الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حقك.. أحزاب ومرشحون وتوكيلات ومتابعة.. عنوان السباق الساخن  التنافسية فى الانتخابات الرئاسية

حقك.. أحزاب ومرشحون وتوكيلات ومتابعة.. عنوان السباق الساخن التنافسية فى الانتخابات الرئاسية

انطلق السباق نحو قصر الاتحادية وسط صخب شديد صاحب ظهور شخصيات تمثل تيارات سياسية جديدة قررت النزول والترشح أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة 2024، الزخم الحاصل مبنى على عدد من المعطيات، أهمها الحالة الإيجابية التى صنعها الحوار الوطنى، والمشاركة الواسعة فى أعماله من جانب مختلف التيارات السياسية وتمثل ألوان الطيف السياسى المصرى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ثم حالة التوافق والقبول بكثير من مقترحاتها وأهمها الإشراف القضائى على الانتخابات كضمانة رئيسية للنزاهة والشفافية.



 

تتعامل الدولة المصرية مع انتخابات الرئاسة بحرص شديد لحساسية المنصب الرفيع، ولذلك تتخذ كل الإجراءات التى تضمن سلامة العملية الانتخابية، وربما كان إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن تلقيها عددا من الاستفسارات والشكاوى المتعلقة بسير العملية وتعاملها السريع معها يؤكد الحرص على حالة النزاهة والتنافسية بين المرشحين.

كانت الشكاوى التى وصلت إلى الهيئة تدور حول وجود زحام كبير أمام عدد من مكاتب التوثيق التابعة لمصلحة الشهر العقارى والتوثيق المخصصة بصورة كلية لاستصدار نماذج التأييد لطالبى الترشح فى الانتخابات الرئاسية.

وتضمنت الشكاوى الواردة أن عددا قليلا من مكاتب التوثيق قد تعطل بها نظام العمل الإلكترونى لفترة وجيزة من الوقت، الأمر الذى أدى إلى حدوث تكدس أمام تلك المكاتب من المواطنين الذين أبدوا رغبتهم لاستصدار نماذج التأييد لطالبى الترشح.

وقد سارعت الهيئة الوطنية للانتخابات إلى التدخل الفورى، وأصدرت تعليماتها بتزويد مكاتب التوثيق التى تشهد إقبالا من المواطنين، بأعداد إضافية من الموظفين المدربين وكذلك بالأجهزة الإلكترونية اللوحية (تابلت) المخصصة لاستصدار نماذج التأييد فى سبيل تسريع وتيرة استصدار نماذج التأييد والقضاء التام على الزحام بتلك المقار.

وربما من المهم الإشارة إلى قرار اللجنة، خاصة ما يتعلق بنماذج تأييد المواطنين لمن يرغبون فى الترشح للانتخابات الرئاسية، حيث أكدت إنها مجانية بالكامل ودون أية رسوم مالية.

وأعلنت أنها قامت بالإشراف المباشر على إصلاح الأعطال الفنية التى طرأت بصورة مفاجئة فى عدد قليل من مكاتب التوثيق، والتأكد من الناحية الفنية من عدم تكرارها مجددا، مع التوجيه باستمرار ساعات العمل فى تلك المكاتب لحين تلبية طلبات جميع من تقدموا إليها من المواطنين واستصدار نماذج التأييد لهم لصالح من يرغبون من طالبى الترشح فى الانتخابات.

كما وجهت جميع مكاتب التوثيق المكلفة باستصدار نماذج التأييد بالاستمرار فى تلبية طلبات المواطنين حتى ساعات العمل الرسمية المحددة لها، وفى حالة وجود تكدس وأعداد كبيرة من المواطنين أمام أحد المكاتب أو بعضها، تستمر فى العمل دونما التقيد بأوقات وساعات العمل الرسمية المحددة، ولحين تلبية طلب آخر مواطن يكون قد تواجد أمامها قبل مواعيد الإغلاق المحددة.

وشددت على أنها حريصة فى التجاوب مع جميع الاستفسارات وفحص الشكاوى التى ترد إليها والتحقيق فيها والتعامل معها بصورة فورية، لا سيما تلك التى قد تتعلق بأية صعوبات أو عقبات تواجه المواطنين وكذلك راغبى الترشح فى الانتخابات أثناء عملية استيفاء الأوراق ومتطلبات الترشيح، ووعدت بتذليل كل العقبات فى طريقها.

تصرف الهيئة الوطنية يتسق مع معايير الانتخابات التنافسية حيث تدير المشهد هيئة مستقلة قضائية بالكامل وقراراتها تنفذها السلطات المختصة، والمشهد الانتخابى ساخن بامتياز بعد ظهور مرشحين يمثلون تيارات المعارضة واليسار والوسط ثم إعلان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهى الكيان الإعلامى الأهم والأكبر فى مصر، بيانا رسميا عن أنها بجميع قنواتها وصحفها ومواقعها وكل وسائل الإعلام التابعة والمملوكة لها ستقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين وحملاتهم التزاما بالدستور والقوانين وأكواد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ومواثيق الشرف الإعلامية والصحفية المنظمة لتغطية الانتخابات.

وأكدت أنها ستنفتح على أخبار جميع المرشحين فى المعركة الانتخابية خلال فترة الدعاية التى حددتها الهيئة الوطنية للانتخابات؛ فى إطار حرصها على تعريف المواطن المصرى وتوعيته بأهمية الانتخابات وإجراءاتها المختلفة وكذلك كل برامج وأنشطة المرشحين بما يعكس صورة مصر الحضارية وعراقة وريادة إعلامها.

لافتة إلى تأهب جميع إصداراتها لتقديم أكبر تغطية للحدث الأهم فى مصر؛ بداية من مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات وإعلان المخطط الزمنى؛ مرورا بفترات التوكيلات وفتح باب الترشح وصولا إلى إجراء الانتخابات والإعادة وفرز النتائج وإعلان الفائز.. وذلك من خلال عدد من الصحفيين والإعلاميين المدربين وعبر أحدث وسائل التكنولوجيا والأدوات المتطورة التى تملكها الشركة وتساعد فى إتمام المهمة.

والحقيقة أن بيان المتحدة للخدمات الاعلامية أعطى إشارات مهمة إلى كل أجهزة الإعلام المصرية أن الكيان الأكبر سيلتزم بقواعد الانتخابات التنافسية حيث تقف وسائل الإعلام على مسافة واحدة من المتنافسين على موقع الرئاسة وهو ما يعطى مساحة للجميع من أجل عرض أفكارهم وبرامجهم بصور متساوية تسمح للناس بحسم اختياراتها التصويتية قبل الصمت الانتخابى والتوجه إلى صناديق الاقتراع.

بخلاف ذلك هناك مؤسسات محلية ودولية ستتابع العملية الانتخابية وهو ما يمثل ضمانة أكبر لكل المرشحين فضلا عن أنها شهادة سلامة حقوقية لمسار الانتخابات المصرية.

إلا أننى أريد أن أقف عند الإشارات التى أطلقها الرئيس السيسى خلال جلسات مؤتمر حكاية وطن، الذى أعلن فى ختامه عن ترشحه، أولا حديثه عن المشاركة فى الانتخابات باعتبارها فرصة للتغيير، ثم تأكيده على استكمال تجربة الإصلاح السياسى التى بدأت بإعلانه عن الحوار الوطنى وأن مصر مقبلة على مرحلة جديدة تستكمل فيها بناء حياتها السياسية بالتعاون والشراكة مع الأحزاب السياسية، ثم دعوته المصريين إلى النزول إلى مراكز الاقتراع والاختيار الحر بين المرشحين، لافتا إلى أهمية نسبة المشاركة لأنها تعبير حقيقى عن إرادة المصريين.

إذن نحن أمام انتخابات وسباق حقيقى تؤسس لتجربة ومرحلة سياسية جديدة تنطلق من انتخابات رئاسية تنافسية تعطى لكل التيارات الفرصة فى مخاطبة جموع الناس ببرامجها وتغلق الباب أمام محاولات التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابى وتحركاته من أجل هدم الدولة المصرية، بوجود إصفاف سياسى وراء الفائز فى الانتخابات التنافسية يقف كحائط صد يحمى الدولة المصرية فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والمعقدة التى تمر بها المنطقة والعالم.