الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد إعادة افتتاحه مرّة أخرى انطلاق مبادرة «عليكى الإنتاج وعلينا التسويق» بالبيت النوبى بالأقصر

بعد توقُّف دام لعدة سنوات قامت مديرية التضامن الاجتماعى بالأقصر بإعادة افتتاح البيت النوبى للأعمال التراثية، بالشراكة مع الجمعيات الأهلية والقطاع الخاص، وتنفيذا لتوجيهات وزيرة التضامن الاجتماعى فى الحفاظ على الصناعات والحِرَف التراثية، كما أن البيت النوبى أحد مشروعات التنمية الشاملة المستدامة بالأقصر ويستهدف تدريب وتأهيل الأسر المنتجة، إضافة لكونه أداة للحفاظ على التراث النوبى؛ وبخاصة الحِرَف والصناعات التراثية اليدوية البيئية من الاندثار، ونموذج للحياة المعيشية فى المجتمع النوبى، وتقديم أبرز منتجات الحِرَف اليدوية النوبية من إنتاج أهل النوبة المقيمين فى محافظة الأقصر ومزار سياحى يعكس أوجه الحياة المعيشية للمجتمع النوبى فى مختلف مجالات الحياة.



 

يضم البيت النوبى مجموعة كبيرة من الفتيات يعملن فى عدد من الحِرَف اليدوية من الخياطة والتطريز والفريكة والخوص، وفنون الأعمال اليدوية مثل صناعة الشنط، والمشغولات اليدوية منها الخرز وأعمال صناعة السجاد والكليم وصناعات الفخار والملابس الشعبية المشغولة، ويتم الترويج لهذه المنتجات داخل وخارج الأقصر، والتى تتميز بروعة التصميمات وارتباطها الوثيق بالبيئة النوبية المتميزة، إضافة إلى خَلق فرص عمل جديدة للشباب من الفتيات؛ حيث قام البيت بإطلاق مبادرة «عليكى الإنتاج وعلينا التسويق»، التى تهدف إلى توفير أسواق للسيدات اللاتى أنهين تدريبهن بنجاح وبلغن مرحلة الإنتاج فى منازلهن؛ حيث يتم عرض منتجاتهن فى المعرض الدائم للبيت وأيضًا فى المعارض الخارجية التى يشارك فيها.

كان لـ«روزاليوسف» لقاء مع المسئولين عن الإدارة والتسويق والتدريب بالبيت النوبى..

 ست بـ 100 ست

تقول منال إبراهيم عواجة مدير المركز الحضارى النوبى بمؤسّسة أكاديمية صناع أيادى النيل لصناعة الملابس، ومؤسِّسة مبادرة «ست بـ100 ست» لدعم المرأة المعيلة التى أنشئت فى 2019: أنا فى مجال القطاع الخاص لصناعة الملابس وموضوع البيت النوبى جاء بمحض الصدفة وكنت مسئولة عن مبادرة المرأة المعيلة منذ ثلاث سنوات وأعمل على تدريب السيدات على حرفة الخياطة وأرغب فى التوسع وتعليم سيدات أكثر على حرفة الخياطة وعمل دورات تدريبية أكثر فبحثنا عن مكان كبير يسع كل السيدات، ومن هنا وقعت أعيننا على البيت النوبى، فتحاورنا مع جمعية التأهيل الاجتماعى المسند إليها البيت النوبى وذلك فى نوفمبر 2011 وبالفعل رحبت الجمعية بالفكرة وتدريب السيدات على الحِرَف وأيضا تم تمويلنا بالخامات لمساعدتنا فى الدورة التدريبية وقمنا بتدريب 57 سيدة وفتاة على عدة حِرَف على صناعة الملابس والتطريز منها الملابس وصناعة الجلود والطباعة على الملابس وصناعة الإكسسوارات، وبعد نجاح الدورة التدريبية نسقنا مع الجمعية مبادرات لتطوير الحِرَف الموجودة من برامج مختلفة؛ برامج للطفولة وبرامج لذوى الاحتياجات وبرامج للمرأة، وفى يناير 2023 استلمت إدارة البيت النوبى وبدأت أول برنامج وهو مشروع نشر ثقافة الحِرَف التراثية لدى الأطفال بحيث إن الطفل يشارك فى كل أنواع الورش ويأخذ فكرة عنها والورشة المفضلة له يعمل بها منتج ويحصل عليه كنوع من تشجيعه ودعمه.

إعادة تدوير الملابس

وأضافت: بدأنا مشروع إعادة تدوير الملابس فنأخذ بقايا المنازل والمصانع ومن خلال الجمعيات الأهلية التى لديها بقايا ملابس نأخذها ونفرزها ونقصّها وتأخذها السيدات ويصنعن منها كليم ونشجعهن على ذلك، والبيت النوبى يحتضن السيدات النوبيات وسيدات الجنوب وكلهن سيدات معيلات، وهذا ما أركز عليه أن البيت النوبى كمظلة لأى سيدة حِرَفية أو معيلة، البيت النوبى قادر على تسويق أى منتجات للسيدات، وضفاف النيل زاخر بالتراث والسيدة البسيطة التى لم تتعلم تستطيع عمل منتجات تراثية مبهرة، والعمل الهاند ميد تقديره بالصعيد بسيط جدًا ولكن السائح يقدر الشغل اليدوى التراثى، وبدأنا نجعل السيدة تستطيع تحديد قيمة ما تنتجه؛ خصوصًا أن كثيرًا من السيدات لا يستطيع تحديد السعر والمكسب مما تعمل؛ خصوصًا شغل الكروشيه، فهناك سيدات يضعن أسعارًا قليلة ومكسبها بسيط، وسيدات تعمل منتجات بأسعار عالية فلا يستطعن تسويقها أيضًا فبدأنا نساعدهن فى فهم كيفية وضع السعر والمكسب أيضًا منها.

ثقة السائح

وأكدت «عواجة» أن البيت النوبى يستقبل كل السيدات سواء لديهن تعليم عالى ولديهن شغف بالعمل اليدوى أو فتيات بالجامعات أو سيدات معيلات، والظروف الاقتصادية الحالية أجبرت السيدة على العمل حتى لو زوجها يعمل، فالحياة تحتاج إلى مشاركة الطرفين لتربية وتعليم أبنائهما ولتصبح الحياة الأسرية مستقرة، وأيضًا فى محاولة إرجاع ثقة السائح بالبيت النوبى نعمل منتجات بجودة عالية وبأسعار مناسبة له، فنعمل على جعل البيت النوبى مكان تسوق معتمد لأى سائح؛ خصوصًا بعد أن توقف نشاطه فى جائحة كورونا، فالجائحة علمتنا الكثير وعلمتنا التنمية المستدامة، وأن يكون الراتب للسيدة بنسبة من الإنتاج حسب العمل، ولا نستهدف السائح فقط بل القطاع المحلى كذلك حتى لو قلت السياحة نستطيع العمل أيضًا والإنتاج.

بيوت الخبرة 

ومن جانبه يقول محمد حسين بغدادى وكيل وزارة التضامن بالأقصر: البيت النوبى ليس جديدًا ولكن تم إعداده منذ عام 2008، وكان اللواء سمير فرج محافظ الأقصر، فأسند البيت النوبى إلى التضامن فى ذلك الوقت، وكانت تتولى شئونه إحدى الجمعيات بالقاهرة ولكن بعد فترة وجيزة تركته، وفى العام الماضى تم إسناده إلى جمعية أخرى من الأقصر لديها القدرة على إدارة المكان وتعمل على تطويره وتشغيله، وتم إعادة افتتاحه هذا العام وتتولى إدارته أ.منال عواجة وهى متخصصة فى ذلك المجال.

دورات تدريبية

وأضاف: لدينا 10 ماكينات للخياطة وتطريز وأماكن لإنتاج الجلود ومكابس للجلود إلى جانب وجود ماكينات لعمل رسومات وأشكال تراثية، ولدينا العديد من الأسر النوبية تقوم بعمل منتجات متنوعة بالمنازل، وفى البيت النوبى يوجد أكثر من مكان للتدريب على عمل منتجات متنوعة يتم تدريبهن ثم العمل من خلال المنازل فنوفر لهن الخامات والأدوات اللازمة للصناعة ونوجههن لعمل أشكال ومنتجات معينة ثم نستلمها منهن من المنزل ونعمل على تسويقها من خلال البيت النوبى.

منطقة جذب سياحى

وأكد «بغدادى» على أهمية الزيارات السياحية؛ حيث يتجه الأجانب لزيارة البيت النوبى بالأقصر؛ حيث إن الأقصر منطقة جذب سياحى، ونخطط لجعله ضمن البازارات السياحية للمحافظة بحيث إن كل الزائرين الأجانب يمرون على البيت النوبى للاستمتاع بالمنتجات النوبية المميزة سواء منتجات من الخوص أو الطرح وطاقية بكار وجلابية بكار على اختلافها، فيرى السائح أمامه منتجات تشبع النظر كما يشاهد السيدات وهن يتفنن فى عمل المنتجات التى تعبر عن تراثهن، كما أن التكلفة تعتبر بسيطة جدًا للسائح مما يجعله يقبل على اقتناء المنتجات.

 صناعة الألباستر

وأوضح «بغدادى» أن وزارة التضامن أعطت إعانة 350 ألف جنيه للبيت النوبى العام الماضى لشراء خامات وماكينات لدعم وتطوير المكان، كما أن الجمعية تستمر بتطوير المكان وعمل منتجات مميزة.