الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أكد ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطينى.. الرئيس السيسي: نأمل أن تعلو أصوات السلام لتكف صرخات الأطفال وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول (الخميس)، حفل تخرُّج دفعة جديدة من طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية بمقر الكلية الحربية .



حضر الاحتفال الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.

وبدأت فعاليات الاحتفال بعزف السلام الجمهورى فور وصول الرئيس السيسى إلى منصة الاحتفال، عقب ذلك أدى حرس الشرف من طلبة الكليات العسكرية التحية العسكرية للرئيس السيسى.

 عرض عسكرى

وبدأ حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية 2023 بمراسم وضع وسام الجمهورية على عَلم القوات المسلحة بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة.

وظهر فى سماء العرض طائرات مقاتلة تشكل رقم (50) تزامنًا مع الاحتفال بمرور 50 عامًا على نصر أكتوبر المجيد. وأعلن العميد ياسر وهبة مقدم الحفل تصديق رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى على منح عَلم القوات المسلحة وسامَ الجمهورية العسكرى؛ حيث قام الرئيس السيسى بتقليد عَلم القوات المسلحة وسامَ الجمهورية العسكرى.

وعقب ذلك ظهرت فى سماء العرض طائرات الهليكوبتر (جازيل) تحمل عَلم جمهورية مصر العربية وعَلم القوات المسلحة المصرية وأعلام الأفرع الرئيسية وعَلم الأكاديمية العسكرية.

مصنع الرجال

وخلال الحفل جرى عرض فيلم تسجيلى حول تدريبات الأكاديمية والكليات العسكرية «مصنع الرجال»، واستعرض الفيلم التدريبات الشاقة التى يتمرن عليها طلبة الكليات العسكرية المختلفة من الكلية الحربية والجوية والدفاع الجوى والفنية العسكرية والكلية العسكرية التكنولوچية.

ثم زيّن سماءَ الكلية الحربية عرضٌ للقوات الجوية بمقاتلات من طراز (إف- 16) من الجيل الرابع ذات القدرة العالية على المناورة وتنفيذ المهمات الصعبة، مثل «الجو- جو»، و«الجو- أرض»، التى لها دور بارز فى أعمال مكافحة الإرهاب.

 استعراض مبهر 

وتضمّن الاستعراض طائرة الإنذار المبكر إ-2أ يرافقها طائرتان ميراچ 2000 وتقوم طائرات ميراچ بالانفصال وعمل مناورة حادة تظهر القدرة العالية على المناورة وكفاءة طيارى القوات الجوية، وتتقدم المقاتلات (إف- 16) متعددة المهام بالمشاركة فى الاحتفال بتخرُّج طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية والتى تُعتبر من المقاتلات المتطورة التى يُعتمد عليها فى تنفيذ المهام لما تتمتع به من قدرات قتالية عالية.

ثم شاركت فى العرض طائرات الرافال، التى تُعَد من أحدث طائرات الجيل الرابع المتقدم انضمامًا للقوات الجوية وطائرات (ميج- 29) متعددة المهام من الجيل الرابع المتقدم التى يمكنها التعامل مع جميع الأهداف الجوية والبحرية والأرضية، ثم تقدمت فى مواجهة المنصة طائرة نقل استراتيچى (اليوشن 76 إم إف) وبجانبها طائرات محمية بطائرات الرافال.

واستعرض فريق الفروسية للأكاديمية العسكرية مهاراتهم بمشاركة فرسان وفارسات نادى الفروسية للقوات المسلحة، وشارك فرسان الأكاديمية الحاصلون على بطولة الجمهورية والعديد من البطولات الدولية لقفز الحواجز، كما شارك فى الاحتفال طلبة دورة الفروسية الأولى المنعقدة بالأكاديمية العسكرية بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى للعمل كضباط مكلفين بالقوات المسلحة.

وعقب ذلك ظهَر فى سماء العرض تشكيل مكون من 50 مُعدة من مُعدات الدلتا لرجال المظلات، وهو رقم عالمى قياسى جديد لأول مَرّة فى سماء البلاد احتفالاً بمرور 50 عامًا على نصر أكتوبر.

عقب ذلك ظهَر فى سماء العرض رجال القفز الحُرّ لقوات المظلات فى تشكيل الماسة والمكون من 50 قافزًا؛ حيث شاركوا فى تسجيل الرقم القياسى العالمى لتشابك 50 قافزًا من دولة واحدة، ثم بدأ فصل تشابُك تشكيل الماسة ليظهر فى سماء العرض تشكيل الماسة 36 قافزًا، والذى تم تنفيذه فى سماء مصر لأول مَرّة عام 2010، وأعقبه فصل آخر للتشابُك ليظهر تشكيل الماسة 25 قافزًا، والذى تم تنفيذه عام 2008، ثم ظهر تشكيل الماسة 16 قافزًا، والذى نفذ عام 2007، وكآخر فصل فى تشكيل الماسة تم تشكيل ماسة من 9 قافزين، والذى كان نواة لبدء تشكيل الماسة فى مصر عام 2005، وأعقب ذلك استعداد القافزين للوصول إلى أماكنهم المخططة فى أداء راقٍ ومتميز ينم عن المهارة العالية.

وشهد الحفل استعراض مجموعة من المُعدات التى شاركت فى حرب أكتوبر 1973، والتى أثبت فيها الجندى المصرى مواقفه البطولية الراسخة فى أذهان الشعب المصرى؛ حيث استخدم أسلحة ومعدات تخطى بها قدراتها الفنية والقتالية ليسطر بها أمجاده وبطولاته.

 الدول العربية 

وعقب ذلك قام الرئيس عبدالفتاح السيسى والحضور بالوقوف تحية لأعلام الدول العربية الشقيقة التى شاركت مصر حربها عام 1973 (المملكة الأردنية الهاشمية، الإمارات العربية المتحدة، الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان، الجمهورية العربية السورية، جمهورية العراق، دولة فلسطين، دولة الكويت، دولة ليبيا، المملكة المغربية والجمهورية اليمنية). 

 النجوم الفضية 

ثم شارك فريق الألعاب الجوية المصرى «النجوم الفضية» الاحتفال بتخرُّج طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية 2023 تزامنًا مع ذكرَى انتصارات أكتوبر؛ حيث قدمت الطائرات مجموعة من المناورات الجوية.

 نوط الامتياز

بَعد ذلك كرّمَ الرئيسُ عبدالفتاح السيسى، أوائل خريجى الأكاديمية والكليات العسكرية دفعة 2023، بحفل تخرُّج دفعة جديدة من طلاب الكليات العسكرية؛ حيث قَلدَهم الرئيسُ السيسى أنواط الامتياز والواجب العسكرى من الطبقة الثانية.

 رسائل الرئيس

وخلال كلمته، أكد الرئيسُ السيسى أن سعادته تبلغ مَداها، ونحن نحتفل  معًا، بتخريج جيل جديد من أبناء مصر.. الذين تعلّموا فى مَدرسة العسكرية المصرية، مبادئ الوطنية والبطولة، وقيم الكرامة والعزة، وعاهدوا الله واهبين أنفسَهم للوطن، محافظيـــن علــــى أرضـــه ومقـــدرات شـــــعبه.. اختاروا أن يكونوا درع الوطن وسيفه، تسلحوا بالإيمان والعِلْم والوطنية، فى هذه الأكاديمية العسكرية العريقة.

وأضاف الرئيس: «أغتنم هذه الفرصة مع هذا الجمع الكريم؛ لتوجيه تحية تقدير وإجلال، لشهداء مصر الأبرار.. الذين قدّموا أرواحَهم؛ ليظل هذا الوطن باقيًا، وتظل كرامته مصونة، ورايته عالية خفّاقة بين الأمم».

وأردف الرئيس: «أوَجِّه حديثى إليكم، وإلى كل شعوب الأرض، بكلمات واضحة، وعبارات لا تحتمل تأويلاً.

إن حُكم التاريخ وقواعد الجغرافيا، قد صاغوا ميثاق الشرف العربى، فى وجدان الضمير المصرى ما جعل مصر، دائمًا وأبدًا، فـى صـــدارة الدفـــاع عـــن الأمــــــة العربيـــــــة، مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك، مـــــــن أجــــــــل الحــــــــق العربــــــــى المشــــــــروع، حين كانت الحرب، فكنا مقاتلين.. وكان السلام، فكنا له مبادرين.. لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدًا.. واليوم ونحن فى قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعى دءوب من أطراف متعددة؛ للحيد بالقضية الفلسطينية عن مَسارها، الساعى لإقرار السلام، القائم على العدل، وعلى مبادئ «أوسلو»، والمبادرة العربية للسـلام، ومقـررات الشـرعية الدوليـة.. إلى تصعيد ينحرف عن هذا المَسار.. وإلى صراعات صفرية، لا منتصر فيها ولا مهزوم.. صراعات تخل بمبادئ القانون الدولى والإنسانى، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق. 

وإدراكًا منّى، ويقينًا بأن كل صراع لا يؤول إلى السلام؛ هو عبث لا يعول  عليه، فإننى أدعو كافة الأطراف، إلى إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصَى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورًا للمَسار التفاوضى؛ تجنبًا لحرائق ستشتعل فلـن تتــــرك قاصـيًا أو دانـيـًا.. إلا وأحرقتــــه، مع استعداد مصر، أن تُسَخّرَ كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة.. دون قيد أو شرط».  

وتابع الرئيس : «أؤكد بشكل واضح، أن سعى مصر  للسلام، واعتباره خيارَها الاستراتيچى، يحتم عليها ألا تترك الأشقاءَ فى فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مُقدرات الشعب الفلسطينى الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقـه الشـرعية، فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه؛ بل هو عقيدة كامنة فى نفوسنا وضمائرنا، آملين بأن تعلو أصوات السلام؛ لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات، ولن يتأتى ذلك؛ إلا بتوفير أقصَى حمايــــة للمدنييـــــن مــــــن الجانبيــــــن فــــــــورًا، والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعى، والحصار والتجويع والتهجير، وأؤكد ضرورة عدم تحمُّل الأبرياء؛ تبعات الصراع العسكرى وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية؛ لأبناء الشعب الفلسطينى، بشكل عاجل، ويجب على المجتمع الدولى اليوم، أن يتحمل مسئولياته فى هذا الصدد، فمن أجل السلام؛ فليعمل العاملون».

وأضاف الرئيس: «إن مصر بجيشها وشعبها، يصيغون على مدار عقد كامل، صيغة للمستقبل منذ أن انحاز الجيش لإرادة المصريين، وواجهوا معًا، قوَى الشر والظلام، التى أرادت أن تطفئ نور الوطن، وكانت إرادة الله؛ أن يظل نور مصر باقيًا؛ ليفيض على العالم بالسلام والمَحبة، واجهنا الإرهابَ والترويع.. استعدنا بناء المؤسّسات.. واجهنا التحديات بالتنمية والبناء، وسنظل نواجه كل التحديات؛ بإصرار وعزيمة، وباصطفافنا الوطنى عاقدين العزم، أن تظل مصرنا العزيزة فى صدارة الأمم، وأن ينعم شعبها؛ بحياة كريمة تليق به وبجيش مصر وشعبها».

كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن الأمم تصمد ليس فقط بقيادتها ولكن بشعبها وقيادتها.. داعيًا فى الوقت ذاته إلى ضرورة التيقظ للتحديات المتواجدة فى المنطقة.

وطالب الرئيسُ السيسى الجميعَ بمتابعة الأوضاع المتواجدة على حدود مصر الغربية والجنوبية وكذلك الشرقية الآن، ولفت إلى أن الأوضاع «هناك لحكمة لا نعلمها» دائمًا مشتعلة.

وقال الرئيس السيسى «عندما يكون لديك جار عنده مشكلة صغيرة أنتَ تتأثر، تصوَّر لو هذا الجار بيته مشتعل، البيوت بجانبنا مشتعلة، لكن شاءت إرادة الله أن تظل مصر آمنة مطمئنة».

وأشار الرئيس السيسى إلى أنه يمكن أن تكون هناك صعوبات وتحديات متواجدة؛ إلا أن الأمْرَ المُهم هو البقاء صامدين وثابتين.. آملين ومتفائلين.