الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أزمة بسبب غياب القدرات الإنتاجية وقلة العمال المتخصصين وحالة الاختناق فى سلاسل الإمداد دعم أوكرانيا يكشف نقص مخزونات الولايات المتحدة والناتو العسكرية

فى مقال للكاتب بويان بانشيڤسكى نشرته صحيفة وول ستريت چورنال قال إن دول أوروبا تدفع بشحنات عسكرية إلى أوكرانيا فى وقت تعانى فيه من شح الذخيرة وعدم قدرتها على مواصلة الإنتاج بشكل سريع لكى تتواءم مع استخدامها المستمر. وأشار فى المقال إلى أن أوروبا تواجه معضلة فى دعم أوكرانيا ومواصلة الدفاع عن أراضيها. وجاء فى التقرير الذى أعده بويان بانشيڤسكى أن أوروبا التى لديها أكبر قدرات تصنيع للسلاح فى العالم تكافح من أجل إنتاج ما يكفى من الذخيرة لأوكرانيا ولنفسها مما يعرض قدرات الناتو الدفاعية للخطر ودعم أوكرانيا فى نفس الوقت كما يقول قادة الصناعة العسكرية.



 

وقال إن غياب القدرات الإنتاجية وقلة العمال المتخصصين وحالة الاختناق فى سلاسل الإمداد إلى جانب كلفة الإنتاج والقيود البيئية على الصناعة تحد من الجهود لزيادة معدلات الإنتاج بشكل يضع تحديات أمام الغرب وأوكرانيا، وأشار إلى أن حرب الاستنزاف بين روسيا وأوكرانيا تحولت الآن إلى سباق تسلح بين موسكو وأعضاء حلف الناتو فى أوروبا التى تبحث عن طرق لتقوية دفاعاتها فى ضوء التهديدات المتزايدة من الكرملين.

وفى تقرير آخر نشره موقع CNN الأمريكى قال خبراء عسكريون إن نقص الذخائر والمعدات فى أوكرانيا بمثابة جرس إنذار لحلف شمال الأطلسى الناتو والولايات المتحدة على أنهما لم يستعدا لنزاع طويل الأمد فى الحرب مع روسيا وذلك فى وقت يكافح الطرفان لدعم كييڤ وتجنب نقص مخزوناتهما من الذخائر والمعدات العسكرية. وأوضح مسئولون أمريكيون وغربيون لشبكة CNN أن الحلف لم يستعد بشكل كافٍ لاحتمال نشوب حرب برية طويلة الأمد فى أوروبا بعد عقود من السلام النسبى خصوصًا فى ظل نقص الأسلحة. وأكد مسئولون أمريكيون أن هناك مستوى محدودًا من الذخائر فى المخزونات الأمريكية حول العالم وهو فى الأساس احتياطى للطوارئ لا يريد الجيش التخلى عنه، مشيرين إلى أن واشنطن تقترب من هذا المستوى مع استمرارها فى تزويد أوكرانيا بذخيرة عيار 155 ملليمترًا وهو معيار الناتو المستخدم فى قذائف المدفعية. وبدأت الولايات المتحدة فى زيادة إنتاج الذخيرة العام الماضى عندما أصبح من الواضح أن الحرب ستستمر لفترة أطول بكثير مما كان متوقعًا؛ لكن مستشار الأمن القومى چيك سوليڤان قال لـ CNN إن إنتاج كميات كبيرة من الذخيرة لمستويات مقبولة سيستغرق سنوات.

وأشار تقرير الشبكة إلى أن الولايات المتحدة لجأت لإرسال الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا للمساعدة فى تخفيف النقص المحتمل مما يوفر لكييڤ إمدادات من الأسلحة الأمريكية التى لم يتم استخدامها حتى الآن. لكن نظرًا لأن الذخائر العنقودية يمكن أن تشكل خطرًا طويل الأمد على المدنيين فإن نقلها إلى أوكرانيا لا يقصد به سوى أن يكون إجراءً مؤقتًا حتى يمكن إنتاج المزيد من الذخائر الموحدة. وفى السياق نفسه قال مصدر حكومى ألمانى لشبكة CNN إن برلين اتخذت خطوات لمحاولة سد الفجوات الموجودة فى مخزونات الذخيرة وزيادة احتياطياتها، مشيرًا إلى أن الذخائر الخاصة بدبابة چيبارد والتى تم توفيرها لأوكرانيا يتم إنتاجها الآن فى ألمانيا. وتوقع المصدر تسليم الذخيرة من خط الإنتاج الجديد هذا الصيف مما يسمح لألمانيا بشحن إمداداتها الخاصة. 

ومن ناحية أخرى وفى أثناء ذلك ستستثمر بريطانيا 2.5 مليار جنيه إسترلينى إضافية فى المخزونات والذخائر وستزيد أيضًا الاستثمار فى مرونة وجاهزية البنية التحتية للذخيرة فى المملكة المتحدة بما فى ذلك مرافق التخزين، وفقًا لتقرير وزارة الدفاع الصادر حديثًا. لكن هناك مشكلة أخرى واجهها الناتو بشكل كبير وهى تحفيز المقاولين على زيادة إنتاج الإمدادات التى لم تتمكن الحكومات من شرائها بشكل جماعى فى السنوات الأخيرة وتحديدًا قذائف المدفعية عيار 155. وقال مسئول كبير فى الحلف لـ CNN إن الالتزامات المالية من الولايات المتحدة وأوروبا ساعدت على تخفيف بعض هذه المخاوف لكن كجزء من قانون دعم إنتاج الذخيرة توصل قادة الاتحاد الأوروبى إلى اتفاق لإنفاق 500 مليون يورو لدعم مصنعى الأسلحة الأوروبيين ما يسمح بإجراء تغييرات على الاتفاقيات الإطارية الحالية حول إنتاج الذخيرة. وفى قمة الناتو التى اختتمت فى العاصمة الليتوانية ڤيلنيوس الأسبوع الماضى وقع وزيرا الدفاع الفرنسى والأوكرانى اتفاقًا يتضمن وضع إطار للإنتاج المشترك لقطع الغيار وصيانة الأسلحة والمعدات الأجنبية. كما طلب البنتاجون من الكونجرس كجزء من ميزانية الدفاع لعام 2024 توفير تمويل كافٍ للسماح لوزارة الدفاع بإبرام عقود متعددة السنوات مع مقاولى الدفاع. وقال الچنرال تشارلز براون مرشح الرئيس چو بايدن لمنصب رئيس هيئة الأركان المشتركة خلال جلسة بالكونجرس: بالنسبة لجميع الخدمات الواردة فى عرض ميزانية هذا العام طلبنا عمليات شراء متعددة السنوات.

وأضاف: لقد تم تصميم هذا الشراء متعدد السنوات للمساعدة فى زيادة مخزوناتنا كما يوفر إمكانية التنبؤ لقاعدة الدفاع الصناعية وسلاسل التوريد الخاصة بأوكرانيا. وحتى الآن زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بأكثر من مليونى قذيفة مدفعية من عيار 155 ملليمترًا وفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون. كما حددت وزارة الدفاع هدفًا لإنتاج 70 ألف قذيفة مدفعية شهريًا، وتنتج الآن ما يقل قليلًا عن 30 ألف قذيفة ارتفاعًا من حوالى 15 ألف قذيفة شهريًا عندما بدأ الغزو فى فبراير العام الماضى. وكان بعض المسئولين الأمريكيين يأملون فى أن يعتمد الأوكرانيون بدرجة أقل على المدفعية فى هذه المرحلة وأكثر على مناورات الأسلحة المشتركة وهو أسلوب قتال أكثر كفاءة وتطورًا كانت الولايات المتحدة تدرب عليه القوات الأوكرانية منذ أشهر. 

ومن ناحية أخرى؛ قال وزير الدفاع البريطانى بن والاس إن المملكة المتحدة ليست أمازون لتوصيل الأسلحة إلى أوكرانيا وقد يكون من الحكمة أن تسمح كييڤ لمؤيديها بالشعور بالامتنان بينما رد الرئيس الأوكرانى زيلينسكى على ذلك بالقول: إننا ممتنون دائمًا لذلك.

وأضاف بن والاس خلال مؤتمر صحفى فى ختام قمة حلف شمال الأطلسى الناتو التى عقدت فى ليتوانيا أن نصيحته للأوكرانيين هى أن يتذكروا أنهم بحاجة إلى إقناع بعض السياسيين المتشككين فى واشنطن وعواصم أخرى بأن عشرات المليارات من الجنيهات الإسترلينية ينفقونها على المساعدات العسكرية لبلدهم من أجل حربها مع روسيا جديرة بالاهتمام. وأشار إلى أن الناس يريدون رؤية الامتنان سواء أحببنا ذلك أم لا مشيرًا إلى أن بلاده ليست أمازون فى إشارة إلى شركة التجارة الإلكترونية الأمريكية العملاقة. وفى إجابته على سؤال بشأن ما إذا كان يتفق مع ما طرحه بن والاس قال رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك أن الرئيس زيلينسكى أعرب عن امتنانه فى عدة مناسبات مشيرًا إلى خطاب زيلينسكى أمام البرلمان البريطانى. وأضاف: أتفهم رغبة زيلينسكى فى بذل كل ما فى وسعه لحماية شعبه ووقف هذه الحرب مؤكدًا أن بلاده ستواصل تقديم الدعم الذى تحتاجه أوكرانيا.

وردًا على تصريحات وزير الدفاع البريطانى قال الرئيس الأوكرانى: كنا دائمًا ممتنين لبريطانيا ولرؤساء وزرائها ووزير الدفاع لأنهم دائمًا يدعموننا لكن لا أعرف ما يعنيه بن والاس وكيف يجب أن أعبر عن امتنانى ربما يريد الوزير شيئًا مميزًا ولكن لدينا علاقات رائعة. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الحكومة البريطانية أنها ستزود أوكرانيا بأكثر من 70 مركبة قتالية ولوچيستية وآلاف القذائف لدبابات تشالنجر 2 وحزمة دعم قدرها 50 مليون جنيه إسترلينى (64.7 مليون دولار) لإصلاح المعدات العسكرية. والتقى الرئيس الأوكرانى بقادة حلف شمال الأطلسى الناتو الذين كانوا مجتمعين فى قمة بليتوانيا بعد أن أعلنوا أن مستقبل أوكرانيا سيكون داخل الحلف لكنهم رفضوا دعوته لوضع جدول زمنى للعضوية.

وحصدت أوكرانيا ثمارًا فى شكل ضمانات أمنية حالية وعلى المدى البعيد إذ لا يمكنها فى الوقت الراهن الانضمام لحلف الأطلسى الناتو مع استمرار الحرب مع روسيا نظرًا لأن المادة الخامسة من ميثاق الحلف تنص على أن الهجوم على عضو واحد يعد هجومًا على الجميع مما قد يضع الناتو فى حرب مباشرة مع روسيا. كما أعلنت دول مجموعة السبع والتى جزء منها بريطانيا عن إطار عمل دولى يمهد الطريق لضمانات أمنية على المدى الطويل لأوكرانيا من أجل تعزيز دفاعاتها ضد روسيا. وإلى جانب ذلك ستطلق بريطانيا أيضًا مشروعًا من خلال حلف الناتو لتأسيس مركز إعادة تأهيل طبى للجنود الأوكرانيين يجرى تمويله من خلال حزمة المساعدة الشاملة التى خصصها الحلف لأوكرانيا.