الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دراسة اجتماعية رصدت مدى إدراك المواطنين لقضايا التغيُّر المناخى 80% من المصريين مهتمون بقضية المناخ و94% مستعدون لتعديل سلوكياتهم البيئية

كشفت دراسة حديثة أن أكثر من 80% من المصريين مهتمون بقضية التغيُّر المناخى، وأنهم يتابعون ذلك من خلال وسائل الإعلام وصفحات الفيسبوك والفيديوهات على «اليوتيوب والتيك توك».



الدراسة جاءت بعنوان «تغيُّر المناخ ووعي المواطنين» للدكتورة حنان أبوسكين، أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، حيث أكد 94% من المشمولين استعدادهم للقيام بسلوكيات تسهم فى مواجهة تغيُّر المناخ وذلك عن طريق الاعتماد على الإضاءة الطبيعية كلما أمكن لأن هذا سيوفر من استهلاك الكهرباء وتخفيف الأحمال، ووضع القمامة والمخلفات في الأماكن المخصصة بها للتقليل من انتشار الأمراض والروائح الكريهة والمشى واستخدام الدراجة الهوائية في المسافات القصيرة لتحسين الصحة وتوفير نفقات الانتقالات، بل إن بعض المواطنين أكدوا أنهم بدأوا فى زراعة النباتات في البلكونة وفوق الأسطح والأماكن التى تسمح بذلك واستخدام كميات مناسبة من الطعام لتجنب الهدر.

في المقابل قال 20٪ إنهم لم يهتموا بقضية المناخ لأنهم يعتقدون أن حالة الجو هي إرادة الله ولا يتدخل فيها البشر.

وأجابت الدراسة على عدة أسئلة منها مدى سماع المواطنين المصريين عن مفهوم تغيُّر المناخ وفهمهم له وشعورهم بالظاهرة، وكذلك مدى إدراك المواطنين للآثار السلبية لتغير المناخ على مصر وتعدد إنتاجية محاصيل الفاكهة والخضار وكيفية انعكاس تغيُّر المناخ على نمط حياة المواطنين والدور الذي يمكن أن يقوم به المواطنون لمكافحة تغير المناخ مثل النظام الغذائى لاستهلاك كميات أقل من اللحوم وإمكانية استخدام الدراجات في المسافات القصيرة ووقف تشغيل الأجهزة الكهربائية والأضواء في حال عدم استخدامها وشراء المنتجات المحلية وزراعة النباتات والأشجار، كما استطلعت الدراسة رأى المواطنين في الجهود التي تبذلها الدولة في قضية تغيُّر المناخ.

شملت الدراسة أكثر من ألف مواطن من ذوي الأعمار فوق 18 عامًا من جميع المحافظات عبر الهواتف المحمولة، حيث أجاب أكثر من 80 ٪ منهم على أسئلة الدراسة وأكدوا أنهم مهتمون بقضية تغيُّر المناخ وتابعوا هذه القضية من خلال وسائل الإعلام وصفحات «الفيسبوك والفيديوهات على اليوتيوب والتيك توك».

وعن كيفية تأثير تغيُّر المناخ على حياتهم أوضح 82 ٪ منهم أنه سبب لهم تعبًا جسديًا في حين قال 18 ٪ إنه سبب لهم انخفاضًا في النشاط والقدرة علي العمل وسوء الحالة المزاجية.

وقال المواطنون: إن ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة وارتفاع فاتورة الكهرباء لتشغيل المراوح والتكييف لفترات طويلة بسبب تغيُّر المناخ، وأشار أكثر من 70 ٪ منهم إلى أن الدولة تبذل جهدًا كبيرًا في مكافحة تغير المناخ.

وأكد 94 ٪ من المشمولين بالدراسة، استعدادهم للقيام بسلوكيات تسهم في مواجهة تغيُّر المناخ وذلك عن طريق الاعتماد على الإضاءة الطبيعية كلما أمكن لأن هذا سيوفر من استهلاك الكهرباء وتخفيف الأحمال، ووضع القمامة والمخلفات في الأماكن المخصصة بها للتقليل من انتشار الأمراض والروائح الكريهة والمشي واستخدام الدراجة الهوائية في المسافات القصيرة لتحسين الصحة وتوفير نفقات الانتقالات، بل أن بعض المواطنين أكدوا أنهم بدوا في زراعة النباتات في البلكونة وفوق الأسطح والأماكن التي تسمح بذلك واستخدام كميات مناسبة من الطعام لتجنب الهدر.

وانتهت الدراسة إلى عدة توصيات منها المطالبة بالاستمرار في تكثيف جهود نشر الوعي بتغيُّر المناخ بين عموم المواطنين مع الاهتمام بتثقيف الإناث، خاصة في الريف وذوي المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة ومن لم يلتحقوا بالتعليم.

كما طالبت الدراسة بتعريف الطلاب بالتغير المناخى من خلال المناهج الدراسية في كل مراحل التعليم والتركيز على طرح هذه القضية عبر برامج التليفزيون والفضائيات باستمرار إلى جانب عمل حملات توعية في كل وسائل الإعلام باستمرار.

كما طالبت الدراسة بتخصيص صفحات في الفيسبوك وفيديوهات على اليوتيوب والتيك توك حول تغيُّر المناخ، بالإضافة إلى الاتصال المباشر بالمواطنين من خلال نزول المتخصصين في أماكن التجمعات مثل الأندية والكافيهات وحملات التوعية والإعلام لفئة الشباب واستهدافهم وتعريفهم بما تقوم به الدولة من جهود لمكافحة تغيير المناخ.

وطالبت الدراسة أيضًا بتوعية جميع المواطنين بالسلوكيات التي تسهم في مواجهة تغيُّر المناخ وتشجيعهم على القيام بها مثل الاعتماد على الإضاءة الطبيعية كلما أمكن. ووضع القمامة والمخلفات في الأماكن المخصصة لها ووقف تشغيل الأجهزة الكهربائية والأضواء في حال عدم استخدامها والتقليل من استخدام الكيماويات مثل المبيدات ومستحضرات التجميل والمشي أو استخدام الدراجة في المسافات القصيرة، والتأكد من غلق الصبور بعد استخدام المياه «الشرب - الاستحمام - عمليات النظافة»، وأيضًا استخدام الخل في التنظيف بدل المنظفات الصناعية، وتقليل استخدام الأكياس البلاستيك وزراعة النباتات في البلكونة أو فوق الأسطح أو أى مكان يسمح بذلك، واستخدام كميات مناسبة من الطعام وتجنب الهدر، وقيام الجهات المختصة بتعريف المواطنين بوجود منتجات صديقة للبيئة وتحفيزهم علي استخدامها.

وأشارت الدراسة إلى أن الدولة أنجزت الخريطة التفاعلية لمخاطر تغير المناخ في مصر، وأكدت ضرورة الاستمرار في تحديثها على فترات متقاربة لمساعدة متخذى القرار على تحديد المناطق المعرضة للمخاطر المحتملة مع تغير المناخ كالسيول والاستعداد لها واتخاذ الإجراءات اللازمة إلى جانب تطوير نظام إنذار مبكر للطقس والتنبؤ بالمخاطر.

واقترحت الدراسة في توصياتها إطلاق المجلس الوطني للتغيرات المناخية وخط ساخن لتلقى شكاوى المواطنين واستفساراتهم حول تغيُّر المناخ وإرشادهم إلى السلوكيات السليمة، على أن يقوم هذا المجلس بإنشاء قاعدة بيانات لكل الأبحاث والدراسات في العلوم الطبيعية والاجتماعية التي تتعلق بكل أبعاد قضية تغير المناخ من جميع المؤسسات البحثية ليتسنى رسم خريطة معرفية للموضوع.

كما اقترحت إلقاء الضوء على الجهود والنتائج التي تم التوصل لها والاستفادة منها، على أن يتم إتاحة المعلومات والبيانات المتعلقة بتغيُّر المناخ لمنظمات المجتمع المدني لمساعدتها على إجراء مشروعات ومبادرات على المستوى المحلي تهدف لتفعيل الاستراتيجية الوطنية لتغيُّر المناخ وتأخذ في الاعتبار اختلاف احتياجات المحافظات.

كما أوصت الدراسة بإطلاق جائزة في مجال مكافحة تغيُّر المناخ لكل من الجهاز الإداري للدولة والقطاع الخاص على غرار «جائزة مصر للتميز الحكومي» التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحقيق استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 بحيث تفوز بها المؤسسة المتميزة التي تنجح في تطبيق معايير بيئية تسهم في التحقيق أو التكيف مع تغيُّر المناخ.