الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

للتوعية بقضايا الأسرة والتنمية انطلاق حملة «علشان ولادكم.. احسبوها صح»

فى  إطار المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية أطلقت وزارة التضامن الاجتماعى حملة «علشان ولادكم.. احسبوها صح» للتوعية بقضايا الأسرة والتنمية، وذلك فى إطار خطة الوزارة لرفع الوعى لدى الفئات الأولى بالرعاية بالعواقب والتداعيات الناجمة عن بعض الممارسات الخاطئة التى تؤثر على أعمال التنمية التى تسعى الدولة لتحقيقها، حيث تهدف الحملة إلى دعم الرأى العام المؤيد لقضايا التنمية الداعمة لحقوق الأسر الأولى بالرعاية من أجل حمايتهم من المظاهر الاجتماعية التى تجعل تلك الفئات أسيرة للفقر بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.



 

 قضية الزيادة السكانية

وأكدت د.نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى أن الحملة ينفذها برنامج «وعى للتنمية المجتمعية»، وذلك بالمشاركة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى والاتحاد الأوروبى وسفارة المملكة المتحدة، حيث تتناول القضايا المؤثرة على مؤشرات ومعدلات التنمية وخصائص الأسر الأولى بالرعاية منها مكافحة عمل الأطفال والتسرب من التعليم وزواج الأطفال وتنظيم الأسرة والتمكين الاقتصادى للأسر الأولى بالرعاية وصحة الأم والطفل.

وتابعت أن قضية الأسرة والزيادة السكانية وتأثيرها هى قضية اجتماعية واقتصادية وتعتبر مسئولية كل مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية والقطاع الخاص، ولا يوجد لها حل أحادى بعينه بل تحتاج إلى عدة سياسات اجتماعية تشجع على سد فجوة التسرب من التعليم خاصة فى الريف المصرى والمناطق الفقيرة وسياسات اقتصادية تحفز الأسر على إبقاء أولادهم وبناتهم فى منظومة التعليم بدلا من تضييع فرصهم وتوريث الفقر لهم من خلال تقديمهم فى سوق العمل مبكرًا أو تزويج الفتيات وحرمانهن من فرصة الالتحاق بعمل مناسب يضمن لهن دخلًا مناسبًا يخرجهن من دائرة الفقر.

 تشجيع التصنيع

وأكدت أن علاج القضية السكانية تعتمد على اعتبارها إحدى قضايا التنمية والحماية الاجتماعية وتقوم على عدد من الاستراتيجيات المستمدة من الاستراتيجية القومية للسكان (2015-2030) وهى كالتالى: القضاء على الفقر من خلال سياسات الحماية الاجتماعية والتنمية المستدامة وليس الإغاثة، ومساعدة المواطنين للانتقال من الحماية الاجتماعية إلى العمل والإنتاج، وتطوير مؤشرات التنمية المستدامة خاصة فى قطاعات: الصحة، والتعليم، والعمل، وكذلك تشجيع التصنيع كنمط أساسى فى الإنتاج والاقتصاد لأنه يفضل الأسرة صغيرة العدد، وتعتبر تلك السياسة هى التى تتبناها وزارة التضامن بالتوازى مع تقديم حزمة برامج الحماية الاجتماعية حتى تتمكن الأسر الأولى بالرعاية من كسر دائرة الفقر متعدد الأبعاد والانتقال من مرحلة الحماية إلى الإنتاج.

 مكافحة ظاهرة عمل الأطفال

كما تعتمد الاستراتيجية أيضا على انفصال عملية تدريب وتعليم الأطفال والشباب عن العمل المنتج فى المجتمع الصناعى، وبذلك يصبح الأطفال والشباب الذين فى مرحلة التعليم والتدريب خارج دائرة العمل، حيث تتكفل الأسرة بالإنفاق على الأطفال والشباب فى التعليم والتدريب لإكسابهم مهارات الالتحاق بسوق العمل، كما أنها تحتاج لوعى حقيقى لدى الأسر الأولى بالرعاية من أجل تخفيض عدد الأطفال، بالإضافة إلى خروج المرأة إلى العمل خارج المنزل وإلى المصنع، وحدوث الانفصال بين عمل المرأة الاقتصادى وعملها المنزلى، يؤدى إلى تغيير وضع المرأة الاجتماعى والاقتصادى، ويترتب على ذلك أيضا انخفاض عدد الأطفال فى الأسرة، وكذلك ارتفاع مستوى دخل الفرد، واكتساب عادات وقيم وأنماط سلوكية جديدة، وتشجيع تعليم وعمل المرأة الحديث، خاصة الفتيات والنساء فى المناطق الريفية فى الصعيد والوجه البحرى، حيث إن ريف الوجه القبلى هو الأعلى على مستوى الجمهورية فى معدل الإنجاب الكلى للمرأة المصرية، بالإضافة إلى مكافحة ظاهرة عمل الأطفال التى تحرم الطفل من منظومة حقوقه الأساسية التى يكفلها له الدستور المصرى فى الحق فى التعليم وحمايته من جميع أشكال التمييز والإساءة، فضلا عن مناهضة زواج الأطفال كأحد الممارسات التقليدية الضارة التى تحرم الفتيات من حقهن فى استكمال تعليمهن ثم تحقيق فرصة الالتحاق بالعمل المناسب مما يعزز استمرار تلك الأسر فى دائرة الفقر متعدد الأبعاد اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيا.

 الاستعانة بالرائدات

 وأوضحت أن الحملة ستستمر لمدة شهرين وتعتمد فيها الوزارة على أدوات مختلفة للوصول للفئات الأولى بالرعاية، منها تنظيم حوارات مجتمعية وندوات ثقافية، تتضمن عروضا فنية وحوارات مجتمعية، تنظمها نحو 15 ألف رائدة اجتماعية منتشرات فى كل أنحاء مصر، وعدد من الجمعيات الأهلية الشريكة للوزارة، كما ستتم الاستعانة بالرائدات الاجتماعيات ومواد علمية وفيلمية مبسطة تشمل أهم الرسائل الخاصة بالتوعية، والتى ترد على تساؤلات الجمهور، كما ستتم الاستعانة برجال الدين الإسلامى والمسيحى خلال اللقاءات المنفذة على أرض الواقع، للرد على التساؤلات الدينية للأسر، فضلا عن الدور المهم للإعلام سواء الإعلام الجماهيرى أو مواقع التواصل الاجتماعى أو اللقاءات الجماهيرية والفعاليات الثقافية.

وكان لروزاليوسف لقاء مع بعض الحالات من حملات التوعية..

تقول بهية عبدالحميد من الإسكندرية استفدت كثيرا من حملات التوعية التى تنظمها الوزارة، فبعد أن تركت التعليم فى سن الابتدائى، ولم أكن أعرف حتى القراءة والكتابة، تعلمت فى الكبر من خلال فصول محو الأمية القراءة والكتابة واستطعت أن أقرأ أى ورقة أحصل عليها وأذهب إلى المكان الذى أريده بدون أن أحتاج لأحد يقرأ لى لافتة أو عنوانًا، متزوجة ولدى 3 أطفال وأحصل على معاش تكافل وكرامة، ولكن المعاش وحده لا يكفى فأخذت قرضا وعملت مشروعًا واشتريت ماكينة خياطة وبدأت عمل أطقم أسِرَّة وبدأت أوزع فى أماكن كثيرة والشغل يتعرف ويتم طلبه والمشروع بقى أكبر، الآن بقفل 10 أطقم أسِرَّة فى اليوم وأعمل أيضا فى العباءات أقصها وأضبطها للزبائن، وأضافت: عمل المرأة مهم جدا لأنها تفيد بيتها وتساعد زوجها مما يجعلها لا تحتاج لأحد فدخل الرجل وحده لا يكفى فى الظروف الاقتصادية الحالية، كما أنى أستطيع أن أعلم أولادى تعليما جيدا وأوفر لهم احتياجاتهم من مأكل وملبس وأتمنى أن يكون لى سكن خاص أنا وزوجى وأولادى. 

 أنصح كل أم تعلم أولادها

ومن جانبها تقول فايزة أحمد زكى من أبيس بالإسكندرية أنا أرملة منذ 14 عاما، زوجى كان صيادا وغرق فى البحر فى بورسعيد، لدى طفلان وأعولهما ومسئولة عنهما وحدى بعد وفاة والدهما، ألحقتهما بالتعليم والابن الأكبر وصل للصف الثالث الإعدادى وكان نفسى يدخل ثانوية عامة ولكن بسبب الظروف خرجته من المدرسة ليعمل ويساعدنى، ولكن بعد حضور الندوات وجدتهم ينصحونى أرجعه للتعليم مرة أخرى فدخلته صنائع عشان يشتغل ويتعلم، أما الولد الأصغر فهو بالتعليم بالصف الثانى الإعدادى وإنشاء الله يكمل تعليمه، الحملات تفيدنا جدا فنعرف طريقة التربية الصحيحة وعدم الضرب للأطفال وعدم استخدام العنف حتى يصبح الطفل سويا، أعمل من المنزل بجيب خضار فى البيت وأنظفه وأبيعه لأن مرتب تكافل وكرامة لا يكفى، الولد لما خرج من المدرسة نفسيته تدمرت وتعب جدا فأنصح كل أم أنها تعلم أولادها لأن التعليم يفيد صاحبه، وأنا اتعلمت مؤخرا فى محو الأمية حتى أستطيع قراءة القرآن، وأفضل شىء تعلمته من الحملات إزاى أتعامل مع سن المراهقة وكيف أبعد عن العنف في التربية.