الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التغيُّرات المُناخية تجبر كندا وألمانيا على اتخاذ إجراءات طارئة أكبر عمليات إخلاء على الإطلاق

تشهد كندا وألمانيا أسوأ مواسم للمناخ؛ حيث تنتشر الحرائق الربيعية فى كندا ويوجد 431 حريقًا نشطًا، بزيادة قدرها خَمس حرائق عن الأسبوع الماضى؛ وفقًا للمركز الكندى المشترك لمكافحة حرائق الغابات.. وقد أمرت السُّلطات فى كندا سكان يلونايف، إحدَى أكبر المدن فى أقصى شمال كندا، بإخلائها برًا أو جوًا وسط تحذيرات من أن حرائق الغابات قد تمتد إليها بحلول نهاية الأسبوع.



 

وقال شاين طومسون وزير البيئة فى المناطق الشمالية الغربية: «للأسف، وضع حرائق الغابات لدينا اتخذ منعطفًا آخر نحو الأسوأ؛ حيث اندلع حريق غرب يلونايف يمثل الآن تهديدًا حقيقيًا للمدينة».

وأمر طومسون سكان المدينة البالغ عددهم نحو 20 ألف نسمة بمغادرتها بحلول ظهر أمس الجمعة سواء بالسيارة أو الطائرة.

وأغلقت السُّلطات العديد من الطرُق السريعة، ونظم فى الأقاليم الشمالية الغربية ما وصفه مسئولون بأنه «أكبر جسر جوّى» فى تاريخ المنطقة.

وأضاف طومسون: «أريد أن أشدّد على أن المدينة لا يتهددها خطر مباشر»، مُحذرًا: «بدون مطر، من المحتمل أن تصل (الحرائق) إلى أطراف المدينة بحلول نهاية الأسبوع».

ونبّه السكان قائلاً: «أنتم تُعَرّضون أنفسكم والآخرين للخطر إذا اخترتم البقاء حتى وقت لاحق».

وأعلنت مدينة يلونايف حالة الطوارئ فى وقت سابق الأسبوع الماضى قبل أن يتم توسيع نطاقها لاحقًا فى المناطق الشمالية الشاسعة.

وتخضع العديد من بلدات ومجتمعات السكان الأصليين حاليًا لأوامر بالإخلاء، فى حين اضطر رجال الإطفاء فى بعض المناطق إلى التراجع بسبب الرياح القوية التى سَعّرت الحرائق.

وهناك حاليًا أكثر من 230 حريق غابات نشطا فى المنطقة.

وبعد ما وُصف بأنه أكبر عملية إخلاء على الإطلاق تشهدها المناطق الشمالية الغربية؛ فإن مغادرة يالونايف تعنى أن نحو نصف سكان المناطق القريبة من القطب الشمالى سيتحولون قريبًا إلى نازحين.

 تعزيزات عسكرية

ووافقت الحكومة الكندية على طلب الأقاليم الشمالية الغربية بإرسال قوات الجيش الكندى للمساعدة على إخماد حرائق الغابات..

وقال وزير الاستعداد للطوارئ الفيدرالية هارجيت ساجان: «وافقنا على طلب مساعدة اتحادية من حكومة الأقاليم الشمالية الغربية». وأضاف: «تحدثت مع الوزير طومسون وأكدت له أن الحكومة الفيدرالية موجودة هنا لدعم جهودهم لمكافحة حرائق الغابات التى تهدد المجتمعات». وقال ساجان، فى إشارة إلى وزير البيئة فى الأقاليم الشمالية الغربية شين طومسون: «القوات المسلحة الكندية يتم تعبئتها وهى جاهزة للمساعدة».

وقال وزير الدفاع الوطنى بيل بلير: «نحن نقف مع سكان الأقاليم الشمالية الغربية وهم يتعاملون مع حرائق الغابات الخطيرة. استجابةً لطلب المساعدة، ستساعد القوات المسلحة الكندية فى جهود مكافحة الحرائق والنقل الجوى والتخطيط والتنسيق والخدمات اللوچستية».

 عواصف وأمطار

وفى ألمانيا، تعرضت العديد من المدن الواقعة غرب الدولة لموجة من الطقس السيئ من عواصف وأمطار غزيرة أدت إلى تعطيل حركة الطرُق والرحلات سواء البرية أو الجوية.

وتعطل بمطار فرانكفورت حركة الخطوط الجوية وتم إلغاء أكثر من 70 رحلة جوية؛ بسبب العواصف التى ضربت المدينة بشكل كبير؛ حيث تساقطت الأشجار على مسارات إقلاع الطائرات بسبب العواصف الشديدة.

ويعد مطار فرانكفورت الدولى ثانى أكبر مطار فى أوروبا، ويشهد مرور أكثر من 55 مليون مسافر ونحو 480 ألف رحلة صعود وهبوط طائرة فى العام الواحد.

وأخمدت قوات الإطفاء فى مدينة فرانكفورت أكثر من 17 حريقًا ونفذت أكثر من 374 عملية إنقاذ لمواطنين عالقين فى المدينة.

ولم يختلف الوضع كثيرًا فى مدينة هيسن التى شهدت هطولًا كثيفًا للأمطار التى تحولت إلى فيضانات فى الشوارع أدت إلى غرق العديد من محطات المترو بالمياه، وهو ما أعاق تسيير الحركة بين المحطات.

 تحذيرات

وحذّر الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمى، من التداعيات السلبية للتغيُّرات المُناخية، التى نشاهد ظواهرها فى العديد من دول العالم الآن.

وقال كامل: إن كل ما حذرنا منه حدث، والأخطر قادم بالنسبة للعالم.. مؤكدًا أن التلوث البيئى هو الخطر الأكبر على الكوكب.

وأضاف: إن التلوث البيئى، يؤثر على كل مقومات الحياة على سطح الأرض.. متابعًا: «التلوث البيئى سبب تغيُّر المُناخ؛ لأن الإنسان يلعب ببيئة الكوكب ككل».

وتابع: «نناشد دول العالم ككل بوضع استراتيچية بيئية للكوكب؛ لأن الأخطار التى تنتظر العالم أكبر بكثير مما نشاهده الآن».. مشيرًا إلى أن كل الحرائق التى يعانى منها العالم تترك كل شىء رمادًا دون ترك أى أثر للشجر أو أى نبات.

واستكمل: «الأرض صارت رمادًا بشكل كامل، وكيف سيعيش البشر على الكوكب».. مؤكدًا أن الإنسان لا يستطيع العيش دون بيئة سليمة.

وأشار إلى أن هناك عشرات الحلول لعلاج أزمة التغيُّرات المُناخية.. مضيفًا: «ولا دولة ستوقف مصانعها وسياراتها واستهلاكها للطاقة، لكن يمكن وضع استراتيچية لا تضر بالأمن الاقتصادى والصناعى والبيئى والعسكرى للدول».