الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مصر تتوَّج بلقب أول دولة فى العالم خالية من فيروس «سى» وزير الصحة والسكان: تصنيع الملايين من الأدوية المضادة لفيروس التهاب الكبد «سى» فى المصانع المصرية بأسعار تنافسية

حلم طويل عشناه لم نكن نتخيل يومًا أن نتحول من من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بفيروس سى.. إلى بلد خالٍ من فيروس «سى» فى العالم لنُلقَّب بأول دولة فى العالم خالية من هذا الفيروس اللعين.. مشوار طويل قطعته الدولة المصرية القوية الأبية طوال سنوات من مكافحة الفيروس للوصول إلى أن تصبح خالية من فيروس سى بعد وصولها إلى المستوى الذهبى.



وذلك بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية حصول مصر على «المستوى الذهبى» على مسار القضاء على التهاب الكبد سى بعد تشخيص 87% من المصابين بفيروس سى وتقديم العلاج لـ93% من المرضى ما دفع منظمة الصحة العالمية لمنح مصر «الشهادة الذهبية» لخلوها من فيروس سى بعد تجاوز الغايات المحددة لهذا المستوى من منظمة الصحة العالمية.

 

المستوى الذهبى

ووفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية يعنى بلوغ «المستوى الذهبى»، أن مصر أوفت بالمتطلبات البرمجية التى تؤدى إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد «سى» إلى المستويات التى تؤهل البلد للقضاء على هذا الوباء.

ابتداء من عام 2014، أطلقت مصر الحملة القومية للقضاء على فيروس سى وهو ما عُزِّز مجددًا فى عام 2018، ووفرت الحملة اختبارات الكشف عن فيروس التهاب الكبد سى، والعلاج منه دون مقابل مادى.

حملة «100 مليون صحة»

وأسفرت حملة «100 مليون صحة» عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 مليون شخص، ومثلت العلاجات المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر المصنعة محليًا عاملًا رئيسيًا فى النجاح الملحوظ الذى حققته الحملة حيث بلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد سى بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج نسبة 99 %.

الرئيس السيسى يشكر منظمة الصحة العالمية على الدعم الذى قدمته المنظمة لمصر

ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الشكر إلى منظمة الصحة العالمية ومديرها العام، على الدعم المخلص الذى قدمته المنظمة لمصر، معربًا عن سعادته البالغة بتحسُّن صحة المواطنين المصريين فيما يتعلق بفيروس سى الذى طالما شكل أزمة مزمنة فى الصحة المصرية.

وأشار الرئيس السيسى خلال لقائه مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم إلى أن الدولة سخرت بصدق، كل الإمكانات لتحقيق الهدف المنشود بالقضاء على «فيروس سي»، بداية من إنشاء مراكز العلاج وتوفير وسائل التشخيص المطلوبة، وإعداد الكوادر وتوفير الدعم للصناعة المصرية التى استطاعت توفير ملايين الجرعات من الأدوية، وانتهاء باستمرار رعاية المرضى المصابين بمضاعفات المرض، وتقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية لهم.

قصة نجاح عالمية

وصرح المستشار أحمد فهمى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن مدير عام منظمة الصحة العالمية سلم الرئيس شهادة المستوى الذهبى على مسار القضاء على فيروس «سي» فى مصر، مقدمًا التهنئة لمصر وموضحًا أنها أصبحت الدولة الأولى فى العالم التى تحصل على هذا الإشهاد، بعد تحقيقها فى زمن قياسى، قصة نجاح عالمية يحتذى بها، فى التحول من كونها أعلى الدول من حيث ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس «سي» إلى أول دولة فى العالم تصل لهذا المستوى المتميز فى القضاء على الفيروس.

وفى احتفالية كبرى على سفح الهرم سلم د.تيدروس أدهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، الشهادة الذهبية لخلو مصر من فيروس سى، لتشهد الأهرامات على هذا الإنجاز العظيم.

 58 مليون شخص متعايش مع عدوى التهاب الكبد

وعلى الصعيد العالمى، يوجد 58 مليون شخص متعايش مع عدوى التهاب الكبد المزمنة، وبالرغم من عدم توفُّر لقاح مضاد للمرض، لكن يمكن الشفاء منه بتناول علاجات قصيرة الأجل وشديدة الفعالية تستمر 8-12 أسبوعًا، ولكن هناك 4 أشخاص من أصل 5 متعايشين مع التهاب الكبد  فى العالَم لا يدركون أنهم مصابون بالعدوى، ويمكن أن تتسبب تلك العدوى فى إصابة الكبد بمرض أو بسرطان، ما لم تُعالَج أو يُشفَ منها،

وشخصت مصر 87 % من المتعايشين مع التهاب الكبد وقدَّمت العلاج الشافى إلى 93 % من الأشخاص المُشخَّصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبى للمنظمة، وهى تشخيص 80 % على أقل تقدير من المتعايشين مع التهاب الكبد. 

ومن جهته قال د.تيدروس جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «إن المَسيرة التى قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد C فى العالم إلى بلد حقَّق مسار القضاء على المرض فى أقل من 10سنوات»، هى مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به. 

لقد قدمت مصر للعالم نموذجًا يُحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسى على أعلى المستويات باستخدام تلك الأدوات للوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح، مشيرًا إلى أن نجاح مصر يبثَّ فى نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على التهاب الكبد. 

ونجحت مصر فى الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد C فى العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات، من خلال خفض معدل انتشار التهاب الكبد C من 10 % إلى 0.38 % فى مدة تزيد قليلًا على عَقد من الزمان.

إنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية 2006

ومنذ أوائل عام 2000، ما فتئت مصر تعزز برامجها الوطنية فى مجالَى الوقاية والعلاج، وفى عام 2006، أنشأ البلد اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وهى هيكل إدارى معنى بالإشراف على الاستجابة الوطنية لالتهاب الكبد، وتوجيهها.

الحملة القومية للقضاء على التهاب الكبد

وابتداءً من عام 2014، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى الحملة القومية للقضاء على التهاب الكبد، وهو ما عزز مجددًا فى عام 2018، ووفرت الحملة اختبارات الكشف عن فيروس التهاب الكبد C، والعلاج منه دون مقابل مادى، وأسفرت حملة «100 مليون صحة» عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 مليون شخص، ومثَّلت العلاجات المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر المُصنَّعة محليًّا عاملًا رئيسيًّا فى النجاح الملحوظ الذى حققته الحملة - حيث بلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد C، بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج، نسبة 99 %.

ومن خلال اتباع نهج يركز على المرضى، أدخلت مصر تحسينات هائلة على ممارساتها الخاصة بسلامة المرضى، وتبنَّت مفهوم «عدم إلحاق الضرر» من خلال تطبيق تدابير شاملة للحقن الآمن، ومأمونية الدم، والحد من الضرر.

نجاح غير مسبوق

وأشاد د.أحمد المنظرى، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بالنجاح غير المسبوق الذى حققته مصر، إذ قال: «إن ذلك يُعدُّ شهادة على أن لا شيء عصيٌّ على النجاح إذا توافر الالتزام، حتى عندما نواجه تحديات هائلةً وأوقاتًا عصيبة، ومنها جائحة كورونا.

وقال: نجحت مصر، من خلال التزامها بالقضاء على التهاب الكبد فى فحص جميع السكان المستحقين لذلك، وعلاج جميع المتعايشين مع الفيروس تقريبًا، وهذا يُمثِّل ثلث الأشخاص المتعايشين مع التهاب الكبد فى إقليم شرق المتوسط، والبالغ عددهم 12 مليون شخصٍ، وهذا أيضًا ما يجسد جوهر رؤيتنا الإقليمية ودعوتنا إلى التضامن والعمل».

جهود استثنائية بذلتها وزارة الصحة والسكان خلال العقد الماضى 

وقالت د.نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية فى مصر: «يغمرنى شعور بالفخر والسعادة وأنا أعيش هذه اللحظة التاريخية التى شهدت الاعتراف بمصر دوليًّا، بوصفها أول بلد يحرز هذا التقدم الملحوظ نحو القضاء على المرض»، ولقد كنتُ شاهدة على الجهود الاستثنائية التى بذلتها وزارة الصحة والسكان خلال العقد الماضى للقضاء على هذا التهديد المُحدِق بالصحة العامة. وكانت الوزارة مدفوعة فى مساعيها بأعلى مستوى من الالتزام السياسى وبروح التضامن، والإنصاف، والشمول لتقديم الخدمات إلى كل شخص يعيش على أرض مصر، دون أى تمييز، إعمالًا لحق من حقوق الإنسان العالمية.

ويتزامن هذا الإنجاز المهم مع احتفالنا بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء المنظمة هذا العام، ويُعدُّ تجسيدًا واضحًا لرؤية المنظمة المتمثلة فى تحسين الصحة العامة وتوفيرها للجميع». 

مصر حققت خلال السنوات القليلة الماضية نجاحات مبهرة فى القضاء على الفيروس الالتهاب الكبدى

ومن جهته، أكد د.خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان أن مصر حققت خلال السنوات القليلة الماضية نجاحات مبهرة فيما يخص القضاء على فيروس الالتهاب الكبدى (C)، والذى كان يتسبب فى وفاة ما بين 40 و50 ألف شخص سنويًا، حيث استطاعت مصر وضع خطة متكاملة تشارك بها جميع الجهات والقطاعات المعنية، لتحقيق الوقاية وتوسيع نطاق التشخيص والوصول إلى العلاج، والتى نجحت فى تشخيص وعلاج ما يقرب من 4 ملايين مريض بفيروس التهاب الكبدى سى فى أقل من 5 سنوات.

وأوضح الوزير أن مصر نجحت فى توفير أدوات التشخيص، فضلًا عن تصنيع الملايين من الأدوية المضادة لفيروس التهاب الكبدى سى فى المصانع المصرية بأسعار تنافسية، لافتًا إلى فحص أكثر من 60 مليون شخص مجانًا من المصريين وغير المصريين خلال 7 أشهر فقط، وتوفير أدوات التشخيص فى أكثر من 6000 موقع فحص، وتوفير الأدوية فى أكثر من 200 مركز لعلاج التهاب الكبد الفيروسى، وذلك من خلال المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة»، والتى تعد خطوة تاريخية غير مسبوقة تحت الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية.

ولفت الوزير إلى أن مصر كان لها أثر كبير فى التجربة العالمية للقضاء على التهاب الكبد فى عام 2022، من خلال مشاركتها فى تصميم الدلائل الاسترشادية الأولية الخاصة بأساليب التصدى لالتهاب الكبد الفيروسى فى عام 2021، مؤكدًا الحرص على تحقيق التواصل بين المعنيين من الوزارة، ومن منظمة الصحة العالمية، لإطلاق النسخة الثالثة من «ملف القضاء على التهاب الكبد» خلال الشهر الجارى، والتى سبقها إطلاق نسختين فى يونيو 2021، ومارس 2023.

وأكد الوزير أن مصر اعتمدت سياسات سلامة الدم والحقن، وتوسيع الخدمات الوطنية للحد من ضرر الإصابة بفيروس سى، وتلبية معايير منظمة الصحة العالمية، للتشخيص والعلاج، فضلًا عن إنشاء لجان ترصد، مشيرًا إلى أن مصر تتطلع إلى العمل مع «لجان التحقق الإقليمية، والعالمية» من أجل الاعتراف بها رسميًا واعتمادها خلال الفترة المقبلة كأول دولة استطاعت القضاء على التهاب الكبد سى.

وأكد الوزير أن مصر لا تزال ملتزمة بالعمل على تحقيق أهداف المبادرة الرئاسية لعلاج مليون مريض إفريقى من فيروس سى، وتوسيع نطاق الجهود للقضاء على التهاب الكبد الفيروسى بالقارة الإفريقية، بما يضمن تحقيق الصحة والرفاهية لجميع المواطنين الأفارقة، لافتًا إلى أن مصر تمكنت من توفير عشرات الآلاف من أدوية التهاب الكبد B وC لبعض البلدان الآسيوية التى تعانى من عبء التهاب الكبد الفيروسى.

وأشار إلى العمل على تحقيق التعاون الثنائى بين وزارة الصحة، والمركز الإفريقى لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فى إنشاء برنامج موسع لتدريب وبناء قدرات العاملين فى مجال الرعاية الصحية من مختلف البلدان الإفريقية، بشأن الالتهاب الكبدى الفيروسى والسيطرة على مضاعفاته والقضاء عليه، خلال الفترة القليلة المقبلة.

أول دولة فى العالم تحصل على الشهادة الذهبية

وهنأ د.تيدروس أدهانوم مصر على حصولها على الإشهاد الدولى كأول دولة فى العالم تحصل على الشهادة الذهبية، مشيرًا إلى نتائج إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية «100 مليون صحة»، موضحًا أنه منذ عشر سنوات مصر كانت من الدول الأعلى فى فيروس سى والآن الدولة الأولى التى نعلن نجاحها فى القضاء عليه، من خلال فحص 60 مليون مواطن وتقديم العلاج لملايين المواطنين بالمجان.

وقال إنه بفضل هذه المبادرة نجحت مصر فى خفض معدلات الإصابة بالمرض بنسبة 97 % بين المواطنين، لافتًا إلى أن 80 مليون شخص فى العالم يعانون من الإصابة بفيروس سى، متمنيًا القضاء على هذا المرض فى جميع دول العالم، مثنيًا على دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى للعمل الصحى والتزامه على جميع المستويات.

وأثنى على العرض المقدم من عالم الآثار المصرى الدكتور زاهى حواس، مشيرًا إلى  بعض الأمراض التى أصيب بها بعض قدماء المصريين مثل توت عنخ آمون وأخناتون ونفرتيتى، والثورة التى أحدثها الطب المصرى القديم لمحاربة هذه الأمراض.

عظمة المصريين القدماء منذ أكثر من 4 آلاف سنة

وخلال فعاليات الحفل، استعرض عالم الآثار المصرى الدكتور زاهى حواس، رحلة الطب فى مصر منذ أكثر من 4 آلاف سنة، حيث اتخذ المصريون القدماء من إيمحتب كرمز للطب المصرى، وتم استخراج أول أدوات جراحية تم استخدامها فى العمليات الجراحية، والبرديات التى تم استخراجها، وتبين الوصفات الطبية، مما يظهر عظمة مصر فى الطب منذ آلاف السنين.

منذ أقل من 10 سنوات كانت مصر تسجل أعلى معدلات إصابة بفيروس سى فى العالم، كان يُعتبر تحديًا صحيًا واقتصاديًا كبيرًا فى مصر على مدار السنوات العديدة. ومع ذلك، فقد قامت مصر بتنفيذ خطة شاملة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى ومبادرات قوية لمكافحة الفيروس والسعى للتخلص منه بشكل ناجح وأهمها مبادرة 100 مليون صحة.

100مليون صحة

وبدأت حملة 100 مليون صحة في30 سبتمبر 2018، لمدة زمنية محددة، بداية من أكتوبر 2018، وحتى نهاية أبريل 2019؛ حيث نجحت خلال 7 أشهر فقط فى فحص 52 مليونا و400 ألف مواطن بكل المحافظات، وعلاج 2.2 مليون مريض بالتهاب الكبد الوبائى «سي»، منوهة بانخفاض معدل الإصابات الجديدة بأكثر من 92 % سنويا.

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان فى ذلك الوقت، بضرورة الانتهاء من علاج جميع مرضى «فيروس سى» فى مصر خلال عام واحد، بدلا من عامين، قائلا: «بدل سنتين خليهم سنة والجيش معاك»، وتحقق الحلم وأصبحت الآن أقل نسبة فيروس سى على مستوى العالم.

رحلة العلاج

بدأت مصر فى علاج مرضى فيروس سى بالسوفالدى الأجنبى فى أكتوبر 2014؛ حيث كانت تكلفة برنامج العلاج لمدة ثلاثة أشهر تتكلف ما يقرب من مليون جنيه، وبالمفاوضات عام 2014 أثمرت أن الدولة قامت بتوفير العلاج بـ1 % من ثمنه وهو 10 آلاف جنيه فقط، ومن هنا كان هناك 45 ألف شخص فقط يتم علاجهم سنويا، بنسبة شفاء 65 %، ثم استطعنا عام 2015 علاج 200 ألف شخص بالأدوية الحديثة، وفى 2016 وصلنا لعلاج 600 ألف شخص.

ثم ظهر بعد ذلك الجيل الثانى من أدوية الكبد الجديدة مثل الهارفونى، وتراوحت نسبة الشفاء ما بين 95 إلى 100%، ولخفض تكلفة العلاج من فيروس سى، أنتجت شركات الأدوية المصرية، أدوية مماثلة للأدوية الأجنبية، ومن هنا أصبحت تكلفة العلاج لا تزيد على 1500 جنيه للشخص.

أما د.محمد حسانى، مساعد وزير الصحة لشئون المبادرات الصحية، فقال إن مصر حققت المستوى الذهبى فى القضاء على فيروس «سى» مضيفا أن ذلك تحقق من خلال 5 محاور أساسية تضمنت؛ مأمونية الدم، والحقن الآمن، والتشخيص، والعلاج، وملف خفض الضرر، وبناء على تلك المحاور الخمسة تتم محاسبة الدول على جهودها ضد فيروس سى، وهو ما حققته مصر لتصبح أول دولة خالية من الفيروس. 

وأكد أن مصر حققت كل المعايير الخاصة بخفض الضرر من الإصابة بفيروس «سى»؛ رغم صعوبتها الشديدة، واستطاعت مصر اجتيازها وحصولها على الشهادة الذهبية، وحاليًا تجهز ٥ دول كبرى، من بينها إنجلترا، ملفاتها للحصول على إشهاد منظمة الصحة بخلوها من فيروس «سى».

وأضاف «مصر الدولة الوحيدة التى تقدمت وخضعت للتقييم مرتين، إحداهما من اللجنة الإقليمية، والأخرى من اللجنة الدولية، وفى المرتين حصلنا على تصويت اللجنتين بالإجماع، على أن مصر تستحق فعلًا شهادة خلوها من فيروس (سى)، بناء على المؤشرات والإحصائيات وتحقيقها المعايير المطلوبة».

وقال إن هناك 3 مستويات للإشهاد الدولى، الذهبية والفضية والبرونزية، وحصلت مصر على أعلى مستوى، الذى يتضمن أعلى معايير من التقييم. 

ومن جهته أكد د.وحيد دوس، استشارى جهاز الهضمى والكبد، أن ما تم فى ملف فيروس «سى» يعد إنجازًا كبيرًا نفخر به، لأن مصر كانت تسجل أعلى نسبة إصابة فى العالم، وكان أكثر من 20 ٪ من الشعب المصرى مصابًا بالفيروس. وقال: «وصلنا الآن للإنجاز التاريخى، وجميع الجهات المعنية تكاتفت للعمل على الانتهاء من ذلك الكابوس؛ بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان والقطاع الدوائى، الذى وفّر العلاج بسعر يتناسب مع المواطن المصرى، والدولة المصرية». وتابع: «اللجنة العلمية لمكافحة الفيروسات الكبدية ستستهدف فى المرحلة المقبلة علاج المصابين بفيروس «بى»، وعلاج المصابين بالكبد الدهنى وأمراض تليف الكبد، وسرطان الكبد».

عمرو قنديل: تطبيق إجراءات مكافحة العدوى لمنع تجدد الإصابات

أوضح د.عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، أن مصر أول دولة على مستوى العالم تقضى على فيروس «سى»، بعد أن كانت ضمن أكثر 3 دول فى العالم من حيث الإصابة بالفيروس، مؤكدا أن مصر شهدت انخفاضًا فى معدلات الإصابة بفيروس «سى» منذ عام 2014، حيث بلغت نسبة الإصابة حينها 5.5 ٪، ثم انخفضت حاليًا لتصل إلى 0.35 ٪، أى أن معدلات الإصابة أصبحت أقل بكثير من نصف فى المائة، وذلك يعنى أن مصر نجحت فى خفض معدل الإصابة بالفيروس بنسبة تصل لأكثر من 95 ٪.

وأضاف أن الخطة الحالية للحفاظ على مصر خالية من فيروس «سى»، تستهدف تطبيق إجراءات مكافحة العدوى فى المنشآت الصحية لمنع حدوث أى إصابات جديدة، إلى جانب تطبيق الحقن الآمن فى جميع المنشآت الطبية، والتأكد من سلامة ومأمونية الدم.

وتابع أن الخطة تتضمن، أيضًا، الترصد الوبائى لفيروس «سى»، من خلال إجراء مسحات بصفة مستمرة للوقوف حول معدلات انتشار المرض.

وأكد أن مصطلح مصر خالية من فيروس (سى) لا يعنى عدم وجود المرض نهائيًا، ولكن يعنى أن مصر وصلت لأقل نسبة ممكنة من حيث الإصابة بالمرض، وأن الحالات الموجودة محدودة للغاية.

وأكد د.محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الوقاية والصحة، إن الفيروسات الكبدية شكلت مشكلة كبرى على صحة المصريين على غرار مرض البلهارسيا والذى كان أحد أسباب انتشار فيروس سي.

مضيفا إن تصنيع العلاج محليا أمام جميع المصريين المصابين بالمرض من دون مقابل؛ نجاح كبير لمنظومة الصحة فى مصر، مثمنًا جهود القيادة السياسية التى وفرت الدعم اللازم لذلك قائلا: «من كان وراء هذا النجاح هو الرئيس السيسى».

وكشف عن متابعة الرئيس السيسى ملف جهود القضاء على فيروس «سي» بصفة أسبوعية، مشيرًا إلى اطلاعه على عدد الحالات المكتشفة وحالات العلاج والشفاء والانتكاسة من المرض بصفة دورية.

وقالت د.منال حمدى السيد، عضو مؤسس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن مصر لها إسهام على المستوى الدولى فى مكافحة فيروس سى، وتعتبر أول دولة تحصل على شهادة التخلص من فيروس سى، معلقه: «أمريكا لم تستطع الوصول إلى ربع ما وصلت إليه مصر فى مكافحة فيروس سي». 

وأكملت: «مصر استطاعت تصنيع العقاقير بتصنيع محلى بنسبة 100 % لمواجهة فيروس سى، ومنذ عام 2006 وحتى الآن لم يسدد أى مواطن أى رسوم مقابل علاج فيروس سى، ويتم علاج المرضى على نفقة الدولة أو تحت مظلة التأمين الصحي».

وأنهت كلامها بإنه تم علاج كل المصابين بفيروس سى، وكان هناك توجيه من القيادة السياسية بإنهاء المسح فى خلال عام واحد فقط، لعلاج المرضى فى وقت مبكر، حتى تكون هناك فرصة فى العلاج وإتمام الشفاء،