الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الاحتفال بمئوية ميلاد البابا شنودة المعلم والموسوعى والمسكونى أبحاث جديدة حول شخصية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذا الأسبوع بمئوية ميلاد البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ117 والذى ولد فى الثالث من أغسطس عام 1923، وبهذه المناسبة تنظم الكنيسة برعاية البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية احتفالية كبرى تحتوى على العديد من الأنشطة المهمة، حيث دعا المركز الثقافى القبطى  الباحثين لتقديم أبحاث فى المؤتمر، الذى ينظمه المركز بمناسبة المئوية على أن تكون محاور أبحاث المؤتمر عن بابا العرب «الوحدة الوطنيةـ الحوار الإسلامى المسيحى»، البابا الموسوعى «الكاتب - الشاعر ـ الصحفى»، البابا المسكونى، البابا المعمر، البابا والوسائط الروحية «البابا الروحى»، المرأة فى منهج البابا «ما بين ضرورات الانفتاح ومقتضيات الرهبنة»، البابا المعلم والبابا والشباب.



 

ومن المقرر إقامة احتفالية ختامية يومى 3 و4 أغسطس بالمسرح الكبير بقاعة المنارة بالتجمع الخامس، حيث يشارك فى الحفل كورال «أم النور»، على أن تكون المشاركة فى الاحتفال من خلال الدعوة الشخصية. لقد استطاع البابا شنودة الثالث أن يحفر اسمه فى ذاكرة الوطن، فقد استطاعت كاريزمته وشخصيته أن تؤثر فى الكثير من أبناء هذا الوطن بل والعالم كله، حتى إنه تم إطلاق اسمه على أحد شوارع ولاية نيوجيرسى بعد رحيله بعدة أشهر وذلك فى أكتوبر عام 2012 حيث تجمع مئات من الأقباط فى تقاطع شارع بيرجن وشارع فروم فى جيرسى سيتى بولاية نيوجيرسى، ليشاهدوا إزاحة الستار عن لافتة شارع تحمل اسم البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث تم إطلاق اسمه على هذا الشارع تكريمًا وتخليدًا لذكراه، وكان أكثر من 400 شخص قد تجمعوا قبل حفل الإطلاق فى كنيسة سانت جورج وكنيسة القديس شنودة، وقد حضر حفل تغيير اسم الشارع إلى اسم البابا أيضًا عدد من الشخصيات السياسية والدينية الأمريكية، مثل السيناتور روبرت منديز، والأنبا دافيد الأسقف العام للإيبارشية الأرثوذكسية فى أمريكا الشمالية، وعمدة المدينة. 

إن حياة البابا شنودة الثالث كانت مليئة بالأحداث التى أثرت عليه وشكلت وجدانه وذلك منذ أن توفيت أمه أثناء ولادته فى أغسطس عام 1923 بمحافظة أسيوط، وبالتالى أصبحت له العديد من الأمهات على اختلاف دياناتهن إلا أن إحساس اليتم ظل مرافقًا له طوال حياته وهو ما سجله فى قصيدته الشهيرة «أمى» حيث قال فيها: «أحقًا كانت لى أمٌ فماتت.. أم إنى قد خُلقتُ بغير أم

رمانى الله فى الدنيا غريبًا.. أُحلق فى فضاءٍ مُدلهم

 وأسال يا زمانى أين أحظى بأخت أو بخالٍ أو بعم

وأسأل عن صديق لا أجده كأنى لست فى أهلى وقومى

وهل أقضى زمانى ثم أمضى وهذا القلب فى عدم ويُتْم».

هذا اليتم المبكر جعله يشعر بالوحدة الدائمة والتى لازمته طوال فترة كبيرة فى حياته حيث كان يقول: «كنت طفلًا وحيدًا ماتت أمه دون أن يرضع منها، وفى طفولته كان يسير إلى المدرسة فى طريق «طويل طويل» يمشى فيه وحده وهو يفكر.

لقد وُلِد البابا شنودة فى قرية سلام فى محافظة أسيوط، باسم نظير جيد روفائيل.

كان البابا شنودة أول أسقف للتعليم المسيحى قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1942) ومكاريوس الثالث 1942 - 1944 ويوساب الثانى 1946 - 1956. وكان يقول عن طفولته المبكرة إنه عاشها بلا صداقة ولا زمالة ولا لعب مثل باقى الأطفال، لكن يتذكر زيارته لدير درنكة بأسيوط مع مئات وآلاف العائلات، التى تذهب إلى جبل أسيوط لتأخذ بركة السيدة العذراء.

لم تكن طفولته مستقرة فى مكان واحد وهو ما عزز شعور الوحدة لديه، فقد بدأ دراسته ما قبل الابتدائى بأسيوط والسنة الثانية والثالثة الابتدائى قضاها فى الإسكندرية، ثم عاد إلى أسيوط فى السنة الرابعة ذهب إلى بنها مع أخيه الأكبر الأستاذ روفائيل ومنها إلى القاهرة، ودخل مدرسة الإيمان الثانوية فى شبرا، وبعد أن أنهى المرحلة الثانوية دخل جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) كلية الآداب قسم التاريخ.

هكذا كانت أولى فترات حياته التى كانت لها تأثير كبير فى تشكيل شخصيته المحبة للفكر والأدب، وفى الوقت نفسه أفرزت إنسانًا مفكرًا متأملًا فى الأوضاع من حوله وكانت لشخصية إخوته ووالده التأثير الكبير عليه ليصبح شخصية تملك فكرًا حرًا مدافعًا عن رأيه وأفكاره وجعلته شخصيته الأدبية التى تكونت لديه مبكرًا قادرًا على خلق أدوات أدبية خاصة به يستطيع أن ينقل بها أفكاره الجريئة والتى وصلت لحد انتقاد القوانين الكنسية وقيادتها من خلال صفحات المجلات الدينية وعلى رأسها مجلة مدارس الأحد وذلك خلال فترة شبابه الثورية والمتمردة.

تأثرت شخصية البابا شنودة بالأرشيدياكون حبيب جرجس مدير الكلية الإكليريكية حين التحق بها وهو فى السنة الرابعة من كلية الآداب، ولم يكتف بالالتحاق بها فقط بل التحق أيضًا بكلية الضباط الاحتياط فى نفس السنة ليدرس فى الثلاث كليات معًا فى نفس العام، مما يجعلنا ندرك شخصيته المثابرة والتواقة للعلم والدراسة والطموح ولديه شغف المعرفة والقيادة، حيث عُين فى هيئة التدريس بالكلية الإكليريكية، وصار عضوًا فى اللجنة العليا لمدارس الأحد، وجمعته علاقة مودة ومحبة بالأرشيدياكون حبيب جرجس الذى أثر فيه كثيرًا.

أدرك نظير جيد وهو اسم البابا شنودة قبل الرهبنة أن أوضاع الكنيسة تحتاج لإصلاح فاتخذ من مجلة «مدارس الأحد» منبرًا يعتليه وينادى ويطالب بالإصلاح، وهاجم البابا يوساب البطريرك الـ115 آنذاك كثيرًا وطالبه بالإصلاح وشكك فى شرعيته لكونه كان مطرانًا لجرجا وهو ما لا يجيزه القانون الكنسى.

بل وكانت أكثر الحملات الإصلاحية حينما اتفق مع شباب مدارس الأحد على الدفع بأستاذهم العلمانى حبيب جرجس للرسامة مطرانًا للجيزة بعد خلو كرسى المطرانية عام (1949)، وجندت مجلة مدارس الأحد صفحاتها حينها للتأكيد على أن الكنيسة تجيز رسامة علمانى لهذا الموقع، بينما لا تسمح بانتقال أسقف من كرسيه إلى آخر.

ولم يكن هذا فقط ما نادى به نظير جيد بل طالب بتغيير لائحة اختيار البطريرك فى مقال له على صفحات نفس المجلة.

إلا أنه وعلى الرغم من ثائرته وتمسكه بآرائه إلا أنه رفض تغيير اللائحة بعد اعتلائه سدة الكرسى المرقسى، مشيرًا إلى أنه يترك هذه المهمة لخلفه ليعطى للجميع درسًا آخر وهو أنه أيًا كانت رؤيتك الإصلاحية إلا أنها من الممكن أن تتغير بعد وجودك فى مركز القيادة ليس لتغيير فى أفكارك وإنما لإدراكك لوجود الكثير من المعطيات الأخرى لا يراها سوى من يملك عجلة القيادة.

هذه الرؤية هى نفس الفكرة التى طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مطلع هذا العام أثناء كلمته التى ألقاها فى كاتدرائية الميلاد بالعاصمة الإدارية حين أكد: «إن الموجود فى موقع القيادة يرى أمورًا كثيرة لا يعرفها الجميع»، وبالتالى نجد أن البابا شنودة ضرب مثالًا للجميع بشخصيته المؤثرة توضح طريق القيادة الناجحة وأسسها.

 البابا شنودة والشيخ الشعراوى.

كانت شخصية البابا شنودة شخصية استثنائية ولذلك جمعته صداقة استثنائية مع الشيخ متولى الشعراوى وبدأت العلاقة بين الشيخ الشعراوى والبابا شنودة بعد إرسال البابا شنودة وفدًا من رجال الكنيسة لزيارة الشيخ الشعراوى أثناء إجرائه عملية جراحية فى لندن، وقدم له هدية عبارة عن «علبة شيكولاتة» مع باقة من الورود، بعدها زاره بنفسه ووصى الأطباء عليه.

وضع البابا صورة الشيخ الشعراوى فى مكتبه الخاص لكى يصلى من أجل أن يتم الله شفاءه، وأن يعود إلى أرض الوطن بكامل صحته بعد إجرائه عملية جراحية فى لندن.

عندما رحل البابا شنودة عن عالمنا نعاه زعماء ومشاهير العالم حيث قال الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما: «سنتذكر البابا شنودة الثالث كرجل عميق الإيمان وداعية إلى المصالحة».

ونعته كاترين آشتون وزير خارجية الاتحاد الأوروبى قائلة: «قائد محترم صاحب رؤية.. وكان يدعو إلى التسامح والحوار بين الأديان».

هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق قالت: «نحن إذا نتأمل حياة ورصيد البابا شنودة الفكرى والروحى نؤكد مجددًا دعمنا لمستقبل يعمه السلام والازدهار فى مصر». 

أما الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل قال عنه: «كان مثالًا لرجل الدين الذى يؤمن بالتسامح، والتعايش بين الطوائف والأديان».

أما البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان السابق قال: «كان من أهم الشخصيات العالمية الروحية التى فقدها العالم فى ظروف صعبة ومعقدة».

جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية السابق: «البابا شنودة الثالث قائد وطنى ودينى محترم دافع على الدوام عن الحرية الدينية وحرية المعتقد.. وأفضل وسيلة لتخليد ذكرى البابا شنودة هى الحفاظ على المبادئ التى ناضل من أجلها طوال حياته المديدة، والحفاظ على اللحمة الوطنية بين المصريين». 

الأنبا باخوميوس مطران البحيرة: «رأيناه كارزا فى نواح كثيرة فى رحلاته، وزيارته المتعددة لأقطار كثيرة فى العالم فى عظاته وكتاباته فى إرسالية لأبنائه فى العالم». 

الدكتور نبيل العربى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية: «البابا شنودة الثالث قامة مصرية وطنية عظيمة حملت هموم المصريين والعرب جميعًا، وعاش بإيمانه العميق مدافعًا عن الوحدة الوطنية وعن القضايا العربية، وعن روح التسامح والمحبة والحوار بين أتباع الديانات السماوية».

ستيفن هارير رئيس وزراء كندا السابق نعاه قائلًا: «كان رمزًا مثاليًا للتسامح الدينى والتفاهم بين الجماعات، كما تميز بالحنو والإنسانية تجاه مجتمعه، والآخرين من الأديان الأخرى.. كما أنه شخصية تعلق بها الصغار والكبار، وتم تكريمه عالميًا». 

البطريرك ثاؤفيلس الثالث بطريرك القدس للروم الأرثوذكس: «سيكون خالدًا فى نفس كل من عرفه».

رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الراحل: «كان يدًا تمتد لتحمى مصر من صواعق الفتنة». 

الدكتور الراحل أحمد زويل: «البابا شنودة كان مصريًا عظيمًا ورمزًا فى تاريخنا الحديث». 

الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل: «البابا شنودة كما تظهر الأحداث كان أذكى ما قدر الآخرون، كما أنه كان أقرب إلى الالتزام بمقادير مصر، مما ظن هؤلاء الذين كانوا يخططون لشىء آخر». 

الأديب الراحل نجيب محفوظ: «البابا شنودة دائمًا رجل صلب متفائل شديد الذكاء.. مصرى عميق الأصل، عربى الوجدان والتوجهات.. إنسانى النزعة عالمى الأفق». 

مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق: «حافظ على الهوية الوطنية للكنيسة المصرية وتقاليدها القديمة.. نصر القضية الفلسطينية ورفض ذهاب الأقباط إلى القدس، كما أنه كان رجلًا مثقفًا ووطنيًا». 

الكاتب مصطفى أمين: «الظلم يقوى المظلوم ولا يضعفه.. فالمطارق التى هوت على البابا شنودة لم تهدمه بل جعلته أكثر ثباتًا، ومكانة فى قلوب الأقباط». 

وقال عنه الراحل الدكتور على السمان: «البابا شنودة عبقرى المودة لأنه جعل هذه الكلمة البسيطة منهجًا لحياتنا وعلاجًا للكره».

ويقول البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن البابا شنودة: إن الجميع يتذكر مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، وعمله وخدمته وحبريته وتعبه من أجل الكنيسة على مدار عشرات من السنين، مضيفًا أنه علامة كبيرة فى تاريخ الكنيسة القبطية وأحد قامات مصر القوية.

وهو أمة روحية كنسية قبطية عظيمة أثرت فى التاريخ المصرى والتاريخ القبطى، كان محبًا للكتاب المقدس ومحبًا للرهبنة والدير ومحبًا للعلاقات المسكونية مع كنائس العالم.

وأشار البابا تواضروس إلى العلامات الثلاث التى تميز بها، وهى: التعليم: اهتم بالتعليم وفسر الكتاب المقدس والموضوعات الإيمانية واللاهوتية بطريقة بسيطة، عميقة.

 التعمير الرهبانى: أحب الرهبنة من كل قلبه، فكان يقضى وقتًا كبيرًا فى الدير، وهو أسقف وهو بطريرك، وعمر الأديرة داخل مصر وخارجها فى أمريكا وأوروبا وأستراليا وإفريقيا.

 العلاقات المسكونية: كانت كنيستنا من أوائل الكنائس التى شاركت فى مجلس الكنائس العالمى فى جنيف فى سويسرا، أيام المتنيح البابا يوساب الثانى، واستمر العمل المسكونى أيام البابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث؛ الذى عمل على تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط فى بيروت، وكذلك مجلس كنائس كل إفريقيا، فى نيروبى فى كينيا، وقبل نياحته بشهور معدودة؛ بدأ مشاوراته وإعداده لتأسيس مجلس كنائس مصر، وافتُتِح المجلس بعد نياحته بنحو سنة. 

أضاف البابا تواضروس فى حديثه عن البابا الراحل: هو أول بطريرك قبطى يزور الفاتيكان، ويقيم علاقات مع الكنيسة الكاثوليكية فى مايو 1973، وتمخض عن الزيارة بيان رسمى وقّعه البابا شنودة، والبابا بولس السادس، وهذا البيان يُعتبر أساسًا قويًّا للعلاقات؛ التى تقوم بين الكنيستيْن.

وعلى أساس البيان؛ قامت الحوارات اللاهوتية بين الكنائس الشرقية (الأورينتال) ومع الكنيسة الكاثوليكية، والثمرة القوية لكل هذا هو الفهم المتبادل بين الكنيستيْن.

واستكمل قائلًا: زار معظم كنائس العالم الأرثوذكسية الخلقيدونية وغير الخلقيدونية والكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية، وتبادل الزيارات معهم، وكان يهتم بهذه العلاقات الطيبة التى تجمع الجميع، واهتم بالحوارات اللاهوتية وزيارات المحبة، واستقبال الآباء وقادة هذه الكنائس هنا فى مصر، ليطّلعوا على التاريخ القويم لكنيستنا المصرية، فكان بحق داعمًا قويّا لهذه العلاقات التى تشمل كنائس العالم.

وحصل على أكبر جائزة فى التعليم المسيحى تمنحها مؤسسات بروتستانتية مُنحت له، باعتباره واعظًا مسيحيًا متميزًا، وكان ذلك فى أواخر السبعينيات، كما كان حضور البابا شنودة بما لديه من خبرة كبيرة فى الكتاب المقدس وكتابات الآباء ومعرفة الإيمانيات، وبما لديه أيضًا من مواهب أدبية فى التاريخ وفى والشعر والأدب.. كل هذه كانت تتجمع فيه وتساعده وتقويه فى أن تكون كنيستنا فى الحوارات اللاهوتية لها مكانة.

واختتم البابا تواضروس حديثه، قائلًا: جعل البابا شنودة الكنيسة القبطية منارة لذلك؛ عندما تتواجد فى أى مكان لا تخشى من شىء، بل تقدم خبرتها وتاريخها واختباراتها ومعرفتها وإيمانها المستقيم للجميع.

هكذا كانت شخصية البابا شنودة مثيرة للجدل، له مكانة خاصة فى قلوب الكثيرين ليس فى مصر فقط بل العالم كله شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، وما زالت حتى الآن شخصيته محط أنظار الكثيرين الذين يسعون لدراسة جوانبها ليبرزوها للجميع فى شتى أنحاء العالم، فهو الشخصية التى جمعت فى جوانبها الهدوء والتمرد، الضحك وحب الفكاهة والصرامة، كانت كاريزمة البابا شنودة تستطيع أن تجذب الكثيرين لذلك كان أول أسقف للتعليم ليلتف حوله الشباب ويتعلقوا به، ويظلون هكذا حتى يبكوه كثيرًا بعد الرحيل.