الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خلال مشاركتها فى مؤتمر المرأة والسلام د.مايا مرسى: المرأة هى الطرف الأكثر تضررًا من ويلات الكوارث

تحت شعار التحديات الراهنة فى الإطار العربى، وسط حضور مصرى وعربى كثيف ألقت د.مايا مرسى، رئيسة المجلس القومى للمرأة، كلمة خلال مشاركتها فى فعاليات مؤتمر المرأة والسلام، الذى نظمته مؤسّسة التضامن(مركز شاف للدراسات المستقبلية). 



وشهد حضور الفعاليات السفير محمد العرابى وزير خارجية مصر الأسبق ورئيس مركز شاف للدراسات المستقبلية، ود.زكريا السادات أمين عام المؤتمر ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التضامن المصرى، والسفيرة د.هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية.

وعلى هامش الفعاليات تم تكريم د.مايا مرسى؛ حيث قام السفير محمد العرابى بتكريمها بإهدائها درع المؤسّسة تقديرًا لجهودها فى خدمة قضايا المرأة كما تم تكريم السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة لجهودها أيضًا فى الاهتمام بقضايا المرأة.

بدأت د.مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة كلامَها بشكر مؤسسة التضامن المصرى والعربى والإفريقى (مركز شاف للدراسات المستقبلية) برئاسة السفير محمد العرابى؛ على تنظيم هذا المؤتمر المهم، الذى يأتى فى ظل ظروف استثنائية عصيبة تعانى منها العديد من دولنا العربية.. لعل آخرها ما تعانيه الشقيقتان.. المملكة المغربية ودولة ليبيا جراء الكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال المدمر فى المغرب.. والعاصفة المدمرة فى ليبيا.. ونتقدم لهم بخالص التعازى والمواساة فى جميع الضحايا وخالص التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل. وأتمنّى أن يأتى اليوم على منطقتنا العربية دون نزاعات أو حروب أو احتلال.. وأن تنعم دائمًا بالأمن والاستقرار والرخاء.

 الطرف الأكثر تضررًا

وطرحت د.مايا عدة أسئلة مهمة قائلة:

مَن هو الطرف الأكثر تضررًا ومعاناة من ويلات الكوارث الطبيعية والبيئية أو الحروب والاضطرابات والنزاعات المسلحة؟

ومَن الأقدر على معرفة احتياجات المرأة ومطالبها لطرحها على طاولة المفاوضات؟؟ والإجابة التى لا تقبل الشك.. إنها المرأة.

وأضافت: لا يزال هناك اعتقاد سائد بأن سعى المرأة لنيل حقوقها فى جميع المجالات الأخرى هو من سبيل الرفاهة والرغبة فى تحقيق المساواة مع الرجل فقط، ولكن حقيقة الأمر أن جوهر سعى المرأة وراء حقوقها لرغبتها الحقيقية فى عرض آرائها وأفكارها ووجهات نظرها وتضمين احتياجاتها فى جميع الأمور والمجالات التى فى الأصل هى طرف أساسى فيها؛ بل هى الطرف الأكثر معاناة من تداعياتها بحُكم أنها شريك أساسى فى المجتمع.. ففى حالة الحرب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية والبيئية- مثلاً- تكون المرأة هى الطرف الأكثر معاناة من ويلاتها لما يترتب عليها من الاضطرار للنزوح، وفقدان المسكن والأملاك، والتفكك الأسرى والعنف الجنسى، وغيرها الكثير من أشكال المعاناة، وهو ما يستدعى وجود المرأة على طاولة المفاوضات.

 تمكين المرأة من المشاركة يؤدى إلى تسريع تحقيق عمليات السلام وإعادة إعمار أكثر فاعلية

ومن المؤكد أن تمكين المرأة من المشاركة وتضمين احتياجاتها يؤدى إلى تسريع تحقيق عمليات السلام وإعادة إعمار أكثر فاعلية، فالدراسات تشير إلى وجود ارتباط وثيق بين توقيع المرأة على اتفاقات السلام والوصول إلى سلام أكثر استمرارية، وأن إشراك المرأة فى عمليات السلام يؤدى إلى زيادة احتمالية استمرار الاتفاقات السلمية لمدة 15 عامًا على الأقل.

تشير الدراسات أيضًا إلى أن معدل انتشار الجوع يقل عندما تعطى المرأة القيادة فى توزيع الأغذية، كما يؤدى تضمين المرأة فى لجان المياه والبيئة والتنمية إلى خفض من احتمالات اضطرار المرأة والفتاة للسير لمدة تزيد علي 60 دقيقة فى الاتجاه الواحد للوصول إلى مياه الشرب.

 كما تشير الإحصاءات على الصعيد العالمى إلى التمثيل الضئيل للمرأة بجهود السلام؛ حيث مثلت النساء بين عامى 1992 و2019، نحو 13 ٪ من المفاوضين، و6 ٪ من الوسطاء، و6 ٪ من الموقعين فى عمليات السلام الرئيسية.. ولا تشمل نحو سبعة من كل عشر عمليات سلام أى وسيطات أو نساء موقعات. 

وبحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول المرأة والسلم والأمن لعام 2022؛ فقد بلغت نسبة الأحكام التى تشير إلى النساء والفتيات 32 % ضمن 8 اتفاقيات سلام من أصل 25.. وذلك مقارنة بنسبة 26 % فى عام 2020.. ويُعَد هذا الرقم ضئيلاً جدًا وأعلى بنسبة قليلة من المتوسط خلال العقدين الماضيين. 

وفى عام 2012، شاركت النساء بنسبة 19 % كمفاوضات أو مندوبات من أطراف النزاع فى جميع عمليات السلام التى تقودها الأمم المتحدة.. وذلك مقارنة بنسبة 23 % فى عام 2020.

ونجد أن قرارات مجلس الأمن الدولى المتعلقة بالمرأة والسلم والأمن، والاتفاقيات الدولية «سيداو» تعد نقطة الانطلاق والاعتراف الفعلى من قِبَل مجلس الأمن بدور المرأة فى هذا المجال؛ حيث حث هذا القرار كلاً من مجلس الأمن، والأمين العام، والدول الأعضاء وجميع الأطراف الأخرى على اتخاذ التدابير اللازمة المتعلقة بمشاركة المرأة فى عمليات صنع القرار والعمليات السلمية والأخذ بدمج احتياجات المرأة والفتاة فى التدريب وحفظ السلام وحماية المرأة.. ويرجع ذلك لكون المرأة أحد أبرز الأطراف التى تعانى من تداعيات وويلات الحروب والنزاعات المسلحة.

 أچندة المرأة والسلم والأمن فى قلب جهودها ومساعيها الدولية والإقليمية لتحقيق السلام:

تضع مصر أچندة المرأة والسلم والأمن فى قلب جهودها ومساعيها الدولية والإقليمية لتحقيق السلام، وذلك فى ضوء توافر الإرادة السياسية القوية والالتزام الصادق بتمكين المرأة والفتاة؛ 

 فقد أكدت مصر فى بياناتها المختلفة خلال النقاش السنوى المفتوح لمجلس الأمن الدولى حول المرأة والسلم والأمن على أهمية تعزيز مشاركة المرأة فى المفاوضات وبناء قدراتها لتكون قادرة على المساهمة بفعالية فى مفاوضات وبناء السلام.

 وتشارك مصر بفعالية فى عمل الشبكات الإفريقية والعربية والمتوسطية للنساء الوسيطات.. كما سلطت مصر الضوء على الدور المهم الذى تلعبه تلك الشبكات، وأهمية إنشاء آلية تنسيق بينهم لضمان تبادل الخبرات، التجارب والدروس المستفادة؛ بهدف تعزيز ودعم مشاركة المرأة فى المفاوضات.

كما انضمت مصر إلى شبكة نقاط الاتصال الوطنية حول ملف المرأة والسلم والأمن التى أنشأتها إسبانيا فى عام 2016، ومع إدراك مصر لمدى خطورة ما تواجهه المرأة خلال الحروب والنزاعات المسلحة نتيجة تعرضها فى كثير من الأحيان للاستغلال والاعتداء الجنسى، نجد أن مصر تقدمت فى عام 2016 بقرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف استحداث بند بعنوان «الاستغلال والاعتداء الجنسيين: تنفيذ سياسة عدم التسامح بعمليات الأمم المتحدة».. وفى عام 2017 طرحت مصر قرارًا تحت هذا البند، حول الإجراءات التى تتخذها الأمم المتحدة بشأن منع جرائم الاستغلال والاعتداء الجنسيين.

وكان السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية من أوائل الرؤساء الذين انضموا فى عام 2017 إلى «دائرة القادة المعنيين بمنع الاستغلال والاعتداء الجنسيين فى عمليات الأمم المتحدة والتصدى له».. كما تعد مصر من بين 103 دول موقعة على الاتفاق التطوعى مع الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الالتزام بالقضاء على الاستغلال والاعتداء الجنسيين.

ونظمت مصر فى أكتوبر 2018 الاجتماع الأول لمناقشة إقامة تحالف لشبكات النساء الوسيطات حول العالم بمقر الأمم المتحدة فى نيويورك.. وقد طالب السيدُ الرئيس عبدالفتاح السيسى العالمَ عند مقابلته بنادية مراد، الفتاة الإيزيدية ضحية التطرف والإرهاب، خلال منتدى شباب العالم فى نسخته الثانية عام 2018، بالاعتراف بالجرائم الوحشية التى ترتكبها «داعش» وكل التنظيمات المتطرفة فى حق المرأة والفتاة.. وخلال النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم لعام 2019 كلف سيادته اللجنة المنظمة للمنتدى من خلال مؤسّسة «النصب التذكارى لإحياء الإنسانية» بإنشاء مركز دولى يهدف إلى دمج الشباب والشابات والفئات المتضررة فى برامج إعادة الإعمار بالدول فى مرحلة ما بعد النزاعات المسلحة.

وقالت د.مايا مرسى: لقد حافظت مصر على سجل قوى فى مجال منع الاستغلال والانتهاك الجنسيين والتصدى لهما؛ حيث تضمّن وزارة الداخلية حصول جميع أفراد حفظ السلام المساهمين فيها على تدريبات حول اعتبارات تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين ومعايير السلوك والانضباط.

كما ينفذ المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع وزارة الداخلية برنامجًا تدريبيًا بعنوان «المرأة والنزاعات المسلحة»؛ حيث ركز على الأطر والآليات المختلفة المتعلقة بحماية ومشاركة المرأة أثناء وبعد النزاعات المسلحة.

 وتستضيف مصر مَقر «مركز الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاع» بالقاهرة، وفى ضوء ذلك، تعطى الأولوية لإدماج المرأة فى التخطيط والتنفيذ لسياسات وبرامج إعادة الإعمار وبناء السلام والتنمية.

  مصر من أعلى عشر دول تشارك بأفراد بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة: كما تُعَد مصر من أعلى عشر دول تشارك بأفراد بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وفى ضوء ذلك تعهدت مصر خلال المؤتمر الوزارى لحفظ السلام الذى عقد فى الأمم المتحدة فى مارس 2019 بزيادة عدد حفظة السلام من السيدات فى وحدات الشرطة المشكلة بنسبة 10% خلال عام 2020. 

 هذا وقد شاركت مصر بفعالية فى صياغة الاستراتيچية الإقليمية العربية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325؛ لتتناسب مع معطيات المنطقة العربية، ومن أهمها العمل على وقف معاناة المرأة الفلسطينية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وتعزيز دور المرأة فى مكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة.

كما تمثل المرأة نسبة 24.3 ٪ من خبراء مهمات حفظ السلام وضباط الأركان و4 ٪ من بعثات حفظ السلام فى مصر بشكل عام.

ولأول مرّة فى تاريخ عمليات حفظ السلام الأممية يقود عمليات الكشف والتفقد وإبطال مفعول العبوات الناسفة الارتجالية IEDs فريق قوامه بالكامل من السيدات المصريات البطلات المكلفات بهذا العمل الذى يتطلب شجاعة ودقة وسرعة وإتقانًا.. لهن منّا كل التحية والتقدير. 

ومن قلب الأمم المتحدة نفخر ببعثة مصر فى مالى؛ حيث وصلت فرقة المفرقعات من الشرطة المصرية تضم كلاً من الميجور/ دعاء موسى.. والكابتن/ رنا غراب إلى منطقة «دوينتزا» لقيادة جهود الكشف وإبطال مفعول العبوات الناسفة التى تستهدف قوات حفظ السلام فى إحدى أخطر المناطق فى إفريقيا- وهو دور لو تعلمون عظيم- إذا علمتم أن 162 من قوات حفظ السلام الأممية قد استشهدوا فى مالى.. وقد تضاعفت الهجمات بمعدل 6 مرات خلال الفترة من 2013 حتى 2022.

وأكدت د.مايا مرسى، أن مصر اتخذت خطوة تاريخية فى مايو 2019، حين أعلن وزير الخارجية الإعداد لخطة العمل الوطنية الأولى للمرأة والسلم والأمن.. ويتم تطوير هذه الخطة من خلال شراكة ثلاثية بين وزارة الخارجية والمجلس القومى للمرأة ومركز القاهرة الدولى لتسوية وحفظ وبناء السلام، بالإضافة إلى المشاورات مع الشركاء الوطنيين والدوليين، الحكوميين وغير الحكوميين. 

 وتتمثل أطر العمل لإعداد هذه الخطة فى توافر إرادة سياسية داعمة ومساندة، إلى جانب إرادة مجتمعية تعلم أهمية إدماج المرأة، فضلاً عن مساندة الرجال والشباب، وتواجد نسائى قوى فى مواقع اتخاذ القرار، ومجتمع مدنى برؤية واضحة.. مع الأخذ فى الاعتبار أن أساس نجاح هذه الخطة يعتمد على الارتكاز على الملكية والأولويات الوطنية والانخراط مع الدوائر الوطنية فى التنفيذ.

فيما تقوم خطة مصر للمرأة والأمن والسلم على ثلاثة محاور هى؛ قيادة المرأة وجهود الوقاية، وحفظ السلام وحماية المرأة فى النزاعات المسلحة ودعم احتياجات المرأة والاستجابة لها فى الإغاثة والتعافى وإعادة الإعمار وبناء السلام.

كما تملك مصر خبرة مميزة فى التعامل مع الاحتياجات الخاصة بالمرأة والفتاة خلال جائحة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد- 19)؛ حيث كانت أول دولة على مستوى العالم تصدر ورقة البرامج والسياسات المقترحة بشأن الاستجابة السريعة للاحتياجات الخاصة بالمرأة أثناء انتشار جائحة «كوفيد- 19»، وأطلقت «تقارير السياسات» لرصد تنفيذ تلك البرامج والسياسات. وتشير تلك التقارير إلى اعتماد مصر أكثر من 165 إجراءً وقائيًا يستجيب لتداعيات «كوفيد- 19» على المرأة والفتاة. ونظرًا لوجود أثر خاص للأوبئة والأمراض على وضع المرأة والفتاة فى الدول التى تعانى من نزاعات مسلحة وفترات ما بعد النزاع، وفى إطار قيامها حاليًا بصياغة خطتها الوطنية؛ تستعد مصر لنقل تلك الخبرة لهذه الدول. 

 تعزيز مشاركة المرأة الفعالة فى جهود السلم والأمن:

وأكدت د.مايا مرسى؛ على أهمية تعزيز مشاركة المرأة الفعالة فى جهود السلم والأمن.. كما أن تواجد المرأة فى العمل الدبلوماسى هو أحد الجهود المهمة التى تفسح المجال أمامها فى مجال الوساطة والتفاوض، علاوة على ضرورة مراعاة منظور المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة فى جميع الجهود المتعلقة بتحقيق السلم والأمن، وذلك حتى ننعم بسلام مستدام ونتائج تأخذ فى الاعتبار احتياجات الجميع.. فالمرأة شريك أساسى فى بناء المجتمعات.

واختتمت د.مايا مرسى كلامها، بإننى: اسمحولى أقتبس مقولة للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد خلالها على «أنه لا يمكن أن يتم تعزيز وحماية حقوق الإنسان بشكل كامل دون حماية حقوق المرأة وتمكينها».