الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مشروعات طرق وكبارى عائمة ومدارس ومستشفيات ومزارع سمكية خريطة متكاملة للتنمية فى سيناء

بذلت الدولة المصرية جهودا كبيرة على مدار السنوات الماضية لتنمية سيناء، ولا تزال تواصل مساعيها لإحداث التنمية الشاملة فى سيناء بعد أن دحرت منابع الإرهاب التى كانت تستوطن هذه القطعة الغالية على قلوبنا جميعا، فإذا كان العبور الأول تمثل فى حرب أكتوبر 1973 من أجل تحرير الأرض المصرية، فإن العبور الجديد الذى تقوم به الدولة اليوم يأتى بغرض تحقيق التنمية الشاملة فى سيناء، لما تحظى به سيناء على مر العصور من مكانة كبيرة للغاية فى قلب كل مصرى، حيث تُعد مفتاحًا لموقع مصر المتميز فى قلب العالم بقاراته وحضاراته، كما أنها البقعة الوحيدة على الكرة الأرضية التى تجلّى عليها الله عز وجل فى منطقة الطور المُقدسة، وهذا ما يُشكل انطباع المصريين عن سيناء.



بهذه الكلمات قدم د.مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، عرضاً حول محاور التنمية فى سيناء منذ عام 2014 وحتى الآن،  والتى حملت «سيناء.. العبور الجديد». جاء ذلك خلال تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسى اصطفاف المعدات المشاركة فى تنفيذ خطة الدولة لتنمية سيناء،

انطباع العالم عن سيناء

وبدأ يتحدث د.مصطفى مدبولى: إنه حتى نتعرف على انطباع العالم عن سيناء، تمت الاستعانة بأحدث برامج الذكاء الاصطناعى، برنامج تشات «جى بى تى ChatGPT»، الذى يُعد ثورة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فمن خلاله يمكن إجراء محادثة إلكترونية للاستفسار وطرح الأسئلة حول موضوع ما، بحيث يمتلك البرنامج قاعدة بيانات كاملة يجيب من خلالها على جميع الأسئلة بشكل واضح للغاية.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولى إنه فى ضوء ذلك طرحنا على البرنامج عدة أسئلة تدور جميعها حول سيناء، وكان السؤال الأول حول ما إذا كان هناك مكان يضاهى سيناء على وجه الكرة الأرضية، فأجاب البرنامج بأنه لا يوجد مكان مثيل لسيناء، وجاء السؤال الثانى حول تجربة السائح فى سيناء، فأجاب البرنامج بأنها «تأخذ الأنفاس»، أما السؤال الثالث فكان عن الطبيعة فى سيناء، وكانت إجابة البرنامج أنها «ساحرة»، وتمثل السؤال الرابع فى وصف سيناء بكلمة واحدة، وأجاب البرنامج «صحراء».

سيناء على مر التاريخ، منذ عهد الفراعنة وحتى عصرنا الحديث لم تحظَ بخطط تنموية متكاملة.

وفى الوقت نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أنه بالتركيز على الإجابة الأخيرة من الأسئلة الموجهة للبرنامج نكتشف أنها تعبر عن أن سيناء على مر التاريخ، منذ عهد الفراعنة وحتى عصرنا الحديث، لم تحظَ بخطط تنموية متكاملة موضوعة لها؛ حيث كان يُنظر إلى سيناء دائمًا كسياج منيع لحماية مصر من أى غزو من جهة الشرق، وبالتالى تُعد سيناء، فى العقيدة المصرية المتوارثة منذ آلاف السنين، ساحة مُحتملة لإيقاف أى غزو، وهو ما جعلها متروكة «كمنطقة فارغة» تفتقر إلى رؤية حقيقية للتنمية، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من مصر.

ربط سيناء بالكامل باعتبارها ة جزءًا لا يتجزأ عن مصر

كما أكد د.مصطفى مدبولى أن هذا النوع من التفكير استمر لفترة زمنية معينة، إلا أنه بعد حرب عام 1973 اختلف الأمر عندما تم تحرير أرض سيناء واستعادة أرض الفيروز، وبدأت الدولة، لأول مرة، تفكر فى كيفية ربط سيناء بالكامل واعتبارها جزءًا لا يتجزأ عن مصر، وبالتالى كانت أهم المشروعات التى حاولت الدولة المصرية تنفيذها على مدار الـ 30 عامًا الماضية، مرتكزة حول مشروعين كبيرين، الأول هو منطقة ميناء شرق بورسعيد– شرق التفريعة– والمنطقة الصناعية المصاحبة له، والثانى هو مشروع الاستصلاح الزراعى القائم على ترعة الشيخ جابر أو ترعة السلام لمنطقة بئر العبد والزراعة هناك، وقال رئيس الوزراء فى هذه النقطة: الحقيقة أن الدولة قامت بجزء من أعمال التنمية فى البداية، إلا أن هذه المشروعات لم تُستكمل للعديد من الأسباب والمعوقات، وبالتالى، ظل الأمر منذ تسعينيات القرن الماضى حتى عام 2014، بخصوص هذه المشروعات متعثرا، ولم تحقق الهدف المرجو منها.

المياه والنقل والتعليم كانت أبرز المشكلات

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى استطلاع الرأى الذى قام به مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار فى عام 2010، الذى تناول سؤال أهالى سيناء عن أبرز المشكلات التى يواجهونها، حيث أظهر الاستطلاع أن %63 من المشكلات حول المياه، و%50 للنقل والربط مع مصر، و%25 مشكلات تعليم، وغيرها من الكهرباء والصحة، أى أن القضايا الرئيسية التى تخص حياة المواطن العادى تمثل مشكلة بالنسبة للمواطن السيناوى، وبالإضافة لهذا الوضع ومع ثورة 25 يناير والأوضاع الاستثنائية التى واجهتها مصر والظروف الصعبة التى كانت موجودة آنذاك، كانت هناك تحديات إضافية بجانب تلك القائمة بالفعل، وأهمها أن سيناء كانت ساحة للعمليات الإرهابية، وبين الحين والآخر تحدث عملية إرهابية ما، أو تفجير لخطوط غاز تمر عبر سيناء، وتربط سيناء بمصر، لافتا فى هذا السياق للحادثة الأليمة التى شهدها مسجد الروضة فى نوفمبر 2017، وقال إن مثل هذه الحوادث الإرهابية، بالإضافة إلى بعض الحوادث الأخرى أثرت بالسلب على قطاع السياحة، ومنها سقوط الطائرة الروسية فى أكتوبر 2015.

وقال رئيس الوزراء: انطلاقا من هذه الأمور كانت البداية للدولة المصرية لمواجهة هذه التحديات الضخمة التى تواجه سيناء، مشيراً لكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى قالها فى عام 2014، وهى أن «المخطط كان أن تصبح سيناء كتلة إرهاب وتطرف لا يستطيع أحد أن يتخلص منها، وأن المعركة لن تظل أسبوعًا أو اثنين أو شهرًا ولا حتى سنة، بل ممتدة ولن تنتهي»، لافتاً إلى تأكيد فخامة الرئيس أنه لن يستطيع أحد أن يكسر إرادة المصريين ولن يستطيع أحد أن يفصل سيناء عن مصر، وقلب الدولة المصرية، ولهذا كان لدى الدولة المصرية فى هذه المرحلة خياران؛ أولهما والأسهل هو توجيه جهود الدولة لمواجهة الإرهاب فقط وعقب الانتهاء من الإرهاب يتم النظر لعملية التنمية، إلا أن الخيار الثانى الأصعب والأعقد الذى تم اتخاذه من قبل القيادة السياسية وهو بالتوازى مع القضاء على الارهاب، تبدأ كذلك عملية التنمية الحقيقية التى لم تشهدها سيناء فى تاريخها من قبل.

تنمية شاملة فى كل ربوع سيناء

وتابع رئيس الوزراء: متحدثا عن السؤال الذى تم توجيهه لجهاز الذكاء الاصطناعى، عن وصف جهود الدولة التى تمت على مدار الـ8 سنوات فى سيناء، وكانت الإجابة باللغة الإنجليزية فى كلمة واحدة وهى Expansive، وهى ما معناها باللغة العربية أنها تنمية متسعة ومركزة وشاملة فى كل الربوع بالمنطقة، مستعرضا مجموعة من الصور لتوضيح شبكات الطرق، والبنية الأساسية المطلوبة، والمشروعات التنموية التى يتم تنفيذها داخل سيناء، وهو ما يعكس الرؤية والمحاور التى عملت عليها الدولة المصرية لتغيير شكل الحياة فى سيناء، لتصبح جزءا لا يتجزأ بالكامل من وجه مصر، وكانت التنمية العمرانية المتكاملة، وتحسين مستوى الخدمات الأساسية، والتنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات، لخلق فرص عمل، ومقومات للتنمية المستقبلية لكل أهالى مصر.

التنمية المتكاملة فى سيناء

وقبيل استعراض رئيس الوزراء لتفاصيل المشروعات، توقف أمام رقم مهم للغاية وهو عندما تم حصر حجم الاستثمارات المنفذة والجارى تنفيذها فى شبه جزيرة سيناء فقط دون ربط ما يتم فى إقليم قناة السويس، والمنطقة الاقتصادية، فقط شبه جزيرة سيناء، حيث هناك 610 مليارات جنيه أنفقتها الدولة، ولا تزال تنفق اليوم على التنمية المتكاملة لشبه جزيرة سيناء.

الربط الكامل بين غرب قناة السويس وشرق القناة

وفى سياق حديثه عن التنمية فى سيناء، أوضح رئيس الوزراء أن أهم شىء والرؤية الثاقبة للبدء بها، هو كيفية إحداث الربط الكامل بين غرب قناة السويس وشرق القناة، أو إقليم القناة، وذلك من خلال رؤية متكاملة للربط بمجموعة من المحاور التى تعتبر شرايين التنمية، التى تربط أقصى شرق الجمهورية إلى أقصى غربها، مرورا بمجموعة من الأنفاق والكبارى، التى أصبحت بمثابة روابط عملية التنمية.

5 أنفاق أسفل قناة السويس

وفى الإطار نفسه، تحدث د.مصطفى مدبولى عن الربط البرى، مشيرا إلى أنه يوجد 5 أنفاق أسفل قناة السويس أضيفت للنفق الوحيد الذى كان قائما وهو نفق الشهيد أحمد حمدى بالسويس، حتى أصبح لدينا 6 أنفاق، بالإضافة إلى 7 كبارى عائمة، فضلا عن مجموعة هائلة من شبكات الطرق التى تم تطويرها فى سيناء التى تتجاوز 3000 كم، مؤكدا أن تشييد هذه الأنفاق فى زمن قياسى وفى توقيت واحد كان بمثابة ملحمة قامت بها الدولة المصرية، مذكرا بما عرضته مجموعة من الشركات المتخصصة، لتنفيذ هذه الأنفاق تباعا، وهو ما يعنى الانتظار لمدة قد تصل إلى 15 عاما على الأقل حتى تظهر هذه الأنفاق للنور، ولكن كان قرار الرئيس بأن الدولة تنفذ تلك الأنفاق بسواعد أبنائها، ويتم ذلك كله بالتوازى حتى يتم الانتهاء منها، والآن أصبح لدينا 5 أنفاق جديدة بتكلفة بلغت 35 مليار جنيه، وإذا ما تم احتساب هذه التكلفة بأسعار اليوم فستصل التكلفة الإجمالية إلى 4 أضعاف قيمة ما تم تنفيذ تلك الأنفاق بها.

الأنفاق ساهمت فى ربط الحركة من وإلى سيناء

وتحدث رئيس الوزراء عن الأهمية البالغة لهذه الأنفاق فى ربط الحركة بصورة كبيرة على مدار الـ 24 ساعة فى زمن يتراوح من 15 إلى 20 دقيقة، من وإلى سيناء، سواء من الشرق أو الغرب، ولكن الأهم فيما يراه رئيس الوزراء أنه ليست مجرد أنفاق بل شبكة طرق تربط أقصى غرب الجمهورية من مطروح والسلوم إلى كل أنحاء سيناء والعكس، مستعينا بصور لخرائط موقع «جوجل إيرث» لتوضيح الوضع الذى كان قائما فى 2014، وهى أنفاق تحيا مصر بالإسماعيلية، مقارنة بالوضع الحالى من خلال التنمية التى شهدتها المنطقة نفسها، ليس من خلال الأنفاق بل من خلال توفير خدمات لوجيستية ومختلف الخدمات الأخرى حول هذه المنطقة، مبرزا من خلال الصور التوضيحية الشكل الحالى للأنفاق التى تم تنفيذها على أعلى مستوى من الحرفية والعمل الهندسيّ، وكذلك شبكات الأمان والحماية، وتتمثل فى أنفاق 3 يوليو بمحافظة بورسعيد، ونفق الشهيد أحمد حمدى 2، الذى شرفنا بافتتاحه الرئيس.

إنشاء مجموعة من الكبارى العائمة لتقليل المسافة البينية

وقال رئيس الوزراء: جنبا إلى جنب ذلك، لم نكتفِ بالأنفاق، فأنشأنا مجموعة من الكبارى العائمة لتقليل المسافة البينية بين الأنفاق، حيث تم تشييد 7 كبارى عائمة بتكلفة تقدر بنحو مليار جنيه؛ حتى تكون وسيطة بين الأنفاق، لافتا إلى أنه تم إطلاق أسماء شهدائنا الأبرار عليها الذين ضحوا بأرواحهم من أجلنا للقضاء على الإرهاب فى سيناء، مستعرضا عددا من الصور التى تظهر مجموعة من الكبارى التى أنشئت لأعمال الربط والتنمية.

شبكة الطرق

ثم عقد د.مصطفى مدبولى مقارنة بين حجم الطرق الذى كان قائما فى سيناء قبل عام 2014، الذى قامت به الدولة المصرية على مدار 20 عاما، وبين حجم هذه الطرق فى السنوات الثمانى الماضية، موضحا فى هذا الصدد أن حجم هذه الشبكة قبل 2014 كان يصل إلى 674 كم، بينما فى 8 سنوات وصل إلى 3 آلاف كم؛ أى أكثر من 5 أضعاف فى فترة زمنية تعتبر أقل من النصف للفترة التى استغرقتها قبل ذلك، وقال الدكتور مدبولى : ليس فقط ذلك من ناحية الكم، بل من ناحية الكيف أيضًا، فنحن نتحدث عن شبكة من الطرق تخدم محاور التنمية، وكانت الطرق قبل ذلك لا تتعدى حارتين أو ثلاث حارات للاتجاهين، لكننا اليوم أمام شبكة طرق على أعلى مستوى بطول 3076 كم، موزعة على شمال سيناء وجنوب سيناء، ومنطقة شرق التفريعة، للمحاور الرئيسية، بخلاف الطرق الداخلية، وهذه المحاور تخدم عملية التنمية لمدة تصل إلى 50 سنة قادمة، وليست فقط لخدمة الأوضاع المطلوبة فى الفترة الحالية، مشيرا إلى أن كل محور يتكون من 3 حارات فى كل اتجاه، إضافة إلى حارة أخرى للخدمة

طريق النفق/ رأس النقب

كما أوضح رئيس الوزراء أيضا طريق النفق/ رأس النقب بطول 231 كم، إلى جانب الطرق الأخرى كالطريق الأوسط بشرم الشيخ، وطريق الإسماعيلية/ العوجة، لافتا إلى أن مختلف هذه الطرق تم تنفيذها على أعلى مستوى، وذلك فى اتجاهين منفصلين؛ ضمانا لسرعة وأمان الحركة عليها.

التنمية ربطت سيناء مع العالم

وفى الوقت ذاته، لفت د.مصطفى مدبولى إلى أن جهود التنمية تضمنت كذلك ربط سيناء مع العالم، من خلال تنفيذ ازدواج الممر الملاحى لقناة السويس، وتطوير وإقامة العديد من الموانئ البحرية والجافة، إلى جانب تطوير المطارات، التى شهدت طفرة هائلة خلال الفترة الماضية، مشيراً خلال عرضه إلى مجموعة من الصور التى ترصد تطور الأعمال بقناة السويس الجديدة خلال الفترة من 2014 وحتى 2023، منوها خلال حديثه لما أثير من تساؤلات حول ضرورة تنفيذ هذا المشروع، قائلاً: للإجابة على هذه التساؤلات.. وببساطة شديدة علينا النظر لما تحقق من إيرادات لقناة السويس بعد افتتاح القناة الجديدة، حيث قفزت الايرادات من نحو 5 مليارات دولار فى عام 2015 إلى نحو 8 مليارات دولار فى عام 2022، متوقعا أن تحدث طفرة كبيرة فى حجم هذه الإيرادات.

إنشاء قناة السويس الجديدة

وأضاف رئيس الوزراء إنه تم إنشاء قناة السويس الجديدة، هذا المشروع الاستراتيجى، الذى وجه الرئيس السيسى بتنفيذه خلال عام واحد فقط، وهو ما يؤكد مكانة قناة السويس كممر ملاحى دولى غير قابل للمنافسة، لافتا إلى الزمن الذى تستغرقه السفن لعبور القناة؛ سواء من الجنوب، أو من الشمال، والذى يصل إلى عدد ساعات قليلة، وهو ما أسهم فى زيادة حجم وحركة الحاويات التى يتم نقلها عبر القناة، قائلا: «قناة السويس بحق تعتبر أحد أهم شرايين التنمية على مستوى العالم».

وحول ما تم من جهود فى سبيل إقامة وتطوير المطارات على أرض سيناء، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن هذا الملف شهد إقامة عدد من المطارات الجديدة، منها مطار البردويل الدولى، إلى جانب تنفيذ أعمال التطوير ورفع الكفاءة لعدد آخر من المطارات، من بينها مطار شرم الشيخ الدولى، مستعرضا فى هذا الصدد مجموعة من الصور التى تعكس ما تم ويتم تنفيذه من أعمال، منوها إلى أنه سيتم الانتهاء من تطوير مطار سانت كاترين خلال الفترة القليلة المقبلة، لخدمة حركة التنمية السياحية الهائلة التى تشهدها المنطقة حاليا.

وانتقل رئيس الوزراء إلى الحديث عن الموانئ، فأشار إلى أن هناك 5 موانئ بحرية وجافة تم إقامتها وتطويرها على أرض سيناء خلال الفترة الماضية بتكلفة تجاوزت 44 مليار جنيه، منها ميناء شرق بورسعيد البحرى، وكذا ميناء العريش البحرى الذى يتم تحويله إلى ميناء متكامل على أعلى مستوى، إلى جانب ميناء القنطرة شرق البرى، وميناء نويبع البحرى، وميناء طابا البرى، مستعرضاً فى هذا الصدد مجموعة من الصور التى تظهر حجم التنمية التى شهدها ميناء شرق بورسعيد البحرى، خلال الفترة من عام 2014 وحتى عام 2023، مؤكداً أن تلك الصور تعكس حجم ما تم تنفيذه من أعمال، وما تم ضخه من استثمارات حكومية فى هذا الشأن، ليس فقط لزيادة سعة الميناء، ولكن لإقامة مناطق أخرى تنموية وإعادة تأهيل ورفع كفاءة عدد من المناطق المجاورة للميناء، ومنها المنطقة الصناعية خلف الميناء، لافتاً إلى أن تلك الأعمال تأتى فى إطار الجهود المتكاملة لتنمية الجزء الشمالى من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

تطوير ميناء نويبع البحرى بتكلفة 350 مليون جنيه

وفى السياق نفسه، لفت رئيس الوزراء لما شهده ميناء نويبع البحرى من أعمال تطوير ورفع كفاءة بلغت تكلفتها نحو 350 مليون جنيه، وكذا ميناء العريش البحرى، الذى وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بتحويله إلى دولى متكامل على البحر المتوسط، وذلك بتكلفة تتجاوز 4 مليارات جنيه، مستعرضاً عددا من الصور التى توضح أعمال تطوير ميناء طابا البرى، مؤكداً أن تنفيذ مختلف تلك المشروعات يستهدف ربط سيناء سواء بالدولة، أو بالعالم الخارجى.

إنشاء كامل لبنية تحتية متطورة

وفيما يتعلق بمجال البنية التحتية، أشار رئيس الوزراء إلى أن ما تم تنفيذه من أعمال فى هذا الصدد هو بحق إنشاء كامل لبنية تحتية متطورة، وذلك بهدف تهيئة سيناء لاستيعاب الزيادة السكانية التى تواجه مصر، ولجذب الاستثمارات لهذه المنطقة الواعدة، التى يتم التخطيط لتنفيذها على هذه البقعة الغالية من أرض مصر، لافتا إلى أن قطاع مياه الشرب شهد تنفيذ 52 مشروعا على مستوى سيناء ومدن شرق القناة، وذلك بتكلفة تجاوزت 15 مليار جنيه.

تغطية مياه الشرب فى سيناء بنسبة %98

وتطرق د.مصطفى مدبولى إلى استعراض كل قطاع على حدة بشكل تفصيلي؛ حيث أشار إلى أنه فيما يخص قطاع مياه الشرب، فقد أسهمت الـ 52 مشروعاً، فى زيادة نسبة تغطية مياه الشرب فى سيناء، من %84 فى عام 2014 إلى %98 حالياً، مؤكداً أن هذه النسبة تشمل شبكات مياه مُستقرة وموجودة، بينما ترتبط نسبة الـ%2 المتبقية بتجمعات بدوية منعزلة، يكون لها أسلوب آخر فى تغطية المياه.

سيناء تتميز بكونها تضم أكبر عدد من محطات تحلية مياه الشرب

كما لفت مدبولى إلى أن سيناء تتميز بكونها تضم أكبر عدد من محطات تحلية مياه الشرب التى نفذتها الدولة من حيث العدد والحجم، حيث تشهد سيناء تنفيذ 12 محطة تحلية؛ سواء جديدة أو شهدت توسعات، بإجمالى طاقة أكثر من نصف مليون متر مكعب فى اليوم، وعرض مدبولى صورا توضح المقارنة بين موقع محطة التحلية برأس سدر فى 2014 عندما كانت أرضا صحراء، مقارنة بالوضع الحالى فى ظل وجود المحطة، كما أشار إلى أهمية محطة تحلية مياه البحر بالعريش، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى انتهت بطاقة 100 ألف م3/يوم، ومن المخطط أن تصل إلى 300 ألف م3/يوم، وغدت المحطة موجودة على الأرض فى هذه الفترة بالصورة التى نراها الآن، كما لفت إلى أن العديد من المناطق شهدت تنفيذ محطات مياه شرب، مثل الشيخ زويد، ودهب، وطابا، كما تم فى اطار تنمية منطقة شرق بورسعيد، تنفيذ محطة بطاقة 150 ألف م3/يوم، إلى جانب محطة بحيرة البردويل التى تخدم التجمعات هناك.

تنفيذ 25 مشروعا فى قطاع الصرف الصحى.

وانتقل رئيس الوزراء إلى قطاع الصرف الصحى، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ 25 مشروعاً، بتكلفة تتجاوز 4 مليارات جنيه، بهدف القفز بعملية التغطية بشبكات الصرف الصحى إلى أكثر من الضعف، وذلك من %17 الى %40، خلال هذه الفترة الوجيزة جداً، بتنفيذ مشروعات صرف صحى قامت بها الدولة، سواء فى العريش، والطور، ورفح الجديدة.

تطوير كافة الشبكات والمحولات الكهربائية الموجودة فى سيناء

كما تطرق د.مصطفى مدبولى إلى قطاع الكهرباء، لافتاً إلى أن الدولة أضافت نحو 420 ميجاوات للقدرات الكهربائية فى سيناء، وقال: لكن الأهم هو ما تم من أعمال التطوير لكافة الشبكات والمحولات الموجودة، بحيث أصبح هناك اطمئنان لاستقرار الشبكة والتيار الكهربائى، كأحد أهم مقومات التنمية لأية مشروعات فى سيناء، وعرض فى هذا الصدد شكل محطة كهرباء بورسعيد، مع بدء التنفيذ فى عام 2014، ثم صورا توضح الوضع الحالى بعد إنشاء المحطة والتى توضح عملية التنمية حولها، بما يعكس حجم التنمية التى نجحت الدولة فى تحقيقها فى شبه جزيرة سيناء، مشيرا إلى تنفيذ مجمع محطة محولات بحر البقر، ومحطات الطاقة الجديدة والمتجددة فى سيناء، وكل الخدمات التى تمت فى هذا الإطار، وكذا مشروع محطات كهرباء شرم الشيخ وبورسعيد الذى بلغت تكلفته وحده 290 مليون دولار، إلى جانب تنفيذ محطة الاسماعيلية الجديدة، وكل المشروعات التى تنفذها الدولة على هذا النطاق.

اكتشافات حقول الغاز والبترول

وفى الوقت نفسه، تناول الدكتور مصطفى مدبولى قطاع البترول، موضحاً أنه تم النجاح فى تحقيق العديد من الاكتشافات عن حقول الغاز والبترول، وتنفيذ استثمارات من جانب الدولة تصل لما يقرب من 18 مليار جنيه، من أجل زيادة الطاقة فى حقول الغاز فى شمال سيناء.

وتطرق رئيس الوزراء، إلى المحور التالى ضمن تحركات الدولة فى سيناء، وهو «التجمعات التنموية»، مؤكداً أن إحداث أى تنمية حقيقية لابد أن يرتبط بإنشاء تجمعات سكنية للأهالى الحاليين واستيعاب الزيادة السكانية المطلوبة، حيث عرض خارطة التجمعات التى تنفذها الدولة المصرية حالياً، موضحاً أن الدولة أنشأت 17 تجمعاً تنموياً متكاملاً لأهالى سيناء، يخدم الطبيعة الثقافية هناك، حيث تضم السكن والعمل والزراعة وأنشطة الاستصلاح وكافة الخدمات، مضيفاً أنه من أجل تعزيز التحضر فى سيناء، فقد اهتمت الدولة المصرية بالتوسع فى مشروعات الإسكان والمدن الجديدة، وعرض صورا من مدينة رفح الجديدة توضح الموقع فى 2014 ثم عرض صورا أخرى تبين الموقع الحالى بعد تنفيذ المرحلة الأولى فقط من المدينة، بما يعكس حجم الانجاز.

مدينة الاسماعيلية الجديدة

كما عرض موقع مدينة الاسماعيلية الجديدة فى عام 2014 موضحاً أنها كانت منطقة سبخات ومستنقعات وبها زراعات عشوائية، ولكن اليوم، ومع ازدواج القناة فقد تم تنفيذ مدينة الاسماعيلية الجديدة بالكامل، إلى جانب تنفيذ توسعات أخرى فى الرقعة الزراعية، لكى تكون سيناء بحق نموذجاً لعملية التنمية التى تشهدها كافة ربوع مصر.

وفى إطار حديثه عن مدينة الإسماعيلية الجديدة، أشار رئيس الوزراء إلى أحد الأحياء الموجودة فى مدينة الإسماعيلية الجديدة لتوضيح حجم الجهود المبذولة من أجل بناء تلك المجتمعات بمستوى لائق ومُتطور فى وقت وجيز، كما أشار فى الوقت نفسه إلى منطقة الإسكان الاجتماعى فى العريش الجديدة بالكامل، موضحا أن هناك 17 تجمعًا تنمويًا تكلفتها نحو 6 مليارات جنيه، يتم تنفيذها مع توفير كل الخدمات المطلوبة

قرى الصيادين

كما لفت الدكتور مصطفى مدبولى إلى قرى الصيادين التى تمثل نموذج تطوير بديلًا عن القرى التى كانت تمثل مناطق غير صالحة للعيش، والتى يتم استبدالها بمناطق سكن لائق بالكامل تكلف الدولة حوالى نصف مليار جنيه، مستعرضا، من خلال العرض، طابع الإسكان الذى تنفذه الدولة، سواءً «سكن كل المصريين» فى مدينة العريش أو فى الطور فى سيناء، لتوضيح أنه يكتسب نفس الطابع والشكل والمستوى المُنفذ فى المناطق الأخرى على مستوى الدولة.

تطوير منطقة «الرويسات»

وقال رئيس الوزراء: فى إطار تطوير المناطق العشوائية كان هناك فى جنوب سيناء منطقة «الرويسات» التى تمثل مدينة متكاملة لأهالى سيناء لتكون منطقة مختلفة بحق، ونقلة نوعية لهم، مضيفا أن نصيب سيناء من مدن الجيل الرابع والتطوير هو أربع مدن جديدة تستوعب حتى هذه اللحظة 50 ألف وحدة سكنية بتكلفة وصلت إلى 18 مليار جنيه، وتتمكن من استيعاب فى مراحلها الأولى 1.5 مليون نسمة، وقال مدبولي: لقد بدأنا فى المدن الأربع بالفعل، ومن المُخطط أن نبدأ فى مدينة بئر العبد الجديدة فى المرحلة القادمة.

وعرض الدكتور مصطفى مدبولى نماذج لصور المدن الجديدة، مثل مدينة الإسماعيلية الجديدة، التى وصفها بأنها «جوهرة» فى شرق القناة، بعد أن نفذتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على أعلى مستوى، وبها اليوم أكثر من 33 ألف وحدة سكنية وخدمات متطورة، بالإضافة إلى مدينة «سلام» فى شرق بور سعيد التى تشمل إسكانا ومحطات تحلية المياه ومحولات الكهرباء، وكذا المرحلة الأولى من مدينة رفح الجديدة والتى يتوفر بها حاليًا أكثر من 1500 وحدة سكنية.

إنشاء وتطوير 151 مدرسة تعليم أساسي

أما على مستوى الخدمات الرئيسية، فأوضح رئيس مجلس الوزراء أنه كان هناك اهتمام بالإنسان المصرى وتنميته فى شبه جزيرة سيناء، مشيرا إلى الخدمات التعليمية؛ حيث لفت إلى أنه على مستوى التعليم قبل الجامعى، تم إنشاء وتطوير 151 مدرسة تعليم أساسى تقدم اليوم خدماتها التعليمية لأكثر من 168 ألف طالب، كما أصبح متوسط عدد الطلاب فى الفصول المدرسية لا يتجاور 29 طالبًا فى الفصل الواحد.

وفى السياق ذاته، أكد الدكتور مصطفى مدبولى أنه كان هناك اهتمام، من البداية، بإنشاء المدارس المتقدمة التى تقدم خدمة تعليمية مميزة؛ مثل المدارس «المصرية اليابانية» التى أصبحت قائمة فى كل مدن سيناء اليوم، مثل الطور، والإسماعيلية الجديدة، والعريش، وشرم الشيخ، بالإضافة إلى مدارس اللغات فى مدينة العريش، وكذا مدارس التعليم الفنى والمدارس الحرفية، مضيفا أن كل تلك النماذج من المدارس تقدم اليوم مستوىً تعليميا لائقا ومناسبا لكل شرائح أهالى سيناء.

طفرة كبيرة فى التعليم الجامعي

وفى الإطار نفسه، قال رئيس الوزراء: هناك طفرة كبيرة فى التعليم الجامعي؛ فقبل عام 2014 كان هناك جامعتان فقط؛ هما: جامعة سيناء الخاصة، وجامعة قناة السويس فرع العريش، ولكن الدولة قامت بإضافة 8 جامعات جديدة بواقع 3 جامعات حكومية وتكنولوجية، و5 جامعات أهلية، وتُعد كل جامعة منها بمثابة مركز تنموى وبؤرة تنمية، ليس فقط على مستوى الجامعة ولكن حولها أيضًا؛ لأنها تخلق نطاقا تنمويا واسعا.

جامعة الملك سلمان

وأشار من خلال العرض إلى موقع جامعة الملك سلمان فى مدينة الطور عام 2014، مقارنةً بالوضع الحالى الذى يبرز مشروعات التنمية الضخمة حول الجامعة، وهو ما يُمثل نقاط جذب للتنمية الحقيقية التى تحدث فى أى مكان، كما لفت إلى مدينة الطور ذاتها التى كانت تمثل منطقة صحراء وحاليًا يُظهر الشكل العام لمُجمع الجامعة فى المدينة وجود تنمية ملحوظة. وقال رئيس الوزراء : الأهم فى هذا الأمر هو المستوى الذى تم تنفيذ هذه الجامعات به، وهو أعلى مستوى نطمح لتوفيره لأولادنا، وكما ترون أن هذا المستوى هو أعلى مستوى من الطراز العالمى، لافتاً من خلال الصور إلى جامعة الإسماعيلية الأهلية، وموقعها الذى كان خاليا بالكامل فى عام 2014، واليوم نفس الموقع بعد إنشاء الجامعة، التى تم بدء الدراسة فيها العام الحالى، بتكلفة 3.6 مليار جنيه، وأيضاً الجامعة الأهلية بمدينة سلام (شرق بورسعيد) بتكلفة 3.5 مليار جنيه، وكذلك الجامعة التكنولوجية بمدينة سلام، والتى تم الافتتاح وبدء الدراسة فى العام الحالى بها، وأيضاً تطوير جامعة العريش، والتى كانت مجرد فرع من جامعة قناة السويس، وأصبحت اليوم جامعة مستقلة، يتم عمل بها مختلف التطوير لكل الكليات الموجودة، بتكلفة تجاوزت المليار جنيه، وأيضاً أصبح هناك أفرع فى كل مدن سيناء، حيث جار إنشاء فرع أبورديس لجامعة السويس.

التنمية الاقتصادية فى سيناء

ثم انتقل رئيس مجلس الوزراء للحديث عن محور آخر مهم، وهو التنمية الاقتصادية، لافتاً إلى أنه تم التركيز خلاله على 3 ركائز رئيسية، هي: الزراعة واستصلاح الأراضى، والتنمية الصناعية، والتنمية السياحية، قائلاً: الحقيقة أن سيناء يوجد بها دائما القدرة على توفير العديد من المساحات القابلة للزراعة، إلا أن التحدى هو توفير المياه للتمكن من زراعة هذه الأراضى، والرؤية اليوم للدولة المصرية هو إضافة 450 ألف فدان للرقعة الزراعية، كما قامت الدولة بإنشاء 5 مناطق صناعية جديدة، بالإضافة إلى التنمية السياحية.

إنشاء 50 مستشفى ومركزًا صحيًا فى سيناء

وفيما يخص مجال الرعاية الصحية، أوضح رئيس الوزراء أن هناك 50 مستشفى ومركزا صحيا، قامت الدولة المصرية بإنشائها وتطويرها فى فترة وجيزة بتكلفة تجاوزت 4 مليارات جنيه، مشيرا إلى أن هناك 12 مستشفى بالكامل بالإضافة إلى 38 مركزا ووحدة طبية موجودة بتطويرها، تعكس أرقى ما وصل إليه العلم فى علم بناء المستشفيات، وهو القائم اليوم على أرض سيناء، كما أن هناك تطويرا شاملا لمستشفى طابا، ومستشفى سانت كاترين، وكذا تم تطوير مستشفى شرم الشيخ الدولى، وأصبحت أول مستشفى خضراء على مستوى الجمهورية، وذلك تزامنا مع استضافة مصر لـ COP27، حيث تطبق كل معايير العمارة الخضراء، بالإضافة إلى تطوير مستشفى أبورديس المركزى، والوحدات الصحية التى تقوم الدولة المصرية بتطويرها، وكذا الخدمات الاجتماعية والثقافية الموجودة؛ سواء خدمات التموين، وأماكن ومنافذ إتاحة السلع، والمخابز البلدية والمطاحن، وكذا قصور الثقافة الموجودة فى كل مكان، والمدن الشبابية ومراكز الشباب، التى اهتمت الدولة بصورة كبيرة بتطويرها، لافتاً إلى الصالة الرياضية المغطاة فى مدينة العريش، والمراكز الشبابية الموجودة فى كل بقعة على أرض سيناء.

زيادة الرقعة الزراعية فى سيناء

وفى إشارة لمجال الاستصلاح الزراعى، قال الدكتور مصطفى مدبولي: إن «ما حدث فى سيناء يعتبر بحق معجزة بكل المقاييس»، حيث إن هناك مشروعين من أكبر وأعقد المشروعات التى تم تنفيذها على مستوى العالم والموجودين على أرض سيناء، هدفهما إضافة وضخ المياه لزيادة الرقعة الزراعية فى سيناء، حيث كان يوجد قبل عام 2014، نحو 224 ألف فدان، اليوم ومع تنفيذ هذه المشروعات سوف نتجاوز الـ 675 ألف فدان، أى سوف يتم إضافة نحو 450 ألف فدان للأرض، وأهم مشروع والذى وُضع فى موسوعة جينيس، هو مشروع محطة معالجة بحر البقر، والذى يضخ حوالى 6 ملايين متر مكعب من المياه إلى سيناء، لخدمة عملية الزراعة الجديدة، والتى تم تنفيذها فى زمن قياسى يعتبر معجزة فنية، وهو ما عكس حجم التنمية الحاصل فى سيناء، وكذا الخطوط المنفذة لربط المحطة بالمناطق المستهدفة للاستصلاح، كجزء من الأعمال التى تقوم بها الهيئة الهندسية، للوصول لمئات الكيلو مترات للمناطق الصالحة للزراعة خلال الفترة القادمة وبالإضافة إلى هذا، أشار رئيس الوزراء إلى مشروع مياه مصرف المحسمة بطاقة مليون متر مكعب، والذى تم تنفيذه لاستزراع مساحة 50 ألف فدان، وهو مشروع آخر عملاق شديد التعقيد نجحت الدولة فى تنفيذه، بالإضافة إلى استكمال البنية الأساسية بالكامل لمآخذ مياه الرى بترعة الشيخ جابر لاستصلاح 90 ألف فدان بمنطقة رابعة وبئر العبد، والمخطط لها منذ تسعينيات القرن الماضى، واستطاعت الدولة اليوم تنفيذه.

إنشاء مشروع مزارع الفيروز السمكية حقق جزءا من الاكتفاء الذاتى  للدولة المصرية

وفى إطار تنمية الثروة السمكية، أشار رئيس الوزراء إلى أحد المشروعات العملاقة، وهو مشروع مزارع الفيروز السمكية، بطاقة إنتاجية كبيرة جدا، تحقق جزءا من الاكتفاء الذاتى للدولة المصرية، بالإضافة للمزارع السمكية التى قامت بها هيئة قناة السويس فى شرق القناة، والتى بلغت تكلفتها 650 مليون جنيه، فضلا عن حواجز الأمواج بالمزارع السمكية فى شرق بورسعيد، وعمل فى منطقة وتربة «سهل الطينة»، بالتزامن اليوم مع ما يتم من تنفيذ تطوير لميناء الصيد البحرى بمدينة طور سيناء بالعريش، والمشروع العملاق الذى وجه به فخامة الرئيس، وهو إعادة الاستفادة من بحيرة البردويل، وزيادة سريان المياه داخل البحيرة، حتى تعود بأكبر حجم من الانتاجية فيما سبق بأعلى جودة من الأسماك، حيث يتم العمل خلال الفترة الراهنة على إعادة هذه الإنتاجية والجودة كما كانت.

واستكمل رئيس الوزراء موضحاً أنه لم تكن فقط عملية التكريك هو ما يتم تنفيذه، بل كان هناك أيضاً تطوير للمناطق والتجمعات الموجودة حول البحيرة، مثل التجمعات العشوائية للصيادين، واليوم يمكن رؤية حجم الإزالات للأماكن العشوائية واستبدالها بأماكن حضارية، لكن أيضاً كانت هناك عوائق مدفونة ومردومة داخل البحيرة، تم إزالتها بالكامل، وتم تنفيذ منظومة متكاملة بجانبها تخدم عليها، سواء مصنع ثلج، أو محطة تحلية، وصالات فرز وتصدير، وكذا إنشاء مصانع تخدم عليها.

إنشاء 5 مناطق صناعية على مساحة 83 ألف فدان

أما فيما يخص التنمية الصناعية، فأوضح رئيس الوزراء أن هناك خمس مناطق صناعية ممتدة على مساحة 83 ألف فدان، تتمثل فى المنطقة الصناعية ببئر العبد، والحرفية بالمساعيد، بوسط سيناء، بأبو زنيمة، بالقنطرة شرق، بخلاف المشروعات التى يتم تنفيذها بشرق بورسعيد، ومصانع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، مثل مصانع الرخام بجفجافة، ومشروعات مصانع الأسمنت التى تم تطويرها وزيادة كفاءتها، وعرض رئيس الوزراء شكل المنطقة الصناعية التى تم تطويرها فى شرق بورسعيد عام 2014، ثم صورا حديثة توضح كثافة التنمية وزيادة حجم المصانع، حيث زادت الطاقة الانتاجية لمصنع أسمنت العريش لنحو 7 ملايين طن سنوياً، والمجمع العملاق للرخام فى جفجافة بوسط سيناء، بتكلفة مليار جنيه تقريباً، وهو أحد أهم روافد توفير هذه الخامة المهمة، ويزيد القيمة المضافة للخامات بسيناء، والتى بفضلها أصبحنا قادرين على تصديرها للخارج.

منطقة وادى التكنولوجيا

كما أشار مدبولى إلى أن منطقة وادى التكنولوجيا، وهو أحد أهم المشروعات المخططة التى تضعها الدولة كأولوية فى تنفيذ التنمية فى سيناء، حيث تخدم مدينة الاسماعيلية الجديدة، مضيفاً أن المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر كان لها نصيب كبير أيضاً، حيث ضخت الدولة أكثر من 2 مليار جنيه فى تلك المشروعات وفرت نحو 90 ألف فرصة عمل مباشرة، لافتاً إلى أن الدولة كانت حريصة فى مجال الاستثمار على توفير البنية الأساسية فى سيناء كباقى ربوع مصر، من خلال إنشاء مكاتب المستثمرين المختلفة.

متحف شرم الشيخ

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولى إلى جهود «التنمية السياحية»، مشيراً إلى أن من أهم المشروعات التى نفذتها الدولة فى هذا المجال والذى كان الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجه بسرعة إنهائه لتعثره لفترات، هو متحف شرم الشيخ، حيث عرض رئيس الوزراء صورته فى عام 2014 ثم صورا بعد افتتاحه توضح حجم التنمية حوله، حيث أصبح اليوم بؤرة لجذب السياح فى مدينة شرم الشيخ.

وفى الوقت نفسه، لفت د.مصطفى مدبولى إلى أن التنمية التى شهدتها شرم الشيخ فى أثناء استضافة مؤتمر المناخ COP27 جعلها تعود لتصبح مرة أخرى وجهة أولى للسياحة العالمية من مختلف دول العالم، مستدركاً بأن جهود التنمية السياحية تمتد أيضاً للعديد من المناطق الأخرى فى شبه جزيرة سيناء، مثل مشروع تطوير مدينة طور سيناء، ومشروع «التجلى الأعظم»، الذى يتم تنفيذه فى موقع يدرك الجميع عبقريته، باعتباره الوحيد على وجه الكرة الأرضية الذى تجلى فيه المولى سبحانه وتعالى، ولذا يمتاز بخصوصية لدى مختلف الديانات، لافتاً إلى أن هذا المشروع يشهد اليوم تنفيذ تنمية كاملة، حيث عرض نموذجا للمخطط الذى يتم تنفيذه هناك، والفنادق التى تقام على أحدث مستوى مع مراعاة البعد البيئى، مؤكداً أن مشروعات التطوير بسانت كاترين ستكون قد اكتملت قبل نهاية هذا العام، لتُبرز جمال هذه البقعة الطاهرة من الأرض، موطئ الحضارات جميعها.

وفى ختام عرضه، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى نتائج استطلاع الرأى الذى تم تنفيذه فى بداية شهر فبراير الماضى، حول مدى رضا أهالى سيناء عن جهود الدولة فى تطوير ورفع كفاءة مستوى الخدمات المقدمة لهم فى عدد من القطاعات، لافتا إلى أن النتائج عكست ارتفاع نسبة رضا أهالينا فى سيناء عن العديد من الخدمات المقدمة فى عدد من القطاعات، والتى تمثلت فى قطاعات: الصحة، والتعليم، والكهرباء، والطرق والإنارة، والصرف الصحى، وغيرها من القطاعات.

وأكد رئيس الوزراء أن ما تم تنفيذه من مشروعات وأعمال يُعد جزءا من عملية التنمية الشاملة التى لا تزال الدولة تنفذها على أرض سيناء خلال هذه المرحلة، لافتا إلى أن الرؤية المستقبلية لتنمية شمال سيناء، بجانب ما يتم تنفيذه من مشروعات، أنها تعتمد على تعظيم الاستفادة من الفرص والإمكانات المتاحة على أرض سيناء الغالية، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى هذا الشأن، ومن ذلك ما يتعلق بتعظيم الاستفادة من الثروات التعدينية، وتعظيم فرص الاستصلاح للأراضى، إلى جانب التركيز على تطوير ورفع كفاءة العمران القائم، من خلال تنفيذ مشروعات تطوير متكاملة لمختلف المدن، ومنها العريش وبئر العبد، والشيخ زويد، وذلك سعيا للوصول إلى تمتع هذه المدن بكافة الخدمات الموجودة فى باقى المدن الأخرى وعواصم المحافظات على مستوى الجمهورية.

كما أشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن مشروع تنمية وتطوير منطقة 109 آلاف فدان يُعد واحداً من أهم المشروعات التى تستهدف الدولة تنفيذها على أرض سيناء، والمخطط له تعظيم الاستفادة من المقومات الزراعية الموجودة به، إلى جانب إقامة مناطق ومراكز لوجيستية لخدمة مناطق شرق سيناء خلال الفترة القادمة.