الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تزامنًا مع شهر أكتوبر للتوعية بمرض سرطان الثدى: 36 مليون سيدة خضعن للفحص والعلاج فى المبادرة الرئاسية لصحة المرأة

فى ظِل الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة المصرية لبناء الإنسان وسلامة الأسرة والمجتمع انطلقت فى يوليو عام 2019 مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة المصرية باعتبارها أهم شرائح المجتمع وأكثرها احتياجًا للتوعية والرعاية الصحية. حيث تعانى المرأة المصرية منذ عقود من مشكلات صحية متراكمة فى مقدمتها الأورام السرطانية، وطبقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية عام 2018، يأتى سرطان الثدى فى مقدمة الأورام السرطانية التى تعانى منها المرأة المصرية بنسبة تصل إلى 35 ٪ من إجمالى الإصابات السرطانية للمرأة المصرية.



 

وتستهدف المبادرة الكشف المبكر عن أورام الثدى لنحو 28 مليون سيدة بجميع محافظات الجمهورية بالفحص والكشف الإكلينيكى عن المرض وتوفير العلاج بالمجان. وتشمل المبادرة أيضًا التوعية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والحياة الصحية والكشف عن الأمراض غير السارية (السكرى، ضغط الدم، قياس الوزن والطول وتحديد مؤشر كتلة الجسم، ومستوى الإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن)، بالإضافة إلى عوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية، والتوعية بطريقة الفحص الذاتى للثدى.

 شهر التوعية بمرض سرطان الثدى

وتزامنًا مع شهر أكتوبر شهر التوعية بمرض سرطان الثدى، أضاء المجلس القومى للمرأة مبناه الرئيسى باللون الوردى.

وأكدت د.مايا مرسى رئيسة المجلس، أن إضاءة مبنى المجلس باللون الوردى تأتى تأكيدًا لدعمه الكامل ومساندته للسيدات المصريات العظيمات محاربات مرض سرطان الثدى.

وأكدت أن رئيس الجمهورية يولى اهتمامًا بالغًا بملف صحة المرأة إيمانًا بأن صحة المرأة جزء أساسى من أمان واستقرار وصحة الأسرة والمجتمع، وهو ما يتضح جليًا من خلال المبادرات التى أطلقتها الدولة المصرية، وموجهة للمرأة بشكل خاص، وفى مقدمتها مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدى، والتى تعد من أهم المبادرات التى أطلقتها مصر وليس لها مثيل على مستوى العالم، وتتبع أحدث البروتوكولات العالمية لعلاج سرطان الثدى، وقد حققت نجاحًا فى الحد من أورام الثدى، وساهمت فى الحد من وصول السيدات للمراحل المتأخرة بفضل الكشف المبكر.

وطالبت رئيسة المجلس جميع السيدات بضرورة إجراء الكشف المبكر لسرطان الثدى وضرورة الاطمئنان بشكل دورى على صحتهن من خلال المبادرة المستدامة.

 3500 وحدة صحية فى أنحاء الجمهورية شاركت فى مبادرة صحة المرأة

ومن جهته أكد د.أحمد حسن عبدالعزيز، أستاذ مساعد علاج الأورام بجامعة عين شمس وعضو اللجنة العليا للبرنامج الرئاسى لصحة المرأة، أن هناك أكثر من 36 مليون سيدة أجرت فحص الكشف المبكر من خلال الوحدات الصحية، موضحًا أن هناك 3500 وحدة صحية فى أنحاء الجمهورية شاركت فى مبادرة صحة المرأة و120 مستشفى متخصصًا منها تابع لوزارة الصحة للفحص والكشف المبكر لسرطان الثدى.

وأضاف د.أحمد حسن عبدالعزيز أنه من عمر 18 سنة حتى 35 تقوم الحملة بالتوعية فقط لهن؛ لأن هذا العمر لا تظهر فيه أى أورام فى أغلب الأحوال، ولكن بالنسبة للنساء من سن 35 تقوم الحملة بعمل الكشف المبكر بواسطة طبيب أو طبيبة وإذا تشكك فى وجود ورم، يطلب من السيدة عمل أشعة وميموجرام وسونار والفحوصات اللازمة بالمجان فى المستشفيات والوحدات التابعة للمبادرة ثم يتم تحويلهن للعلاج بالمجان.

 خدمات الفحص والتوعية

ومن جهتها أعلنت وزارة الصحة والسكان استقبال 36 مليونًا و464 ألف زيارة من السيدات؛ لتلقى خدمات الفحص والتوعية، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية المستدامة لدعم صحة المرأة المصرية، منذ إطلاقها فى شهر يوليو عام 2019.

وأوضح د.حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى للوزارة، أن إجمالى عدد الزيارات تنقسم إلى 19 مليونًا و658 ألفًا و448 زيارة لأول مرة، و9 ملايين و247 ألفًا و592 زيارة دورية، و7 ملايين، و557 ألفًا و967 زيارة عارضة.

ودعا السيدات إلى الاطمئنان الدورى على حالتهن الصحية من خلال الخدمات التى تقدمها المبادرة المستدامة، مؤكدًا أن التشخيص والكشف المبكر عن أورام الثدى يساهم فى تقليل العبء على المريض والدولة من خلال الاستجابة الفعالة لبروتوكولات العلاج التى توفرها المبادرة بالمجان، وفقًا لأحدث المعايير العالمية.

وذكر «عبدالغفار» أن 548 ألفًا و126 سيدة ترددن على المستشفيات لإجراء الفحوصات المتقدمة ضمن المبادرة، لافتًا إلى أن المبادرة تقدم خدماتها المجانية لفحص السيدات من خلال 3538 وحدة صحية على مستوى محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى مشاركة 102 مستشفى، لتقديم الخدمة الطبية للسيدات اللاتى تتطلب حالتهن إجراء فحص متقدم، مشيرًا إلى تلقى الاستفسارات من خلال الخط الساخن لمبادرة «100 مليون صحة» على الرقم 15335.

وأضاف «عبدالغفار»: إن المبادرة تتبع أحدث البروتوكولات العالمية لعلاج سرطان الثدى، من خلال 14 مركزًا تابعًا لوزارة الصحة والسكان، بالإضافة إلى تفعيل تلك البروتوكولات فى 14 مركزًا تابعًا للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية وبالمجان، لافتًا إلى أنه جارٍ تجهيز تلك المراكز للبحوث التطبيقية بهدف الوصول لمراكز بحثية متقدمة فى علاج الأورام، ضمن رؤية القيادة السياسية للاهتمام بالصحة العامة للمواطنين.

ولفت «عبدالغفار» إلى أن المبادرة تستهدف السيدات بداية من سن 18 عامًا، وتتضمن الكشف عن الأمراض غير السارية (السكرى، ضغط الدم، قياس الوزن والطول وتحديد مؤشر كتلة الجسم، ومستوى السمنة أو زيادة الوزن)، إلى جانب التوعية بعوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية، بالإضافة للتوعية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.

 القضاء على المراحل المتقدمة من المرض

وكشف د.هشام الغزالى رئيس المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، وأستاذ علاج الأورام بطب عين شمس، أن المبادرة الرئاسية لصحة المرأة التى أطلقها رئيس الجمهورية عام 2019 كانت معدلات الإصابة بسرطان الثدى فى مصر أقل عن الدول الغربية، ولكن معدل الوفيات أعلى، موضحًا أن الكشف المبكر لم يكن موجودًا والعلاجات لم تكن متوافرة.

وأضاف: إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أوصَى ووجَّه بالمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، وكانت النتائج مبهرة وهى نفس النتائج التى حققتها مبادرة «100 مليون صحة» فى القضاء على فيروس «سى»، موضحًا أن هناك 36 مليون سيدة خضعن للفحص والعلاج فى المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، مضيفًا، إنه تم القضاء على المراحل المتقدمة من المرض سواء فى المرحلة الثالثة أو الرابعة بنسبة 58.9 %، وأصبحت مثل المعدلات العالمية بنسبة 29 % فقط.

 نظام الفريق الطبى

وقال: لقد طبقنا نظام الفريق الطبى فى المراكز التابعة للمبادرة سواء فى وزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية، وبالتالى كان له مردود فى الخطة العلاجية؛ حيث يتم وضع خطة دقيقة لعلاج المريضة سواء فى نسب الشفاء أو الحفاظ على الثدى، أو فى الكشف المبكر. 

 وأشار إلى أن نسب حدوث الجراحات التحفظية لسرطان الثدى كانت %29 فقط، وحاليًا وصلنا إلى %64، وعن طرُق الدعم الكبير بالمعدات الحديثة أن نقوم بمزيد من الجراحات التحفظية للحفاظ على صحة المرأة وجمالها وحالتها النفسية. 

 وأضاف: إنه لأول مرة تم الإعلان عن السيدات الإيجابية للهرمون واللاتى لديهن مستقبلات للهرمون وبالتالى يمكنها تناول أقراص هرمونية لعلاج سرطان الثدى، موضحًا أن معدلات الإصابة بسرطان الثدى فى مصر بلغ 45 مصابة لكل 100 ألف سيدة.

ومن جهته،أوضح د.لؤى قاسم، عضو المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، جهود الدولة المصرية لدعم صحة المرأة، قائلاً: إن المبادرة هدفها الكشف المبكر وعلاج سرطان الثدى، والاكتشاف للأمراض الأخرى مثل السكرى والسمنة، لافتًا إلى أن المبادرة شهدت إقبالاً كبيرًا منذ بدايتها حتى الآن.

وأوضح أن المبادرة كلها متوافرة بالمجان من خلال تسهيلات أكثر من 500 وحدة صحية، لافتًا إلى أن الحالات التى تحتاج إلى إجراءات تشخيصية أدق يكون العلاج أيضًا على نفقة الدولة، والتى تتمثل فى كل إجراءات التشخيص من عينات وإشاعات وكل أنواع العلاج للجراحات والأورام.

وتابع: إن سرطان الثدى مرض خطير فقط إذا تم اكتشافه فى مراحل متأخرة؛ لكنه مرض غير خطير وقابل للشفاء إذا تم اكتشافه فى مراحل مبكرة.

 انتشار السيارات المتنقلة لتقديم خدمات المبادرة الرئاسية لصحة المرأة بالمجان

ومن جهته أوضح د.حاتم أمين، استشارى جراحة الأورام، جهود الدولة لدعم مبادرة صحة المرأة، قائلًا: «إن انتشار السيارات المتنقلة لتقديم خدمات المبادرة الرئاسية لصحة المرأة بالمجان فى مختلف محافظات الجمهورية، يأتى فى إطار استمرار المبادرات الرئاسية لدعم صحة المواطنين بشكل كبير جدًا خلال الفترة الماضية». 

وأضاف: إن كل المواطنين لمسوا الجهود المبذولة، ومردودها على صحة المواطنين؛ خصوصًا فى مجال الكشف المبكر للأورام، وهو ما يفرق فى تقديم علاج ناجع ونهائى للورم فى حالة اكتشافه بشكل مبكر.

وأوضح أنه منذ انطلاق الحملة التنشيطية «100 يوم صحة»، وبدء عملها فى شهر يوليو الماضى، تم البدء بالعمل من خلال السيارات المتنقلة؛ حيث تشمل الحملة جميع المحافظات للوصول إلى منازل السيدات اللاتى لم يشملهن الفحص قبل ذلك.

 تحسن نسب شفاء السيدات المصابات بسرطان الثدى فى مصر بصورة كبيرة وأكد د.حمدى عبدالعظيم أستاذ علاج أمراض الأورام بكلية الطب بجامعة القاهرة، ورئيس اللجنة القومية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، تحسن نسب شفاء السيدات المصابات بسرطان الثدى فى مصر بصورة كبيرة؛ بفضل جهود «المبادرة الرئاسية» خلال العامين الماضيين، مضيفًا: إن المبادرة الرئاسية، أسهمت فى الكشف المبكر عن سرطان الثدى لدى العديد من السيدات.

وتابع: وفقًا لعدد من الدراسات التى أجريت حتى عام 2018، أى قبل بدء المبادرة الرئاسية؛ فإن 59 % من السيدات اللاتى تم تشخيصهن بسرطان الثدى كن فى المرحلة المتأخرة، بينما انخفضت هذه النسبة بفضل المبادرة الرئاسية لتصل إلى 29 % فقط.

وناشد السيدات، بالذهاب إلى أقرب وحدة صحية لهن للاطمئنان على أنفسهن من حيث الإصابة بمرض سرطان الثدى من عدمه، موضحًا أن أى سيدة أكبر من 35 عامًا يجرى إجراء الفحص لها وتوعيتها، أمّا الإناث فى عمر 18 حتى 35 عامًا فيتم توعيتهن بشكل أساسى، وإجراء الفحص لهن حال وجود عوامل خطورة للإصابة بالمرض.

وقال إنه كلما تم اكتشاف المرض أسرع، كانت نتائج العلاج أفضل، مشددًا على أننا أصبحنا نقدم مستوًى راقيًا من الخدمة العلاجية لمريضات سرطان الثدى لا يقل عما يتواجد فى أوروبا، حتى إن البعض تم علاجهن بمصر، بدلاً من السفر لباريس على سبيل المثال، وأشدن بمستوى الخدمة المقدمة لهن.

وأوضح أن الأدوات العلاجية لمريضات سرطان الثدى أصبحت متوافرة للعلاج على نفقة الدولة، بتوجيهات مباشرة من رئيس الجمهورية، إذ قال: «العلاج اللى بيخفف الناس نوفره للناس».

 طفرة فى علاج سرطان الثدى

بينما أكدت د.علا خورشيد، أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام وأورام الدم بالمعهد القومى للأورام، أن هناك طفرة فى علاج سرطان الثدى حدثت فى مصر، وذلك عبر العلاجات الحديثة مثل «فيرزينيو»، وهى علاجات موجهة تستخدم مع العلاجات الهرمونية؛ لوقف تكاثر الخلايا السرطانية، والسيطرة على المرض، حتى إن بعض المريضات فى مرحلة ما قد يختفى لديهن المرض ليعيشن حياتهن بشكل طبيعى، وهو أمر لم يكن يحدث من قبل.

وأشارت إلى أن أكثر الأورام شيوعًا لدى السيدات هو «سرطان الثدى»، ووجود أنواع مختلفة لسرطان الثدى وفقًا للمحتوى الجينى للخلايا، وكل نوع منها يستجيب لعلاج محدد، وبالتالى يتم وضع الخطة العلاجية على أساس ذلك.

واستطردت: تتضمن أنواع سرطان الثدى، حالات إيجابية للهرمون، وهى تمثل %80 من حالات أورام الثدى عمومًا، وتستفيد هذه المجموعة من العلاج الهرمونى؛ لتقليل هرمون الأستروجين، ما أدى لنتائج جيدة.

وأوضحت أنه قديمًا كان يتم علاج المرضى بـ«علاج كيماوى»، كان يؤدى للسيطرة على الورم لمدة 6 أشهر، ثم أصبح يتم استخدام العلاج الهرمونى، وهو ما يؤدى للسيطرة لفترة 16 شهراً تقريباً، وأخيرًا تم استخدام العلاج الموجه مع العلاج الهرمونى، ما أدى للسيطرة على الورم لأكثر من 40 شهراً، مما يمثل طفرة كبيرة.

وأشارت إلى أن العلاجات مثل «فيرزينيو»، أصبحت تستخدم حتى فى المراحل الأولى للمرض، أو بعد الجراحة، وأن فكرة «الاستئصال الكلى للثدى» تغيرت، وأصبح الاستئصال جزئى للورم، لافتة إلى وجود خلايا ميكروسكوبية فى الجسم قد تؤدى للانتكاسة وعودة الورم، لكن هذا العلاج يقلل احتمالية التعرض للانتكاسة، ويعزز الشفاء التام للمريضة بعد الجراحة.

وقالت د. ابتسام سعد الدين أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة، إن سرطان الثدى من أكثر الأورام انتشارا بين السيدات فى مصر والعالم، مؤكدة على أهمية الكشف المبكر، وتناول الأكل الصحى وممارسة الرياضة والابتعاد عن السمنة والتدخين وتجنب العلاجات الهرمونية الخارجية عوامل تقلل احتمالية الإصابة.

وقالت إن سرطان الثدى يصيب الرجال أيضا لكن بنسبة أقل من السيدات، ونوهت عن وجود عوامل وراثية قد تسبب الإصابة بسرطان الثدى، لكن نسبتها محدودة، ويمكن من خلال برامج الاكتشاف المبكر تجنب الإصابة واكتشاف المرض فى مراحله البسيطة.

وأكدت وجود طفرات فى علاج سرطان الثدى أصبحت تحسن الشفاء التام والبقاء على الحياة ويتم توفير الأدوية فى المبادرة الرئاسية لصحة المرأة.