الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تعبيرًا عن نبض الشعوب الإسلامية والعربية علماء الأمة ينتفضون لفلسطين بمؤتمر الإفتاء الدولى بالقاهرة

شهد مؤتمر دار الإفتاء المصرية  الذى  انعقد يومى  18 و19 أكتوبر الجاري «الفتوى وتحديات الألفية الثالثة» تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى  انتفاضة واسعة من علماء ومفتين ووزراء من 100 دولة لدعم القضية الفلسطينية ورفض جرائم الاحتلال الإسرائيلى  التى  وقعت فى  غزة.



وقد بدأت انتفاضة العلماء لفلسطين منذ افتتاح المؤتمر؛ حيث قام المؤتمرون بمؤتمر الإفتاء بالوقوف  دقيقة حدادًا على أرواح شهداء مذبحة مستشفى المعمدانى بغزة، ثم جاءت كلمات وزراء الأوقاف والمفتين معبرة عن نبض الشعوب الإسلامية والعربية الغاضبة تجاه ما يحدث فى غزة والأراضى الفلسطينية.

 

فمن جانبه، قال د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف «إنه لا شيء يتقدم فى  ذلك كله على الأحداث الجارية فى  قطاع غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطينى  من حصار وتجويع وقطع للمياه والكهرباء ومحاولات تهجير قسرى  فى  حرب إبادة جماعية لم يشهد تاريخنا المعاصر لها مثيلًا، ولا سيما فى  استهداف وقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل على مرأى ومسمع ممن يدعون أنهم أساطين العالم الحر وأدعياء حقوق الإنسان، مشددًا على أن قصف مستشفى المعمدانى  بغزة سيظل جريمة يندى لها جبين الإنسانية ولا يمحوها الزمن». 

وأكد د.مختار أنه لا سلامَ حقيقيًّا للمنطقة والعالم دون إعطاء الشعب الفلسطينى   كامل حقوقه وأخصها إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. محذرًا  من اتساع رقعة الصراع القائم أو امتداده، وندعو كل عقلاء العالم ومؤسساته الدولية إلى النظر بعين الإنسانية والإنصاف إلى ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطينى  وأطفاله ونساؤه من قتل وحصار وتجويع وتعطيش، فيما يعد جريمة حرب وإبادة جماعية مصورة وموثقة، كما ندعوهم إلى العمل على سرعة إدخال المساعدات الإنسانية إليه ورفع المعاناة عنه. 

واستطرد: ألخص  حديثى  فى  نقاط : أولًا: نرفض وبحسم أى  محاولة لتهجير الشعب الفلسطينى ونكبته نكبة أخرى وتفريغ أرضه منه فى  محاولة لإنهاء قضيته وتصفيتها، ونحيى  الوعى  الفلسطينى  فى  رفضه القاطع والحاسم لأى  محاولة لتهجيرهم من أرضهم وإنهاء قضيتهم، كما نحيى  الموقف العربى  والإسلامى  الداعم لذلك. ثانيًا: نحيى  بشدة صمود وثبات شعبنا الفلسطينى  فى  الدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته وحقه المشروع فى  أرضه، كما نحيى  تضحياته فى  سبيل الحفاظ على المسجد الأقصى ليظل أولى القبلتين عهدة إسلامية خالصة. ثالثًا: نقف صفًّا واحدًا خلف قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى  رئيس الجمهورية وحرصه الشديد على السيادة الوطنية على كل ذرة من تراب مصر، مرددين قول أمير الشعراء أحمد شوقي: لَنا وَطَنٌ بِأَنفُسِنــا نَقيه ِوَبِالدُنيا العَريضَةِ نَفتَديهِ إِذا ما سالتِ الأَرواحُ فيه ِبَذَلناها كَأَن لَم نُعطِ شَيّا نَقومُ عَلى الحماية ما حيينا وَنَعهَدُ بِالتَمامِ إِلى بَنينا وفيكِ نَموتُ مِصرُ كَما حَيينا وَيَبقى وَجهُكِ المَفدِيُّ حَيَّا.

وأكد قائلًا: «إننا نقف صفًّا واحدًا خلف قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى  رئيس الجمهورية وحرصه على السيادة الوطنية وإحلال السلام العادل، وأننا نرفض وبحسم أى  محاولة لتهجير الشعب الفلسطينى  وتصفية قضيته».

وأشاد وزير الأوقاف بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى   الرامية إلى إحلال السلام العادل، وعمله الدءوب على تخفيف معاناة الشعب الفلسطينى، وإنهاء كل عوامل التصعيد والتوتر،  وأوضح  أن أمر الأوطان العام يقدره أولو الأمر وليس آحادُ الناس أو فريق منهم، فقيادة الدول والعبور بها إلى بر الأمان يحتاج إلى تراكم خبرات، وتوفر معلومات، وإعمال العقل، وترجيح المصالح المعتبرة، بما يمكن أولى الأمر من اتخاذ القرار المناسب فى  التوقيت المناسب. 

من جهته، قال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف: إن الدِّفاع عن الأرضِ والعرضِ حقٌّ وأمانةٌ، والاستشهاد فى  سبيلِ الله حقٌّ وأمانةٌ، وإقامةُ كِيانٍ على زورٍ من التَّاريخِ باطلٌ وخيانةٌ، وقصف المدنيِّين الآمنين باطلٌ وخيانةٌ، وسكوت المؤسَّساتِ المعنيَّةِ باطلٌ وخيانةٌ. 

ونقل دعواتِ الأزهرِ الشَّريفِ وإمامِه الأكبر إلى الشَّعبِ الفلسطينيِّ الصَّامدِ الَّذى  يتمسَّكُ بأرضِه، ويقفُ بكلِّ بسالةٍ وبطولةٍ فى  وجهِ الآلةِ الصُّهيونيَّةِ المتغطرسةِ، وتأكيدَ فضيلتِه أنَّ استهدافَ المدنيِّين وقصفَ المؤسَّساتِ جريمةُ حربٍ مكتملةُ الأركانِ، ووصمةُ عارٍ يسجِّلها التَّاريخُ بأحرفٍ من خزيٍ على جبين الصَّهاينةِ.

رسالة للشعب الفلسطينى  

من جهته قال د. شوقى  علام مفتى  الجمهورية: نُعْلِنُ تَأيِيدَنَا لِمَوْقِفِ الدَّوْلَةِ المِصْرِيَّةِ وَقَائِدِهَا الرَّئِيسِ عَبْدِالفَتَّاحِ السِّيسِى  الَّذِى  أَعْلَنَ بِحَسْمٍ رَفْضَ مِصْرَ لِتَهْجِيرِ الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ مِنْ أَرَاضِيهِ، وَنُهِيبُ بِالمُجْتَمَعِ الدَّوْلِيِّ أَنْ يَتَضَامَنَ مَعَنَا عَلَى ضَرُورَةِ إِيصالِ المُسَاعَدَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ إِلى الأَمَاكِنِ المَنْكُوبَةِ وَالمُتَضَرِّرَةِ مِنْ جَرَّاءِ العُدوانِ الغَاشِمِ، وَمِمَّا لا شَكَّ فيهِ أَنَّكُم جَمِيعًا كَعُلَمَاءَ أَفَاضِلَ تُشَارِكُونَنِى  الرَّأْيَ فى  أنَّ مَا يَحدُثُ مِنْ عُدوانٍ على الشَّعْبِ الفِلَسْطِينيِّ الحُرِّ أَمرٌ يَتَعَارَضُ مَعَ جَميعِ الأديانِ وَالضَّمِيرِ الإنسانِيِّ وَالقانونِ الدَّوْلِيِّ وكُلِّ الأعرافِ والتقاليدِ الإنسانيةِ؛ لأنَّ ما يحدثُ بوضوحٍ هو تَطهِيرٌ عِرْقِيٌّ مُمَنْهَجٌ وَقَضَاءٌ نِهَائِيٌّ مُبْرَمٌ على الحقِّ الفِلسطينيِّ وَإِمَاتَةٌ تَامَّةٌ لِلقضيةِ الأُمِّ وَهِيَ قضيةُ الأقصَى المُبَارَكِ.

 وتوجه فضيلة مفتى  الجمهورية  برسالة إلى شعب فلسطين  قائلا: نقول للشعب الفلسطينى الحبيب إن قضية الأقصى وفلسطين كانت -ولا تزال- قضية العرب والمسلمين الأولى والأهم، فلا تزاحمها أية قضية أخرى، ولا يؤثر عليها تتالى  الأحداث ولا تموت بالتقادم، وهى  ليست قضية العرب والمسلمين وحدهم؛ بل هى  قضية كل إنسان شريف يعرف معنى الإنسانية ويقدر معنى الحرية بغض النظر عن عِرقه أو دينه أو انتمائه.

واستطرد إننا نعاهد الله تعالى ونعاهدكم على أن نبقى بكل ما أتانا الله من قوة على الوعد والعهد بالنصرة والتأييد لكل شعب فلسطين، ندعم صمودكم من أجل استرداد كامل حقوقكم. 

كما وجه المفتى رسالة لعلماء الأمة قائلًا: «علينا أن ندرك أهمية الدور الخطير لعلماء الأمة فى  حماية الأمن القومى  والمصالح الاستراتيچية لبلادهم ودورهم المهم فى  دحر مخططات نشر الفتنة والفوضى، وأهمية دورنا الحيوى  فى  نشر الوعى  والفهم لدى الشعوب بربط ما يجرى  على الساحة العالمية من أحداث سياسية واقتصادية وعسكرية بما يؤثر على الأوضاع فى  بلادهم بشكل عام، ومن ثم فعلينا أن نتفهم التوازنات التى  تراعيها الدول والقيادات للمحافظة على الأمن والاستقرار وأن ندعم القيادات الوطنية التى  تعى  معنى الوطن وتدرك معنى الدولة، وإننا لنقولها لله تعالى دون مواربة أو خجل ولا نخشى فى  الله تعالى لومة لائم إن الحفاظ على الدولة الوطنية واجب شرعي، وإن استقرار بلادنا وحماية الأمن القومى  لأوطاننا يحتاج إلى قيادات وطنية عالمة خبيرة تعرف مقومات الدولة الحقيقية وتدير الأمور بالعلم الدقيق والخبرة العميقة لا بالخطب الحماسية ولا بالشعارات العاطفية».

لن نرحل من فلسطين 

«لن نرحل من فلسطين وهم سيرحلون»،  بهذه الكلمات ألهب د.محمود الهباش قاضى  قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطينى  للشئون الدينية  مشاعر الحاضرين بمؤتمر الافتاء الدولى، حيث قال: «لن نرحل من فلسطين وسنبقى فيها ما بقى التين والزيتون والليل والنهار وهم سيرحلون، سنظل متشبثين بالأرض، بإيمان لا يتزعزع بالله عز وجل ضد آلة القتل التى  لا تفرق بين طفل وامرأة وشاب وشيخ». 

واستطرد قائلا: المساجد هدمت والبيوت نسفت والأطفال يُتِّمت من أجل أن نرحل عن فلسطين حيث قالوها منذ اليوم الأول من العدوان بأن نرحل إلى مصر، ولكن قلنا لن نرحل ولن نغادر أرضنا، وقال أهل غزة عندما ألقوا  عليهم منشورات ليرحلوا عن غزة لن نرحل وإن قتلتمونا، ثم جاء الرد من مصر العروبة  من الرئيس عبدالفتاح السيسى  تقول لكل الدنيا فلسطين للفلسطينين والقدس لنا والقدس للعرب والمسلمين. 

وقال الهباش: لا سلام مع بقاء الاحتلال ولا سلام مع اغتصاب الأرض ولا سلام دون القدس، وأقول ما قاله الرئيس الفلسطينى عباس أبومازن: واهم من ظن أن بإمكانه تحقيق السلام على حساب الشعب الفلسطينى.   وأكد  أن فلسطين هى  أم القضايا ولن يكون هناك سلام فى  الشرق الأوسط كله إلا من بوابة فلسطين، وأن فلسطين ليست فقط قضية الفلسطينيين، فهى  ليست مجرد أرض وحدود؛ وإنما هى  قضية دين وعقيدة وعى  ميراث رسول الله، فلن نفرط فى  أرض الأنبياء ولم نفرط فى أولى القبلتين وثالث الحرمين، فلن نضع عصا الجهاد والرباط حتى يأتى  أمر الله ونحن متمسكون. 

الموت دون الخنوع

بينما قال   الدكتور هشام بن محمود - مفتى  تونس: أنقل لكم رسالة من تونس الخضراء، تونس الشامخة بعروبتها وإسلامها واستماتتها فى  الدفاع عن القضية الفلسطينية إلى جانب شقيقتها مصر، حيث حملنا على عاتقنا الدفاع عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى  فى  تقرير مصيره والذود عن فلسطين وعن مكانتها فى  قلوبنا لنكون فى  المسجد الأقصى الذى بارك الله حوله. 

وأضاف خلال كلمته فى  مستهل جلسة الوفود الرسمية التى  ترأسها ضمن فعاليات المؤتمر العالمى  الثامن للإفتاء: «منذ بدء الرسالة الإسلامية وإشراقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على العوالم، فقد كان محور الرسالة المحمدية امتحان هذه الأمة وامتحان عزيمتها وصبرها وقدرتها على التحمل والتشبث بحقها فى  الوجود رافضة الظلم والانكسار». وتابع: مع استهداف أوطاننا على مدار التاريخ واحتلال أراضينا حتى حلَّت اللحظة التى  عشناها منذ أيام فى  غزة، حيث استُشهد إخواننا هناك لتشبثهم بأرضهم، لم يتغير محور تلك الرسالة السامية كثيرًا، حيث فضَّل الفلسطينيون الموت فوق أرضهم عن الخنوع للاحتلال. 

من جانبه قال الدكتور يوسف بالمهدي، وزير الشئون الدينية والأوقاف بالجزائر: إن القدس مؤيدة من الله ، مؤكدًا أن عقلاء الأمة سند ومدد لها. وأضاف خلال كلمته فى  المؤتمر العالمى  الثامن للإفتاء، إن الأمم تحيا بشيئين: بالعلم والظلم، أما العلم فقد اتخذناه عنوانًا وسراجًا وسياجًا وتاجًا، وأما الظلم فقد أذاقنا منه الاستعمار ألوانًا، ولكن فى  الأخير لا بد أن يتسيد العدل. 

موقف الكنيسة المصرية 

كما كان للكنيسة المصرية موقف واضح خلال مشاركتها بمؤتمر الإفتاء الدولى  الثامن  من القضية الفلسطينية وما يحدث من مجازر على أرض غزة؛ حيث أكدت الكنيسة المصرية فى  كلمتها التى  ألقاها الأنبا أرميا الأسقف العام فى المؤتمر العالمى  الثامن للإفتاء: «نرفع  ابتهالات خاصة من أجل الشعب الفلسطينى، ونطالب بوقف التصعيد العسكرى  ضد الشعب الفلسطينى، وندعو العالم بإنهاء أكبر  احتلال فى  التاريخ».

وقال: أعلن  بضمير خالص أمام  الله تضامنى  مع القضية الفلسطينية.  وشدد على أن ما يحدث على أرض فلسطين أكبر جريمة إنسانية فى  العالم، موضحًا أن اليهود دخلوا فلسطين ليس بوعد من الله ولكن بوعد بلفور،  وإسرائيل تحمى  الاحتلال بالقوة العسكرية والقتل. 

ولفت إلى أن تهافت البعض على السلام مع إسرائيل جعلها تُفرط فى  العدوان، وشدد  قائلًا: لا نقبل إبادة الشعب الفلسطينى  ونطالب أن يكون للفلسطينيين دولتهم المستقلة وأن يتم إعادة ممتلكاتهم.

وفى  سياق كلمته للمؤتمر، أوضح الأنبا أرميا أن الوحدة الوطنية ضرورة لتماسك الأوطان وأن المحبة والإخاء هى  التى  تجمع دائمًا المسلمين والمسيحيين فى  وطن واحد  يعيشون فيه يدافعون عنه. 

جرائم وحشية 

من جانبه، أكد  الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامى  الدولى  من بوابة الحرمين الشريفين من مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية:  فى  لحظة تاريخيَّة مفصلية حرجة لعموم الأمة الإسلامية والعالم أجمع، إنها اللحظة التى  تواجه فيها الأمة الإسلامية والعالم الحرُّ أسوأ مأساة إنسانية، وأبشع مجزرة وحشية مروعة عرفتها البشريَّة فى  هذه الألفيَّة الثالثة، إنَّها الجرائم البشعة التى  يرتكبها الكيان الصهيونى  المتغطرس فى  فلسطين المحتلة، يسفك هذا الكيان المجرم الدماء بلا رحمة، ويهتك الأعراض بلا حياء، ويدمّر البنى التحتية والفوقيَّة بلا حدود، ويمارس اعتداءات وحشيّة لا تخطر ببال عاقل، ولا يصدقها خيال، قصف بغيض همجى  شائن للمستشفيات والمنازل والمساجد. 

ملخص فعاليات المؤتمر 

يذكر أن  المؤتمر العالمى  الثامن للإفتاء عقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية وبرعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبحضور كبار المفتين والوزراء والعلماء، وتشهد فعالياته مشاركة أكثر من 90 دولة، كما شهد مشاركة أممية عالية المستوى من عدد من الهيئات الدولية؛ وذلك لمناقشة موضوع «الفتوى وتحديات الألفية الثالثة».

 وخلال  المؤتمر تم إبراز دَور الفتوى والمؤسسات الإفتائية فى  مواجهة التحديات الكبيرة التى  تواجهها البشرية فى  الألفية الثالثة، وعلى رأسها التحديات البيئية المتعلقة بالتغير المناخى، وتحدى  السيولة الأخلاقية، والفكرية كانتشار الإلحاد وخطاب الكراهية وتنحية الدين عن حياة الناس، وكذلك تحديات الفضاء الإلكتروني، والتحديات الصحية التى  تهدد حياة الملايين من البشر، فضلًا عن مناقشة التحدى  الاقتصادى  الذى  يهدد العالم كله.

وقال د. إبراهيم نجم الأمين العام  لدور الفتوى  وهيئات الفتوى فى  العالم ومستشار  مفتى  الجمهورية، إن رسالة المؤتمر عنيت بإبراز دَور الفتوى والمؤسسات الإفتائية فى  مواجهة التحديات الكبيرة التى  تواجهها البشرية فى  الألفية الثالثة، كما  تم مناقشة تحديات فكرية وأخلاقية واقتصادية وسياسية تستوجب إصدار فتاوى شرعية مستنيرة تناسب زماننا ومكاننا، وتحقق مصالح المسلمين والإنسانية جمعاء، والسعى  إلى تبادل الخبرات والآراء بين دُور وهيئات الإفتاء فى  العالم، ووضع خطط وبرامج لتطوير المؤسسات الإفتائية ورفع كفاءة المفتين.

ولفت إلى أن  نقاشات المؤتمر  دارت حول ثلاثة محاور، المحور الأول يتضمن: «تحديات الألفية الثالثة تحديد المناطات وبناء طرائق المواجهة»، والثانى  يدور حول: «الفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية»، والثالث يناقش: «الفتوى والتحديات الاقتصادية وتحديات الفضاء الإلكتروني».