السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نصر أكتوبر الذى لا يقهر هزيمة الجغرافيا.. وعبور الزمن!!

بعد 50 عامًا روسيا تغرق فى شبر ماء حرفيًا  لتثبت أن السادات كان محقًا فى طرد الخبراء السوفيت



«المعجزة» هى كلمة تعنى إتيان فعل خارق للطبيعة يحدث لمرة واحدة ولا يمكن تكراره.. وفى 1973 أعادت العسكرية المصرية تعريف معنى المعجزة، فإن كان نصر أكتوبر بعبور أصعب مانع مائى وسحق أضخم ساتر ترابى محصن بأقوى الدفاعات وهو خط بارليف كل ذلك فى 6 ساعات والجنود صائمون هو معجزة بكل المقاييس، فبالتالى لا يقوى على فعلها أى قوة عسكرية أخرى لا فى وقتها ولا بعد ذلك بـ 50 عامًا ولكن.. الجيش المصرى يستطيع تكرارها وصنع معجزات أخرى إذا ما تطلب الأمر وفى أى وقت وبأى إمكانيات ليكون تعريف المعجزة على يد قواتنا المسلحة أنها أمر خارق للطبيعة واستثنائى غير قابل للتكرار إلا على يد المصريين.

ليس غرورًا، ولكن القدر هو الذى أعاد المشهد مرة أخرى.

وبعد خمسين عامًا من حرب أكتوبر المجيدة وكأنك تعيد (Strategy Game) من البداية ومع الفارق أن الـ(Game) بين مصر وإسرائيل كان (professional mode) ولكنه هذه المرة مضبوط على (Easy Mode) نفس المشهد يتكرر.. مانع مائى وجيشان.. كل منهما على ضفة ولكن..

لأن كما قلت الدور فى ظروف أسهل فليس هناك أى تحصينات على أى من الجانبين ولا ساتر ترابى ضخم بل الأكثر تيسيرًا أن المانع المائى هو نهر بل مجرد رافد من روافد النهر!!

وضع فى حسبانك مرور الزمن والذى دارت معه عجلة التطور آلاف الدورات لتوفر الآن أسلحة وتكنولوجيا لم تكن موجودة من خمسين عامًا، فهل يكون الفوز بالمعركة يسيرًا على الطرف الذى يحل محل مصر فى النسخة الحديثة؟!

 نصرٌ هزم الزمن!

تعال أروى لك كيف استطاع نصر أكتوبر أن يهزم الزمن.. وأن يصبح عبورًا للمستقبل ويخطو فوق كل تلك العقود ليظل بعد نصف قرن معجزة لا يزحزحها عن عرشها ولا يقلل منها شىء..

فالزمن والتطور كفيلان أن يقدما للإنسان ما يمكنة من إنجاز الأمور بشكل بسيط كما هو الحال فى العديد من المجالات والأشياء فإن كان الطيران فى الماضى دربًا من الخيال ويروى فى الأساطير فهو اليوم مجرد وسيلة انتقال عادية.

إلا أن الزمن - تحديدًا 50 عامًا منه - بكل ما استجمع من تطور علمى وتكنولوجى وعسكرى لم يستطع أن يجعل من معجزة الأمس عملًا سهلًا اليوم.

لم يتمكن من أن يجعل عبور القناة وهدم خط بارليف عملاً يسيرًا ومهمة عسكرية بسيطة، بعد أن شاء القدر أن تعقد مقارنة بعد كل تلك السنوات ويتكرر المشهد.

 الانتصار على الجغرافيا!

نحن هنا نتحدث عن معركة مهمة فى الحرب الأوكرانية الروسية وقعت أحداثها فى مايو 2022.

ووفقًا لتقارير رسمية فإن معركة معابر سيفيرسكى دونتس التى كانت سلسلة من الاشتباكات العسكرية دارت فى الفترة من 5 إلى 13 مايو، فى جبهة ليمان - سيفيرودونتسك ضمن معركة دونباس. كانت جزءًا من هجوم شرق أوكرانيا الأوسع خلال الانتشار الروسى فى أوكرانيا.

حاول الروس مرارًا عبور نهر «سيفيرسكى دونتس» بالقرب من قرى «درونيفكا وبيلوهوريفكا وسيريبريانكا» دون نجاح.

ويعتبر نهر سيفيرسكى دونتس، رابع أطول نهر فى أوكرانيا وأطول نهر فى شرق أوكرانيا، وشكل خط دفاع استراتيجى للجيش الأوكرانى خلال الحرب فى دونباس. نظرًا لكونه أطول نهر فى المنطقة، فإن السيطرة على النهر تعنى أيضًا القدرة على المناورة بحرية للأجهزة العسكرية شمالًا وجنوبًا على طول مسار النهر، والتأثير على الزراعة الإقليمية، والتحكم فى إمدادات المياه للمدن الرئيسية مثل سفرودونتسك وليسيتشانسك وخاركيف وغيرها من المدن والبلدات. 

فى الصباح الباكر من يوم 5 مايو، حاول الجيش الروسى، بعد قصف مدفعى، عبور النهر فى درونيفكا، لكن القوات والدبابات الأوكرانية أوقفته. اشتبكت دبابتان أوكرانيتان من اللواء الميكانيكى 30 مع مركبات قتالية روسية، على مسافة 1٫200 متر (3٫900 قدم)، مما أوقف التقدم.

فى 8 مايو، ٍشيدت القوات الروسية جسرًا عائمًا عبر النهر فى بيلوهوريفكا. استعد الآلاف من الأفراد والدبابات والمركبات العسكرية الأخرى للعبور إلى الضفة الغربية للنهر كجزء من تقدمهم الأوسع غربًا نحو ليمان.

فى نفس اليوم، أرسل لواء الدبابات 17 الأوكرانى مفرزة استطلاع إلى الضفة الغربية للنهر لمراقبة التقدم الروسى فى المنطقة. وألقت القوات الروسية قنابل دخان فى المنطقة مما تسبب فى صعوبات فى الرؤية. لمواجهة ذلك، نشرت القوات الأوكرانية طائرات بدون طيار، ونجحت فى رصد الجسر العائم فى الصباح الباكر. تم نقل هذه المعلومات إلى القوات الجوية الأوكرانية ومفارز المدفعية المتمركزة فى جميع أنحاء المنطقة، والتى قصفت الجسر جويًا ومدفعيًا. 

تم التأكد من تدمير الجسر بحلول 10 مايو. تم بناء الجسر الأخير بين بيلوهوريفكا وسيريبريانكا فى حوالى 12 مايو ودُمر أيضًا، مع انسحاب آخر القوات الروسية إلى جانبهم من النهر فى 13 مايو.

وفقًا لمعهد دراسة الحرب (ISW)، من بين حوالى 550 جنديًا روسيًا شاركوا فى محاولة العبور بالقرب من بيلوهوريفكا، قُتل أو جُرح 485 جنديًا، ودُمرت أكثر من 80 قطعة من المعدات الروسية. قدرت التايمز أن أكثر من 1000 جندى قتلوا خلال المعركة فى دونيتس، فى حين ذكرت مجلة نيوزويك مزاعم أوكرانية بمقتل ما يصل إلى 1500 جندى خلال المعركة. فى المجموع، تم بناء أربعة جسور وثلاثة رؤوس جسور: واحد فى درونيفكا، واثنان فى بيلوهوريفكا، والآخر فى سيريبريانكا.

استمرت المعركة بأكملها لمدة ثمانية أيام (من 5 مايو إلى 13 مايو)، تم خلالها تدمير جميع الجسور من قبل الجيش الأوكرانى.

وفقًا لـ«سيرهى هايداى»، حاكم منطقة لوهانسك، فقد دمر الأوكرانيون خلال المعركة الدبابات الروسية والمدرعات ومعدات الجسور والمروحيات والقوارب السريعة.

وقدر مصدر آخر الخسائر الروسية بما لا يقل عن ست دبابات وأربع عشرة عربة مشاة مدرعة من طراز «بى إم بى» وسبع مركبات «إم تي-إل بى» وخمس مركبات مدرعة أخرى وزورق قطر.

وقدرت الحسابات المستندة إلى لقطات الطائرات بدون طيار الخسائر الروسية بـ73 مركبة!!!!

هل تتخيل أن قوة عظمى مثل روسيا بكل ترسانتها العسكرية وأقمارها الصناعية وتدريباتها والتكنولوجيا التى لديها يستغرق لواء مدرع 8 أيام لإقامة جسور عائمة ويتم تدميرها كاملة مع هذا الكم من المركبات والمعدات والخسائر فى الأرواح؟!!

قف عند هذا السطر وعد للتمعن فى التقرير وفى شرح سير المعركة والوقت المستغرق بين كل خطوة والتى تليها وكم الخسائر ونحن نتحدث عن روسيا!!

إن نهر دونيتس رغم أنه يعتبر أكبر نهر فى شرق أوكرانيا إلا أنه فى الحقيقة رافد لنهر الدون، ويمتد معظم طوله تقريبًا عبر أوكرانيا، والمعركة كانت فى مسافة حوالى من 4 إلى 5 كيلو مترات من طول النهر.

ولأن النهر يتجمد من منتصف ديسمبر تقريبًا حتى فبراير وأحيانًا إلى أواخر مارس، ويستمر فيضان الربيع حوالى شهرين من شهر فبراير إلى شهر أبريل، وخلال هذه الفترة يرتفع منسوب المياه بمقدار 3 إلى 8 أمتار على الأكثر ومن النادر حدوث فيضانات مفرطة نتيجة لانتشار عدد من السدود والخزانات الاصطناعية الوفيرة التى تم إنشاؤها على طول النهر.

فكان النهر منخفض المنسوب جدًا بعد استيعاب كميات الماء الناتجة عن ذوبان الجليد فى السدود والخزانات وهو أمر واضح فى الصور التى تظهر المركبات وهى عالقة بالوحل وغير غارقة بالكامل!!!

وعرض النهر يتراوح فى الغالب ما بين 30 و70 مترًا ويتراوح العمق بين 30 سم و10م بمتوسط عمق لأغلب المسافات حوالى​​ 2٫5م. 

وفى العادة ما تكون الضفة اليمنى مرتفعة، وأحيانًا بها منحدرات طباشيرية، أما الضفة اليسرى مسطحة أكثر، وتحتوى على العديد من المستنقعات والبحيرات وبحيرات، وأكبرها بحيرة ليمان.

أما قناة السويس عام 1973 فإجمالى طول القناة (من ميناء بور سعيد داخل البحر المتوسط شمالًا، وحتى بور توفيق جنوبًا) كان 162.5م، وعرض سطح الماء يتراوح بين 170م إلى 200م، وعمق القناة يتراوح بين 14م إلى 17م، ودرجة ميل جانبى القناة، تتراوح بين 1:2.5 إلى 1:4.5.

وبالنسبة للمد والجزر يتأثر منسوب سطح المياه فى القناة، بظاهرة المد والجزر فى كل من البحر المتوسط شمالًا، والبحر الأحمر (خليج السويس) جنوبًا. وهى تحدث مرتين يوميًا فى كل منهما.

تختلف سرعة تيار المياه، واتجاهه، أربع مرات فى اليوم تبعًا لكل مد، وكل جزر. وهى تختلف فى مقدارها، باختلاف الموقع. ففى الشمال (حتى البحيرات المرة) يبلغ متوسط سرعة التيار 54 كيلومترًا فى الساعة، بينما أقصى سرعة له فى ذلك الجزء 108 كيلومترات فى الساعة. أما فى الجزء الجنوبى (جنوب البحيرات المرة) يصل متوسط سرعة التيار 72 كيلومترًا فى الساعة وتصل فى أقصاها إلى 576 كيلومترًا فى الساعة.

تؤثر تغيرات سرعة التيار، واتجاهه، فى عملية عبور القناة عرضيًا، فهى تقلل من سرعة القوارب، وتزيد من مسافة الرحلة بمقدار الميل الناتج عن شدة التيار، وتحتاج إلى تثبيت الكبارى من كلا جانبيها فى نفس الوقت تقريبًا، بما يتناسب مع اتجاه التيار.

ونتيجة لأعمال التطهير، المستمرة، لقاع القناة، ومشروعات التوسعة، على مر السنين، تكون ساتر ترابي من ناتج الحفر، يمتد بطول القناة فى معظم أجزائها، على الضفة الشرقية الجانب المحتل، وقد وصل ارتفاع ناتج الحفر، ما بين 6 أمتار إلى 20 مترًا فى بعض المواضع قبل بناء خط بارليف.

ونتيجة لتعديل القوات الإسرائيلية فى ارتفاع، وحجم، وزاوية ميل، الساتر الترابى، والذى أزيح حتى حافة القناة، أصبح هناك صعوبة فى اقتحام هذا الساتر خاصة بالنسبة للمركبات، وقد ابتكر المصريون سلالم من الحبال لصعود المترجلين كما ابتكروا مدافع المياه (ماكينات الضخ) لتجريف الرمال من جسم الساتر الترابى إلى مجرى القناة، حتى يمكن فتح ثغرات شاطئية، يمكن عبور المركبات منها.

أعتقد بدون أن تكون متخصصًا فى الجغرافيا أو العلوم العسكرية وبمقارنة بسيطة بين الأرقام التى أمامك مع حساب عوامل التطور والزمن ستدرك هزيمة قوة عظمى مثل روسيا فى نزهة برية فى عصرنا الحالى تؤكد أن ما قامت به قواتنا المسلحة أمام كل تلك الأرقام ومع حساب عوامل أخرى معقدة نعلمها جميعًا ونكررها فى كل ذكرى كانت تجعل من عملية العبور أمرًا مستحيلًا فى وقتها وحتى الآن وهو ما يؤكد أن المعجزة تبقى كذلك على مر الزمن.

وهناك ملاحظة أخرى بعيدًا عن كل الأسباب التى دفعت الرئيس الراحل أنور السادات لطرد الخبراء السوفيت إلا أنى أعتقد أن السادات بذكائه وعبقريته استشف أن الروس أو السوفيت كما كان يطلق عليهم وقتها لا يتمتعون بعقليات إبداعية وسيكون دورهم إحباط قواتنا أو توجيه القادة إلى خطط حرب كالتى قاموا بها فى معركة النهر الدامية تلك!!

 شاهد من أهلها

فى مذكراته عن الحرب يتحدث الجنرال «دافيد إليعازر» رئيس الأركان الإسرائيلى عن اقتحام المصريين لقناة السويس وعزل ميدان المعركة بواسطة قوات الإبرار المصرية فيقول إنها قاتلت بشراسة وبشجاعة منقطعة النظير.. ثم يسهب بعد ذلك عن استيلاء المصريين على خط بارليف وسقوط الخط قبل حلول ليل السادس من أكتوبر.

كما أنه يتحدث عن الضربة الجوية المصرية التى كانت مفاجئة للعدو وأنها أحدثت شللًا تامًا لقياداته، أما شجاعة الجندى المصرى فقط فأوضح فى أكثر من فقرة من مذكراته أن الجنود المصريين حاربوا بشجاعة واقتدار وشراسة على طول الجبهة وأنهم تمكنوا من إحباط الهجوم المضاد الإسرائيلى.. ومن سياق المذكرات يمكن أن نستنبط مقدار الخسائر من القتلى والجرحى التى أصابت الجيش الإسرائيلى الذى قيل عنه إنه لا يهزم.

فمن أهم الإضافات التى حققتها حرب أكتوبر لمبادئ القتال فى العقيدة الغربية هو، النوعية، حيث كان الاتجاه فى مقارنة القوات قبل حرب أكتوبر، تعتمد على أعداد الدبابات والمدفعية والطائرات والغواصات والمدمرات، ولكن بعد حرب أكتوبر بدأت معاهد الدراسات الاستراتيجية تضيف بندًا جديدًا من حسابات القوى ومقارنة القوات، وهو حساب «النوعية القتالية»، ويقصد بها الفرد المقاتل وكان ذلك بسبب ما حققه المقاتل المصرى فى حرب 1973، وكان عاملًا غائبًا عن كل الحسابات والتقديرات التى بالطبع قادت إلى نتائج خاطئة.

 ولعل أشهر هذه الدراسات ما كان يقدمه معهد الدراسات الاستراتيجية فى لندن IISS فى تقريره الشهير «التوازن العسكرى Military Balance».

فقبل حرب أكتوبر ظهر هذا التقرير ليوضح أن هناك تفوقًا كاملًا لإسرائيل ضد مصر وسوريا ودول الطوق، وكانت هذه الحسابات لصالح إسرائيل تمامًا، وبالطبع كانت هذه المقارنات سببًا لاقتناع العديد بأن مصر لن تغامر بالحرب والهجوم على إسرائيل.

وجاءت حرب أكتوبر، وظهر عامل جديد لم يكن فى هذه الحسابات، وهو الجندى المصرى بعظمته والذى قال عنه شارون فى مناظرة عن حرب أكتوبر مع اللواء سمير فرج فى التليفزيون البريطانى، عندما تم سؤال الجنرال شارون من وجهة نظرك ما هى مفاجأة حرب أكتوبر؟

ولكن شارون أجاب بأن المفاجأة فى حرب أكتوبر كانت أن الجندى المصرى الذى وجده يحارب أمامه فى عام 1973، لم يكن نفس الجندى فى عام 1967 أو حتى عام 1956، فالجندى المصرى عام 1973 متعلم ومثقف والغالبية منهم من حملة المؤهلات العليا، وروحهم المعنوية كانت عظيمة، وإيمانهم بهذه الحرب، كان أقوى من حساباتنا وتوقعاتنا، وأعطى مثالًا أثناء الهجوم على منطقة الدفرسوار، قال إنه كان يقود سرية دبابات مكونة من 10 دبابات إسرائيلية، ومتجهة فى اتجاه الإسماعيلية، وفجأة ظهر خمسة كوماندوز مصريين «يقصد من قوات الصاعقة». 

ومن الطبيعى أن خمسة جنود أمام عشر دبابات يعنى الموت المحقق لهم، لكن أضاف: لقد نجح الكوماندوز الخمسة فى إصابة خمس دبابات، كما أصيب شارون فى هذه المعركة وتم نقله لإسرائيل بعد ذلك، وأضاف، إنه يجب على إسرائيل أن تضع فى اعتبارها فى أى حرب قادمة نوعية هذا الجندى المصرى الجديد.

لذلك قلت فى بداية كلامى أن العسكرية المصرية أعادت تعريف كلمة معجزة لأن نصر أكتوبر سيبقى عملًا خارقًا للطبيعة والزمن وغير قابل للتكرار فعلًا إلا على يد الجندى المصرى إذا لزم الأمر.. وإن عدتم عدنا. 