الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلام البسطاء.. من فريسكا الدكتور  إبراهيم إلى عصائر عبدالرحمن وجورج

أحلام البسطاء.. من فريسكا الدكتور إبراهيم إلى عصائر عبدالرحمن وجورج

يبدو أن تجربة الطالب إبراهيم بائع الفريسكا على شاطئ الإسكندرية الذى كان من أوائل الثانوية العامة 2020 بأكثر من ٪96 ووقتها فرحت مصر كلها بقصة الولد المكافح الذى حقق حلمه فى دخول كلية الطب وأسعد أسرته ولأنه يستحق تكريم الدولة ورعايتها قام د. خالد عبد الغفار عندما كان وزيرًا للتعليم العالى بمخاطبة رئيس جامعة الإسكندرية بأن تتكفل الجامعة بمنحة كاملة لإبراهيم لدراسة الطب.



لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أعلنت أكثر من جهة توجيه منح وطرق دعم متعددة للطالب منها أن إدارة إحدى الشركات التى قررت دعم الطالب المجتهد بكورسات علمية، ومستلزمات تعليمية، وخلافه بمبلغ 100 ألف جنيه سنويًا، وغيرها من أوجه الدعم التى نالها وقتها بائع الفريسكا الذى شرف أهل الإسكندرية كلها.. وبعد ثلاث سنوات ووسط لهيب يوليو وأغسطس أطل علينا نموذجان جديدان يسيران على درب إبراهيم وهما الطالبان عبد الرحمن وجورج اللذان يبيعان العصائر على شاطئ الاسكندرية من كليوباترا حتى الشاطبى خلال الاجازة الصيفية وقد قدما أفكارًا مبتكرة لكسب الرزق الحلال خلال موسم الصيف، حيث بدأ عبد الرحمن فى إنشاء مشروعه وجاءت الفكرة مع أول أيام الإجازة الصيفية وخطر على باله عمل عصائر سريعة التحضير وتقديمها مثلجة للمصطافين فى الشوارع، وساندته والدته فى المشروع وساعدته فى تحضير العصائر من أجل توفير مصاريف ليشترى بها كل ما يتمناه، موبايل وجهاز كمبيوتر جديد، وأنه يتمنى أن يصبح طيارًا ونتمنى أن تتحقق أمنية عبد الرحمن، وشارك جورج مع صديقه فى المشروع ويحلم جورج أيضًا بشراء جهاز موبايل جديد ويقوم بمساعدة أسرته بجزء من مكسبه وأنه يتمنى أن يكبر المشروع ويصبح كشكًا صغيرًا ثابتًا يبيع فيه كل شيء حتى يكبر ويصبح تاجرًا كبيرًا، والأروع أن والدة عبد الرحمن طلبت منه أن يخرج الزكاة من مكسبه وأن يعطى العصائر مجانًا لمن لا يملك ثمن العصائر، بالفعل هى صورة مشرقة من أحلام شباب المستقبل الذى نزل إلى شارع الحياة ليتعلم كيف يحصل على الرزق الحلال ويسعى لتحقيق حلمه وأن عددًا من رجال الأعمال بدأوا صغارًا وبأفكار بسيطة حتى أصبحوا يملكون الأموال والمشاريع الضخمة، ونتمنى من كل من يرى عبد الرحمن وجورج وهما يبيعان العصائر بشاطئ كليوباترا والشاطبى أن يشترى منهما لتحقيق حلمهما.

نموذج مشرق ومحب للطموح والأمل، بالفعل عمار يا اسكندرية.. وفى كل ربوع المحروسة سوف تجدون أحلامًا بسيطة أصبحت حقائق.. وأنا واحد من الجيل الذي كان يعمل فى الإجازة الصيفية وهى أيام جميلة أعاد عبد الرحمن وجورج ذكرياتها، ولأن الحياة للمكافحين أذكر نماذج كانت قريبة منى وكنت شاهدًا على نجاحها منها بائع البليلة الذى كان يعود من المدرسة ليجد أمه أعدت له البليلة لبيعها أمام منزله، ودارت عجلة الحياة ليصبح من كبار الأطباء فى أمريكا، ونموذج آخر يجب أن نرفع له القبعة تقديرًا لما قدمه من لا شيء وندر نفسه للعلم والحياة من أجل الآخرين وأصبح من الفلاسفة النابغة فى تخصص دقيق، وغيرها من أحلام البسطاء لا تتوقف لتدور عجلة الحياة.. وكل التقدير والاحترام لكل حلم على طريقة هؤلاء.