بتمويل من المعونة الأمريكية لطلاب الثانوية العامة 86 مليون دولار أمريكى لبرنامج تعليمى يستهدف بناء قادة المستقبل

كل عام فى هذا التوقيت، يعيش عدد كبير من الأسر المصرية فى أجواء خاصة تتراوح بين مشاعر القلق والخوف والأمل والتى تعد مجرد مسميات لحالة خاصة تسمى بـ (الثانوية العامة).. حيث يعتبر طالب الثانوية العامة هذه المرحلة الفارقة فى حياته الدراسية والعلمية مسألة حياة أو موت!

وما بين فترة الامتحانات وانتظار النتيجة مع الحلم بالمجموع الكبير، يبدأ كل طالب فى رسم آمال وطموحات للالتحاق بالكلية التى يتمناها.. لينتقل بذلك إلى مرحلة أخرى جديدة ومختلفة تشكل جانبًا كبيرًا من شخصيته ومستقبله المهنى وهى مرحلة الدراسة الجامعية.

 

خلال هذه الفترة، تبحث كل أسرة عن مكان لابنها أو بنتها فى العديد من الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية التى تتسابق فى تقديم العروض الدراسية للطلاب فى كل المجالات والتخصصات.. وفى هذا السياق، حصلت الجامعة الأمريكية بالقاهرة على منحة قدرها 86 مليون دولار أمريكى من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لدعم برنامج جديد يحمل اسم «رواد وعلماء مصر» حيث يقدم منحًا دراسية وتدريبًا للطلاب والباحثين وقادة المستقبل المصريين مع التركيز على القطاعات التى يمكنها النهوض بالأهداف المناخية لمصر.

كما يقدم «برنامج المنح الجامعية» المقدم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والذى تقوم على تنفيذه الجامعة الأمريكية بالقاهرة عددًا من الفرص لمنح دراسية جامعية لمدة أربع أو خمس سنوات قد يسبقها سنة تمهيدية، وذلك فى حالة التحاق الطالب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أو مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والابتكار (لما يقرب من عدد 145 طالبًا وطالبة فى العام الدراسى الجامعى 2023-2024) وذلك للحصول على شهادة البكالوريوس أو الليسانس فى عدد من الجامعات المصرية الحكومية والخاصة.. واللافت أن برنامج «رواد وعلماء مصر» يقدم منحًا دراسية لتعزيز التنوع والمساواة والشمول، مع التركيز بشكل خاص على التمثيل الجغرافى، وإدماج النساء والأشخاص ذوى الإعاقة فى المجالات.

كما يهدف البرنامج إلى بناء قوة عاملة أكثر شمولًا وقدرة ومهارة تعمل على دعم القطاعات الحيوية للنمو الاقتصادى فى مصر، بما فى ذلك تحقيق الأهداف الخاصة بتمكين المرأة، والصحة، والرقمنة، وأهداف المناخ.

كما تقوم الجامعة الأمريكية بالقاهرة بإدارة وتنفيذ البرنامج بالتنسيق مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، ووزارة التعاون الدولى، ومؤسسات القطاعين العام والخاص، وذلك من خلال اتفاقية تعاون مدتها تسع سنوات بمشاركة عدد من الجامعات المصرية وهى جامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية وجامعة أسيوط والمنصورة ومدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والابتكار مع جامعة العلمين الدولية وجامعة بدر بالقاهرة.

أما عن النتائج المرجوة من البرنامج.. فيهدف إلى بناء القدرة الفنية والريادة للوزارات والمؤسسات الحكومية المصرية التى تقود التنمية الاستراتيجية لمصر، لتعزيز قدرات صياغة وتنفيذ السياسات والممارسات التى تدعم الأولويات الوطنية.

ويستهدف البرنامج إمداد قادة المستقبل فى الكيانات غير الحكومية بالمعرفة والمهارات والممارسات اللازمة لمواجهة التحديات الماثلة أمام القطاعين العام والخاص فى مصر، وتعزيز القدرة التنافسية لمصر على المستويين الإقليمى والدولى.

كما يسعى البرنامج إلى إمداد الشباب المصرى القادم من المجتمعات الأكثر احتياجًا بالمعرفة والمهارات ذات الصلة بالسوق فى المجالات التى تؤهلهم لدفع النمو الاقتصادى الشامل طويل الأجل فى مصر بشكل فعال.

وبشكل خاص يهدف البرنامج لدعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمسئولية البيئية فى مصر من خلال التركيز على الدراسة الجامعية فى مجالات المياه والطاقة والزراعة والتمريض، كما يستهدف المشروع تقديم فرص لتعليم جامعى ترتكز على أسس المعرفة والابتكار والبحث العلمى، وتتسم بالتميز، والتعليم التجريبى، وريادة الأعمال والإعداد الجيد لسوق العمل، مع إتاحة الفرص للقيام بأبحاث علمية من شأنها خلق أثر إيجابى وفعال لكل من الطلاب (من الإناث والذكور وكذلك ذوى الإعاقة) والمؤسسات التعليمية المشاركة والمجتمع المصرى ككل.

ويعد تمكين الطلاب المتفوقين أكاديميًا وغير القادرين ماليًا من الالتحاق والتميز فى ظل فرص تعليمية جامعية أفضل من أهم أهداف هذا البرنامج مع زيادة فرص الطلاب المصريين فى الالتحاق بالدراسة الجامعية وتحديدًا بالكليات والتخصصات التى تقدم فيها الدراسة ذات المصروفات بنظام الساعات المعتمدة وباللغة الإنجليزية وكذلك تزويد الطلاب بإمكانات أكاديمية استثنائية للوصول إلى فرص أكبر فى التعليم الجامعى بالإضافة إلى تنمية مهارات اللغة الإنجليزية اللازمة للدراسة ولمواكبة متطلبات سوق العمل فى مصر مع تقديم فرص للدراسة ببعض جامعات الولايات المتحدة الأمريكية لمدة فصل دراسى واحد لحوالى 65 % من طلاب المنحة وتوفير عدد من الفرص للعمل على تطوير الأفكار والمشروعات الإبداعية ونقلها إلى حيز التنفيذ مع الإسهام فى زيادة فرص العمل بعد التخرج من خلال تنمية مهارات القيادة التواصل والمهارات اللازمة لسوق العمل لدى الطلاب مع تطوير وتعزيز القدرات القيادية والالتزام تجاه المجتمع والوطن لدى الحاصلين على المنحة الدراسية حتى يتم إعدادهم ليصبحوا قادة المستقبل ودعاة للتنمية فى مجتمعاتهم المحلية وإتاحة الفرص للطلاب للمشاركة مع مؤسسات القطاع الخاص للاستفادة من فرص التدريب العملية أو التمويل للمشروعات المبتكرة وتوفير سبل الإقامة للطلاب المغتربين سواء بتوفير أماكن للإقامة أو دفع بدل مالى شهرى.

واللافت أن اختيار الطلاب سيتم بناءً على مدى قوة وجودة استمارة التقديم بعد استيفائهم لمعايير القبول مع إتاحة الفرصة للطلاب المقبولين الدراسة ببرامج الساعات المعتمدة ذات المصروفات والتى تكون فيها الدراسة باللغة الإنجليزية حيث يدرس الطلاب تخصصات حديثة وغير تقليدية.