الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
يوم العبور بين الأمس واليوم

يوم العبور بين الأمس واليوم

 فى ذكرَى يوم العبور العظيم، السادس من أكتوبر عام 1973؛ بطولات وحكايات لم ولن تُنسَى عَبْرَ مختلف الأزمنة والعصور، حين تجلّت القدرة والإرادة والعزيمة المصرية الصلبة فى قهر المستحيل وتحدّى الصعاب وتحمُّل الضغوط رغم تحديات كبيرة وأجواء وأوضاع غاية فى الدقة والحساسية، عبرت مصر بجيشها الباسل وجنودها الأبطال الشجعان الذين سجّلوا أسماءهم وبطولاتهم بأحرُف من نور فى واحدة من أقوَى المَعارك العسكرية وأشرسها فى العصر الحديث.



 

حرب العاشر من رمضان كانت وستظل ذكرَى دروس وعِبَر للمصريين جميعًا، نحكى لأبنائنا وأحفادنا ولأجيال كثيرة قادمة؛ كيف عبَرت مصر من الظلام إلى النور، من مرارة الهزيمة وآلامها فى عام 1967 إلى حلاوة النصر واستعادة الأرض والكرامة الوطنية.

العبور ليس مجرد كلمة أو قرار اتُّخذ سريعًا لتحرير أرض الفيروز؛ العبور كان مَلحمة وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.. مَلحمة أولاً فى العمل على تدارك آثار الهزيمة المؤلمة فى يونيو 67.. مَلحمة فى إعادة بناء جيشنا الوطنى الباسل.. مَلحمة فى حرب الاستنزاف.. مَلحمة كبرَى فى الخداع الاستراتيچى وتكتيكات الحرب.. مَلحمة عُظمَى فى يوم العبور العظيم حين حطّمت القوات المسلحة المصرية أسطورةَ الجيش الإسرائيلى الذى لا يُقهَر.. مَلحمة فى الاستعداد والتفكير والتخطيط على جميع المستويات الوطنية؛ عسكريًا، اقتصاديًا، سياسيًا، دبلوماسيًا وأمنيًا ومجتمعيًا.

السادس من أكتوبر 1973؛ حرب تؤكد قدرة مصر شعبًا وجيشًا ومؤسّسات على عبور الصعب وتحدّى المستحيل، ذكرَى تجدّد روح الولاء والانتماء والعطاء لبلادنا الحبيبة.. ستظل معركة أكتوبر ونصره المَجيد علامة فارقة فى تاريخنا المعاصر، ومَصدر عزة وفخر وكبرياء وطنى لا يقبل الهزيمة ولا الانكسار.

التحدّى حقًا كان صعبًا، ومَن عايشه فينا يعلم كم الضغوط الهائلة أمامَ القيادة السياسية فى ذلك الوقت لاتخاذ مثل هذا القرار المصيرى.. تحية إجلال وتقدير لشهدائنا الأبرار أبطال القوات المسلحة المصرية الباسلة.

العبور لم يتوقف عند حرب السادس من أكتوبر 1973 لاستعادة أرض سيناء المباركة؛ فقد انتصرت مصر فى واحدة من أشرس حروبها على الإرهاب فى سيناء ومختلف مناطق الجمهورية فى أعقاب ثورة 30 يونيو المجيدة، هذه الثورة الشعبية التى ساندها جيش مصر العظيم حفاظًا على الوحدة واللحمة الوطنية ومقدرات البلاد والعباد وإنقاذ الوطن من خطر داهم كاد يقضى على الأخضر واليابس.

لن ننسى بيان 3/ 7 (الثالث من يوليو 2013)، حين كانت الملايين من أبناء شعبنا فى انتظار بيان القوات المسلحة المصرية.. وجاء خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وقتها؛ شافيًا وبَردًا وسلامًا على قلوب جميع المصريين.. تحية إجلال وتقدير لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى تحمَّل مسئولية القرار بشجاعة وثقة وإيمان وعزيمة لا تلين لإنقاذ البلاد من خطر جماعات الشر والفتنة والإرهاب، واستطاع برؤية حكيمة العبورَ ببلادنا من مصير حالك الظلام. 

عبَرت مصر فى العاشر من رمضان واستعادت أرضَها، وانتصرت فى معركتها على الإرهاب بتضحيات ودماء طاهرة لأبطال قوات مسلحة باسلة وشرطة مصرية قوية، عبَرت مصر جائحة «كورونا» التى ضربت العالمَ أجمع وتخطت آثارَها السلبية بنجاح كبير وبإشادات دولية واسعة، وتعاملت مصر سريعًا مع التداعيات القاسية التى نجمت عن الحرب «الروسية- الأوكرانية» التى طالت آثارها السلبية معظمَ دول العالم تضخمًا وغلاءً فى الأسعار وارتباكًا اقتصاديًا كبيرًا، حافظت مصر على الفئات الأولى بالرعاية والأكثر احتياجًا ببرامج اجتماعية غير مسبوقة تضمن تأمين احتياجاتهم خلال هذه المَرحلة.

تنمية الريف المصرى «حياة كريمة»، مشروع مصر القومى العملاق الذى يخدم ما يفوق 60 مليون مواطن مصرى.. عبور جديد باستثمارات تريليونية ومجهود ضخم لتحسين حياة المواطنين وتقديم الخدمات المتنوعة لتمثل نقلة حضارية غير مسبوقة تضاف لسلسلة إنجازات عظيمة حققتها الدولة، فضلاً عن مشروعات كبرَى فى جميع المجالات والقطاعات فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.

التحديات لن تنتهى، والإنجازات لن تتوقف بإذن الله.. قادرون على المواجهة والنجاح.. عبَرنا وسنواصل العبور.. حفظ الله مصر وأدام عليها نعمة الاستقرار والأمن.