الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
50 عامًا على نصر العزة والكرامة  أكتوبر لم تكشف كل أسرارها

50 عامًا على نصر العزة والكرامة أكتوبر لم تكشف كل أسرارها

فى الذكرى الخمسين لنصر أكتوبر المجيد يجب أن نقف جميعًا بكل فخر واعتزاز أمام ما حدث فى حرب أكتوبر ونحيى أرواح الشهداء الذين روت دماؤهم الطاهرة أشجار التنمية فى سيناء ونشكر مصابى حرب أكتوبر، لما قدموه من تضحيات من أجل الوطن، وأن نوجِّه الشكر إلى الدول العربية التى شاركت مصر فى نصر أكتوبر، ونحن نحتفل باليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر سوف تظل هذه الحرب تدرَّس بالأكاديميات العسكرية على مستوى العالم لما قام به رجال أكتوبر من تغيير فى النظريات العسكرية وإعادة العزة والكرامة العربية وما زالت إسرائيل تناور فى كل ذكرى لانتصار أكتوبر لتشتت وتشغل الرأى العام داخلهم وتخفى اعترافات قادتها بالهزيمة التى سجلها التاريخ أمام العالم وهو ما جعل إسرائيل تعترف بهزيمه 73 من خلال قادتها التاريخيين؛  لدرجة أن جولدا مائير أقدمت على الانتحار وموشيه ديان أصيب بهذيان وانهيار تام، وأن القائد السياسى المحنك بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى قاد الخداع الاستراتيچي بنفسه مما جعل معظم الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب بعيدة، وأن ما حدث فعلًا هو إجماع قادة إسرائيل بأن مصر لن تحارب، عندما قال السادات أكثر من مرة أنه غير مستعد للحرب لدرجة أن جولدا مائير فى 3 أكتوبر1973 اجتمعت مع قادة إسرائيل وأكدوا أن الحرب بعيدة وأن العرب أمامهم وقت طويل للقيام بها وأمام الغطرسة وخلودهم لقضاء عيد الغفران وتناولهم كؤوس الغرور لدرجة أن جولدا مائير فى صباح السبت 6 أكتوبر وصلتها رسالة  بأن مصر سوف تهاجم ولم تهتم وجاءت اللحظة التى انتظرها العالم العربى طويلًا والجيش والشعب المصرى بشكل خاص بعد ضربة جوية أفقدت العدو توازنه فى ست ساعات، وتم عبور قناة السويس وحطمت وتحطمت الأسطورة الوهمية للجندى الإسرائيلى الذى لا يُقهر، وتم كسر الذراع الطولى للطيران الإسرائيلى وقادت القوات الجوية المصرية أكبر معركة جوية فى التاريخ وهى معركة المنصورة، رسائل كثيرة جاءت فى حرب أكتوبر، بعد تدريب كبير جدًا للإعداد للمعركة حتى زُلزلت الأرض تحت أقدامهم واحترقت السماء فوقهم رءوسهم وعبرت القوات المسلحة خط بارليف وقامت الطائرات بشل الطيران الإسرائيلى ونتذكر كلمات البطل العظيم أنور السادات فى خطاب النصر 14 أكتوبر ومنها أن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلًا بالفحص والدرس أمام عملية السادس من أكتوبر، ونذكر أيضًا مقولته كنت أفضل احترام العالم ولو بغير عطف على عطف العالم إذا كان بغير احترام وأيضًا سوف يجيء يوم نجلس لنقص ونروى ما فعله رجال أكتوبر.



.. وعلى كل الأجيال الحالية أن تعود إلى هذا الخطاب لتعرف قدر التضحيات وقدر البطولات وسوف تظل معركة أكتوبر تحتفظ بالعديد من أسرارها على مر التاريخ لروعة النصر وعظيم التضحيات؛ لأن البطولات التى تمت لا تعد ولا تحصى من كل رجال القوات المسلحة والتى تحول بعضها إلى أفلام ومسلسلات وقصص كل بطل فيها يستحق أن تُروى قصته وأن تتحول إلى عمل درامى وسينمائى لتتعلم الأجيال القادمة من نصر أكتوبر أن ترفع الرأس وأن تسعى وتعمل وتجد لتحافظ على تراب الوطن فى كل مكان، وأذكر عندما انتهت الحرب وبدأت زيارات الأبطال لأهاليهم يروون لهم حلاوة النصر ويزفون لهم البشرى وكنا فى بلدتى سرس الليان بمحافظة المنوفية نسمع الطبول تدق ونسمع الأفراح ونسمع فرحة الأهالى فى الشوارع فنجرى فرحًا ونسمع القصص ونرى روعة النصر فى عيون الأبطال وكنا ننتظر عودة عمى المحارب البطل توفيق موسى الجزار الذى تسلم الراية من والدى الذى شارك فى حرب 48 و56، كما شارك اثنان من أخوالى كل من البطل المحارب  صبحى وحسنى إمام وكنا ننتظر عودة الأبطال جميعًا الذين شاركوا فى أكتوبر وكلما نسمع عن بطل جاء نجرى إليه لنسأل عن أخبار عمى وأخوالى كانت جدتى ووالدى وكل أفراد الأسرة يبحثون فى كل مكان وكلما سمعنا عن بطل عائد نجرى إليه لنسأل عن عمنا وأخوالنا ومتى يعودوا.. حتى عمت الفرحة بعودتهم جميعًا وأقيمت الاحتفالات لأنه عرس للبطل العائد بعد تحرير الوطن.