الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الكوارث الطبيعية فى ليبيا والمغرب واليونان جرس إنذار التغيُّرات المناخية تهــدد كوكــب الأرض

على مدار الأيام القليلة الماضية شهد العالم أسوأ الكوارث الطبيعية من عاصفة «دانيال» التى ضربت اليونان وليبيا ومصر وحتى زلزال المغرب وأعاصير الولايات المتحدة، لتكشر الطبيعة عن أنيابها للعالم وفى أحد أسوأ الآثار السلبية لتغيُّرات المناخ، تشهد المغرب أكثر عدد ضحايا بينما أعلنت ليبيا عن وفاة وفقد عدة آلاف من المواطنين مع اختفاء معظم أحياء وقرى مدينة درنة المنكوبة.



ما حدث فى ليبيا جراء إعصار دانيال يعد من الأحداث المناخية العنيفة والجامحة، والتى تحدث لأول مرة فى منطقة حوض البحر المتوسط، وسبب ذلك هو ارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحرارى، ما يحدث خللًا فى الضغوط ومشاكل كثيرة.

ووفقا لأحد المسئولين بالأمم المتحدة، الكوارث الطبيعية لا يمكن السيطرة عليها، داعيًا إلى إنشاء نظام إنذار مبكر على مستوى العالم، والذى سيكون له دور كبير فى توقع الكارثة وإنقاذ الكثير من الأرواح.

وأكدت صحيفة «اكسبرس» البريطانية، أن حصيلة أقوى زلزال يضرب المغرب منذ 120 عامًا بلغت الآلاف، حيث كان الناجون فى المناطق النائية يحفرون بين الأنقاض بحثًا عن أفراد عائلاتهم بأيديهم العارية.

وتابعت أن الزلزال الذى بلغت قوته 6.8 درجة، والذى وقع يوم الجمعة، كان هو الأحدث فى سلسلة من الكوارث الطبيعية المدمرة التى وقعت فى العالم خلال الأسبوع الماضي.

وأضافت إن العاصفة دانيال تسببت فى هطول الأمطار الأكثر غزارة منذ بدء التسجيل فى عام 1930 على وسط اليونان على مدار ثلاثة أيام اعتبارًا من يوم الثلاثاء الماضى - وهى الفيضانات التى تأتى مباشرة بعد صيف حارق ملىء بحرائق الغابات القاتلة، بينما تواجه ليبيا الآن وطأة العاصفة نفسها، والتى مرت بسلام من مصر بعد أن فقدت قوتها فى ليبيا، لتخلف أمطارًا غزيرة فى السواحل الشمالية الغربية لمصر.

وأشارت إلى أنه على الجانب الآخر من العالم ثمة إعصار آخر، وهو إعصار لى، الذى يشق طريقه نحو الساحل الشرقى للولايات المتحدة، بعد أقل من أسبوعين من أحداث الدمار فى فلوريدا وجورجيا وكارولينا.

وبحسب هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية، فإن مركز الزلزال المغربى كان فى عمق جبال الأطلس بإقليم الحوز.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الصعوبات فى الوصول إلى العديد من المناطق المتضررة تؤدى إلى ارتفاع عدد الضحايا، ومع إغلاق الطرق، لا يمكن نشر الآلات المتطورة، مما لا يترك للسكان سوى أيديهم العارية.

كما شهدت مدينة مراكش، التى تعد مدينتها القديمة أحد مواقع التراث العالمى لليونسكو، انهيار العديد من الأزقة التاريخية، من المتوقع أن تؤدى الهزات الارتدادية إلى عرقلة جهود الإنقاذ بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة.

فيضانات تاريخية

وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه على بعد أقل من 2000 ميل عبر البحر الأبيض المتوسط، تعرضت اليونان لـ«ظاهرة طبيعية متطرفة تحدث مرة واحدة كل ألف عام»، وفقًا لأكاديمى إدارة الكوارث إفثيميوس ليكاس.

وأكدت خدمات الإطفاء اليونانية أنه تم إجلاء أكثر من 3500 شخص من منطقة ثيساليا الوسطى، ويعتقد أن 15 شخصًا لقوا حتفهم بعد سقوط ثلاثة أقدام من الأمطار على مدار 72 ساعة فقط.

وتابعت الصحيفة أن شدة الفيضانات المفاجئة تعود إلى عدم قدرة الأرض الجافة بشكل استثنائى على امتصاص الماء، بعد صيف شهد حرارة قياسية بسبب تغيرات المناخ.

وأضافت إن هذا وحده ترك خدمات الطوارئ فى البلاد تترنح، وأدت سلسلة حرائق الغابات التى اندلعت فى أواخر أغسطس إلى حرق 230 ألف قطعة أرض بحلول أوائل سبتمبر الحالى، وإحدى هذه الحرائق، الواقعة فى منطقة داديا الشمالية الشرقية، واعتبرت أكبر منطقة سجلها نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبى على الإطلاق.

وقال رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، إنهم يواجهون «معركة غير متكافئة للغاية» مع الطبيعة  بسبب  الخسائر فى الأرواح  الناجمة عن الفيضانات، بالإضافة إلى 28 حالة وفاة مؤكدة بسبب حرائق الغابات خلال الصيف.

إعصار ليبيا

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن العاصفة دانيال تحركت غربًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، ووصلت إلى اليابسة فى ليبيا يوم الأحد الماضي، حيث تم إغلاق أربعة من موانئ النفط الرئيسية فى البلاد مقدمًا وتم فرض حظر التجول لمدة 24 ساعة يوم الأحد، لكن الحجم الحقيقى للدمار أصبح واضحًا.

وأظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعى أشخاصا يتسلقون أسطح السيارات بينما ضربت الفيضانات الغزيرة مدن بنغازى وسوسة والبيضاء والمرج ودرنة.

وتواصل فرق الإنقاذ فى ليبيا البحث عن جثث الموتى وعن ناجين من إعصار دانيال الذى ضرب مدن الشرق الليبى وخلف آلاف القتلى والجرحى، وأظهرت صور الأقمار الصناعية لمدينة درنة تغيُّر معالم المدينة بعد وقوع الإعصار واجتياح مياه الفيضانات وادى درنة.

كما أمر الرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسى بإنشاء معسكرات إيواء فى المنطقة الغربية العسكرية فى مصر لاستضافة المتضررين من الشعب الليبى الذين فقدوا منازلهم جراء الإعصار والفيضانات التى ضربت عدة مناطق فى ليبيا مؤخرًا.

وفى إطار هذا التوجيه، من المنتظر أن يتم تجهيز حاملة الطائرات «ميسترال» لتعمل كمستشفى ميدانى، بهدف تخفيف الأعباء عن الليبيين وتقديم الدعم اللازم لهم فى هذه الفترة الصعبة.

وأكد محيى الدين رمضان، مدير إعلام الأرصاد الجوية الليبية، خطورة العاصفة دانيال المتسببة فى سقوط كميات هائلة من الأمطار فى وقت قصير للغاية على البلاد، لتتجاوز 400 ملليمتر من المياه فى ساعات والتى كانت تسجل فى سنوات، موضحا أن تغير المناخ يعد السبب الرئيسى فى دمار الكوكب.

وتابع مدير إعلام الأرصاد الجوية الليبية، إنَّ المرتفع الجوى لا يزال مسيطرًا ووصول المياه إلى السد يعد السبب الرئيسى والمباشر فى الكارثة ما تسبب فى انهيار سدين بفعل قوة المياه، وفيضانات عارمة ضربت المنطقة نظرًا للطبيعة الجغرافية لمدينة درنة الواقعة فى منطقة جبلية، وبالتالى زيادة قوة الدفع للمياه نتيجة الارتفاع لتجرف فى طريقها المساكن والأرواح.