الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عام هجرى جديد.. وعودة وسائل التواصل الاجتماعى  للطريق الصحيح

عام هجرى جديد.. وعودة وسائل التواصل الاجتماعى للطريق الصحيح

كل عام والعالم الإسلامى بخير بمناسبة العام الهجرى الجديد 1445 ومع إشراقات العام الهجرى الجديد لابد أن نتذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما رسخه من قيم وفضائل ومبادئ وأخلاق ونشر سماحة الدين الإسلامى والالتزام بتعاليمه وإعلاء قيمة العمل.. لابد أن نعتبر العام الهجرى الجديد فرصة لأن نتوقف أمام وسائل التواصل الاجتماعى ونسأل أنفسنا: هل هى فعلاً وسائل تواصل اجتماعى؟ وأن نعيد النظر فيها ونسأل أنفسنا: كيف تحولت إلى وسائل الانقطاع والانسداد الاجتماعى؟ خاصة بعد أن أصبح لدينا أكثر من 100 مليون مصرى لديه تليفون محمول وأكثر من 12 مليون تليفون أرضى حسب إحصائيات أكتوبر 2022 بجهاز التعبئة العامة والإحصاء، بل أكثر من 60 مليون مشترك بالإنترنت، ورغم كل هذه الأرقام توقعنا بتسهيل لكل مناحى وحل مشاكلنا والتواصل للاستفادة وتعميق العلاقات وصلة الأرحام.. لكن ما حدث كان أمرًا غريبًا انقطعت نسبة كبيرة من العلاقات وتحولت غالبية المنازل إلى جزر منعزلة كل فرد لا يعرف الآخر، حتى مائدة الطعام التى كانت تجمع الجميع أصبحت مجرد مكان للحصول على أطباق والعودة إلى التليفون للدخول إلى العالم الافتراضى الذى يعيش فيه كل فرد من الأسرة.. هل هو تواصل اجتماعى؟ ومتى يجتمع شتات الأسرة بعد أن أصبح الكل مشغولاً بنفسه ومتابعة الفيس بوك والواتس والسوشيال ميديا وتويتر وغيرها.



الكارثة الكبرى أن الأمر أصبح مريبًا لدرجة أن أحد أفراد الأسرة قد يسقط أمام العائلة ولا أحد يشعر به أو حتى يفكر فى أن ينقذه، بل يسرع ليسجل حالته على التليفون (ادعوا لوالدى) (أمى فى العناية المركزة)، بل المؤسف أن التربية غابت من داخل بعض البيوت وتحجرت القلوب وأصبحنا نستيقظ على خبر وفاة أم أو أب وحيدًا معزولاً داخل شقته ولم يعرف أحد عن الوفاة إلا بعد رائحة الموت التى خرجت لتعلن الوفاة وتعلن صفحة جديدة من جحود الأبناء.. هل هو تواصل اجتماعى أم انسداد وانقطاع؟ والأكثر ألمًا وحزنًا وحسرة هو ما يحدث من بعض السيدات والفتيات خلال اللايف المباشر من حوارات وفيديوهات وتراقص وعرض لأجساد مترهلة.. للأسف هن لسن أمهاتنا أو بناتنا.. هن نبت شيطانى غريب على مجتمعنا المصرى.. هن من قدمن لحومهن الرخيصة بأبخس الأثمان.. وأتذكر إمام المسجد الذى يتحدث كل صلاة جمعة عن كل هذه الظواهر السلبية وعن شباب البنطال الساقط وذيل الحصان والسلاسل والشورت القصير الذى لا يجوز الصلاة به، ولا أحد يحرك ساكنًا، بل الأدهى أن هذه النوعية من شباب المستقبل يجلسون أسرى لتليفوناتهم حتى وقت خطبة الجمعة.. والجميع أصبح فى عالم آخر.. إمام المسجد يوجه إلى التخلص من السلبية والباعة الجائلون ليس لديهم صبر حتى تنتهى الصلاة.. وبعض المتسولين والمرضى يقطعون الطريق أمام المصلين للمطالبة بالصدقات.. إنه سيناريو متكرر كل يوم جمعة.

وأخيرًا هل نحن نستخدم التكنولوجيا المتطورة بشكل صحيح، لابد أن نقف طويلاً لنعيد حساباتنا ونعيد الأوضاع إلى سابقتها وأن نستخدم التكنولوجيا فى العمل الذى أعدت من أجله.. وأعتقد أن بداية عام هجرى جديد فرصة لتستيقظ الضمائر ويفيق الجميع قبل أن تضيع أيامنا فى غيابات الجب.. أفيقوا يرحمكم الله.