الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إنتاج إكسسوارات وحُلى من منظور فلسفى وإبداعى ندى عمر: رسالتى ألا نعتبر الإكسسوار من الكماليات أو مجرد وسيلة تجميلية للملابس

تخرجت فى كلية الفنون التطبيقية، ولديها شغف كبير بالحُلى واللوحات والأنتيكات، وكل ما يتعلق بالتاريخ؛ لذا أحبت أن تدمج كل ذلك فى شىء واحد يُميز تصميماتها من الإكسسوارات عن بقية التصميمات الأخرى، فهى تُنتج قطعًا فنية تعبر عن شخصية وميول صاحبها بشكل إبداعى وغير تقليدى.. وجاء حوارنا إليها فى «روزاليوسف» لمعرفة كل ما يخص مشوارها منذ نشأة الفكرة وحتى تنفيذ مشروع يتعامل مع قطع الحُلى على أنها كنوز مفقودة، ويجعل كل التصميمات موزونة من حيث الفكرة والشكل الجمالى، إليكم نص الحوار:



 

كيف ساعدت فترة طفولتك فى تشكيل وجدانك؟

- بدايةً من فترة طفولتى وحين كنت لم أتجاوز خمس سنوات.. كنت أهتم كثيرًا بالرسومات والصلصال وكل ما يتعلق بالفنون.. أهلى لاحظوا ذلك فبدأوا يساعدونى كى أنمّى موهبتى؛ فكان أبى وأمى يجلبان لى باستمرار أدوات الرسم من (اسكيتشات الرسم، وألوان الباستيل والشمع، والأقلام وغيرها). وكنت بحب حصص الرسم أكتر من أى شىء تانى «كنت بحب أروح المدرسة علشانها، ولما برجع البيت أُعيد رسم كل شىء حتى لو رسمة على كيس شيبسى، وزاد تشجيعهما لى فى البيت لما لاحظا شغفى».

وتضيف، أنها حين بلغت أحد عشر عامًا، بدأت أن تتعلم رسم البورتريه والتظليل بالرصاص وغير ذلك، وكان يتردد دومًا على مسامعها كلمات تحفيزية من أهلها «رسمك حلو أوى»، «استمرى»، «هيكون لك مستقبل كبير».. إلخ. فكان دعمهم لها إحدى الركائز الأساسية لاستمرارها فى إشباع موهبتها. وكانت لا تكتفى بالرسم؛ بل تجمع أشياء من الطبيعة كالقواقع وتلصقها لعمل أشكال فنية وإبداعية وديكورات تُزين المنزل، فكانت تهتم بكل ما يخص الفنون.

لديكِ شغف كبير بالحُلى واللوحات والأنتيكات وكل ما هو متعلق بالتاريخ.. هل كانت لدراستك بكلية الفنون التطبيقية المساهمة فى ذلك؟

-  بالتأكيد، لأننا كنا ندرس بالكلية «فنون وتاريخ فن ونقد وتاريخ فنى وعلم الجمال وعلم النفس» والعديد من المواد التى ساعدت بدورها فى تصميم قطع فنية لها معنى ومغزى.. فمثلًا أنا أحب موضوع اللوحات والأنتيكات والتاريخ وما إلى ذلك، فبدأت إنى أجمع كل هذه الأشياء وأخصصها فى شىء واحد خاص بالحُلى والإكسسوارات.. فالكلية فعلًا ساعدت فى ذلك، وجعلت كل تصميماتى موزونة من حيث الفكرة والشكل الجمالى.

فى رأيك.. ما هى الصلة بين التاريخ وفن تصميم المجوهرات والحُلى؟

- المجوهرات وثيقة الصلة بالتاريخ دومًا بشكل كبير؛ يعنى مثلا حين أنوى تصميم قطعة معينة وأريد أن أجعلها مستوحاة من العصر الفرعونى أو الرومانى أو الإغريقى، فلا بد أن أكون مُلمة بتلك الحقبة الزمنية بجميع أوضاعها؛ حتى يكون التصميم صحيحًا.. ولو هتعامل مع أشياء من الطبيعة، فلا بد أن أرى كيف استغلت بقية الشعوب فكرة الطبيعة، وكيف حولت مثلًا ورقة الشجر أو زهرة اللوتس فى العصور المختلفة؛ فكل شعب استغل الطبيعة بصورة مختلفة.. فكل هذه الأشياء مهم أكون عارفاها وأنا بصمم المجوهرات أو الإكسسوارات لأنهما مرتبطان ومتصلان جدًا ببعضهما، «لازم علشان آجى أصمم حاجة أكون عارفة تاريخها كويس».

ما هى الرسالة التى تودين إيصالها من خلال فنك وإبداعك؟

- هذا الأمر يطول شرحه ومعقد بعض الشىء، فدائمًا ما تكون الأفكار متفرعة برأسى بخصوص ذلك، لكن سأبسطه جدًا.. أى قطعة أعمل على تنفيذها أحب أن يكون لها منظور فلسفى إلى حدٍ ما، فمثلًا حين أستوحى من الطبيعة كالمياه، وأعمل تصميمى للشكل الخاص بها، فلا يكون مجرد شكل للمياه؛ بل لها أبعاد فلسفية أخرى أريد إيصالها.. أنا كنت استوحيت قبل ذلك من لوحة اسمها «The Birth of Venus» أو ولادة فينوس، وأخذت منها فكرة البورتريه ونفذتها، ولم تكن فكرتى تتمحور حول آلهة جمال؛ بقدر ما كانت رسالتى من رائها «إن الواحد يتقبل نفسه ويستشعر الجمال بداخله».. فكل تصميم بيكون وراه حدوتة معينة.

وتستطرد: أريد أن من يرى تصميماتى ولوحاتى والمنحوتات أن يتذوقها، وأن تُشكل لديه نوعًا من أنواع التغذية البصرية، فهدفى أن هذه الأعمال الإبداعية لا نكتفى فقط برؤيتها بالعين؛ بل نكون قادرين على لمسها.. ورسالتى ألا نعتبر الإكسسوار من الكماليات أو وسيلة تجميلية للملابس، بقدر ما تكون جزءًا يعبر عن الإنسان ومشاعره المكنونة بداخله.. يعنى أنا هختار قطعة معينة لأنها لمستنى وبتعبر عنى، أو حتى أحب الرسالة من ورائها، ففكرة المجوهرات كأنها قطعة فنية حقيقية أرتديها، ولا أكتفى بمشاهدتها فقط.

وعن كيفية وضع قطع الحُلى حين يطلب منها أحد شراءها، فتقول إنها تضعها فى package أو صندوق صغير، وكل الأشياء عبارة عن صنع يدوى وتوضع فى زجاجات كزجاجات البحر ملفوفة بقطع من الجلد، وبداخلها رسالة خاصة بالقطعة نفسها وشارحة لها «ده بيكون شىء لطيف أوى والناس حبّاه، وكمان بيقرب الشخص من القطعة بصورة أكبر».. وهناك شعار خاص بالبراند فيما معناه أن مجوهراتك سترشدك أين اتجاهك، مثل البوصلة.. فأنا أتعامل مع القطع على أنها كنوز مفقودة يتم العثور عليها من خلال صندوق الحُلى.

وما الخطوات التى اتبعتيها لإقامة مشروعك بالتفصيل؟

- هذا المشروع أنا أخطط له يعتبر من أول سنة لى بالكلية، فكنت عاوزة أول شىء إنى أترك بصمة ويكون لى هوية وإن كل شغلى يتعرف من الوهلة الأولى وهو بدون اسم، وده قدرت أحققه من أول سنة وكانت أول خطوة بالنسبة لى.. ثم تعلمت بعد ذلك التناسق والتناغم بين الألوان، والتصميم نفسه كيف يتم فى الإكسسوارات واللوحات وكل شىء، وكنت أنظر أيضًا إلى ما يتعمله زملائى بالأقسام المختلفة؛ فأحببت فكرة دمج الرسم مع النحت بشكل يخدم المجوهرات التى أصنعها.

وفى الجزء المتعلق بالنحت، فتعلمته من خلال YouTube وزملائها وكانت تجلب الطين الأسوانى وتعمل تجارب كثيرة من خلاله. وحين أتقنته بدأت فى تعلم التشريح «بحيث لما أنحت أى شكل تكون تفاصيل العضلات نفسها مظبوطة وموزونة وكل شىء بعمله يكون مدروس»، وتعلمت بالكلية كل ما يتعلق بتصميم الإكسسوارات، وبعد تخرجها أخذت منحة فى مؤسسة مرموقة مدتها 6 أشهر عن صياغة المجوهرات بشكل كامل، مما أفادها كثيرًا.

ومن بعدها أخذت منحة بنفس المكان فى تركيب الأحجار، ثم ورشة فى النحت على الشمع.

وتوضح أنه كان لا بد من تعلم النحت على الشمع لتحويله بعد السَّبك إلى فضة، وحتى تخرج القطع بهذا الشكل، فكل الخطوات السابقة كانت تمهيدًا لتلك الخطوة، وبدأت تجمع خلاصة ما تعلمته فى عمل قطع فنية إبداعية.. وحين أتقنت كل ذلك شرعت فى عمل براند خاص بتصميماتها، وبدأت فى الإعلان عنها وعن الفكرة، كما عملت صفحة رسمية لها ودعت كل أصدقائها، حتى زاد الطلب على تلك التصميمات.

وما أسعدها أن الـinstructor أو من كانت تُعلمها بورشة الشمع حين رأت تلك القطع أعجبتها كثيرًا، وطلبت خاتمًا يُصنع خصيصًا لها ويلائم شخصيتها أو يعبر عنها «بدأت إنى أتكلم معاها وألاحظ كل شىء بما فيها لغة الجسد وميولها وما تحب وما تكره وقدرت أحدد شخصيتها.. وبناءً عليه بدأت أصمم خاتما خاصا بها وعحبها جدًا، وكان من ضمن التصميمات التى رفعت على الصفحة.. ولو أى حد طلب تصميما خاصا به أُنفذ نفس الشىء حتى أصل لتصميم يعبر عنه ويكون مُلمًا بشخصيته». 

هل واجهتكِ صعوبة أثناء ذلك؟

-  هى ممكن تكون الصعوبة فى شىء واحد؛ وهى إن هذا الاتجاه غير منتشر بصورة كبيرة فى مصر.. لكن هو مؤخرًا بدأ يكون موجودا، أو إلى حدٍ ما فيه ناس بدأت إنها تستسيغه.

وشىء تانى بيمثل صعوبة وهو عدم قدرتى على التسويق بشكل كافٍ لمنتجاتي، وإن شاء الله هذه المشكلة يتم حلها بعد التوسع، ويكون فيه متخصص معانا فى المشروع فى مجال التسويق.. لكن بالنسبة للجزء الخاص بالتصميم أو الأشياء الفنية بشكل عام، فلا أجد فيها أية صعوبة الحمد لله.

لديكِ العديد من الأعمال الخاصة بإعادة التدوير كتحويل أكياس القمامة لحقائب نسائية أنيقة واستخدام الزلط والمسامير والخشب وبواقى الأقمشة فى عمل إكسسوارات رائعة.. هل تستمرين فى إنتاج المزيد من مشروعات إعادة التدوير مستقبلًا؟

-  بالنسبة للجزء الخاص بإعادة التدوير فأنا بحبه جدًا؛ لكن إلى الآن أُنفذه داخل المنزل بشكل أكبر «يعنى مثلًا لما بيكون فيه شىء مركون وواخد حيز.. ببدأ أحوله وأعيد تدويره لتزيين المنزل ولإضفاء شكل جمالى عليه». لكن فكرة بيع منتج أُعيد تدويره لم تشغلنى الآن، فكل تركيزى حاليًا على الفضة وإنتاج تصميمات وإكسسوارات بشكل مختلف وشيك، ووارد جدًا مستقبلًا إنى أشتغل على إعادة التدوير على نطاق أوسع وخارج المنزل.

وختامًا.. ما هو حُلمك؟

ـ والله أنا حلمى فعلًا أن يكون لدىَّ مكان مثل Gallery جاليرى، وأقدر أجمع فيه الجزء الخاص بتصميماتى من المجوهرات والحُلى، والجزء الخاص باللوحات. وأن تكون كل قطعة من الإكسسوارات مرتبطة بلوحة من اللوحات المعروضة أو مُستوحاة منها.