الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عرب أمريكا.. مواقف وآراء فى السياسة

عرب أمريكا.. مواقف وآراء فى السياسة

عندما وقعت أحداث سبتمبر عام 2001 وما تلاها من أحداث وحروب ظهرت للواجهة مسألة الأمريكيين من أصول عربية، فتاريخ أمريكا فى التعامل مع الأقليات فى أوقات الأزمات ملئ بالتعنصر والإقصاء والملاحقة وأوضح دليل على ذلك ما حدث للجالية اليابانية الأمريكية فى أعقاب هجوم اليابان على بيل هاربر أثناء الحرب العالمية الثانية والذى كان السبب فى دخول أمريكا للحرب العالمية وانضمامها للحلفاء.



عرب أمريكا أو الأمريكيين من أصول عربية يعيشون اليوم فى مأمن نسبى، فلم يضطهدوا كاليابانيين ولم يقصوا بشكل ممنهج رغم صدور قوانين أمنية عبر السنوات منذ أحداث سبتمبر عملت على الحد من بعض الحريات العامة والتى تنطبق عليهم وعلى باقى مواطنيهم من غير العرب، والسؤال الأهم اليوم كما كان فى الماضى على المستوى الداخلى هو عن ميل العربى الأمريكى السياسى ومدى ارتباطه بالأرض التى احتضنته وفتحت له باب الاندماج.

هناك رأى سائد أن الأمريكيين من أصول عربية هم فى الغالب ميالون للحزب الديمقراطى وهو رأى فى أحد جوانبه صحيح إلا أنه فى جانب آخر غير دقيق، صحيح أن الأغلبية تميل لسياسات أكثر تحررًا وبالتالى ميلًا للحزب الديمقراطى إلا أن هناك نموًا لافتًا نحو الحزب الجمهورى، خاصة فى الأوساط العربية المحافظة المسيحية والمسلمة وبالأخص فى القضايا المرتبطة بالتنشئة وسياسات التعليم.

برز الميل للحزب الديمقراطى بشكل لافت فى المرحلة التى أعقبت أحداث سبتمبر وذلك كرد فعل ورفض الغالبية لسياسات الرئيس الأسبق الجمهورى جورج دبلو بوش تجاه العالم العربى والإسلامى، إلا أن نسبة تأييدهم للديمقراطيين انخفضت عن المعدل الذى كان يفوق الـ50% فى تلك الأيام لتصل أيام الرئيس باراك أوباما لمعدل الـ40% مقابل نهوض التأييد للجمهوريين بمعدل 24%، وكذلك تزايد من يصفون أنفسهم بالمستقلين من معدل 15% إلى معدل 28% فى آخر استطلاع أجرى هذا العام.

ووفق بيانات المعهد العربى الأمريكى فإن الأمريكيين من أصول عربية يبدون اليوم تقديرًا منخفضًا للرئيس جوزيف بايدن بنسبة تصويت إيجابى فى الأداء الوظيفى تبلغ 31%، إلا أن 47% من الأمريكيين من أصول عربية لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه بايدن بالمجمل إذا ما قورنت بوجهة نظرهم تجاه الرئيس الأسبق والمرشح الجمهورى الحالى دونالد ترامب والتى تبلغ 36%، الأمر الذى يمكن فهم سبب تفضيل العرب الأمريكيين اليوم وبنسبة 53% أن يسيطر الحزب الديمقراطى على الكونغرس.

هذا فيما يتعلق بالنظرة تجاه الحزبين والسباق النيابى والرئاسى حتى اللحظة، أما عن المحركات التى تدفع العرب الأمريكيين الذين يبلغ عددهم 3.5 مليون مواطن ويشكل المسيحيون الأغلبية منهم فى اتخاذ قراراتهم وكيف ينظرون لأنفسهم فى النسيج الأمريكى وعلاقتهم بالعالم العربى وقضاياه، يمكن القول إن الأمريكيين العرب نوعان، الأول هم أحفاد الموجة التى قدمت لأمريكا قبل وبعد الحرب العالمية الثانية وأغلبيتهم من لبنان وسوريا وفلسطين والثانية هم موجة الهجرة الأخيرة التى نتجت عن الحرب وحالة عدم الاستقرار التى تعيشها مناطق مختلفة من الشرق الأوسط والعالم العربى والذين قدموا بشكل رئيسى من شمال أفريقيا والعراق.

موقف العرب الأمريكيين من القضايا المحلية الأمريكية لا يختلف كثيرًا عن موقف الجماعات العرقية الأمريكية الأخرى فهى فى أحد أوجهها تتصف بأنها مزيج من القلق تجاه السياسات الليبرالية والوسطية، حيث يعتبرون قضية العنف المسلح هى الأهم بالنسبة لهم، تليها فى المرتبة الثانية مجموعة من القضايا مثل ضرورة التعامل مع عجز الميزانية والإنفاق الحكومى، وخلق فرص عمل وتنمية الاقتصاد، والقلق على البيئة ومشكلة التغير المناخى، إضافة لقضايا تحسين الرعاية الصحية، والتعامل العرقى، وحماية الضمان الاجتماعى والرعاية الطبية (ميديكير)، فى حين تعد أزمة لبنان واحتياجات الشعب السورى الإنسانية وتحقيق العدالة للفلسطينيين أهم قضايا السياسة الخارجية التى تستحوذ بشكل كبير على اهتمام العرب الأمريكيين.

فى مسألة تقييد حرية التعبير يرى 80% من العرب الأمريكيين أنهم ضد القوانين المحلية أو الأوامر التنفيذية التى تعاقب الأفراد أو الجماعات أو الشركات على ممارستها أنشطة تعمل على مقاطعة إسرائيل، فى حين يشعر ثلاثة أرباع العرب الأمريكيين بالقلق من جهود مجالس المدارس التى تسعى إلى حظر الكتب التى تحتوى على تاريخ السود أو تلك التى تقدم محتوى مجتمع المثلية الجنسية.