الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رحلة فتاة طموحة خارج أضواء المدينة سارة بيصر.. وحديث عن «رسائل البحر» والتطوع وتمكين النساء بالاقتصاد الأخضر

رسائل البحر  هو مشروع للتوعية البيئية، فكرت فيه بالتوازى مع قمة المناخ «cop27» الذى نظمته مصر فى شرم الشيخ 2022، وكان هناك اهتمام كبير بالوعى البيئى، وفكرت فى أنَنا بحاجة ليس فقط للتوعية ولكن أن يكون مُرافقًا لها تمكين اقتصادى للسيدات من خلال ما يُعرف بالاقتصاد الأخضر الصديق للبيئة.. تحكى سارة بيصر فى حديثها لـ«روزاليوسف».



 

سارة بيصر، شريكة مؤسّسة والمديرة التنفيذية لـمبادرة Yalla volunteer، التابعة لجمعية كفالة اليتيم بمدينة عزبة البرج التابعة لمحافظة دمياط. «بيصر» حقوقية وكاتبة مصرية، عضو اتحاد كُتّاب مصر؛ حيث صدر لها ديوان شعرى، بعنوان «ترنيمة حَرف»2014، وكتابان بعنوان «أنثى فى رقصة مع الحياة» 2018، «مرايا الحب والحياة»2021، وحصلت على البرنامج التدريبى الخاص بتمكين المرأة فى الشئون العامة، وبرنامج القدرات الخاص بتدريب القيادات العليا من كلية الشئون الدولية والسياسات العامة، بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. عملت «سارة» منسقة لكل من مشروع «التأهيل المرتكز على المجتمع» فى دمياط، الذى أشرفت عليه جمعية كاريتاس مصر مركز سيتى، ومشروع «اعرف، فكر، قرر» فى دمياط لحماية اللاجئين السوريين من الهجرة غير المشروعة، ودمجهم وتمكينهم فى المجتمع المصرى، مع هيئة إنقاذ الطفولة Save the children، وفى إطار تطبيق سياسة حماية الطفل، أشرفت على العديد من المبادرات الخاصة بحماية وحقوق الطفل.

فى البداية.. حدثينا عن اهتمامك بالنشاط الاجتماعى والحقوقى؛ وبخاصة حقوق الطفل والمرأة الذى بدأ منذ سنوات فى محافظتك دمياط.. كيف تَكوّن فى شخصيتك؟

- يعود لنشأتى فى عائلة مهتمة بالعمل الاجتماعى، أثر على شغفى به. عندما تقاعد والدى من عمله فى القوات المُسلحة، أسّس جمعية أهلية مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعى، سرعان ما توسعت مجالات عملها، لتشمل مراكز ذوى الإعاقة، المَشاغل، المشاريع الصغيرة، مركز زيتونة لحقوق الطفل ودعم المرأة، العمل الخيرى والإعانات الشهرية، واستقبلت الجمعية العديد من المتطوعين المصريين والأجانب على مدار عملها. ومنذ سن مبكرة بدأت بالمشاركة عبرها فى العمل المجتمعى.

 نعود للحديث عن مشروعك مبادرة «يلا تطوّع – Yalla volunteer».. كيف جاءتك فكرته وأهدافه؟

- جاءت فكرة Yalla volunteer لتشجيع الشباب المصرى على التطوع والمشاركة المجتمعية، وتم وضع أهدافها ومَحاورها لتُشرك الشباب فى جميع الجوانب المجتمعية، كالبيئة، والتعليم، والقضايا الصحية والمجتمعية، والعمل الخيرى والإنسانى، عبر ثلاث آليات للتنفيذ (التسجيل فى قاعدة البيانات الخاصة بالمتطوعين، ثم تدريب وتأهيل المتطوعين، ثم الدمج فى مَحاورها الرئيسية).

 ما المحافظات التى ذهبت لها بمبادرة «يلا تطوّع»، وكم عدد المتطوعين/ ات الذين انضموا لها؟ وكيف تتغير شخصية المتطوع بعد انخراطه فى أنشطة المبادرة؟

- سافرنا لعدة محافظات جنوبًا وشمًالا مثل؛ أسوان، بنى سويف، القاهرة، البحر الأحمر، السويس، دمياط، بورسعيد، مطروح. ويوجد فى قاعدة بيانات Yalla volunteer، نحو 1800 متطوّع. وبلا شك تتغير شخصية المتطوع ليصبح إيجابيًا تجاه مجتمعه، ومتحمسًا للمشاركة المجتمعية، ويكتسب العديد من المهارات الحياتية، وتتسع دائرة علاقاته، ويكون أكثر ثقة فى نفسه.

 ما المشروعات التى نفذتها مبادرة «يلا تطوّع» حتى الآن؟

- نفذنا العديد من المشروعات فى Yalla volunteer، كالتطوع فى جُزُر أسوان النائية فى الأنشطة المقدمة للأطفال، وعملنا على تنمية مهاراتهم، عن طريق إكسابهم المزيد من المهارات التعليمية والفنية، واستخدمنا تقنيات (التعليم التشاركى، والمسرح التفاعلى، والأورجامى، وتلوين الماندلا)، بالإضافة للأنشطة الحركية، كالأيروبكس، وتعاونا مع العديد من الجمعيات هُناك، وكوّنا فريقًا من متطوعى Yalla volunteer فى أسوان،  ونعمل حتى الآن على مشروع رسائل البحر؛ للتوعية البيئية، والتدريب على أنماط من الحِرَف التراثية والفنية بشكل مرتكز على الاقتصاد الأخضر الصديق للبيئة. بالإضافة لفعاليات سفراء المُناخ والبيئة، التى تم عقدها فى محافظات (مطروح، والبحر الأحمر، وأسوان). وقمنا بتدريب متطوعى الأولمبياد الخاص فى الغردقة. والمشاركة فى تنظيم ماراثون زايد الخيرى فى السويس.

 مشروع «رسائل البحر».. ماذا عن فكرته وكيف بدأت؟

- هو مشروع للتوعية البيئية، فكرت فيه بالتوازى مع قمة المناخ «cop27» الذى نظمته مصر فى شرم الشيخ 2022، وكان هناك اهتمام كبير بالوعى البيئى، وفكرت فى أنَنا بحاجة ليس فقط للتوعية ولكن يكون مرافقًا لها تمكين اقتصادى للسيدات من خلال ما يُعرف بالاقتصاد الأخضر، وتَشجيع لكل فئات المُجتمع على التغيير الإيجابى فى وعيهم وسلوكياتهم البيئية، وإعادة التفكير فى كيفية استهلاك موارد الأرض المحدودة وإعادة التدوير. وهذا ما انطلقت من خلاله فى مشروع «رسائل البحر»؛ حيث التدريب على أنماط من الحِرَف التراثية والفنية بشكل مرتكز على الاقتصاد الأخضر الصديق للبيئة. وله 3 مكونات؛ المكون البيئى، والمكون الحِرَفى، والمكون الاقتصادى. 

واختيار اسم المشروع «رسائل البحر» لأنه له بُعدان؛ البيئى والمكانى؛ حيث إن تدشين المشروع بدأ فى عزبة البرج بمدينة دمياط، التى تضم 65 % من أسطول الصيد المصرى، ومن ثم هى مدينة هويتها الثقافية مرتبطة بالبحر، أمّا البُعد البيئى فيعود لأهمية الحفاظ على البحر المتضرر الأول من النفايات البلاستيكية والصلبة، و«رسائل البحر» هنا كان يجب علينا الإنصات لرسائل البحر واستغاثاته من أجل الحفاظ عليه وعدم رمى النفايات فيه.

«تمكين النساء والاقتصاد الأخضر».. أحد أهداف رسائل البحر.. هل تُحدثينا عن ما أثمر عنه تدريب النساء، عددهن، وأية محافظات، وما المنتجات والمَعارض التى نظمتموها؟

- هدفنا فى «رسائل البحر» تمكين النساء اقتصاديًا وتدريبهن على هذا النوع الجديد المسمى بالاقتصاد الأخضر، المُستدام، والذى يهدف بمكوّنه البيئى والحِرَفى والذى تتعرف فيه المتدربات على فنون إعادة التدوير، والخياطة، والرسم على القماش والخشب والفخار، والديكوباچ، واستخدام الموارد الطبيعية والأصداف، كذلك نحرص على الدمج بين الهويات التراثية والفنية لمحافظات مصر، وبيئاتها المتنوعة، وتوثيق الرموز التراثية التى يمكن دمجها فى التصميمات.

ولا نتوقف فى «رسائل البحر» عند تدريب مجموعة من النساء، ولكن نهتم بنقل هذه الخبرات لآخريات، ومن ثم نقوم بتأهيل المتدربين/ات لنقل التدريبات التى سيحصلون عليها، للجمعيات والجهات الشريكة فى محافظاتهم، بحيث يتم التأهيل والتمكين الاقتصادى لأكبر عدد ممكن من الشباب والسيدات.

 وماذا عن المَعارض؟

- قمنا بتدريب المجموعة الأولى مع نساء «عزبة البرج» فى محافظة دمياط على صناعة منتجات متنوعة مثل حقائب مصنوعة من الأقمشة الصديقة للبيئة، تحمل عبارات تحث على أهمية الحفاظ على البيئة وفى الوقت  ذاته تصميمها حديث وصالح للاستخدام سواء حقيبة تحملها الفتيات للجامعة أو على الشاطئ أو التنزة، كما تم عرض منتجات إكسسوارات مصنوعة من خامات بسيطة معاد تدويرها مع استخدام الصدف والقواقع بعد معالجتها وإعادة تدويرها لبيعها لتكون مصدر دخل للسيدات من جهة، وتوعية واهتمامًا بالمنتجات الصديقة للبيئة وانتشارها من جهة أخرى، ثم انتقلنا إلى عمل مَعارض لمنتجات المشروع فى الغردقة بالبحر الأحمر، وقمنا ببعض التدريبات فى أسوان، والسويس. ونظمنا كمبادرة Yalla volunteer بالتعاون مع مركز خدمات التنمية «كامب» فى محافظات «بورسعيد، دمياط، الفيوم، شمال سيناء».

 وما التحديات التى واجهتك كفتاة تعيش خارج العاصمة لتنخرط فى المجال العام الحقوقى والثقافى والأدبى أيضًا؟

- فى بداية سعيى نحو التحقق (الأدبى، والثقافى، والحقوقى) كان علىّ أن أتجه نحو العاصمة، بكل تأكيد الفرص فيها أكثر، وأكثر تنوعًا. لكن؛ الآن أصبح بإمكانى أن أقوم بدورى خارج العاصمة، وأشُجع غيرى على التحقق، وأصبح هناك كذلك العديد من الفرص التى يمكن الحصول عليها خارج العاصمة.

 أخيرًا.. ماهى خطتك المقبلة؟

- أسعى للتوسع أكثر فى فكرة مشروع رسائل البحر، واستهداف العديد من الأماكن الغنية بالتراث كسيوة، وسيناء، بالإضافة إلى استمرار الأنشطة والفعاليات الشبابية لـYalla volunteer، والعمل المجتمعى. كذلك أسعى للمزيد من الإنتاج الأدبى.