بسبب الغاز الروسى الطاقة الدولية تحذر أوروبا من شتـاء قـارس

حذّرت وكالة الطاقة الدولية من أن أوروبا قد تواجه شتاءً شديدَ الصعوبة إذا قطعت روسيا ما تبقى من إمداداتها من الغاز إلى القارة وإذا تعرضت المنطقة لطقس بارد.. وقالت فى تقريرها السنوى عن سوق الغاز إنه حتى لو امتلأت مواقع تخزين الغاز فى أوروبا بنسبة تصل إلى ما يقرب من %100 قبل أكتوبر المقبل وهى توقعات ساعدت فى خفض أسعار الغاز خلال الأشهُر الأخيرة؛ فإنه لا توجد ضمانات فى مواجهة توتر الأسواق فى المستقبل- وفقًا لما نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية. وأضافت الوكالة إن عمليات محاكاة أجرتها أظهرت أن مواجهة فصل شتاء قارس مع توقف إمدادات الغاز الروسى إلى الاتحاد الأوروبى بالكامل ربما يؤدى بسهولة إلى حدوث تقلبات جديدة فى الأسعار. واعتبرت فاينانشيال تايمز أن تحذير وكالة الطاقة الدولية يسلط الضوء على الاضطرابات المحتملة التى يمكن أن يشكلها تجدد صراع الطاقة مع موسكو رُغْمَ استمرار انخفاض الأسعار منذ ديسمبر الماضى مما أدىإلى ترسيخ اعتقاد بأن المرحلة الأسوأ فى أزمة الغاز الأوروبية قد انتهت.

وأشارت إلى أن روسيا لا تزال تستحوذ على 10 % من واردات الغاز للاتحاد الأوروبى وتسلم الواردات فى صورة غاز طبيعى مسال انخفض العقد الآجل للغاز الطبيعى الهولندى «TTF» إلى 24.63 يورو لكل ميجاوات/ ساعة فى تعاملات الأسبوع الماضى وهو أدنى مستوى له منذ أوائل يونيو الماضى وأقل بنحو 90 % من السعر الذى وصل إليه خلال ذروة أزمة الطاقة فى أواخر أغسطس 2022 عندما تجاوز 340 يورو لكل ميجاوات/ ساعة. وتوقع محللون امتلاء مواقع تخزين الغاز القادرة على استيعاب نحو 100 مليار متر مكعب بنسبة 90 % قبل شهور من الموعد المستهدف للاتحاد الأوروبى فى نوفمبر المقبل ومع ذلك رجّحت وكالة الطاقة الدولية أن السيناريو الذى يجمع بين فصل شتاء بارد وتوقف إمدادات الغاز الروسية وقلة توافر الغاز الطبيعى المسال يهدد بانخفاض نسبة امتلاء مواقع التخزين فى الاتحاد الأوروبى إلى 20 % بحلول أبريل 2024 المستوى الذى يهدد بحدوث اضطرابات فى الإمدادات.

وأضافت الوكالة: إن السيناريو الذى تشهد فيه أوروبا شتاء معتدلاً مرة أخرى مع استمرار تدفقات الغاز الطبيعى المسال بشكل قريب من المستويات القياسية التى وصلت إليها العام الماضى سيساعد مواقع التخزين على إنهاء موسم التدفئة وهى ممتلئة بنسبة تتجاوز 50 %، حتى مع عدم وجود الغاز المنقول من خلال خطوط الأنابيب الروسية. وخفضت الوكالة توقعاتها على المَدَيَيْن المتوسط والطويل حول الطلب على الغاز الطبيعى بسبب الأزمة العالمية التى أثارتها الحرب «الروسية- الأوكرانية».

وقالت الوكالة: إن الزيادة الحادة فى أسعار الغاز الطبيعى قللت من قدرته التنافسية أمام مصادر الطاقة الأخرى وأن مكانته كوقود موثوق أصبحت موضع تساؤل بسبب التخفيضات الحادة فى إمدادات الغاز الروسى المنقولة من خلال خطوط الأنابيب. وأضافت الوكالة: إن نمو الطلب العالمى على الغاز خلال الفترة بين عامَىْ 2020 و2024 انخفض إلى 200 مليار متر مكعب من 350 مليار متر مكعب. ومن ناحية أخرى، قال وزير الطاقة الأوكرانى چيرمان جالوشينكو لصحيفة فاينانشيال تايمز، إن روسيا قد توقف مرور الغاز الطبيعى من بلاده إلى أوروبا العام المقبل، إذ من غير المرجح أن تجدد الحكومات العَقد فى ظل استمرار الحرب.

وأوضح جالوشينكو أن «الشحنات قد تتوقف بحلول نهاية عام 2024 عند انتهاء مدة العَقد».

مضيفًا إن بلاده تجهز نظامَها لتوقف مرور الغاز. لقد كان نقل الوقود من روسيا إلى أوروبا مرورًا بأوكرانيا بمثابة بؤرة توتر بين الدولتين على مدَى العقدين الماضيين مما أدى إلى حدوث العديد من الاضطرابات بما فى ذلك خلال شتاء عام 2009. فى حين أن روسيا لم تعد أكبر مورد للغاز إلى أوروبا؛ فإن دولاً مثل النمسا وسلوڤاكيا والمجر لا تزال تعتمد اعتمادًا كبيرًا على وقودها.