روسيا والإمارات العربية المتحدة والجابون وموزمبيق لصالح القرار، فيما صوتت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان ضده.

وامتنعت كل من ألبانيا والبرازيل وغانا ومالطا وسويسرا والإكوادور عن التصويت.

وقال المندوب الروسى الدائم لدى مجلس الأمن فاسيلى نيبينزيا: «يؤسفنا أن يظل المجلس رهينةَ أنانيةِ الوفود الغربية، وقد طرح مشروعنا بشأن وقف إطلاق نار إنسانى فى غزة للتصويت، وهو حقق غايته».

وقالت المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن تعليقا على إفشال الغرب مشروع القرار الروسي: «الفصائل الفلسطينية أطلقت الرعب على إسرائيل، ومشروع القرار الروسى طرح دون أى مشاورات ودون الإشارة إلى أن الفصائل الفلسطينية هى من أدت فى تسبب الأزمة الإنسانية فى غزة».

وأضافت المندوبة الأمريكية: «الولايات المتحدة أكدت لإسرائيل ضرورة حماية الأرواح وفقًا للقانون الدولى، والفصائل الفلسطينية لا تقف لنصرة حق الفلسطينيين فى تقرير المصير، يجب أن نعمل سويا لمحاسبة الفصائل الفلسطينية على أعمالها الإرهابية بحق إسرائيل».

ومن جانبها، قالت المندوبة البريطانية لدى المجلس: «نعمل لمواجهة تدهور الأوضاع الإنسانية فى غزة، ولا نستطيع تأييد قرار لا يندد بأفعال حركة حماس الإرهابية».

ومن جهته، دعا المندوب الصينى لدى مجلس الأمن الدولي، تشانج جونج، لاحترام القانون الإنسانى الدولى وحماية المدنيين، وذلك عقب إفشال المجلس مشروع قرار روسى لوقف إطلاق النار بغزة.

وقال تشانج جونج: «ندعو لاحترام القانون الإنسانى الدولى وحماية المدنيين، ونعرب عن قلقنا بشأن قرار إسرائيل محاصرة قطاع غزة».

وأضاف المندوب الصيني: «ندعو إسرائيل إلى وقف العقاب الجماعى بحق سكان غزة، وحماية المدنيين يجب أن تكون أولوية لجميع الأطراف».

وصرح مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولى فاسيلى نيبينزيا، أن التصويت على مشروع القرار الإنسانى الروسي، أظهر من الذى يؤيد فعليًا الهدنة ووقف القصف على غزة، ومن يتبع نهجًا أنانيًا.

 

سقوط آلاف الجرحى فى غزة 

يأتى ذلك فى الوقت الذى يتواصل فيه العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والأراضى المحتلة، والذى أوقع مئات الشهداء وآلاف الجرحى فى صفوف الفلسطينيين، وأحدث دمارًا فى منازلهم وممتلكاتهم وبالمؤسسات العامة والخاصة.

أكثر من 500 شهيد دفعة واحدة فى مجزرة مستشفى المعمدانى

وارتكب الاحتلال الإسرائيلى الثلاثاء الماضى مجزرة فى مستشفى الأهلى المعمدانى فى حى الزيتون وسط غزة، أسقط خلالها مئات الشهداء من النساء والأطفال، وذلك فى انتهاك واضح لكل القوانين الدولية التى تؤطر حالة الحرب.

وأظهرت لقطات البث المباشر لوسائل الإعلام المختلفة تحول ساحة المستشفى إلى شلال من الدماء وأشلاء متقطعة بعد أن قُتِل وأصيب مئات المصابين والمرضى فى هذه الجريمة غير المسبوقة.

كما أظهرت صور من المستشفى النيران تلتهم قاعات المستشفى وتناثر الزجاج وأشلاء الجثث فى المنطقة.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة فى غزة إن 500 قتيل سقطوا فى ضربة جوية إسرائيلية على المستشفى الأهلى المعمدانى فى قطاع غزة.

وكان المستشفى يأوى آلاف النازحين من مناطق سكنهم بعد أن أنذر الجيش الإسرائيلى سكان محافظتى غزة وشمال القطاع بالنزوح إلى مناطق الوسط والجنوب.