الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وبدأ العد التنازلى الحرب العالمية الثالثة.. لماذا يدفع بايدن العالم لإشعال حرب نووية؟

«لا ينبغى أن يدفعنا جو بايدن إلى الاقتراب أكثر من الحرب العالمية الثالثة من خلال تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية»، بهذه الكلمات هاجم المرشح الرئاسى والرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب قرار جو بايدن الأخير حول الحرب الأوكرانية.



وفى خطوة خطيرة وغير متوقعة، أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن بعزمه تزويد أوكرانيا بسلاح محرم دوليًا وفق قانون الأمم المتحدة، حيث أعلنت واشنطن عزمها تقديم معونة لكييف بقيمة 800 مليون دولار تشمل « ذخائر عنقودية» وتكون الولايات المتحدة بهذه الخطوة قد تخطت آخر الخطوط الحمراء مع عدوها الروسى، حيث أعلنت موسكو أنها لن تقف مكتوفة الأيدى أمام هذه الخطوة سوى أن الرئيس الأمريكى يزج «العملية العسكرية فى أوكرانيا» إلى نقطة اللا عودة.

 

الخطوة الأمريكية جاءت فى توقيت يعكس فشل الهجوم المضاد الأوكرانى ووسط مخاوف أوروبية مع تداعيات القرار الأمريكى خاصة أن دول أعضاء الاتحاد الأوروبى أعلنت رفضها لهذه الخطوة التى تعتبر «غير مدروس آثارها» وأعلنت فرنسا وألمانيا وإنجلترا رفضها لخطوة بايدن قبل اجتماع أعضاء حلف الناتو فى 13 يونيو الماضى، وهو أيضًا ما يعكس انقسام أعضاء الناتو وحلفاء الغرب مع الصديق الأمريكى، وعلى الرغم من أن بايدن منذ اعتلائه المكتب البيضاوى يعتبر أكبر إنجازاته تجاوز خلافات واشنطن إبان فترة حكم ترامب مع الجانب الغربى إلا أن بهذا القرار ربما تنفتح بوابة الجحيم على أوروبا والعالم كله.. فالسلاح «العنقودى» ربما يكون أولى خطوات النهاية لبداية الحرب العالمية الثالثة أو الحرب النووية.

 «لن يتم توجيهها للشرق الأوسط»

دافع الرئيس الأميركى جو بايدن عن «قراره الصعب للغاية» -كما وُصف- بإعطاء أوكرانيا قنابل عنقودية، بينما أشار خبراء عسكريون إلى أن هذه القنابل ستتيح للقوات الأوكرانية إمكانية تدمير شبكات الخنادق التى حفرتها روسيا على مدار الأشهر الماضية، وهو ما فشلت فيه كييف خلال الهجوم المضاد، وسبب ذلك انزعاجا كبيرا فى العواصم الغربية.

وقال بايدن - فى حديث لشبكة CNN إن اتخاذ القرار «استغرق بعض الوقت لإقناعه بالقيام بذلك» لكنه تصرف لأن «ذخيرة الأوكرانيين تنفد». وأضاف أنه تحدث مع الحلفاء بشأن القرار الذى يأتى قبل قمة الناتو فى ليتوانيا.

فى الوقت ذاته، أشار مستشار الأمن القومى جيك سوليفان - فى إفادة صحفية بالبيت الأبيض  - أن المسئولين الأمريكيين «يدركون أن الذخائر العنقودية تخلق خطرا على المدنيين، وهذا السبب فى أننا أجلنا القرار لأطول فترة ممكنة».

وأضاف سوليفان أن المدفعية الأوكرانية تحتاج إلى «إمدادات ضخمة» بينما تكثّف الولايات المتحدة الإنتاج المحلى، وقال «لن نترك أوكرانيا بلا حماية فى أى مرحلة من الصراع الجاري».

وأشار سوليفان أن الأوكرانيين سيكونون حذرين بالقدر الكافى فى استخدام هذا السلاح خاصة أنه سيتم استخدامه داخل بلادهم، وفى سؤال لأحد الصحفيين خلال إفادته فى مؤتمر للبيت الأبيض، أوضح مستشار الأمن القومى الأمريكى أن واشنطن لا ترسل قذائفها العنقودية «فى الشرق الأوسط مثلا أو فى دول آسيا.. بل سيتم إرسالها للأوكرانيين للدفاع عن بلادهم»!!!!

ليست المرة الأولى

وأثارت الذخائر العنقودية جدلا حول معدل فشلها وتأثيراتها على المدنيين فى المدى الطويل، ما يعنى أن القنابل الصغيرة غير المنفجرة يمكن أن تبقى على الأرض لسنوات وتنفجر بشكل عشوائى فى وقت لاحق. وقال سوليفان إن القنابل العنقودية الأمريكية التى سيتم إرسالها إلى أوكرانيا أكثر أمانا بكثير من تلك التى تستخدمها روسيا فى الصراع، وإن معدل الإخفاقات فى الذخائر العنقودية الأمريكية أقل من 2.5 % مقابل معدل إخفاق يتراوح بين 30-40 % فى الذخائر العنقودية الروسية.

وقال المسئول السابق بالبنتاجون والمحاضر بكلية الدفاع الوطنى بواشنطن ديفيد دى روش: «روسيا وأوكرانيا تستخدمان بالفعل الذخائر العنقودية فى الحرب. والمشكلة مع الولايات المتحدة أن الكثير من الديمقراطيين يريدون حظر هذه القنابل كليا، ولكن الآن بعد أن أصبح لدينا دولة صديقة فى مواجهة صراع وجودى، يبدو أنه لا بدائل كثيرة متوفرة».

ويعتقد دى روش، فى حديث صحفى، أن هذه الخطوة تمثل تطورا طبيعيا فى دعم واشنطن لأوكرانيا «فنحن نوفر لهم إلى حد كبير كل سلاح تقليدى لدينا».

القذائف العنقودية هى عبارة عن عبوات تحمل عشرات إلى مئات القنابل الصغيرة، والمعروفة أيضا باسم الذخائر الصغيرة. يمكن إسقاط العبوات من الطائرات أو إطلاقها من الصواريخ أو إطلاقها من المدفعية أو المدافع البحرية أو قاذفات الصواريخ.

تنفتح العبوات على ارتفاع محدد، اعتمادا على منطقة الهدف المقصود، وتنتشر القنابل الصغيرة فوق تلك المنطقة. 

يتم دمجها بواسطة جهاز توقيت لتنفجر بالقرب من الأرض أو عند ارتطامها بها، ما يؤدى إلى نشر الشظايا المصممة لقتل الأفراد أو تدمير المركبات المدرعة والدبابات.

 إحراج واشنطن عالميًا

وفق صحيفة «واشنطن بوست» فإن الولايات المتحدة قد زودت أوكرانيا بنحو مليونى قذيفة مدفعية سابقًا، وأن بقرار الرئيس الأمريكى يعتبر هذا أول إعلان رسمى يقر بفشل الهجوم المضاد الأوكرانى، خاصة أن كييف لم تستطع حتى الآن أن تنجح فى السيطرة على أى من المدن التى وقعت تحت طائلة القوات الروسية على الرغم من كافة الأسلحة والمعونات العسكرية التى تم تزويدها من قبل حلفاء الغرب أو واشنطن.

 إعلان الحرب الشاملة

حتى الوقت الراهن أعلنت موسكو رفضها للقرار الأمريكى مؤكدة أن هذه الخطوة سيتم على إثرها تداعيات خطيرة، ولكن مع قراءة المشهد فى الحرب الدائرة حتى الوقت الراهن، ومع فشل القوات الأوكرانية فى استرداد أراضيها من روسيا، على الرغم من تمرد قوات فاجنر، إلا أن الأمر قد يكون له تداعيات أخرى حيث يحق لموسكو نقل بوصلة الحرب إلى مستوى آخر قد يرتقى لاستخدام السلاح النووى على سبيل المثال، ولكن هذه الخطوة تعتبر الأخيرة فى إنهاء الصراع الأمريكى الروسى وقبل ذلك يمكن لموسكو إعلان بداية «حرب شاملة» على الأراضى الأوكرانية فحتى الوقت الراهن توضح موسكو أن تدخلها العسكرى فى أوكرانيا ما هو إلا «عملية عسكرية» لضمان أمن موسكو، لكن مع الخطوة الأمريكية هذه يمكن لروسيا أن تعلن حربًا شاملة فى كافة أنحاء أوكرانيا والنتيجية ربما تكون محسومة وفق قراءة المشهد الحالى وفشل الهجوم المضاد، وفى السياق نفسه فإن موسكو توضح أن قواتها العسكرية المشاركة فى العمليات فى أوكرانيا يقدرون فقط بـ100 إلى 200 ألف جندى، ويوجد نحو 100 ألف جندى آخرين مازالوا فى تحصيناتهم هذا وأن روسيا أيضًا لم تعلن حتى الآن التعبئة الشاملة لجيشها.

من جهة أخرى أوضح معهد دراسات الحرب ISW أن حتى الآن كييف لم تستطع التقدم نحو خط الجبهة الروسى الممتد بنحو 1000 كم وعلى الرغم من أن طول وقوة خط الدفاع الروسى إلا أن أوكراينا تمتلك قوة أخرى وهى وقت وطريقة اختراق الجبهة ومع ذلك ورغم كافة التسهيلات والمعونات التسليحية التى تمتلكها أوكرانيا الا أنها لم تستطع حتى الوقت الراهن الاقتراب من هذا الخط، ولكن فى حال إعلان روسيا عن بدء حرب شاملة فى كافة الأراضى الأوكرانية ستفقد كييف هذه النقطة وربما تكون نهايتها بسقوط البلاد ككل.