الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أول امرأة مصرية وعربية تحصل على الحزام الأسود فى «الكاچوكينبو» فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» «رشا إبراهيم»: حلمى تأسيس أكاديمية للفنون القتالية لتعليم الفتيات الدفاع عن النفس

«بصراحة كل البنات لديهن طاقة للكفاح والعمل والتعلم، هن لا يحتجن لأشخاص سلبيين يقفون فى طريقهن، بل أشخاص يشجعوهن تجاه أحلامهن، وهى رسالتى لأى فتاة لاتيأسى وثابرى وتمسكِى بحلمك، وما تقوليش الوقت تأخر،  فكل مانحتاجه تنظيم وإدارة ناجحة للوقت بين مسئوليتنا العائلية وطموحاتنا وعملنا وهواياتنا خارج المنزل»، هكذا تحكى رشا إبراهيم فى حديثها لروزاليوسف، بعد حصولها على الحزام الأسود كأول امرأة مصرية وعربية فى «الكاجو كينبو».



 

«إبراهيم»البالغة من العمر 43 عامًا، هى زوجة وأم لطفلين، لم يمنعها الانشغال بالحياة العائلية ورعاية الأطفال، عن حلمها وشغفها بالفنون القتالية، فعادت بعد انقطاع لأكثر من 15 عامًا عن ممارسة رياضة الكاراتيه، لتحقق إنجازًا واسمًا دوليًا فريدًا فى رياضة «الكاجو كينبو» التى نتعرف عليها أكثر خلال الحوار. 

حصلت رشا على العديد من التدريبات المكثفة والمستمرة، والدورات التدريبية، لتصبح مدربة معتمدة للسيدات والأطفال فى نادى السكة الحديد، كما حصلت  على 3 ميداليات بطولة جمهورية، 2 ميدالية ذهبية، وميدالية فضية، وقد شاركت فى العديد من المؤتمرات الدولية الخاصة بالرياضات القتالية.

فى البداية.. ما رياضة الكا جو كينبو؟

- الكاچوكينبو هى خليط من مجموعة ألعاب قتالية، «الكا» تضم (الكاراتيه – كيك بوكس)، « الجو» تضم (جودو – جوجتسو)، كينبو تضم (الكونغوفو- تانغ سودو)، وهى إحدى رياضات الدفاع عن النفس، نشأت فى هاواى بالولايات المتحدvvvة الأمريكية عام 1947، ومؤسسو اللعبة الخمس وهم يشكلون جمعية الحزام الأسود؛ أدريانو ديركتو إمبرادو (كينبو)، جوزيف هولك (جودو)، بيتر يونغ يل تشو (تانغ سو دو كاراتيه + كيك بوكس)، فرانك أوردينيز (جوجتسو)،جورج تشانغ (كونج فو) أخذوا أفضل التكنيكات الموجودة فى كل لعبة قتالية ووضعوها فى «الكاجو كينبو». وهى لعبة حديثة العهد فى مصر، أدخلها البروفيسور محمود عثمان رئيس اللجنة المصرية العليا للكاجوكنبو التابعة للاتحاد المصرى للكيك بوكسينج والتى تأسست عام 2020. والبروفيسور محمود عثمان حاصل على الحزام الأسود رتبة «8 دان» وهوممثل الاتحاد الدولى للكاجو كينبو فى مصر ورئيس المفوضية للكاجو كينبو.

ولماذا اخترت الكاجو كينبو؟

- لأنها لعبة قتالية، وقد مارست الكاراتيه فى الطفولة حتى عمر الـ12 عامًا وحققت مستويات جيدة وأحزمة بها، ولكن عائلتى رفضت استمرارى فى رياضة عنيفة رجالية كالكاراتيه عندما بدأت أخطو على مشارف الأنوثة، ولكن مع ذلك ظل اهتمامى وميولى بالألعاب القتالية والدفاعية مستمرًا، حتى تخرجت وتزوجت وأنجبت أطفالى، وقررت وعمرى تجاوز الثلاثين العودة من جديد لممارسة رياضتى المفضلة، ولكن بحثت عن لعبة قتالية مناسبة وتقبل أى سن، وبالفعل وجدت ضالتى فى « الأيكيدو» هى رياضة يابانية، فهى تقبل أى لاعب/ ة حتى الستين من العمر، وحققت فيها نجاحًا كبيرًا على مدار ثمانى سنوات ووصلت للحزام الأسود (شودان) فى الأيكيدو.

ولكن فى هذه الأثناء لفت أدائى الرياضى نظر الدكتور محمود عثمان مؤسس لعبة «الكاجو كينبو» فى مصر، وشجعنى للانتقال للعبة وأقنعنى أنها أكثر فاعلية فى الدفاع عن النفس حال التعرض لأى مضايقات وخاصة التحرش الجنسى فى الشارع أو بأى مكان. 

 ما الذى يُميز «الكاجو كينبو» عن غيرها من الألعاب القتالية؟

- هى لعبة تقبل أى سن ووزن، عكس الألعاب القتالية الأخرى كالكاراتيه والكونغوفو مثلا تحتاج لممارستها البدء فى سن صغيرة ولياقة بدنية مرتفعة، ولكن الكاجوكينبو تقبل أعمار حتى الـ 60، حيث تبدأ التدريبات من مستوى صفر وتتدرج مع اللاعب / ة ليصل لأعلى درجات اللياقة البدنية، وتحتاج لساعات تدريب طويلة تصل خمس ساعات مرتين فى الأسبوع، كما أنها تناسب كل الفتيات سواء التى ترتدى جونلة أو بنطلون حيث تتدرب على توجيه ضربة لشخص معتد وتخضعه  فى الأرض، وندرس تشريح لجسم الإنسان أيضًا لمعرفة نقاط الضعف فى الجسم التى نركز عليها فى الدفاع عن النفس، كمناطق مثل الأوتار، الأعصاب، العظام.. إلخ. «الكاجو كينبو» هو الفن القتالى الوحيد فى العالم الذى يعطى منهج دفاع عن النفس الذى يتم تدريبه فى معظم فرق الجيش والتدخل السريع والعمليات الخاصة، حيث تحتوى التقنيات فيه على (لكمات وركلات- وإخضاع أرضى - وكسر مفاصل وسيطرة واستخدام الأرنس) والدفاع ضد الأسلحة البيضاء.

 هل لجأت لبعض تكنيكات اللعبة فى الدفاع عن النفس فى أحد المواقف الحياتية؟

- الحمد لله، لم أستخدم تكنيكات اللعبة حتى الآن فى الواقع، لكن بلاشك هى تؤهل الفتاة للدفاع عن نفسها بدنيا ونفسيًا، فى إحدى المرات شخص متحرش حاول أن يمسك يدى وكان أول رد فعل هو صفعه على الوجه، هذه الخطوة كبيرة جدا على أى فتاة تتعرض لتحرش فكثيرات يتجمدن من الموقف أماكنهن دون حراك من الصدمة، ولكن فائدة الكاجوكينبو تأهيلك نفسيا وبدنيًا للرد السريع والحاسم مع توقع رد فعل أعنف من المعتدى، وهذه إحدى مزايا تعلم الفتيات لفن كاجو كنبو، نحن نتدرب لساعات طويلة بشكل عملى، وهى لعبة تجعلكِ يقظًا ذهنيا وبدنيا ونفسيًا. 

 كمدربة ولاعبة.. هل تنصحين الفتيات بأبرز نقاط الضعف فى جسد المتحرش للدفاع عن أنفسهن؟

- هناك نقاط ضعف بسيطة جدا ومنقذة وفعالة لأى فتاة حتى لو كانت لاتمارس الرياضة، أولها مسك أطراف يده (أحد الأصابع وطيها للخلف) فهو تكنيك كفيل للسيطرة وشل حركة المتحرش فى ثوان، ضرب الفتاة بمشط قدمها المتحرش تحت الحزام فهى ضربة مؤلمة وتشل حركته أيضًا، صفع المتحرش فى الجبين بأصابع اليد أعلى الأنف وبين العيون فهى تسبب له صداعًا مزمنًا وقويًا يفقده توازنه فى لحظات. وهى حركات سريعة شرعية للدفاع عن النفس حتى يتم استدعاء الشرطة لإيقاف المتحرش، لأن التحرش جريمة بالقانون.

 ماذا يمثل لك حصولك على الحزام الأسود الخامس فى الكاجو كينبو بحلمك الرياضى؟

- سعيدة جدًا، هذا نتاج تدريب ومثابرة خلال الثمانى سنوات الماضية، وساعات تمرين طويلة، والحزام الأسود برتبة «خمسة دان» فى اللعبة ، وهى تعتمد على التمرين والدراسة المستمرة، وفخورة بترقيتى من جانب ممثل الاتحاد الدولى للكاجو كينبو بهاواى- الولايات المتحدة الأمريكية الجراند ماستر «روبيرت نيو» برتبة «تسعة دان» لتقيم مستوى اللاعبين فى الكاجو كينبو أثناء زيارته لمصر وشمال إفريقيا لأول مرة ، وأصبحت أحمل لقب «سيفو» أى الحاصلة على الحزام الأسود برتبة « خمسة دان». 

 أنتِ زوجة وأم لطفلين..هل واجهت تحديات أسرية للعودة لممارسة لعبة قتالية؟

- إطلاقًا، حصلت على دعم وتشجيع أسرى من الطراز الأول، وأجزم أنه لولا إيمانهم بحلمى لما حققت أو وصلت لشىء. محظوظة بزوج متعاون ومتفهم، نتقاسم المسئوليات سويًا، خاصة مع ساعات التمرين الطويلة، هناك أزواج ترفض أى نشاط لزوجاتهن بحجة مضيعة الوقت خارج المنزل وعدم الانتباه لرعاية الأطفال. فهو يحترم طموحى وشغفى بصفة عامة لتعلم كل ماهو جديد، ويحفزنى للحصول على دورات تدريبية فى مجالات متنوعة بجانب مشوارى الرياضى آخرها دورة إعداد القادة والإسعافات الأولية وغيرها. بصراحة كل البنات لديهن طاقة جميلة للكفاح والعمل والتعلم، هن لا يحتجن لأشخاص سلبيين يقفون فى طريقهن، بل أشخاص يشجعونهن تجاه أحلامهن، وهى رسالتى لأى فتاة لاتيأسى وثابرى وتمسكى بحلمك، وما تقوليش الوقت تأخر،  فكل ما نحتاجه تنظيم وإدارة ناجحة للوقت بين مسئوليتنا العائلية وطموحاتنا وعملنا وهواياتنا خارج المنزل.

ولكن تظل هناك نظرة نمطية تجاه بعض أنواع الألعاب وتصنيفها أنها رجالية وأخرى لاتصلح للنساء.. هل واجهت ذلك؟

- مازالت النظرة النمطية قائمة ولكن أرفضها تمامًا، الرياضة للجميع نساء ورجال، وتعود لاهتمامات اللاعب / ة، وبصفة عامة لا أتوقف أمام الآراء السلبية التى تهدف عرقلة حلمك وطموحك، البعض يعلق على السوشيال ميديا قائًلا «مكانك المطبخ، روحى اعملى حلة محشى أفيد لك»، وهناك من ينتقد كيف تكونين أمًا وزوجة وتذهبين للتمرين وتمارسين رياضة ويقولون «كبرت وخابت»! كلها تعليقات سلبية، ولا أنصح أى فتاة أن تهتم بها أو تشعر بإحباط، وأقول لنفسى ولغيرى من الفتيات فى التمارين، ركزى فى طريقك وعلى حلمك فقط.

 بعد هذه السنوات.. كيف غيرت الكاجو كينبو حياتك؟

- من الناحية النفسية، الرياضة بصفة عامة قادرة على دعمنا فى مواجهة الاكتئاب والإحباط، وتحسين حالتنا النفسية، نعانى جميعًا من المشكلات والأزمات، ولكن الرياضة تجعلك أكثر مرونة وإيجابية فى مواجهة وحل المشكلات، أما على المستوى الجسدى، لياقتى البدنية وصحتى تحسنت تمامًا، فاللعبة تقوى العضلات والأعصاب والعظام، الكاجوكينبو جعلتنى أقوى وأكثر احتمًالا وهذا يعود للتمرين المستمر. فضًلا عن أنها منحتنى شعور الثقة بالنفس والقدرة على الدفاع عن النفس هذا إحساس مهم لكل بنت.

 أنت من القلائل المتميزات فى الوطن العربى الآن بالكاجو كينبو.. ماذا لو حصلت على فرصة للاحتراف خاصة فى ظل أزمات الاتحادات الرياضية خاصة مع هذه الألعاب الفردية؟

- بلاشك نعانى من أزمة دعم وتمويل، نحن ننفق من أموالنا الخاصة على اللعبة، نأمل فى الاهتمام والعناية وتوفير الدعم المالى للشباب/ ات الراغبات فى الانضمام للعبة ولا يمتلكون الإمكانيات للإنفاق على نظام رياضى بدنى وغذائى صحى. ولكن بخصوص الاحتراف، أرفض ترك مصر وعائلتى، نجحت فى مصر وأطمح للاستمرار فيها لتحقيق أحلامى فى هذه الرياضة.

 وما أحلامك وخططك المستقبلية؟

- تأسيس أكاديمية متخصصة لتعليم الفتيات فن «الكاجوكينبو»، ليتكمن من الدفاع عن أنفسهن، لدى إيمان أن كل فتاة تتعلم لعبة قتالية لتحمى نفسها فى الشارع وبكل مكان، ونظمنا خلال الفترات الماضية من خلال اللجنة العليا للكاجو كينبو بالاتحاد المصرى للكيك بوكسينج،دورات تدريبية عن كيفية مواجة التحرش الجنسى من خلال اللعبة. كما لدى حلم آخر أن تصبح اللعبة مشهورة ويصبح لها اتحاد مصرى للكاجو كينبو وليس مجرد لجنة، وأخيرًا حلمى « مشروع بطل» هو التنقيب عن أطفال موهوبين فى اللعبة وندعمهم بدنيا ونفسيًا ليصبحوا الأبطال فى المستقبل للكاجو كينبو بمصر.