الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«هيومن رايتس ووتش» تكشف: بالأدلة «كييف» تستخدم ألغامًا محظورة!

فى تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش قالت إنها رصدت أدلة جديدة على استخدام القوات الأوكرانية ألغاما أرضية محظورة مضادة للأفراد بشكل عشوائى ضد القوات الروسية. ودعت المنظمة الدولية الحكومة الأوكرانية إلى الالتزام بتعهد أعلنته فى يونيو الماضى يتعلق بعدم استخدام تلك الأسلحة والتحقيق فى الاستخدام المحتمل لها ومحاسبة المسئولين عن ذلك. وقال مدير قسم مراقبة الأسلحة بالمنظمة ستيڤ جوس فى بيان أن تعهد الحكومة الأوكرانية بالتحقيق فى احتمال استخدام جيشها ألغاما محظورة مضادة للأفراد هو اعتراف مهم بواجبها فى حماية المدنيين.



 

وأشارت المنظمة إلى أنها شاركت نتائجها مع الحكومة الأوكرانية فى رسالة فى مايو الماضى لكن الحكومة لم ترد عليها. ويأتى التقرير الجديد استكمالا لتقرير صدر فى يناير الماضى ذكرت فيه بأن جنودا أوكرانيين أطلقوا صواريخ نثرت آلاف الألغام من طراز پى أف أم 1 إس     PFM-1S فى مناطق سيطرت عليها روسيا وحول مدينة إزيوم شرق البلاد فى الفترة ما بين أبريل وسبتمبر 2022 حينما استعادت القوات الأوكرانية المدينة. وذكر أحدث تقرير لهيومان رايتس ووتش أن الأدلة الجديدة على استخدام القوات الأوكرانية للألغام المضادة للأفراد فى عام 2022 جاءت من صور نشرها على الإنترنت فرد يعمل فى شرق أوكرانيا أظهرت أجزاءً من الرؤوس الحربية لصواريخ أوراجان من عيار 220 مليمتر.

ومن ناحية أخرى، وجهت روسيا اتهامات إلى 680 مسئولا أوكرانيا من بينهم 118 من أفراد القوات المسلحة ووزارة الدفاع بخرق القوانين التى تحكم سير الحرب بما فى ذلك استخدام الأسلحة ضد المدنيين. وقال رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين والمسئول مباشرة أمام الرئيس ڤلاديمير بوتين أنه يجرى حاليا إجراءات الملاحقة القضائية ضد 680 شخصًا؛ ومن بين المتهمين 118 شخصًا من بين قادة وقيادة القوات المسلحة الأوكرانية ووزارة الدفاع الأوكرانية. وقال التقرير إنه تم اتهام المسئولين الأوكرانيين باستخدام وسائل وأساليب حرب محظورة فى إشارة إلى المادة 356 من القانون الجنائى الروسى. وأضاف باستريكين أن التهم تشمل استخدام أسلحة ضد السكان المدنيين موضحا أن 138 من هؤلاء وجهت إليهم تهما غيابية.  وفى المقابل يزعم مكتب المدعى العام الأوكرانى إن السلطات الأوكرانية سجلت أكثر من 70 ألف جريمة حرب روسية منذ بدء الصراع كما زعمت أوكرانيا أيضا عن عدد من القضايا الجنائية ضد عسكريين روس بما فى ذلك ضد رئيس مجموعة ڤاجنر العسكرية الروسية الخاصة.

وفى بداية يناير الماضى، أعلنت بريطانيا أن وزراء العدل من عدة دول حول العالم سيجتمعون فى لندن لبحث زيادة الدعم المقدم إلى المحكمة الجنائية الدولية فى تحقيقاتها المتعلقة بجرائم الحرب المحتملة فى أوكرانيا. وسيحضر المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الاجتماع الذى سيستضيفه وزير العدل البريطانى دومينيك راب ونظيرته الهولندية ديلان يشيلجوز زيجاريوس. وقال راب الذى يشغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء أنه بعد مرور عام تقريبا وعدة أشهر على الحرب يجب على المجتمع الدولى أن يقدم أقوى دعم للمحكمة الجنائية الدولية حتى يمكن محاسبة مجرمى الحرب على الفظائع التى نشاهدها. وأضاف راب فى بيان أن الاجتماع سيسعى إلى زيادة الدعم المالى والعملى عالميا للمحكمة الجنائية الدولية وتنسيق الجهود لضمان أن يكون لديها كل ما تحتاجه لإجراء التحقيقات وملاحقة المسئولين عن تلك الجرائم. ونفت روسيا التى تصف أعمالها فى أوكرانيا بأنها عملية عسكرية خاصة استهداف المدنيين أو ارتكاب جرائم حرب أخرى.

وفى نهاية سبتمبر الماضى دعا وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمام مجلس الأمن الدولى إلى إجراء تحقيق شفاف ومحترف فى الحرب الأوكرانية. وزعم بلينكن إن الولايات المتحدة تدعو إلى فتح تحقيق شفاف ومحترف فى الفظائع التى ارتكبتها القوات الروسية بأوكرانيا، إلا أن تقرير هيومن رايتس ووتش الجديد نفى تلك المزاعم بل وكشف ما تفعله القوات الأوكرانية فى المدنيين الروس.

من جهته، رأى وزير الخارجية الروسى سيرچى لاڤروڤ خلال كلمته فى مجلس الأمن أن الغرب يتجاهل الجرائم التى ينفذها الجيش الأوكرانى والكتائب المتطرفة بالإضافة إلى المحاكمات العسكرية واستخدام المدنيين دروعا بشرية. وأضاف أن جرائم أوكرانيا ضد المدنيين ظلت بلا عقاب منذ عام 2014 إذ يجرى أيضا الآن تجاهل ما تسبب فيه الجيش الأوكرانى ومجموعات مسلحة فى منطقة دونباس. بدوره، دعا جوتيريش خلال اجتماع مجلس الأمن المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق حول الوضع فى أوكرانيا. وقال جوتيريتش إن تقارير هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان تظهر قائمة من الأعمال الوحشية وإعدامات بإجراءات تعسفية وعنف جنسى وتعذيب وغيرها من الممارسات اللا إنسانية والمهينة ضد مدنيين وأسرى حرب. وأوضح التقرير أن كل صاروخ من هذه الصواريخ ينشر عشوائيا 312 من الألغام المضادة للأفراد من طراز PFM-1S .

وانتهى تحليل لكتابات بخط اليد على أحد الصواريخ إلى أن الكلمة الأولى تعنى من باللغة الأوكرانية بينما الكلمة الثانية المكتوبة بالأبجدية اللاتينية تتعلق بإحدى المنظمات فى كييڤ ولم يحددها التقرير. وورد فى التقرير أيضا أن الشخص الذى يترأس المنظمة ولم تكشف هويته كتب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعى تشير إلى أنهم تبرعوا بأموال للجيش الأوكرانى من خلال إحدى المنظمات غير الحكومية. ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية نشرت هيومن رايتس ووتش 4 تقارير توثق استخدام القوات الأوكرانية 13 نوعا من الألغام المضادة للأفراد التى تسببت فى مقتل وإصابة مدنيين علما بأن أوكرانيا قد وقعت عام 2005 على اتفاقية دولية أعلنت فى 1997 تحظر استخدام تلك الألغام وتلزم أطرافها بتدمير مخزوناتها.