الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كييف تسلّمت آلاف الدبابات والمدرعات بقيمة فاقت 160 مليار دولار تسليح أوكرانيا.. استفزاز أمريكى أوروبى يشعل غضب روسيا

حصلت أوكرانيا على مساعدات عسكرية ومالية من أكثر من 20 دولة، وفى البداية ترددت دول غربية عديدة فى تسليح كييف بأسلحة ثقيلة، ثم زودتها تحت ضغوط بأسلحة تتراوح بين الدبابات الثقيلة وأحدث أنظمة الدفاع. كما توجد مشاريع لتدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدام الطائرات المقاتلة، الأمر الذى سعت كييف إلى تحقيقه باستمرار منذ بداية العام الجارى. وقد أشعل إمداد الغرب لأوكرانيا بالسلاح غضب روسيا، وقد أعلن القائم بأعمال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميترى بوليانسكى، أن موسكو طلبت عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولى حول إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا.



وأعلن الاتحاد الأوروبى أنه سلم إلى أوكرانيا، خلال الأشهر الستة الماضية، 223.8 ألف قذيفة مدفعية و2.3 ألف صاروخ بقيمة إجمالية وصلت إلى 1.1 مليار يورو، بينما خصصت أمريكا 43.7 مليار دولار مساعدات أمنية لكييف، وأعلنت استعدادها لتدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات «F16».

وأكد المتحدث باسم مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، بيتر ستانو، أن الاتحاد نقل إلى أوكرانيا 223,800 ذخيرة مدفعية ذاتية الدفع بعيدة المدى وذخيرة دقيقة التوجيه وكذلك ذخيرة هاون، و2300 صاروخ من مختلف الأنواع، وذلك فى إطار الجزء الأول من خطة لإمدادها بمليون طلقة مدفعية.

وكانت الدول الأعضاء، وعددها 27، وافقت على خطة بقيمة مليارى يورو (2,18 مليار دولار) لتعزيز مخزوناتها وتقديم طلبات مشتركة لشراء القذائف، فى مسعى لتسليم أوكرانيا مليون قذيفة خلال 12 شهرا.

لكن، وبحسب فرانس برس، فإن هذه الحصيلة المعلنة، تجعل التكتل وأعضاءه بعيدين عن هدفهم المتمثل فى توفير مليون قذيفة بحلول الربيع المقبل، حيث شكك العديد من عواصم الاتحاد فى فبراير فى القدرة على توفير هذا الكم من الذخيرة.

وكان الاتحاد الأوروبى ودوله الأعضاء أعلنوا بوقت سابق أنهم أنفقوا حوالى 20 مليار يورو لتزويد أوكرانيا بأسلحة من جميع الأنواع منذ فبراير 2022، فيما خصصت الولايات المتحدة حتى 25 يوليو أكثر من 43,7 مليار دولار للمساعدات الأمنية لأوكرانيا، وفق البنتاجون.

وكان البيت الأبيض طلب من الكونجرس 13 مليار دولار إضافية لتوفير مزيد من الدعم العسكرى لأوكرانيا، فى هذا الصدد، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية فى مجلس الأمن القومى الأمريكى، جون كيربى، إن واشنطن أعطت الأوكرانيين كل ما طلبوه استعدادا لهجومهم المضاد، لكن هذا الهجوم يجرى بوتيرة أقل مما كان متوقعا، وأن مواصلته ستزداد صعوبة بحلول الخريف.

وفى الأسبوع الماضى، زارت سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة الأمريكية أوكسانا ماركاروفا الشركة الأمريكية الحكومية «مصنع الدبابات فى ليما» لإنتاج المركبات المدرعة، وهى جزء من شركة «جنرال دايناميكس لاند سيستمر» ومقرها ولاية «أوهايو».

وأشارت السفيرة إلى أن وصول الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا فى الوقت المناسب لا يعتمد فقط على القرارات السياسية، ولكن أيضا على قدرات المؤسسات الصناعية العسكرية الأمريكية والأشخاص الذين يعملون فى الشركات التى تصنع الأسلحة لأوكرانيا.

الموقف الروسى

قال الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تصب «الوقود على النار»، وذلك أثناء حديثه فى رسالة مسجلة مسبقا فى مؤتمر موسكو للأمن الدولى (MCIS).

وقال بوتين: «ما تؤدى إليه سياسة إضافة الوقود إلى النار يظهر بوضوح فى حالة أوكرانيا»، وأضاف: «من خلال ضخ مليارات الدولارات إلى نظام النازيين الجدد، وتزويده بالمعدات والأسلحة والذخيرة، وإرسال مستشاريهم العسكريين ومرتزقتهم، يتم بذل كل شىء لإشعال الصراع بشكل أكبر، وجذب دول أخرى إليه».

وأكد بوتين: «أكرر، أنه من الواضح اليوم، أنه يمكن الحد من المواجهة على المستويين العالمى والإقليمى، وتحييد التحديات والمخاطر، وتعزيز الثقة بين الدول وفتح فرص واسعة لتنميتها فقط، من خلال الانضمام إلى جهود المجتمع العالمى».

واتهم وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف الغرب بتأجيج الصراع فى أوكرانيا، مؤكدا أن استمرار إمداد الغرب كييف بالسلاح يهدد بخطر وقوع صدام عسكرى مباشر بين القوى النووية.

وقال لافروف -فى المؤتمر الـ11 للأمن - إن إمداد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى (ناتو) أوكرانيا بالسلاح يزيد من مخاطر وقوع صراع عسكرى بين القوى النووية.

وحذر فى الوقت ذاته من أن إمداد كييف بالأسلحة سيؤدى لانتشار السلاح غير المنضبط حول العالم.

وأشار إلى أن ما وصفه بـ»الغرب المغامر» يستمر فى تزويد أوكرانيا بالسلاح لإشعال الصراع هناك أكثر، وذلك بهدف «إنقاذ مشروعهم الجيوسياسى لاستنزاف روسيا وتقسيم العالم الروسى».

وكان لافروف قد هدد بوقوع صدام مسلح مع القوى النووية فى أكثر من مناسبة، حيث ندد قبل أسبوع فى مقابلة مع صحيفة روسية بالدعم العسكرى النوعى الذى يقدمه الغرب لكييف.

واعتبر خلال تلك المقابلة أن وجود طائرات «إف16» مع قدرتها على حمل أسلحة ذرية لدى أوكرانيا سيشكل تهديدا «نوويا ووجوديا» لبلاده، مشددا على أن روسيا «ستدافع عن نفسها بأى وسيلة»، وأشار إلى أن الولايات المتحدة والأقمار الاصطناعية التابعة للناتو تصنعان تهديدا بمواجهة عسكرية مباشرة مع بلاده.

من ناحية أخرى، قال سيرجى شويجو وزير الدفاع الروسى إن كييف تلقت الكثير من الدعم العسكرى من قبل الدول الغربية بقيمة تصل لـ160 مليار دولار.

وتابع الوزير الروسى، أن أوكرانيا منذ بداية الحرب مع روسيا يوم 24 فبراير 2022، تسلمت الكثير من المعدات العسكرية من قبل حلف شمال الأطلسى «الناتو» والاتحاد الأوروبى، لقدرتها على مواجهة روسيا، حيث تلقت «4 آلاف مدرعة، مئات الدبابات، وأنظمة دفاع جوى، ومضاد للطائرات، و1100 مدفع، وراجمات صواريخ»، البالغ قيمتها نحو الـ160 مليار دولار.

وأكد الوزير شويجو، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول جاهدة بالضغط على حلفائها لتقديم الدعم العسكرى والمادى إلى أوكرانيا ضد روسيا، وأهم تلك المعدات «أسلحة ثقيلة، وصواريخ بعيدة المدى»، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة أرسلت صواريخ بعيدة المدى من طراز «ستورم شادو»، والناتو يسعى لتسليم طائرات مقاتلة من طراز «F-16» التكتيكية.