التقرير الذى نشرته المحطة مسئول بشكل مباشر عن قصف إسرائيل المستشفى: استقالة مراسل «بى بى سى» لتورطها فى قصف مستشفى المعمدانى والتحقيق مع 6 مراسلين فى القاهرة ولبنان

عقب هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلى على مستشفى المعمدانى فى غزة والذى تسبب فى مجزرة ضد الشعب الفلسطينى، مما أسفر عن سقوط أكثر من ألف شهيد وجريح، فقد شهدت شبكة «بى بى سى» العديد من الاستقالات بين طاقمها بعد اتهامات بمساهمتها فى قصف مستشفى المعمدانى فى غزة عن طريق نشر تقرير إخبارى بأن المستشفى يتم استخدامه فى أنشطة تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية مما يعد تضليلًا للرأى العام والتسبُّب فى استشهاد وإصابة أكثر من ألف شخص حتى كتابة هذا التقرير. ومن بين صفوف الصحفيين الذين تقدموا باستقالاتهم تقدم الصحفى التونسى بسام بوننى أحد مراسلى قناة «بى بى سى» باستقالته وهو أحد الصحفيين الذين غطوا الأحداث فى 2011 فى الدول العربية وكان يعمل فى قناة «الجزيرة» وبعدها «سكاى نيوز» وأخيرا «بى بى سى» التى استقال منها، وقام بالعديد من الدراسات الصحفية فى تونس ثم قام بدراسات چيوسياسية فى فرنسا وكما قال وفقا لما يحتمه عليه ضميره المهنى. وجاء فى تدوينته على منصة (إكس) تويتر سابقًا أن المحطة أظهرت فى الأيام الماضية أبشع صورة من خلال الانحياز الفاضح للعدو الصهيونى وتشويه الحقائق وقلبها، والتعتيم الإعلامى على المجازر التى ترتكب فى حق الفلسطينيين وترهيب الإعلاميين العاملين لديها واستدعائهم للتحقيق بحجة دعمهم للإرهاب.

 

وتورطت «بى بى سى» فى نشر تقرير صحفى بعنوان: هل تبنى حماس الأنفاق أسفل المستشفيات والمدارس؟ وهو ما اعتبره الكثيرون حول العالم ذريعة استغلها جيش الاحتلال لقصف مستشفى المعمدانى مرددين الادعاءات نفسها التى وردت فى تقريرها. واعتبر عدد من مستخدمى موقع «إكس» أن التقرير الذى نشرته محطة بى بى سى مسئول بشكل مباشر عن قصف إسرائيل مستشفى المعمدانى. وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلى يوم الثلاثاء الماضى مستشفى الأهلى المعمدانى فى حى الزيتون بمدينة غزة مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد كبير من المواطنين. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك حوالى 500 شهيد حتى الآن بالإضافة لمثلهم من المصابين غير الذين لا يزالون تحت الأنقاض. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إن طائرات الاحتلال شنت غارة على مستشفى المعمدانى فى أثناء وجود آلاف المواطنين النازحين الذين لجأوا إليه بعد أن دمرت منازلهم وبحثوا عن مكان آمن.

ومن ناحية أخرى، اعتبر  عدد من مستخدمى موقع «إكس»  تويتر سابقًا أن التقرير الذى نشرته محطة «بى بى سى» بعنوان: هل تبنى حماس الأنفاق أسفل المستشفيات والمدارس؟ مسئول بشكل مباشر وغير مباشر عن قيام إسرائيل بقصف المستشفى. وكتبت صفحة فلسطين حرة: لقد قتل أكثر من 1000 شخص برىء بعد أن قصف الجيش الإسرائيلى مستشفى فى غزة؛ أيها المجرمون أيديكم ملطخة بالدماء بى بى سى العالمية.  وقال المتحدث الرسمى باسم الدفاع المدنى فى غزة محمود بصل إن ما يحدث فى المستشفى هو إبادة جماعية لم نشهد مثلها من قبل. كانت ليز دوسيه، كبيرة المراسلين الدوليين لمحطة بى بى سى فى جنوب إسرائيل قد نشرت ردًًا على سؤال من قارئ مجهول يسأل: من فضلك هل يمكنك توضيح مكان وجود أنفاق حماس؛ وما إذا كانوا يقومون ببنائها تحت المستشفيات والمدارس؟ وردت صحفية البى بى سى: تعتبر أنفاق غزة بمثابة متاهة مترامية الأطراف لدرجة أن الجيش الإسرائيلى يطلق عليها اسم مترو غزة. وأشارت: إنها جزء حيوى من عمليات حماس تستخدم الأنفاق لنقل البضائع والأشخاص وتخزين الأسلحة والذخائر وإيواء مراكز القيادة والسيطرة. ومن المعروف أنها معززة بشكل كبير بالخرسانة وموصولة بالكهرباء، إنها عميقة جدا حيث يصل عمقها إلى 100 قدم حوالى 30 مترًا بحيث يصعب تحديد موقعها على وجه اليقين.

كما أضافت كبيرة المراسلين الدوليين لمحطة البى بى سى فى جنوب إسرائيل: لكن مثل هذه الشبكة الواسعة تحت الأرض على قطعة صغيرة من الأرض يبدو من المرجح أن تتدفق تحت أحياء ممتلئة بالمنازل والمستشفيات والمدارس؛ وكانت هناك تقارير تقول بأن بعض الممرات لها مداخل تقع فى الطوابق السفلية من المنازل والمساجد والمدارس والمبانى العامة الأخرى للسماح للمسلحين بالتهرب من اكتشافهم. واعتبر الكثير من مستخدمى منصة إكس أن هذا التقرير كان أحد أسباب ضرب إسرائيل لمستشفى المعمدانى وكان أشبه بتوجيه من منظومة إعلامية يفترض فيها أن تنقل الحقيقة واضحة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلى لاستهداف المستشفى. ونشر المغردون صور لمبنى البى بى سى وهو ملطخ بالدماء وكتب مستخدم: «بسبب مشاركتك حدث هذا.. 800 شخص رحلوا فى ثوانى» وكتبت مستخدم آخر: «فى اليوم السابق تم طرح هذا السؤال على بى بى سى وتم قصف المستشفى فى غزة اليوم التالى مما أدى إلى مقتل حوالى 500 مريض وطاقم طبى.. بى بى سى مجرمو الحرب» وكتب مستخدم رابع: أنتم أسوأ مؤسسة إعلامية فى التاريخ. وتوالت الاتهامات ضد المحطة البريطانية حيث وصفها البعض بالكيان الإرهابى وصوت الشر والمنظمة الإجرامية.

وذكرت صحيفة تليجراف البريطانية أن هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى قررت التحقيق مع 6 من مراسليها العرب فى مكتبى القاهرة وبيروت، بالإضافة إلى وقف التعامل مع صحفية أخرى مستقلة بدعوى نشاطهم المتحيز لفلسطين على مواقع التواصل. أوقفت هيئة الإذاعة البريطانية 6 من مراسليها عن البث مع فتح تحقيق فى منشوراتهم المؤيدة للفلسطينيين على منصة التواصل الاجتماعى «إكس» واتهمتهم بانتهاك ما يسمى بقواعد الحياد الخاصة بالإذاعة البريطانية من خلال نشر منشورات على موقع «إكس»، المعروف سابقا باسم تويتر وقالت إنهم يبدو يدعمون حركة المقاومة الفلسطينية حماس وينتقدون إسرائيل فى الحرب المستمرة فى قطاع غزة المحاصر. وقالت الهيئة فى بيان لها: نحن نحقق بشكل عاجل فى هذا الأمر. نحن نتعامل مع مزاعم انتهاكات إرشاداتنا التحريرية ووسائل التواصل الاجتماعى بمنتهى الجدية وإذا وجدنا انتهاكات فسنتحرك بما فى ذلك اتخاذ إجراءات تأديبية؛ ولم تنتبه الهيئة أنها السبب فى قصف مستشفى المعمدانى؛ وعليها أن تعاقب نفسها أولًا قبل أن تحقق مع مذيعيها لأنهم كتبوا ما يشعرون به على مواقع التواصل الاجتماعى. ووفقًا لتقارير إعلامية؛  فقد تم إزالة جميع المنشورات على الرغم من أنه لم يتم تعليق عمل المراسلين رسميا. كما اتُهم المراسلون بمن فى ذلك الصحفيون المقيمون فى مصر ولبنان، بالإعجاب بالمنشورات التى يبدو أنها تدعم حماس أو تنتقد إسرائيل.