الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

100 حريق فى أكثر من 15 محافظة فى الجزائر التغيُّرات المناخية تحرق العالم

شهدت دول حوض البحر الأبيض المتوسط منذ مطلع الأسبوع الماضى موجة من حرائق الغابات بسبب ارتفاع درجات الحرارة وشهدت المنطقة العديد من حرائق الغابات فيما مضى بعدما دمرت عددًا كبيرًا من المنازل والمتاجر، ما زال رجال الإطفاء يكافحون لإخماد الحرائق العنيفة التى ضربت شمال الجزائر وشرقها وتسببت فى مقتل 34 شخصًا على الأقل بينهم عشرة جنود منذ أسبوع. فى كل صيف، يشهد شمال الجزائر وشرقها حرائق تطال الغابات والأراضى الزراعية، وهى ظاهرة تتفاقم من سنة إلى أخرى بتأثير تغير المناخ الذى يؤدى إلى الجفاف وموجات الحر.



 

وقالت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية الجزائرية «إن مصالح الحماية المدنية نجحت فى إخماد غالبية الحرائق بنسبة 80 بالمئة، بعد التجدد بدون انقطاع، وتعزيز العمليات الميدانية برًا بالمورد البشرى والعتاد وتعاضد الإمكانيات بين الولايات».

وقالت الحماية المدنية إن 11 حريقًا لا يزال مستمرًا فى سبع ولايات فى شمال البلاد وشرقها. 

وفى تونس المجاورة، اندلعت فى طبرقة الحدودية فى الشمال الغربى حرائق خطيرة الاثنين فى منطقة دمرتها النيران الأسبوع السابق.

وفى توجة بشمال شرق البلاد حيث قضى 16 شخصًا، تم احتواء الحريق فى شكل شبه كامل رغم استمرار بعض البؤر فى الاشتعال.

واندلع حتى الآن حوالى 100 حريق فى أكثر من 15 محافظة فى الجزائر، خصوصًا فى البويرة وجيجل وبجاية، وهى مناطق تضررت بالفعل فى العامين الماضيين بسبب حرائق خطيرة أودت بنحو 130 شخصًا.

وقالت وزارة الدفاع إن الجنود العشرة الذين قضوا جراء الحرائق حوصروا بالنيران أثناء إجلائهم من بنى كسيلة فى منطقة بجاية برفقة سكان القرى المجاورة.

كما أسفرت الحرائق عن إصابة أكثر من 80 شخصًا، بينهم 25 جنديًا، فى منطقة بجاية، وفق إذاعة «سومان» المحلية.

واستدعى الوضع إجلاء أكثر من 1500 شخص من بعض القرى مع اقتراب الحرائق من منازلهم. كما دمرت النيران منتجعات ساحلية تعد مقاصد سياحية فى الصيف. والقرى المتضررة التى يقع الكثير منها فى منطقة القبائل الجبلية، تحيط بها غابات كثيفة وتتعرض لموجة حر شديد منذ أسابيع سجلت 48 درجة مئوية الاثنين.

وتسببت موجة الحر بجفاف الغطاء النباتى وجعلته أكثر عرضة لاندلاع الحرائق التى اشتعلت بفعل الرياح العاتية.

اجتياح عنيف

وتجتاح دول شمال إفريقيا موجة حر كبيرة، إذ سجلت المنطقة درجات حرارة تصل إلى 49 درجة مئوية فى بعض بلدات تونس، التى اجتاحت فيها الحرائق مساحات من الغابات، مما أجبر مئات العائلات على الفرار.

تركيا أيضًا انضمت إلى قائمة الدول المتوسطية المتضررة من الحرائق، حيث تسببت ألسنة اللهب فى غابات مدينة أنطاليا جنوبى البلاد فى إصابة عدد من الأشخاص بحالات اختناق، فيما تم إخلاء عدد من المساكن المجاورة للحريق كإجراء احترازى خوفًا من تمدد النيران إلى الأماكن السكنية.

شمالًا، وصفت حكومة اليونان ما تشهده البلاد من حرائق منذ أكثر من أسبوع فى البلاد بمثابة حرب.

واضطرت السلطات اليونانية إلى إجلاء نحو 30 ألف سائح من جزر البلاد المتضررة، التى تشهد عادة فى هذه الفترة من السنة توافد الزوار من أنحاء العالم.

وجاء فى دراسة، أجراها فريق علماء (وورلد ويزر أتربيوشن) العالمى، الذى يدرس الدور الذى يلعبه تغيُّر المناخ فى النوبات المناخية المتطرفة، أنّه لولا تغيُّر المناخ الناجم عن النشاط الإنسانى، لكانت أحداث هذا الشهر «شديدة الندرة».

والحرّ الشديد مع بلوغ الحرارة 40 درجة مئوية يتجاوز كثيرًا ما يجذب عادة السياح الذين يتدفقون على شواطئ جنوب أوروبا صيفاً. وتسبّبت درجات الحرارة المرتفعة وجفاف الأرض فى اندلاع حرائق غابات فى البلدان الواقعة على جانبَى البحر الأبيض المتوسط.

وقد تصدّى عشرات من رجال الإطفاء، مستخدمين الطائرات، لحريق هائل نشب بالقرب من مطار نيس الدولى فى جنوب فرنسا. وفى شمال أفريقيا.

وأدّت الحرائق التى أججتها الرياح إلى إغلاق معبرين حدوديين مع تونس المجاورة. وفى سوريا، اندلعت حرائق غابات فى المناطق الريفية المحيطة بمدينة اللاذقية الساحلية على البحر المتوسط واستخدمت السلطات طائرات هليكوبتر عسكرية لمحاولة إخمادها.

علماء يحذرون

وصف علماء الحرارة الشديدة بأنّها «قاتل صامت» يلحق خسائر فادحة بالفقراء وكبار السن والذين يعانون من ظروف صحية معينة. وجاء فى بحث نُشر هذا الشهر أنّ نحو 61 ألف شخص ربما لقوا حتفهم فى موجات الحر الشديدة فى أوروبا الصيف الماضى، مِمّا يشير إلى قصور فى جهود الاستعداد ينجم عنه سقوط ضحايا.

واندلعت حرائق الغابات فى منطقة دوبروفنيك الكرواتية بسبب الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة، وتم تخصيص طائرتين للمساعدة فى إخماد الحرائق.

وفى قبرص، أخمد رجال الإطفاء القبارصة حريقا دمر حوالى 20 هكتارا من الغابات وسط إحدى أطول موجات الحر فى تاريخ الجزيرة.

كان ذلك أسوأ حريق واجهته قبرص هذا الصيف فى وقت تبقى الحرارة بمستوى 40 درجة مئوية أو أعلى منذ 12 يوليو.

التغيرات المناخية

وقال الدكتور على قطب، أستاذ المناخ، إن التغيرات المناخية لها دور كبير فى حرائق اليونان لأنها تساهم فى ارتفاع درجات الحرارة وطول الموجات الحرارية وشدة الحرارة، وارتفاع درجات الحرارة فى منطقة غابات يؤدى لحرقها نتيجة انبعاث غاز الأكسجين فيها.

وأضاف على قطب أن انتشار حرائق الغابات فى اليونان كارثة بكل المقاييس، لأنها تزيد من الانبعاثات الكربونية وهى ضرر وتؤدى لتلوث بيئى وهوائى، ووقف هذه الحرائق يتم من قبل الحكومة اليونانية أو المساعدة من قبل دول أوروبا المحيطة.

وتابع أن درجات الحرارة مستمرة فى الارتفاع حتى نهاية الأسبوع لكن ستخف الموجة على منطقة الشرق الأوسط الجمعة المقبل نتيجة منخفض الهند الموسمى وما يحدث من تراجع بسيط على منطقة أوروبا.

وأوضح أن حرائق الغابات ينبعث منها دخان والذى يحوى غازات ثانى أكسيد الكربون وأول ثانى أكسيد الكربون وغازات مضرة للبيئة تتصاعد لطبقات الجو العليا وحركة الرياح فى طبقات الجو العليا تتحرك من الغرب للشرق وتأثيرها يكون أكثر على المناطق الشرقية من اليونان.